رئيس التحرير
عصام كامل

ومضات من حياة أستاذ الجيل.. أحمد لطفي السيد استقال من جامعة فؤاد بسبب طه حسين.. وهذا سر استبعاد عميد الأدب العربي من كلية الآداب

الدكتور طه حسين وأحمد
الدكتور طه حسين وأحمد لطفى السيد

فى مثل هذا اليوم 22 إبريل 1935 عاد أستاذ الجيل أحمد لطفى السيد إلى منصبه مديرا لجامعة فؤاد الأول بعد تقديمه الاستقالة منها فى الثالث عشر من مارس 1932 احتجاجا على فصل الدكتور طه حسين من الجامعة مطالبا بعودته أستاذا بكلية الآداب.

أستاذ الجيل يكتب عن الثقافة والعلم فى حياة الشعوب

وكما كتب الصحفى محمد صبيح عن قصة أحمد لطفى السيد فى مجلة الهلال إبريل عام 1983 يقول: بدأت القصة حين زار الملك فؤاد الأول الجامعة فى أوائل الثلاثينات، ووقع من الطلبة صخب وشغب ضده وكان ذلك فى عهد وزارة إسماعيل صدقى وكان حلمى عيسى وزيرا للمعارف الذى يتبعه الجامعة والدكتور طه حسين عميدا لكلية الآداب التى جاء منها الشغب.

مفتش بالتعليم الابتدائى 

رد الملك فؤاد على ذلك فى مارس عام 1932 بفصل الدكتور طه حسين من عمادة كلية الآداب ونقله الى مفتش للتعليم الابتدائي بوزارة المعارف ردا على المواقف التى اتخذها حسين وأغضبت الحكومة، خاصة عندما رفض طلب وزير المعارف بمنح الدكتوراة الفخرية لعدد من الوجهاء والأعيان، ورفضه للعرض الذى قدمه له رئيس الوزراء إسماعيل صدقى باشا بالاستقالة من الجامعة، والعمل كرئيس تحرير لجريدة " الشعب " التى أصدرها حزب الحكومة.

أستاذ الجيل أحمد لطفى السيد 


أضرب الطلبة عن الدراسة اعتراضا على قرار الملك وطالبوا باستقالة عمداء الكليات جميعهم وأنه لا عودة لهم الى الدراسة بالجامعة إلا بعد عودة الدكتور طه حسين إلى منصبه. 

«الهلال» تكشف غراميات أحمد لطفي السيد

احترام مدير الجامعة وأستاذ الجيل 

واحتراما لمدير الجامعة احمد لطفى السيد كأستاذ للأجيال امتنع الطلبة عن التظاهر والعبث امام مكتبه بل شكلت لجنة من الطلبة لمقابلة مدير الجامعة لعرض مطالبهم، وأثناء دخول اللجنة مكتبه وجدته يرأس اجتماع حضره الاساتذة الكبار بالجامعة، وطلب من أعضاء اللجنة الانتظار قليلا، وبعد انصراف ضيوفه استدعى اللجنة وقال لهم: كنا مجتمعين نتباحث فى ترجمة كلمة صوفى اليونانية الى العربية، ومن كان منكم عنده رأى فليبده في اجتماعنا هذا فلعلنا نستفيد من بعضنا لأنكم في النهاية أساتذة المستقبل.

وكما قالت المجلة كانت مفاجأة مذهلة للشباب الذي بح صوته في الهتاف والمظاهرات من أجل قضية الدكتور طه حسين، ثم قال مدير الجامعة: إننا نستطيع أن نسمى الصوفيين أهل السماحة فهل توافقون؟ قال الطلبة: نوافق طبعا.. لكننا جئنا نطلب منك الانضمام إلينا والاستقالة احتجاجا على نقل عميدنا الدكتور طه حسين المنتخب منذ عام 1930.

