زلزال غزة يشعل أمريكا.. مظاهرات الطلبة تتصاعد في 10 جامعات أمريكية.. الاحتجاجات تمتد إلى كندا وأستراليا.. والأمريكان يطالبون بإقالة نعمت شفيق
حراك الجامعات الأمريكية، ما يحدث داخل أروقة الجامعات الأمريكية من طلابها المساندين لغزة اعتبره الخبراء بأنها معجزة غزة، فقد وصف الحراك القوي من الطلبة والأساتذة الجامعيين المتضامنين مع غزة بأنه زلزال في الجامعات الأمريكية أطلقوا عليه زلزال غزة.
حراك الجامعات الأمريكية يتصاعد
تصاعد حراك الجامعات الأمريكية، التي توسعت رقعتها لتصل إلى وسط الولايات المتحدة الأمريكية وحتى الساحل الغربي في كاليفورنيا، فقد بدأت احتجاجات الطلاب الداعمين لغزة من كليات النخبة في أعرق الجامعات الأمريكية جامعة كولومبيا في نيويورك، وانتشرت إلى 10 جامعات أخرى، ومنهم جامعة هارفارد، الجامعة الأمريكية العريقة، وشملت جامعة تكساس ونيويورك وغيرها، وخرجت عبر حدود الولايات المتحدة لتشتعل في جامعات أستراليا وكندا وقد تصل لدول أوروبا.
الأوضاع داخل الجامعات الأمريكية تتطور وتصل حد الانفجار ضد الكيان، الأمر الذي يخشاه الاحتلال الإسرائيلي ومؤسسيه، ويعتبره الخبراء أهم حدث في أمريكا الآن، والتي تمثل حالة تمرد واحتجاج تجتاح الجامعات الأمريكية دعمًا وتأييدًا لفلسطين وإدانة لجرائم اسرائيل في غزة والضفة، خاصة بعدما قامت رئيسة جامعة كولومبيا في نيويورك نعمت شفيق بفصل 15 طالبًا واستدعاء الشرطة للطلبة بزعم قيامهم بأعمال عنف، وقامت الشرطة الأمريكية بإلقاء القبض على عشرات الطلبة وأساتذة الجامعة والموظفين، ما دفع الكثير من الجامعات بالانتفاض مساندة لحركة طلاب جامعة كولومبيا ضد أعمال العنف التي قامت بها الشرطة ضد طلاب وأساتذة جامعة كولومبيا.
حراك الجامعات الأمريكية يصل لحد الانفجار
وقام العديد من الطلبة وأساتذة جامعة كولومبيا بإقامة خيام اعتصام داخل الحرم الجامعي، وتم تعليق الدراسة فيها، وشاركتها في حراك الجامعات الأمريكية جامعة نيويورك وجامعة تكساس وامتدت الاحتجاجات لجامعة هارفارد العريقة، وعلق بعض الجامعات الدراسة، واشتعلت الجامعات الأمريكية بحراك الطلاب الداعم لغزة، وضد جرائم الاحتلال الإسرائيلي.
قمة احتجاجات طلبة كولومبيا يشعل الجامعات الأمريكية
واعتبر طلاب الجامعات الأمريكية أن ما حدث في جامعة كولومبيا، والذي أجج الأزمة والحراك الطلابي حدث بسبب قمع حرية التعبير في الولايات المتحدة، الذي اعتبره أساتذة الجامعة بأنه "خطر عظيم وغير عادي"، وأن دخول الشرطة الأمريكية المسلحة في حرم الجامعات من نيويورك إلى تكساس إلى كاليفورنيا، من الأمور المرفوضة والتي تخالف حرية التعبير.
