المظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غزة تجتاح الجامعات الأمريكية.. اعتصامات واعتقالات ومواجهات مع الشرطة.. ومخاوف من تحولها لسيناريو انتفاضة حرب فيتنام
الجامعات الأمريكية، سادت حالة من القلق داخل الأوساط السياسية الأمريكية من إمكانية توسع مظاهرات الطلاب داخل الجامعات الأمريكية المنادية بوقف العدوان الإسرائيلي علي قطاع غزة، وسط مخاوف من تكرار سيناريو عام 1968 الذي شهد أكبر مشهد احتجاجي للطلبه أثناء حرب فيتنام.
وأعادت الاحتجاجات الحالية إلى الأذهان المظاهرات التي انطلقت من جامعة كولومبيا رفضا لـ حرب فيتنام، وخصوصا بعد استخدام الشرطة القمع ضد المحتجين، ولجوء إدارة الجامعة للأسلوب ذاته المتمثل في طلب الشرطة لفض الفعاليات.
وانطلقت احتجاجات 1968 في جامعة كولومبيا الأمريكية بعد أن وجد الطلاب روابط بين الجامعة ووزارة الدفاع بشأن التسليح، ما يدعم مشاركة الولايات المتحدة في حرب فيتنام.
واستعرض تقرير لشبكة «إن بي سي» نيوز الأمريكية مدى التشابه بين احتجاجات 1968 المناهضة لـ حرب فيتنام، وما يحدث الآن في جامعة كولومبيا من موجة متصاعدة للتظاهرات الرافضة للحرب على غزة.
ونقلت الشبكة الأمريكية عن أورين روت، وهو محام شهير في مدينة نيويورك وخريج جامعة كولومبيا والذي كان في المدرسة عندما هزتها الاحتجاجات المناهضة لحرب فيتنام عام 1968 قوله، إن استدعاء رئيسة الجامعة نعمت شفيق للشرطة كان سوء تقدير غير عادي.
وتعليقا على استدعاء رئيسة جامعة كولومبيا نعمت شفيق الشرطة لفض الاحتجاجات الداعمة لغزة قال روت، الذي كان أحد كبار المحررين في صحيفة «ذا سبكتاتور» الطلابية في جامعة كولومبيا، في عامي 1968 و1969: "من الواضح أن شفيق ومستشاريها لم يتعلموا من التاريخ. ومن الواضح أن استدعاء رجال الشرطة كان خطأً.. الأمور لم تصبح أكثر هدوءا".
وأوقفت جامعة كولومبيا، عشرات الطلاب المشاركين في الاحتجاجات.
ماذا حدث خلال عام 1968 داخل الولايات المتحدة ؟
واعتبر روت، أن القرار الذي اتخذه رئيس الجامعة جرايسون كيرك في عام 1968 بإلزام الشرطة بإخراج المتظاهرين بالقوة من المباني التي كانوا يحتلونها لم يؤد إلا إلى تأجيج الوضع وشوه سمعة كولومبيا لسنوات عديدة.
وشهدت الجامعة في أبريل 1968 احتجاجات عنيفة رفضا لـ حرب فيتنام، تحولت إلى مواجهات مع الشرطة وأدت لاعتقال مئات الطلاب، في ظل مساعي طلابية بالضغط على إدارة الجامعة لوقف بناء صالة ألعاب رياضية منفصلة في حديقة مورنينجسايد القريبة، والتي كانت تحمل شبهة عنصرية.
وفي تلك الفترة؛ أقدم الطلاب المتظاهرون على احتلال عدة مبان بالمؤسسة لمدة أسبوع، قبل أن يقتحم حوالي ألف رجل أمن الحرم الجامعي لإخلائه. وخلال هذه العملية أصيب أكثر من 100 شخص، وقبض على أكثر من 700 شخص.
وانتقل روت بحديثه إلى الموجة الحالية من التظاهرات بـ جامعة كولومبيا الأمريكية، داعيا رئيسة الجامعة إلى الاستقالة في مقال رأي نشرته صحيفة «سبيكتاتور» يوم الإثنين الماضي وقال، إن جامعة كولومبيا يبدو أنها اختارت أحد الجانبين في معركة غزة.
قمع المتظاهرين داخل الجامعات الأمريكية
وبحسب تقرير «إن بي سي» فإن القرار الذي اتخذته رئيسة جامعة كولومبيا باستدعاء قسم شرطة نيويورك لإبعاد المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين من الحرم الجامعي الأسبوع الماضي أثار موجة من المظاهرات المتزايدة الحدة التي اندلعت في جامعات نيويورك.
وألقت الشرطة الأمريكية القبض على 108 متظاهرين من جامعة كولومبيا، بما في ذلك ابنة النائبة الأمريكية الديمقراطية، إسراء هيرسي، كما اندلعت احتجاجات مماثلة في الجامعات في جميع أنحاء البلاد، من جامعة نيويورك وجامعة ييل إلى جامعة إلينوي وخارجها غربًا إلى جامعة واشنطن. وكاليفورنيا، وبيركلي، وجامعة جنوب كاليفورنيا، التي أغلقت أبوابها في وقت متأخر من يوم الأربعاء بسبب تزايد المظاهرات.
