متى يتحمل الإنسان أوزار غيره؟.. الشيخ الشعراوي يجيب (فيديو)
سورة النحل، بيَّن الشيخ محمد متولي الشعراوي في خواطره بسورة النحل، من هم الناس الذين يحملون أوزار غيرهم يوم القيامة، كما أوضح الحكمة والعدالة الإلهية في هذا الشأن.
سورة النحل الآية 25
قال تعالى: «لِيَحْمِلُوا أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلَا سَاءَ مَا يَزِرُونَ».
تفسير الشيخ الشعراوي للآية 25 من سورة النحل
قال الشيخ محمد متولي الشعراوي في تفسير هذه الآية: انظر إلى قوله سبحانه: «لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً...»، لترى كيف يُوضّح الحق سبحانه أن النفس البشرية لها أحوال متعددة؛ وإذا أسرفتْ على نفسها في تلك الجوانب؛ فهي قد تُسرف في الجانب الأخلاقي؛ والجانب الاجتماعي؛ وغير ذلك، فتأخذ وِزْر كُلّ ما تفعل.
وتابع الشيخ الشعراوي: ويُوضِّح هنا الحق سبحانه أيضًا أن تلك النفس التي ترتكب الأوزار حين تُضِل نفسًا غيرها فهي لا تتحمل من أوزار النفس التي أضلَّتها إلا ما نتجَ عن الإضلال؛ فيقول: «وَمِنْ أَوْزَارِ الذين يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ»، ذلك أن النفس التي تمَّ إضلالها قد ترتكب من الأوزار في مجالات أخرى ما لا يرتبط بعملية الإضلال، والحق سبحانه أعدل من أنْ يُحمّل حتى المُضِل أوزارًا لم يكُنْ هو السبب فيها؛ ولذلك قال الحق سبحانه هنا: «وَمِنْ أَوْزَارِ الذين يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ...»، أي: أن المُضِلّ يحمل أوزار نفسه، وكذلك يحمل بعضًا من أوزار الذين أضلّهم؛ تلك الأوزار الناتجة عن الإضلال.
العدالة الإلهية
وأضاف الشيخ الشعراوي: وفي هذا مُطْلق العدالة من الحق سبحانه وتعالى، فالذين تَمَّ إضلالهم يرتكبون نوعين من الأوزار والسيئات؛ أوزار وسيئات نتيجة الإضلال؛ وتلك يحملها معهم مَنْ أضلوهم، أما الأوزار والسيئات التي ارتكبوها بأنفسهم دون أنْ يدفعهم لذلك مَنْ أضلُّوهم؛ فهم يتحمَّلون تَبِعاتها وحدهم، وبذلك يحمل كُلُّ إنسان أحمال الذنوب التي ارتكبها، وقد حسم رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك حين قال: (والذي نفس محمد بيده، لا ينال أحد منكم منها شيئًا إلا جاء به يوم القيامة يحمله على عنقه، بعير له رُغَاء، أو بقرة لها خُوَار، أو شاة تَيْعَر)، وقِسْ على ذلك من سرق في الطوب والأسمنت والحديد وخدع الناس.
أهم قضية تشغل بال الخليقة
وأكمل الشيخ الشعراوي: وحين يقول الحق سبحانه: «الذين يُضِلُّونَهُمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ...»، إنما يلفتنا إلى ضرورة ألاَّ تُلهينا الدنيا عن أهمِّ قضية تشغل بال الخليقة، وهي البحث عن الخالق الذي أكرم الخَلْق، وأعدَّ الكون لاستقبالهم، وكان يجب على هؤلاء الذين سمعوا من كفار قريش أن يبحثوا عن الرسول، وأن يسمعوا منه؛ فهم أُميون لم يسبق أنْ جاءهم رسول؛ وقد قال فيهم الحق سبحانه: «وَمِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لاَ يَعْلَمُونَ الكتاب إِلاَّ أَمَانِيَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَظُنُّونَ» (البقرة: 78)، فإذا ما جاءهم الرسول كان عليهم أنْ يبحثوا، وأنْ يسمعوا منه لا نقلًا عن الكفار؛ ولذلك سيعاقبهم الله؛ لأنهم أهملوا قضية الدين، ولكن العقوبةَ الشديدة ستكون لِمَنْ كان عندهم عِلْم بالكتاب، والحق سبحانه هو القائل: «فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الكتاب بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هذا مِنْ عِنْدِ الله لِيَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا..» (البقرة: 79).
أصحاب العقاب الأشد من الله
وأتم الشعراوي: ويَصِف الحق سبحانه مَنْ يحملون أوزارهم وبعضًا من أوزار مَنْ أضلوهم: «أَلاَ سَآءَ مَا يَزِرُونَ»، أي: ساء ما يحملون من آثام؛ فهم لَمْ يكتفوا بأوزارهم، بل صَدُّوا عن سبيل الله، ومنعُوا الغير أنْ يستمعَ إلى قضية الإيمان، ومن نتيجة ذلك أنْ يبيح مَنْ لم يسمع لنفسه بعضًا مِمَّا حرم الله؛ فيتحمل مَنْ صدَّهم عن السبيل وِزْر هذا الإضلال، ولذلك نجد رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «شَرُّكم مَنْ باع دينه بِدُنْياه، وشَرٌّ منه مَنْ باع دينه بِدُنْيا غيره»، فمَنْ باع الدين ليتمتع قليلًا؛ يستحق العقاب؛ أما مَنْ باع دينه ليتمتعَ غيرُه فهو الذي سيجد العقاب الأشدَّ من الله.
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو) ، تغطية ورصدا مستمرا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.