وبعد تفجر الأوضاع داخل الجامعات الأمريكية، تزايدت المطالبات داخل الولايات المتحدة الأمريكية بعزل أو إقالة دكتورة نعمت شفيق، رئيسة جامعة كولومبيا، التي تسببت في اندلاع ثورة الطلبة في جامعة كولومبيا وفي معظم الجامعات الامريكية العريقة، بسبب فصلها ١٥ طالبًا من الداعمين لغزة والمطالبين بوقف حرب الإبادة على غزة وطلبها الشرطة لفض الاعتصامات، وادعائها بوجود أعمال عنف داخل الاحتجاجات، الأمر الذي رفضه الطلبة وأساتذة الجامعة، مؤكدين أن الاحتجاجات كانت سلمية ولم يحدث بها عنف.
قمع المظاهرات الطلابية في جامعة كولومبيا
وبعد قمع المظاهرات الطلابية في جامعة كولومبيا، امتد حراك الجامعات الأمريكية ليضم طلاب جامعة تكساس، الذين تضامنوا مع طلاب جامعة كولومبيا، وقاموا بالاعتصام، مطالبين بوقف الحرب على غزة، وامتدت الاحتجاجات لتشمل 10 جامعات أمريكية، وقامت الشرطة الأمريكية باقتحام الجامعات واعتقلت العشرات من الطلاب وأساتذة الجامعات في مشهد غير مسبوق، فهذه المشاهد لم تحدث في الولايات المتحدة منذ تظاهرات طلبة الجامعات الأمريكية ضد حرب فيتنام نهاية ستينيات القرن الماضي، وتحديدًا عام 1968.
وانضم طلاب جامعة هارفارد إلى حركة المخيمات والاعتصامات الجامعية الداعمة لغزة، ما دفع رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المذعور، لبث مقطع فيديو يقارن فيه الاحتجاجات الطلابية في الجامعات الأمريكية بألمانيا الداعمة للاحتلال، وبين الجامعات الأمريكية.
وعلق الباحث في الشئون الدولية والاستراتيجية، إدريس آيات، على الحراك المتصاعد في الجامعات الأمريكية فقال: "اعتصام طلاب الجامعات الأمريكية لصالح فلسطين يتوسع، في ظل التطورات الجارية، تشهد حرم الجامعات في الولايات المتحدة فوضى عارمة إثر اندلاع موجة واسعة من الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين."
الجامعات الأمريكية تصبح مسارح للتعبير الجماهيري
وتابع إدريس آيات فقال: "أصبحت جامعات بارزة مثل كولومبيا، هارفارد، جامعة جنوب كاليفورنيا (USC)، وجامعة تكساس في أوستن مسارح للتعبير الجماهيري، حيث تختلط أصوات المحتجين بالشعارات الداعية للعدالة".
وقال آيات: "في جامعة جنوب كاليفورنيا، اضطرت الشرطة للجوء إلى استخدام الهراوات لمحاولة السيطرة على الوضع، بينما تحولت الاحتجاجات إلى مواجهات عنيفة وفي تكساس، استُدعيت قوات الحرس الوطني للمساعدة في تأمين النظام، وأفادت التقارير بأن عدة اعتقالات قد تمت في حرم جامعة تكساس في أوستن".
وأوضح الباحث في الشئون الدولية والاستراتيجية، إدريس آيات "أما جامعة هارفارد، فقد شهدت تحولات جذرية حيث استولى المتظاهرون المؤيدون لفلسطين على الحرم الجامعي، مقيمين مخيمات احتجاجية استجابة لتهديدات الجامعة باتخاذ إجراءات صارمة ضدهم. توسع الاعتصام ووصل استراليا، ثم إيطاليا، ثم الجامعة الأمريكية بالقاهرة! هذه الأحداث تجلي صدى الأزمة الكبيرة التي تمس كيان المجتمع الأكاديمي وتثير تساؤلات حول مستقبل الحريات الأكاديمية والتعبير الطلابي في مواجهة القضايا الدولية الملحة."
