رئيس التحرير
عصام كامل

الصحف الأجنبية.. البرادعى يقنع "السيسى" بتأجيل فض اعتصامى النهضة ورابعة.. أنصار "المعزول" يزيدون إصرارا على الاعتصام.. "الإخوان" يرفضون وساطة السلفيين.. و"بيت المقدس" تنتقم لمقتل 4 من أعضائها فى سيناء

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

اهتمت الصحف الأجنبية الصادرة صباح اليوم الثلاثاء بالشأن المصري وتناولت أزمة فض الاعتصامات التي تواجها الحكومة بينها وبين أنصار الرئيس المخلوع محمد مرسي.


ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن هناك عدة أسباب قد تكون وراء تأجيل الحكومة المصرية فض اعتصامي الإخوان في رابعة العدوية والنهضة، وقالت: إنه من الممكن أن محمد البرادعي، نائب الرئيس المؤقت، وآخرين في الحكومة الجديدة أكثر تصالحية، أقنعوا الفريق أول عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع بتأجيل خطط وزارة الداخلية بفض الاعتصامات.

وأضافت الصحيفة: أنه وعلى مدى أكثر من أسبوع من الإعلان عن فض الاعتصامات أجلت الحكومة مجددا أمس الإثنين خطتها بشأن تفريق احتجاجات أنصار مرسي، وذلك رغم عدم ظهور بوادر تذكر بشأن التوصل لحل وسط وإنهاء الأزمة.

وتساءلت: "لماذا أعلنت الحكومة عن عزمها تفريق الاعتصامات ومن ثم تأجيلها صباح الإثنين؟ بعد أن قالت للصحفيين: إن الشرطة ستبدأ مرحلة خنق الاعتصامات ومن ثم تفريقها فجرا.

واستدركت الصحيفة بالقول: مسئولون في وزارة الداخلية أكدوا: "أن تسريبات الخطط الأصلية أدى إلى تجمع حشود كبيرة في الاعتصامات وأجبرتنا على التأجيل".

قال الكاتب ديفيد كينر، في مقال له بصحيفة " فورن بوليسي" الأمريكية، اليوم الثلاثاء، إن فض اعتصام آلاف المؤيدين للرئيس السابق محمد مرسي، ليست مهمة بسيطة للحكومة المؤقتة التي تعتبر أن تواجدهم خطرا يهدد الأمن القومي للبلاد.

وأوضح الكاتب الأمريكي، أنه بعد سماح الحكومة لوزارة الداخلية بالتعامل مع هذه الاحتجاجات واتخاذ "جميع التدابير اللازمة" لفضها، قال مسئولون أمنيون: إنهم سيقومون بمحاصرة الاعتصامات في غضون 24 ساعة.

وأضاف "كينر": "في الوقت الذي تأجل فيه الموعد النهائي لفض الاعتصام، تظل الحقيقة أن تفريق الحشود المؤيدة للمرسي ليست مهمة بسيطة، حيث إن أحد الاشتباكات التي وقعت بين الشرطة والمعتصمين في رابعة الشهر الماضي أدت إلى مقتل 72 شخصا على الأقل، من دون أن ينجح في كسر المظاهرة".

ورأى الكاتب أن الحكومة الجديدة تخشى تورطها في جولة جديدة من العنف تنتج عنها إدانة دولية ويضعف أيضا شرعيتها داخليا.

قالت صحيفة الجارديان البريطانية: إن أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي يزيدون إصرارًا، على الرغم من التهديدات بفض الاعتصام.

وأشارت الصحيفة إلى نزول الكثير من أنصار مرسي بعد تهديدات الحكومة بفض الاعتصام، مشيرة إلى أنهم نزلوا خوفا من أن يحدث مزيد من العنف من قوات الشرطة ضد المعتصمين برابعة العدوية وميدان النهضة، موضحة أنهم أصبحوا أكثر تنظيما وإصرارا على مطالبهم، رغم أنهم عاشوا عدة أسابيع تحت الخوف من قيام السلطات بفض الاعتصام بالقوة.

ونقلت الصحيفة أقوال بعض المعتصمين التي تؤكد على إصرارهم على عودة الشرعية، مؤكدين أنهم لا يخافون الموت ومستعدون للتضحية بدمائهم من أجل عودة "الشرعية"، حيث قالت عزة جلال، إحدى المعتصمات،: "إننا لا نهتم بالموت وعندما يحين وقته سنموت شهداء شجعان وليس جبناء".

وأوضح معاذ أحمد، مدرس، ويحرس بوابة مدخل الاعتصام: "عندما علمت أن الاعتصام سيعرض لهجوم جئت إلى هنا، ولا يهمني أموت أو لا".

