رئيس التحرير
عصام كامل

شعب مصر والحلم الضائع


"علينا أن نتعلم العيش معاً كأخوة ، أو الموت معاً كالأغبياء".. "في النهاية لن نذكر كلمات أعدائنا، بل صمت أصدقائنا" مارتن لوثر كينج

وتتكرر المأساة.. ويصدم الأقباط ويتلاشى حلمهم بالأمن والأمان والوحدة ..والمحزن أن هذه المأساة لا تطبقها أيدى المعتدين من السلفيين والإخوان .. بل بصمت تام من المسئولين يصل لحد التواطؤ..وبتجاهل تام لأعمال الحرق والسلب والنهب والقتل وبعدم تعويضهم عن كل ما يجري لهم... سياسة خاطئة وأيد مرتعشة.. ورئيس وزراء ورئيس جمهورية وجهاز شرطة وجهاز قوات مسلحة صامتون !! تاركون الكيان الضعيف لينتهك ويقتل ويسرق وتنهب أماكن رزقه وسط صمتهم العجيب؟!!

هذا الصمت أعطى الضوء الأخضر لتكرار الاعتداءات وأعمال السرقة والنهب والقتل ....وأسد الجماعات الإرهابية وفرض صلح الإذعان وسط رجال دين بالاسم يسعون للتصالح على حساب دم شهداء الوطن ..ضحايا الإرهاب.

لماذا تتناسون أقباط مصر ياسادة ..أو ليسوا شركاء الوطن؟ ألم يتشاركوا بأرواحهم قبل مشاعرهم لاسترداد مصر لكل المصريين فى حلم جميل آملين ألا يطاح بأحلامهم فى مصر الأمن والأمان ..مصر المستقبل مصر الحاضنة لكل أبنائها معتقدين أن مصر لن تسرق مرة أخرى؟!

أوليسوا من الشعب المصري الذي أجبر قيادات القوات المسلحة على التعامل مع الرفض الشعبى للفاشيين الجدد وخونة الوطن .. فقام الفريق السيسي الابن البار بإزاحة الفاشيين الجدد وظهرت حقيقة الإخوان المسلحين والجماعات الجهادية لتدخل فى حرب شرسة مع القوات المسلحة فى سيناء.

هل هم شعب غير الشعب الذي خرج بالملايين لتأييد الفريق السيسي وقواتنا المسلحة فى حربها ضد الإرهاب يوم 26 يوليو فى شكل من أشكال الاحتفال القومى رافضين الإرهاب المسلح والخيانة وتهديد الأمن القومى المصرى من جماعات الإخوان وأذنابها. لقد خرجت كل جموع الشعب بكل أطيافها مسلم مسيحى شيعى بهائى لادينى ....نعم للقضاء على الإرهاب ..نعم لمصر الأمن والأمان.

ولأن مصر مازالت مسروقة ولأننا نخشى عليها ألا تعود لسابق عهدها أيام محمد على باشا أو العهد الليبرالي .. ولأن مصر ضحية للكل رجال السلطة بصمتهم على الانتهاكات والأيادى المرتعشة ...الإخوان والتيارات عديمة الدين التى استباحت حياة أبناء الشعب ...ولدول الجوار الممولة للجماعات الإرهابية. والإعلاميين الذين لم يرتفع صوتهم للمطالبة بحماية الأقباط وبتعويضهم عن خراب بيوتهم وحرق مصدر رزقهم.. ولرجال الدين الذين يتقمصون الوطنية على حساب العدل والقانون ويعقدون الصلح مذعنين خاضعين.. ولأنه مازال البسطاء من الأقباط يدفعون الثمن .. فاعلموا أن الثورة مستمرة.

الثورة مستمرة على كل الظلم والأوضاع المتردية ..وعلى السياسات التي لم تتغير ..على الوجوه التي عادت تظهر على السطح ..

الثورة مستمرة حتى يعود لقادة هذا البلد الحس الإنساني والبعد الوطني ..والانتماء لهذا التراب وسيظل الأقباط مشاركين لإخوتهم في الثورة على كل أنواع الظلم ..لكن حينما تنتصر الثورة ..هل سيعود الأقباط لحالهم ويبقى الحال كما هو عليه ..هل سيصدق عليهم المثل السائر: 
في الفرح مدعين وفي الهم منسيين.
Medhat00_klada@hotmail.com
الجريدة الرسمية