احتجاج الجامعات الأمريكية يمثل العداء بين الإدارة والأساتذة
أما الدكتور مأمون فندى، رئيس معهد الدراسات الاستراتيجية بلندن، فوصف الحراك في الجامعات الأمريكية قائلًا: "ملاحظات أولية عما يجري في الجامعات الأمريكية من خبرات شخصية.. ١- لحاء الجامعات الأمريكية، اللحاء نسيج منه خارجي يغطي الأشجار ومنه داخلى يمثل الأنسجة الرطبة التي تمثل أعصاب الشجرة ذاتها، والجامعات الأمريكية لا تختلف عن الأشجار بها غلاف خارجي جاف (تمثله إدارة الجامعة، رؤسائها وإداريها) وبها النسيج الطري المفعم بالحياة والذي تمثله هيئة التدريس والطلاب"
وقال فندي إن "علاقة الأساتذة بطلابهم في أميركا ليست كعندنا، فالطالب في الجامعة ينادي الاستاذ باسمه الأول، ولا تجاوز في هذا، فالطالب يعرف قيمة أستاذه العلمية ولا يريد أن تشغله الشكليات، إذ لا تحرج في الحديث، والأستاذ يرى في مريديه وتلامذته ما فاته من عنفوان شباب الأفكار البرية التي ينقصها التشذيب، ولكنها أشجار لديه قدرة على النمو المفاجئ".
وأوضح مأمون فندي "في فترة تدريسي ودراستي في الجامعات الأميركية من إلينوي إلى جورجتاون إلى جامعة رايس في تكساس، كنت أرى دومًا أن الجامعة هي الطلاب والأساتذة وكنا ننظر للإدارة،كرئيس الجامعة والعمداء كإداريين لهم علاقة بإدارة الموارد، وعلاقتهم بعالم الأفكار محدودة."
وقال فندي: "ما لا يدركه من يرى مشهد احتجاج الجامعات في أمريكا من بعيد هو ذلك العداء المكتوم بين الإدارة من ناحية، والأساتذة والطلاب من ناحية أخرى، فرئيسة جامعة كولومبيا، التي كانت صديقة يوما ما، هي مجرد مديرة، أما معنى الجامعة فيكمن في الطلاب والأساتذة الذين يفترشون الأرض احتجاجًا."
الحراك في الجامعات الأمريكية أمر جلل وخطير
وأضاف فندي "أن الذين يفترشون الأرض هم أصحاب الأفكار وهم أهل القيم والمثل العليا يتوحدون مع الأشجار من حولهم في فكرة النماء ورطوبة اللحاء الداخلي، أما الإدارة في تلك الأخشاب اليابسة التي تغطي الأشجار وفيها من صفات الموت، وشتان بين حياة وموت، والجامعة كاسمها من الجماعة والتجمع والجامع، والإدارة خارج هذا، في أمريكا مازالت فكرة الأفكار الجامعة أساسية، وأن الجامعة هي الورشة او مصنع الأفكار والابتكار، أما إدارة الجامعة فهي لادارة الموارد والبحث عن تمويل تلك الأفكار، إنما الطلاب والأساتذة هم الصنايعية أو أسطوات مهنة التفكير".
وعن الحراك في الجامعات الأمريكية قال مأمون فندي: "من يشاهد ما يجري في جامعات أمريكا من بعيد لا يعرف أن اللحاء الداخلي والنسيج الطري للجامعة هو نسيج أمريكا ذاتها، وبدأ هذا النسيج يسيل على الأرض ليتمدد في الجسد الثقافي الأمريكي كله، وهذا لو تعلمون أمر جلل وخطير"
أما الناشطة المصرية آية حجازي، المقيمة في الولايات المتحدة الأمريكية، علقت على حراك الجامعات الأمريكية فقالت: "اعتصام الجامعات:
١- جامعة كولومبيا بتحول كل الفصول ل online لآخر السنة
٢- في حديث عن تأهبها لاستدعاء الحرس الوطني (national guard)، ولو حصل هتقلب مدعكة".
