انتهى الدرس!.. تكلفة الحرب بين طهران وتل أبيب مرعبة.. والصدام بين قوى متوازنة آخر خيار للكبار
انتهى الدرس الإيرانى الإسرائيلى بعد مناوشات متبادلة بين الطرفين، كل منهما أرسل للآخر ما يريد، وحفظ ماء وجهه وعبر كل منهما عن قوة لها وزن فى المنطقة والعالم وبرضاء الكبار وتوقيعهم على الصفقة، ما يؤكد أن الحرب ليست نزهة، والعالمون ببواطن الأمور يعرفون الحقيقة العارية وما فيها من تفاصيل صعبة ومرهقة ومدمرة غالبا، والدعوات من هنا وهناك لإشعال حرب ليست إلا تعبيرا عن غياب المعلومة الصحيحة والرؤية والقدرة على فهم المخاطر بشكل حقيقى.
كانت إسرائيل نجحت فى التصدى لكثافة الهجوم الإيرانى الشرس عليها بالمسيرات والصواريخ الذى استهدف دولة الاحتلال لأول مرة فى تاريخ دولة الملالى بشكل مباشر، لكن تل أبيب فاقت سريعا من حالة من الصدمة بسبب التكلفة الاقتصادية لاحتواء الضربة بقدر عال من الدقة وبادرت برد الضربة لكن دون تهور حتى لا تكلفها أضعاف مضاعفة.
فاتورة الصواريخ الاعتراضية
سجلت إسرائيل نجاحًا فى صد الهجوم من إيران، لكن دفعت ثمنا باهظا، إذ تقدر قيمة الصواريخ الاعتراضية التى أطلقتها حوالى نصف مليار شيكل، مع إلغاء رحلات الطيران والضرر الإضافى على المستثمرين الذين اضطروا لإغلاق منشآتهم.
وتملك إسرائيل نظام دفاع متعدد الطبقات، وحسب تقرير لمعهد دراسات الأمن القومى الإسرائيلى تبلغ قيمة اعتراض ما يصل إلى 100 صاروخ باليستى من قبل النظام متعدد الطبقات نحو نصف مليار يورو بخلاف تكلفة الطائرات الهجومية وساعات الطيران والتسليح والوقود والتشغيل.
وشمل مسح التكلفة الاقتصادية لصد الهجوم الإيرانى 3 عناصر، المواجهة العسكرية، والأضرار التى لحقت بالاقتصاد نتيجة إغلاق أنظمة التعليم لمدة يومين، وإغلاق المجال الجوى، والأضرار التى لحقت بالنشاط التجارى فى الاقتصاد.
ووفقًا للتقرير معظم شركات الطيران الأجنبية ألغت رحلاتها إلى إسرائيل لفترات قادمة بسبب الخوف من أي توتر قادم بين إيران وإسرائيل حال قررت الأخيرة الرد، ما يشعل حالة من الخوف لدى الكثير من مراكز صنع القرار فى دولة الاحتلال من عزلة إسرائيل الاقتصادية نتيجة المخاطر المتزايدة.
يقول خالد حسن، الكاتب والمحلل السياسى، إن إسرائيل حال أقدمت على أي ضربة لإيران سيعنى ذلك تكلفة اقتصادية باهظة على الاستثمارات الأجنبية فى دولة الاحتلال ونشاط الشركات العالمية فى البلاد.
وأوضح أن حجم الضربة الإيرانية كبير وكان متوقعا وتم احتواؤه، لكن الأهم أن إيران جادة فى الدفاع عن مصالحها وأمنها القومى، والحفاظ على قوة ردعها، لافتا إلى أن احتواء الضربة تم عبر قوات إسرائيلية وأمريكية وبريطانية، ما يعكس ضعف القوة العسكرية الإسرائيلية دفاعيا، وهذا لجغرافيتها الرخوة وافتقادها العمق الاستراتيجى.
وشدد على أن إسرائيل الآن عاجزة عن أي ردع يوازن ما قامت به إيران، ما يحقق لأول مرة فى التاريخ معادلة ردع لصالح طهران، مؤكدا أن المشروع الصاروخى الإيرانى بجانب تفوقها فى استراتيجيات الحرب الهجينة، أظهر فاعليَته، وجرب فى ساحتى حرب حقيقة فى أوكرانيا والآن إسرائيل، بل ربما يعتبر اليوم المشروع الجو - فضائى الإيرانى أهم من المشروع النووى.
واختتم: تكلفة أي حرب على إيران أصبحت كارثية ولا يمكن تحملها، وبالتالى التقديرات الأمريكية فى لجم إسرائيل وحلفائها فى المنطقة عن توجيه ضربة قوية وحقيقية لإيران، منطقية وواقعية، بعد أن أصبحت طهران قادرة على توسيع رقعة الحرب من حدودها لتشمل الخليج والمحيط الهندى وصولًا إلى حدود البحر المتوسط.