رئيس التحرير
عصام كامل

«التعليم» تواجه كابوس الثانوية العامة.. إجراءات حازمة للسيطرة على ظاهرة الغش في امتحانات 2024.. وتقنيات حديثة تراقب 800 ألف طالب وطالبة

امتحانات الثانوية
امتحانات الثانوية العامة، فيتو

لا مجال لتكرار أخطاء الماضى، لهذا تستعد مبكرا وزارة التربية والتعليم لإنهاء امتحانات الثانوية العامة دون مشكلات واضحة خاصة فى أزمة الغش التى تواكب هذه الامتحانات سنويا، مما يتطلب السيطرة على 800 ألف طالب وطالبة من خلال تقنيات حديثة ومبتكرة.

الوزارة وضعت خطة محكمة هذا العام للسيطرة على موسم امتحانات الثانوية العامة بجميع محافظات الجمهورية، وحرصت الوزارة على العمل فى إطار منظومة دقيقة، والاستعانة بالكفاءات من ذوي الخبرة عند إجراء امتحانات الثانوية العامة وبدرجة عالية من الشفافية لتحقيق العدالة وتكافؤ الفرص بين الطلاب.

وأكدت الوزارة اتخاذ إجراءات جديدة وحازمة والاستعداد المبكر لامتحانات الثانوية العامة لهذا العام بعد حصر جميع المشكلات التى واجهت الامتحانات خلال الأعوام الماضية، وتفاديها هذا العام.

ومن ضمن المشكلات التى تسعى الوزارة لتفاديها هذا العام هى ظاهرة الغش، التى تعتبر من أكبر المشكلات التى تواجه امتحانات الثانوية العامة منذ سنوات عديدة وزادت خطورة تلك المشكلة مع اتساع انتشار الأجهزة التكنولوجية مثل الموبايل والتابلت واللاب وغيرها، حيث أصبح من السهل تسريب الامتحانات وتداولها فى دقائق معدودة.

وتعمل الوزارة على محاربة ظاهرة الغش بكافة الوسائل والأساليب والتى تشمل القضاء على التحويل إلى لجان أولاد الأكابر واستخدام الباركود فى أوراق الامتحانات، كما تضمنت الإجراءات تركيب كاميرات مراقبة فى اللجان، واستحداث وسائل رقمية للكشف عن الغش تستخدم لأول مرة، بالإضافة إلى التفتيش الدقيق قبل دخول اللجان واستخدام العصا الإلكترونية للكشف عن الإلكترونيات ومنع اصطحاب المراقبين الهواتف المحمولة داخل اللجان فى مواجهة محاولات الغش الإلكترونى، ورصد أى طالب يقوم بمحاولة غش إلكترونى واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال.

 

ومن ضمن الإجراءات التي اتخذتها الوزارة للسيطرة على ظاهرة الغش تشكيل لجنة لفحص تحويلات طلاب الثانوية العامة داخل الوزارة، بعد أن تقدم أكثر من 12 ألف بطلب تحويل، وتم قبول المبررات المعقولة، لإحكام السيطرة على لجان السير، فضلا عن موافاة الإدارة العامة للامتحانات بأسماء اللجان التى تحتاج إلى زيادة تأمين، بالإضافة إلى تأمين استراحات المعلمين.

 

ومن جانبه أكد الدكتور تامر شوقى، الخبير التربوى، فى تصريحات خاصة لـ“فيتو”، أن وزارة التربية والتعليم وتحد من مشكلات الغش وتردع الكثير من الطلاب الذين يسعون للغش وتسريب الامتحانات، مضيفا: ولكن مع ذلك تفقد مثل هذه الرسائل قوتها الفعالة فى القضاء التام على الغش فى ضوء بعض الإشكاليات، منها ضخامة أعداد الطلاب فى الثانوية العامة فى كافة ربوع مصر والذين يتجاوز عددهم سنويا ٧٢٥ ألف طالب، وعقد الامتحانات فى توقيت واحد فى جميع المحافظات بما يجعل من الصعب تماما إحكام السيطرة على كل اللجان، واستحالة مراقب اللجان على مستوى الجمهورية بكاميرات مراقبة لأنها تتطلب تجهيزات وموازنات ضخمة.

 

وأشار الخبير التربوى إلى أن الطلاب يبتكرون أساليب حديثة للغش ويستخدمون تقنيات لم تستخدم من قبل يصعب معها اكتشافهم ووجود عدد من المراقبين الذين قد لا يتخذون مواقف صارمة تجاه الطلاب الغشاشين لأسباب مختلفة، بالإضافة إلى طبيعة أسئلة الامتحانات حيث تتضمن أسئلة موضوعية بنسبة ٨٥% ومقالية بنسبة ١٥%، وبالطبع فإن أسئلة الاختيار من متعدد سهلة الغش والتسريب والتداول، موضحا أن تعدد العناصر المسئولة عن الامتحانات يتنهى بتسريبها أو السماح بالغش.

وأضاف أن هناك احتمالا لتعطل الأجهزة المستخدمة للكشف عن الغش فى بعض مناطق الجمهورية، وخاصة النائية، بجانب أن كبر سن المعلمين المراقبين للامتحانات يجعلهم عاجزين عن إحكام السيطرة الكاملة على اللجان، فضلا عن عدم قدرة الكثير منهم على التعرف على الأجهزة الحديثة التى قد يستخدمها الطلاب فى الغش.

مشيرا إلى أن وزارة التربية والتعليم تبذل جهدا كبيرًا لمحاربة ظاهرة الغش من خلال استخدام الباركود أو تقنيات اكتشاف الغش الإلكترونى، أو كاميرات المراقبة وغيرها، ورغم أهمية تلك الإجراءات إلا أنها تشبه الإجراءات الأمنية، التى تعتبر أحد أهداف التربية وهى غرس الضمير الداخلى لدى الطالب ومنعه من الغش بدون وجود رقيب خارجى.

 

من ناحيتها، كشفت عبير أحمد، مؤسس اتحاد أمهات مصر للنهوض بالتعليم، وائتلاف أولياء الأمور، عن مطالب أولياء أمور طلاب الثانوية العامة والخاصة فى امتحانات أبنائهم الطلاب، وأكدت ضرورة نشر فيديو توضيحى لدفعة 2024 على الصفحة الرسمية للوزارة تتضمن طريقة الحل وكتابة رقم الجلوس فى البابل شيت، وكذلك البدء قبل موعد الامتحانات الأساسى بربع ساعة للانتهاء من الإمضاءات للطلبة والإجراءات اللازمة، ومع بداية الامتحان تكون اللجنة بكامل هدوئها.

 

وأضافت: يجب ترجمة المواد من العربية إلى اللغات، وتجنب أخطاء الترجمة التى تجعل السؤال يفهم بأكثر من طريقة مختلفة، وأيضًا الرسومات تكون أكتر وضوحًا عن العام السابق.

 

وتابعت: نرجو التدرج بمستوى الأسئلة حسب تصريح الوزير، ٣٠% للطالب أقل من المتوسط، و٤٠% المتوسط و٣٠% (المتميز وليس الخبير فى المادة).

الجريدة الرسمية