زغلول صيام يكتب: ما بين قانون عامر وعبقرية العطار.. مين صاحب الكورة في مصر؟!!
في نهاية السبعينات وبداية ثمانينيات القرن الماضي حصل الوالد رحمة الله عليه على عقد عمل في إحدى دول الخليج وقبل السفر طلب من كل واحد من أشقائي أن يطلب أمنية وكانت أمنيتي أنا يشتري لي كرة قدم وبلغة أهل الفلاحين وقتها (كورة كفر).. وقتها كنت بدأت أتعلق بكرة القدم بعد أن تابعت عدة مباريات في مونديال الأرجنتين ورأيت الطاحونة الهولندية والهداف كمبس وأصبحت مغرما بالكورة وأهل الكورة.
والدي لم يكذب خبرا ومع أول عودة له إلى الديار كانت حقيبته تحمل كرة القدم التي أعشقها وأتذكر أنني لم أنم ليلتها من فرط السعادة وكيف لا أنام سعيدا وأنا الوحيد ربما في قريتي الذي أملك كرة قدم وبدأ زملائي يخطبون ودي حتى يشاركوني اللعب.. ومن هنا بدأت أفرض قانوني الطفولي فأنا أحسب فاول حسب المزاج و (بلن) حتى لو كانت الكرة في نصف ملعبي.. ما هو إما أن يرضخ الجميع لفرماناتي أو سحب الكرة وخلاص نفضها سيرة.
هكذا كان قانون صاحب الكورة وأبرز ما فيه هو أنك تلعب وفق قواعد من يملك الكرة وليس قواعد الكرة ذاتها أو القانون المتعارف عليه.. ومع التطور وارتفاع المستوى الاقتصادي بات الكثير يملكون الكورة وتراجع قانون صاحب الكرة أمام قانون اللعبة الذي لا يفرق بين هذا وذاك.
قانون الحج عامر
نعم تراجع قانون صاحب الكورة وظهر قانون جديد ربما يطلقون عليه قانون الحج عامر نسبة إلى عامر حسين عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة والمشرف على كل مسابقات كرة القدم التي تجري في المحروسة وخلال أسبوع واحد يظهر رئيس ناديين يشكوان من جبروت الحج عامر في مسابقات مختلفة.. ظهر الشاب نور رسلان رئيس نادي الحمام في الدرجة الثانية يسأل ويتساءل عن سر جبروت الحج عامر الذي أقصى فريقه من حلم الصعود.. ولم يمر 48 ساعة حتى ظهر أيمن الشريعي رئيس إنبي ليكرر الشكوى التي تابعها الملايين من جماهير الكرة المصرية الخاصة ببطولة الناشئين 2003 وفي سابقة لا تحدث إلا مع قانون الحج عامر الفريقان (الأهلي وإنبي ) يحتفلان بالفوز.
لقد ذكرنا وكتبنا عشرات المقالات فيما يفعله عضو اتحاد الكرة من إحكام سيطرته على كل ما يتعلق بكرة القدم في مصر ولم يعد الأمر قاصرا علي المسابقات وشكلها أو نظامها ولكن امتد لكل شيء ولم يتحرك أحد وكان هناك من يستمتع بهذا المشهد العبثي.
عبقرية العطار
وحتى تكتمل اللعبة يظهر وليد العطار المدير التنفيذي للاتحاد المصري لكرة القدم الذي خرج من تحت يده أمس خطاب لا يكتبه موظف في مجلس مدينة أي مدينة في ربوع مصر لأنه خطاب لم يفهم منه أحد.. ناس قدمت شكوى بالتزوير من فترة طويلة وأثبتت التزوير ثم يقول إن الموضوع في جهات أخرى تحقق فيه.. بالذمة ده كلام.. ومن قبله خطاب نهائي أفريقيا الذي اختفى وخطابات كثيرة لا يعرف أحد عنها شيئا.
نعم تجاوز الأمر كل الحدود عندما أصبح المدير التنفيذي هو من يتعاقد على نقل مباراة نهائي الكأس إلى السعودية وهو من يعاين الملعب وهو من يتعاقد على الفار وهو وهو وهو
ومع الحج عامر والأستاذ وليد يصبح من حقنا أن نتساءل .. هل هناك من يوفر الحماية والحصانة لهذا الثنائي؟! وهل هناك من يستمتع بالوضع الذي أصبحت عليه الكره المصرية.. وهذا المستنقع الذي وقعت فيه؟!
نعم أصبحت الكرة المصرية في المستنقع لدرجة أنه لا توجد علامة واحدة أو مؤشر واحد للنجاح وآخرها منتخب كرة الصالات الذي فشل في بلوغ المونديال بعد أن حل رابعا في بطولة أفريقيا التي استضافتها المغرب ونحن لم نتخلف عن أن نكون طرفا في المباراة النهائية منذ نشأة البطولة ذاتها!! ولقد قلنا إن مدرب المنتخب يعمل مع أحد الأندية السعودية في ذات الوقت الذي يتقاضى راتبا من المنتخب ولم يتحرك أحد!!!
إياك أن تصدق أن جمال علام ومن معه يتحملون المسئولية لأنه في يوم من الأيام سيظهر أن هؤلاء كانوا ضحايا قانون عامر ووليد.. هذا القانون الذي منعهم من أن يمارسوا حقهم في إدارة الكرة المصرية.
وأقسم بالله لو أن الحج عامر أو الأستاذ وليد كانت لهما خبرة بكرة القدم سواء لاعبين سابقين أو أدارا أندية أو هيئات رياضية من قبل لكنا صمتنا وقلنا إنه سوء توفيق إنما هذا موظف وذاك عضو بلجنة وذاك كل تاريخهما مع الكورة …ولله في خلقه شئون.
وحتى يتغير قانون صاحب الكورة في مصر علينا الالتزام بتعليمات الحج عامر والأستاذ وليد.. وللحديث بقية.