وأضافت الصحيفة: أنه منذ عزل مرسي كان عشرات الآلاف من المعتصمين في ميداني رابعة العدوية ونهضة مصر من أعضاء جماعة الإخوان المسلمين، للمطالبة بعودة الرئيس ومع مرور الوقت وعدم تنفيذ مطالبهم، بدأ البعض يشعر بصعوبة الموقف وخاصة في ظل تهديدات المسئولين بفض الاعتصامات بالقوة.

كما أن معارضي اعتصام رابعة يقولون: إن الإخوان يريدون الشهادة دون النظر إلى أي حلول سياسية ولذلك رفضوا أغلب محاولات الوساطة الغربية، بينما يقول مؤيدو الاعتصام: إن الإخوان لديهم مظالم حقيقية وإنهم مهددون بمذابح أكبر إذا عادوا لمنازلهم.

ولفتت الصحيفة إلى تنوع تركيبة أنصار مرسي داخل المخيمات، وقال مسئول لجراديان: إن الإخوان رفضوا إجراء مقابلات مع السلفيين للخوف من أن يخففوا من رسالة جماعة الإخوان المسلمين، وتنفي الجماعة أنها تتفاوض مع الجيش إلا أن بعض المصادر رجحت وجود المفاوضات، موضحين أن الحوار قد يرتكز على فض الاعتصامات مقابل الإفراج عن القيادات المعتقلة.

في الوقت نفسه، تبقى قيادات الجماعة المعتصمة في رابعة رافضة لأي حل وسط من هذا القبيل، ويصرون على عودة رئيس الجمهورية قبل البدء في أي تفاوض.

أما عن الصحف العبرية فاهتمت اليوم بحادث إطلاق الصواريخ من شبه جزيرة سيناء على منطقة إيلات، حيث أوضح مصدر أمني إسرائيلي، أن الصاروخ الذي تم إطلاقه الليلة باتجاه مدينة "إيلات" الإسرائيلية هدفه إلحاق الضرر بمصر التي تبذل مجهودًا كبيرًا من أجل محاربة الإرهاب في سيناء، حيث قال: "هذه المحاولة ليست لإلحاق الضرر فقط بإسرائيل ولكن بمصر أيضًا والتي في عيونهم كافرة، وذلك ما دفعهم لتنفيذ هجوم إرهابي، ولا يجب فصل هذا الحادث عن حادث الجمعة الماضية والذي على حسب تقارير أجنبية تم تنفيذه بطائرة إسرائيلية".

وذكر موقع "واللا خدشوت" الإسرائيلي، أن جيش الاحتلال استعد منذ عدة أسابيع لإطلاق الصواريخ باتجاه إيلات حيث وضع منظومة "القبة الحديدية" االمضادة للصواريخ في المنطقة لإحباط أي محاولة لأي خلية إرهابية تتبع جماعة الجهاد العالمي في سيناء.

كما أكد المصدر الأمني، أن جماعة الجهاد العالمي هى من نفذت العملية قاصدة إحراج مصر.

وكانت قد أعلنت وسائل الإعلام الإسرائيلية عن إطلاق صاروخ، فجر اليوم الثلاثاء، باتجاه منطقة إيلات حيث أسفر عنه إصابة شخصين بدون أي خسائر مادية.

فيما ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، أن هناك حالة تأهب قصوى بالمنطقة، كما تم استدعاء قوات الجيش والشرطة الإسرائيلية من أجل البحث في المنطقة، فيما نقلت الصحيفة عن شاهد عيان حدوث انفجارين وبعدها بثوان دوت صافرات إنذار القبة الحديدية وذلك ما دل على نجاح هذه المنظومة في التصدي للصواريخ.

ويذكر، أن هذه المرة الأولى التي تنجح فيها هذه المنظومة في التصدي لهجوم صاروخي حيث إن الهجوم كان من الأساس بثلاثة صواريخ لم ينجح في الوصول إلا صاروخ واحد وسقط في منطقة مفتوحة، أما الصاروخان الآخران فاستطاعت القبة الحديدية اعتراضهم.

فيما قالت صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية: إن من قام بالهجوم الصاروخي الليلة من سيناء هى جماعة "مجلس شورى المجاهدين في أكناف بيت المقدس" السلفية، وذكرت الصحيفة أن هذه الجماعة قامت بهذا العمل الإرهابي ردًا على مقتل أربعة من أعضائها في سيناء بطائرة بدون طيار إسرائيلية الجمعة الماضية.

كما نقلت الصحيفة إعلان الجماعة مسئوليتها عن الحادث حيث قاموا بإطلاق ثلاثة صواريخ لم ينح في الوصول إلا واحد فقط وسقط بمنطقة مفتوحة.
الجريدة الرسمية