٣- المزيد من الدكاترة بيدينوا نعمت شفيق وتحركاتها الأحادية.
٤- القبض على المزيد من الطلبة والدكاترة المشاركين في الاعتصامات المختلفة (العدد التقريبي ٣٠٠).
٥- الاعتصامات تمتد لجامعة سيدني في أستراليا!.."
وأوضحت آية حجازي "تجربتي الشخصية بما يخص القضية في الجامعات الأمريكية، لتقدير حجم الحدث نجد أن: ١- جامعة جورج مايسون: التخصص تحليل وحل النزاعات الدولية! كانت حرب ٢٠٠٨ ساعتها والنزاع أصلًا في صلب تخصصي، بل يعتبر هو التخصص! ورغم ده ولا مرة سمعت كلمة غزة أو فلسطين حتى بتتنطق في أي من المحاضرات في هذه السنين! كنت وقتها زرت مصر وزرت المصابين، وتأثرت بكمية معاناتهم والبشاعة التي حدثت لهم، عندما تحدثت في المحاضرات، وأرسلت إيميلات فيها وصف ما حدث، كان رد الفعل كإنهم شاهدوا شبح. ولا تعليق!..."
احتجاجات الجامعات الأمريكي حدث تاريخي
وأضافت آية: "شاركت وقتها في جامعة جورج تاون في حوار عن القضية، وكان حوار حذر جدًا، في محرمات ضمنية لا يتحدث عنها أحد (كلمة صهيونية، التشكيك في حق وجود إسرائيل، التشكيك في واقعية حل الدولتين). وحتى مع عدم الكلام عن المحرمات كان النفس مكتوم والكل قاعد على أعصابه!"
وعن جامعة هارفارد قالت آية "٢- جامعة هارفارد: درست في كلية الحكومة (يعني فكرة القضية في صلب التخصص). وكانت ساعتها أحداث الشيخ جراح! يعني الطبيعي إنه تتم مناقشتها في المحاضرات وايفنتات سواء داخل الفصول أو خارجها! برضه ولا كلمة ولا نفس! (غير للدكتور كورنيل ويست، في آخر ترم ليه قبل ما يستقيل، وعشان كدة مكانه كبير في قلبي). كنت ساعتها بلبس mask Free Palestine والناس كانت بتبصلي ككائن غريب."
وقالت: "منذ ذلك الوقت بأ اليقين في تغيير حقيقي في الوعي والمناخ بشكل عام خارج الجامعة. وحدثت مظاهرات (خارج إطار الجامعة- لكن شارك فيها طلاب كتير ومن كل الطبقات والأديان والأعراق)، والمظاهرات بشكل عام في أمريكا وأوروبا كانت أكبر مظاهرات شفناها للقضية. في المقابل، المظاهرات لما كنت في المدرسة كانت نفس الوجوه القليلة التي تأتي من الجامع!"
وأضافت "ساعة الأحداث كانت مجموعة طلبة العدالة من أجل فلسطين عايزة تستضيف محمد الكرد لكن كليتنا رفضت! واتضطروا يستعينوا بكلية تانية! النهاردة بقى محمد الكرد بيتكلم في اعتصام في قلب كولومبيا وبيحضن كورنيل ويست، وفنكلستاين بيؤيدهم! وفلسطين أصبحت الحدث والموضوع داخل الجامعة! وأصبحت الناس بتهاجم حل الدولتين الوهمي، ومشروعية إسرائيل من غير أي خوف".
وقالت آية حجازي: "زمان كانت الجامعات مكان يحافظ على غسيل دماغ الطلبة وصناع المستقبل ليكونوا مع الاحتلال، وحاليًا فقدوا السيطرة فيها، وقُلبت الجامعات لساحات معارك محاربة الاحتلال الإسرائيلي!".
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.