من المملكة المغربية إلى الإقامة في محافظة الأقصر، قصة حياة الشيخ أحمد رضوان
تعود أصول الشيخ أحمد رضوان إلى دولة المغرب قبل الوصول إلى مصر والاستقرار في محافظة أسوان وبعدها محافظة الأقصر بمدينة البياضية بالبغدادي لتكون بداية رحلة الشيخ أحمد رضوان بالأقصر، حيث أقام بيتا صغيرا لأسرته، وحجرة لاستقبال الضيوف، وحجرة صغيرة لإلقاء دروس العلم تستخدم في تحفيظ القرآن الكريم وليعلم الناس فيه أمور دينهم وحثهم على الفضائل والأخلاق المحمدية، مبنية من الطوب اللبن، واستمرت على حالها فترة كبيرة، وبعد ذلك قام بتوسيعها، وإقامة بعض الحجرات بها حتى أصبحت موئلا للناس وللعلماء من شتى أنحاء مصر ومن بعض بلاد العالم العربي والإسلامي.
والتقت بوابة فيتو مصطفى صبري، حفيد الشيخ أحمد رضوان، للتعرف على تفاصيل حياة الشيخ أحمد رضوان وأبرز معالم حياته.....
في البداية ما هي مظاهر الاحتفالات الدينية التي تحييها الساحة الرضوانية؟
الساحة عامرة دائما بدعوة الشيخ أحمد رضوان ولجميع ضيوفها حق الضيافة ما دخلوها طوال أيام الأسبوع، ولا فرق بين أي شخص يدخل الكل داخل ساحة الشيخ أحمد رضوان يعامل نفس المعاملة من جانب نوع الطعام والشراب ونظافة الأواني، بجانب ذلك للساحة الرضوانية رسالة تقوم على تأديتها فهي تقوم على نشر الوعي الإسلامي، وبث الدعوة المحمدية بين الناس، فهي تقيم في كل مناسبة احتفالا ديني شرعي في ليالٍ عدة، منها: ليلة الإسراء والمعراج، وليلة النصف من شعبان، وليلة القدر التي لها احتفال خاص والتي يحضرها مئات الآلاف لتناول طعام الإفطار، يتوافدون إلى الساحة ليستمعوا القرآن الكريم وكلمات الوعظ والإرشاد الديني والمدائح المحمدية.
من هم مريدو الساحة وكم عددهم؟
أسس الشيخ أحمد رضوان الساحة لتكون موئلا لجميع الناس، ومع زيادة الناس والإقبال على الشيخ أحمد رضوان شهدت العديد من التوسعات، لتستوعب الأعداد الغفيرة، وكانت التوسعة 3 مرات، وجاري التوسعة خلال الفترة المقبلة، لزيادة أعداد المريدين، فلقد جمع رضوان الله عليه الناس على محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى ذكر الله ونصحهم وإرشادهم لما فيه نجاتهم وفلاحهم في الدنيا والآخرة، حيث ينصهر في الساحة الجميع فلا ترى فوارق بين الناس حيث يتجلى في هذا المكان الأدب الرباني والخلق الصوفي فهو مكان تذوب فيه الفوارق بحق وهو مكان التواضع والمحبة والإخاء والإقبال على الله.
حياة الشيخ أحمد رضوان
لم تكن حياة الشيخ أحمد رضوان بسيطة وذلك لما نقل عنه، إن الولي لا بد له وأن يمر بالبلايا، ولقد أقام الله الشيخ في هذا الاختبار ثلاثين عاما، زاد فيه البلاء واشتد وكرهه أهل البلد فما غضب على أحد قط، وما دعا على أحد قط ولكن كان يدعو لهم بالليل أن يلين الله قلوبهم ويهديهم، ويقول: شاء الله أن يسيرني في البلاء، وكنت أمر حيث شاء الله، وكان بي أمر مزعج في الداخل يعتقدون معه أني مجذوب، ولقد اختلف الناس في اختلاف كثير، كان البعض يتمنى موتي، وكان بعضهم لا يرى في الخير، وكان ذلك يسرني كثيرا، وبعضهم عطف الله قلبه علي فأشكره وأشكره، فلم يطلع الله على قلبي ووجد فيه غيره،وإذا أراد الله أن يتخذ وليا ابتلاه بأنواع كثيرة من البلايا منها: إنه يؤلب عليه أهل بيته وعشيرته وجيرانه، والصالح كالجبل لا يتزحزح.
من كان يحضر مجلس الشيخ أحمد رضوان
مع الوقت الذي استمر الشيخ أحمد رضوان في الدعوة إلى الله والصلح بين الناس وتعليم الناس أمور دينهم، ذاع صيته بين علماء ومشايخ الأزهر الشريف فهرعوا إليه وجلسوا بين يديه يقتبسوا من فيض علمه وفي مقدمتهم الشيخ أحمد حسن الباقوري والشيخ عبد الحليم محمود والشيخ حسن مأمون شيخ الأزهر آنذاك والشيخ محمد إبراهيم أبو العيون وكيل كلية أصول الدين والشيخ محمد زكي إبراهيم رائد العشيرة المحمدية،والشيخ محمد صديق المنشاوي والشيخ عبد الباسط عبد الصمد وكثير من المشايخ والعلماء الذين ارتادوا مدرسته وتتلمذوا على يديه.
الشيخ أحمد رضوان والعمل والعلم والعبادة
وأكد حفيد الشيخ أحمد رضوان انه كان يدعوا إلى الله في أبسط صور حياته ومنها العمل حيث كان يعمل في مهنة الزراعة، حيث عمل رضوان الله عليه منذ صغره بالزراعة، ثم بعد ذلك عمل بالتجارة، ليكتمل أداء دوره الدعوي مؤمنا بأن التصوف الحقيقي بذل وعطاء وكد وتعب واجتهاد، حيث كان يسعى فيها سعي الذي يؤمن بحديث سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: (ليكن بلاغ أحدكم من الدنيا كزاد راكب). راضيا بعطاء الله له وكان يقول رضي الله عنه “يجب على المؤمن أن يكون في كل أحواله وشئونه مع الله عملا بقول الله تعالى (قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين).
زيارات كبار الدولة
وتابع حفيده إنه لم يكن للشيخ أحمد رضوان في حياته سوى العمل والدعوة الى الله، لكن ما وصل لنا ان الرئيس جمال عبد الناصر طلب الحضور إلى الساحة، لما عرف عن الشيخ أحمد وكرامته من الدكتور حسن عباس زكي، لكن تم ذاك برفض من الشيخ أحمد رضوان، معللا السبب حتى لا تحدث فتنة في نفوس أهل القرية وذلك بسبب تواضع أهل العلم، وكانت المقابلة في قصر الرئاسة وامتدت لساعات، والمرة الثانية التي زار الشيخ أحمد رضوان الرئيس جمال عبد الناصر كانت في منزله، وأراد الرئيس أن يعطي الشيخ نقودًا فرفضها بشدة وغضب وأقسم له الرئيس أن هذا من ماله الخاص وأبى الشيخ أن يأخذ المال، ولما عاد الشيخ سأله الناس لماذا رفضت المال فكان من باب أولى أن تأخذه وتنفقه على الفقراء، فأجابهم الشيخ: رفضته لأعلمكم العفة واجعل للعلماء هيبة عند الحكام.
ولا يعلم الكثير عن أن الشيخ أحمد رضوان تنبأ بالعدوان الثلاثي حيث أرسل له خطاب فيه تحذير من الحرب، ولكن لم يصل الخطاب للرئيس جمال عبد الناصر، وتوفى الشيخ أحمد رضوان بعد النكسة بمدة قليلة، وقد قامت وزارة الأوقاف بالإشراف على توسعة الساحة وبنائها، وتم إلحاق المسجد والمقام الرضواني بها، وتم افتتاحها بحضور السيد أحمد عبده الشرباصي نائب رئيس الوزراء ووزير الأوقاف نائبا عن الرئيس جمال عبد الناصر، وقد سعت مشيخة الأزهر لتكريمه في حفل مهيب بحضور كوكبة من مشايخ الأزهر وعلمائه وكبار رجال الدولة والوزراء.
وصية الشيخ أحمد رضوان لأبنائه
قال لابنه ”يا بني إن سئلت عن كرامة لأبيك، قل: لم يترك لنا ما نتقاتل عليه، ولم يترك علينا ما نغضب به عليه، قل: تركنا لله وهو أولى بنا وتركنا في كنف رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى لا نبتعد عن طريق ربنا ”وكان يقول"ستظل الساحة عامرة بزوارها ما لم تفرقوا"، فلقد عرف الفقراء سبيلهم إلى موائد الطعام عنده رضي الله عنه حيث كان يجلسهم بين يديه ويغدق عليهم من كرم ربه عليه، ولم يفرق رضي الله عنه في مجالس الطعام بين غني وفقير ولا صغير ولا كبير.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.