ونقلت شبكة الأخبار الأمريكية عن طالبة تدعى راشيل، 19 عامًا، قولها الطلاب كانوا يشعرون بالفعل بالقمع بشكل لا يصدق من قبل رئيسة الجامعة.
وقبل الاحتجاجات الحالية؛ كانت أخر مرة استدعى فيها رئيس جامعة كولومبيا الشرطة لتفريق الطلاب المتظاهرين في عام 1968، في ذروة حرب فيتنام. وقالت راشيل، إن ما محاولة رئيس الجامعة لترهبنا جاء بنتائج عكسية.
وأضافت: الحركات تغلي بطبيعتها عندما تواجه المزيد من القمع.
مطالب الطلاب داخل الجامعات الأمريكية
وطالب طلاب جامعة كولومبيا المحتجون على الحرب، الجامعة بقطع العلاقات المالية مع إسرائيل وسحب استثماراتها من الشركات الإسرائيلية.
واستند التقرير إلىما قاله أليكس، وهو طالب يهودي في جامعة ميشيجان وهو جزء من الحركة المؤيدة للفلسطينيين: الأمر يتعلق بالتضامن.. هذه حركة جماعية تتجاوز بكثير الولايات المتحدة.
ويقول المنظمون إنهم استلهموا أيضًا الاحتجاجات ضد حكومة الفصل العنصري في جنوب إفريقيا والتي شارك فيها جيل سابق من طلاب ميشيجان.
وقال أحد المنظمين للاحتجاجات الحالية: لقد رأينا أن هذا كان فعالًا في تحقيق تنازلات من الإدارة تجاه سحب الاستثمارات من إسرائيل والفصل العنصري والإبادة الجماعية.
حملات اعتقال واسعة داخل الجامعات الأمريكية
واستمرت الموجة الاحتجاجية في حرم جامعة كولومبيا حتى هذا الأسبوع، قبل أن تدعو رئيسة الجامعة إلى عقد الفصول الدراسية افتراضيًا يوم الإثنين ومنحت المتظاهرين في البداية مهلة نهائية حتى منتصف ليل الثلاثاء لطي خيامهم والتفرق قبل أن تعلن أن المحادثات ستستمر خلال الـ 48 ساعة القادمة دون انقطاع.
ورأت ماريان هيرش، أستاذة اللغة الإنجليزية بجامعة كولومبيا، أن نعمت شفيق تقمع الاحتجاجات السلمية، وهو أمر يستحق النقاش المفتوح، حيث لا يسمح للطلاب بالتعبير عن آرائهم.
وسلط تقرير لأسوشيتد برس الضوء على تصاعد الموجة الاحتجاجية في عدد من الجامعات الأمريكية، مشيرا إلى اعتقال الشرطة الطلاب المتظاهرين في جامعة جنوب كاليفورنيا يوم الأربعاء، بعد ساعات من قيام الشرطة في جامعة تكساس باعتقال العشرات بشكل عدواني ضد المحتجين على حرب غزة.
ووصف دين أوركهارت، وهو طالب في السنة الثالثة في تكساس، تواجد الشرطة والاعتقالات بأنه رد فعل مبالغ فيه، مضيفًا أن الاحتجاج كان سيظل سلميًا لو لم يشارك الضباط بالقوة.
وقال أوركهارت: بسبب كل الاعتقالات، أعتقد أن المزيد من (المظاهرات) ستحدث.
وعلى رغم محاولة جامعة هارفارد في ماساتشوستس إلى استباق الاحتجاجات هذا الأسبوع من خلال تقييد الوصول إلى هارفارد، بطلب الحصول على إذن للخيام والطاولات. لكن ذلك لم يمنع المتظاهرين من إقامة مخيم يضم 14 خيمة يوم الأربعاء بعد مظاهرة احتجاج على تعليق الجامعة عضوية لجنة التضامن مع فلسطين لطلاب جامعة هارفارد.
وانعكست الموجة الاحتجاجية على المشهد في جامعة نيويورك، حيث قالت الشرطة إنه تم احتجاز 133 متظاهرًا، بينما تم القبض على أكثر من 40 متظاهرًا يوم الإثنين في معسكر بجامعة ييل.
وانتشرت التظاهرات المؤيدة للفلسطينيين التي تهز عددا من الجامعات عبر الولايات المتحدة إلى المزيد من الكليات الأربعاء حاملة رئيس مجلس النواب الجمهوري مايك جونسون على التلويح بنشر الحرس الوطني.
وبحسب تقرير وكالة الأنباء الفرنسية تحرك تصريحات جونسون ذكريات أليمة تعود إلى العام 1970 حين قُتل طلاب عزّل برصاص عناصر من الحرس الوطني خلال احتجاجات ضد حرب فيتنام.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.