أحمد لطفي السيد يستقيل احتجاجا على فصل طه حسين

استقالة مكتوبة مسبقا 

ابتسم لطفى السيد وقال: دا شئ مؤكد وهذه استقالتى مكتوبة مسبقا وسأسلمها إلى السكرتير الآن وكانت نص الاستقالة: أسفت لنقل الدكتور طه حسين، عميد كلية الآداب، إلى وظيفة مفتش فى وزارة المعارف، لأن هذا الأستاذ لا يمكن تعويضه وملء منصبه بكلية الآداب من حيث هو استاذ محاضر للطلبة فى الأدب العربى، بث فيهم روح البحث العلمى، ومن جهة أخرى فإن الدكتور طه حسين أستاذ فى كلية الآداب تنفيذًا لعقد تم بين الجامعة القديمة ووزير المعارف، ولأن نقله على هذه الصورة بدون رضى الجامعة ولا استشارتها كما جرت عليه التقاليد الجامعية منذ نشأة الجامعة فيما أعرف، كل ذلك يذهب بالسكينة والاطمئنان الضروريين لإجراء الأبحاث العلمية، وهذا بلا شك يضيع  الغرض الذى قصدت إليه خدمة الجامعة.

أحمد لطفى السيد 

وحكى  أحمد لطفى السيد للطلبة كيف أنه تقدم الى وزير المعارف بطلب فيه رجوع الدكتور طه حسين إلى الجامعة استاذا ـ على أقل تقدير ـ وأنه ليس هناك ضرورة لعودته عميدا لكلية الآداب حيث طلب الدكتور طه حسين من مدير الجامعة التخلى عن العمادة نظرا لأعبائها الكثيرة لكن رفض مدير الجامعة طلبه..

خرج الطلبة يهتفون بحياة أستاذ الجيل أحمد لطفى السيد، وتضامنه مع الطلبة، وهزت هذه الأحداث حكومة إسماعيل صدقى، وأرسل طلبة كلية الاداب مذكرة إلى الاتحاد الدولى للجامعات، جاء فيها: نداء من طلبة الجامعات المصرية الى إخواننا طلبة الجامعات الأخرى، وإلى الأساتذة فى مختلف جامعات العالم، أن فى مصر محنة بحرية التعليم الجامعى، وأن هناك صراعًا عنيفًا بين الجامعة التى تعلق عليها الأمة آمالًا كبارًا، وبين الحكومة القائمة على حرية الجامعة تلك الحرية التى انتهكتها نظارة المعارف بإقالة أحد الاساتذة الأجلاء ـ الدكتور طه حسين ـ عن عمادة كلية الآداب دون ذنب يذكر، وبناء على المذكرة أعلن الاتحاد أسفه الشديد على نقل الدكتور طه حسين، كما حضر الى القاهرة مندوب عن الاتحاد الدولى للجامعات لبحث الازمة وإصدار قرارا بشأنها. 

احتجاج على نقل عميد الآداب 

وقرر طلبة كلية العلوم أن يضربوا عن حضور الدروس أيضا، ووصلت الأزمة لذروتها عندما أضرب طلبة كليتى الطب والحقوق، وقد التقى أستاذ الجيل أحمد لطفى السيد مع رئيس الوزراء إسماعيل صدقى باشا لإيجاد حل للأزمة، إلا أن صدقى باشا لم يلتزم بما اتفقا عليه، فتقدم أحمد لطفى السيد باستقالته التى احتج فيها على نقل عميد الأدب العربى ردا على المواقف التى اتخذها بحجة أنه ليس من مصلحة الحكومة أن يعرف الناس أن الموظفين يكتبون فى صحفها ولا ينبغى لعميد كلية من الكليات أن يفعل ذلك فيتعرض لازدراء الزملاء والطلاب جميعًا، 

انتخاب طه حسين للعمادة 
قبلت استقالة أستاذ الجيل أحمد لطفى السيد، ونفذ الدكتور طه حسين النقل إلى وزارة المعارف، وبعد شهر واحد تم فصله من الوزارة إمعانا فى التنكيل به، وعندما تولى محمد توفيق نسيم باشا الوزارة، عاد الدكتور طه حسين إلى وظيفته أستاذًا بكلية الآداب فى ديسمبر 1934، وعاد أحمد لطفى السيد إلى منصبه مديرا للجامعة فى أبريل 1935، وانتخب د. طه حسين للعمادة مرة ثانية ولمدة ثلاث سنوات أخرى.
  ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية