زغلول صيام يكتب: هي الكورة في مصر بتكسب ولا بتخسر؟! طب والأندية بتصرف منين؟! والبيع ليس الحل!
أصبحت كرة القدم في غالبية دول العالم- ما عدانا- نشاطا استثماريا في المقام الأول هدفه الأساسي تحقيق الأرباح وعلى هذا الأساس تحولت كبريات الأندية إلى شركات مساهمة يحاسب المسئولون عنها مع نهاية كل عام وهنا تظهر الحقيقة.. إما حققت أرباحا أو تكبدت خسائر وعليه يكون الحساب.. هذا في العالم الآخر أما عندنا فليست هناك أرباح وليس هناك حساب والكل يدور في فلك البحث عن بطولات وهمية لكسب ود الجماهير.
في مصرنا الحبيبة يختلط الحابل بالنابل لأن ميزانية الكورة ليست شأنا مستقلا بل تتداخل مع ميزانية النادي العامة وتتوه الحقائق ولا يعرف عما إذا كانت البضاعة رابحة أم خاسرة.
وفي كل الأحوال فإن بضاعة كرة القدم في مصر هي بضاعة أصبحت خاسرة في المقام الأول لأنه تم تجفيف مواردها وانصرفت الشركات الراعية عنها يقينا منها أنها لم تعد تحظى بالمتابعة ولم يعد هناك تكالب على تحمل دفع أموال لمجرد الإعلان عنها باستثناء ناديين فقط على أكثر تقدير وهما الأهلي والزمالك فقط والباقي لا تجد إعلانا ربع سم على ملابسه.. فمن أين ينفقون؟!
لم تعد هناك حلول كثيرة فإما أن يكون ناديا اجتماعي وهنا تتحول اشتراكات الأعضاء لتدبير موارد فريق الكرة وتذهب أموال الجمعية العمومية للاعبين أنصاف موهوبين وجيوش من المدربين والإداريين وتلميع مجالس إدارات.. أو أندية شركات وهنا تتحمل الشركة العبء الأكبر وبدلا من رفع كفاءة العاملين فيها ورفع حوافزهم بناء على الجهد المبذول تذهب أموال الشركة إلى الفئة التي ذكرناها من قبل وتصبح الشركة في أزمة مالية بسبب فريق الكرة.
البيع ليس حلا!!
ومع حالة الركود التي انتابت سوق كرة القدم في مصر بفعل القائمين عليها الذين لم يحاولوا أن يحسنوا من بضاعتهم لم يجد هؤلاء مفرا من بيع بضاعتهم لأطراف خارجية في محاولة لتعويض خسائرهم رغم أنهم لو أجهدوا نفسهم بعض الشيء في تحسين بضاعتهم لم جعلهم يفكرون في نقل كأس مصر إلى المملكة العربية السعودية الشقيقة ولما فكروا في نقل القمة أيضا إلى هناك لولا أن اللوائح والقوانين منعتهم من هذه الفعلة!!
نعم نقل مباريات من كأس مصر خارج البلاد أو بمعنى أدق (بيعها) ليس حلا للمشكلة وإنما يعمقها أكثر وأكثر حتى النهاية ولكن الواقع أن هناك حلولا تحتاج إلى رغبة صادقة في تعديل الأحوال بداية من إعادة الجماهير إلى الملاعب مع وضع لوائح قاسية تمنع كل من تسول له نفسه الخروج عن النص مرورا باختيار أشخاص مؤهلين لإدارة أمور كرة القدم في مصر بعيدا عن أهل الثقة.. ناس لديهم ضمير في التعامل مع كل الأندية سواسية وعدم التفريق.
إدارة تعيد الأسعار الحقيقية وتقييم اللاعبين الذين يحصلون على عشرات الملايين من الجنيهات من جديد لأن الجميع يدرك أن الأسعار مبالغ فيها جدا وغير حقيقية وهناك مافيا من السماسرة ومسئولين بالأندية يستفيدون من وراء ذلك.
إدارة تواكب العصر بعيدا عن عواجيز الفرح الذين شاخوا في الأندية دون أن يقدموا شيئا يستحقون عليه الاستمرار في تلك الأندية.
مَن المستفيد؟!
المستفيد الوحيد من هذا الكساد والبوار الذي ألم بكرة القدم المصرية هي تلك الفئة التي تجلس في استديوهات التحليل يتقاضون الملايين سنويا مثل اللاعبين أنصاف الموهوبين دون أن يعبئوا بإصلاح الحال ولكن وجودهم مرهون بكساد البضاعة ولو أردت أن تتأكد عليك العودة لتصريحاتهم مع نقل كل مباراة خارج مصر.
سنظل ثابتين على موقفنا في مواجهة هذا الانهيار في صناعة كرة القدم المصرية حتى يسمع أحد المسئولين ويدرس ما نقوله لعل وعسى.. فلا يعقل أن يستمر اثنان ليس لهما علاقة بكرة القدم من قريب أو بعيد يتصدران المشهد الكروي في مصر لمجرد أنهما يدعيان أنهما مسنودان!!
وأخيرا ندعو الله بالهداية للجميع.