صلاح جاهين، صانع البهجة التي غيرت نكسة 67 ووفاة عبدالناصر حياته
صلاح جاهين، شاعر الشعب، شاعر الجماهير،أحب الجماهير وعبر عنهم فعشقته، لقب بشاعر الفقراء، وابن المستشار، ظاهرة مصرية فريدة يتميز عن مبدعى عصره، هو الفنان الشامل، موهوب بطبيعته، فنان ورسام كاريكاتير وصحفي وشاعر وكاتب، محطات عمره هي القصائد التي كتبها، عبر بكلماته عن الحقبة الناصرية، هو ملك ملوك الضحك والفكاهة في الرسم والشعر من أشهر أعماله الشعرية الرباعيات، كتب للربيع وللحب وللموت أيضا، ورحل فى مثل هذا اليوم عام 1986.
ولد محمد صلاح الدين بهجت أحمد حلمى الشهير بـ صلاح جاهين عام 1930 بشبرا، وجده المجاهد الوطنى أحمد حلمى رفيق الزعيم مصطفى كامل ومحمد فريد في كفاحه، عمل وكيلا للنيابة وقاضيا، سجن عدة مرات ـ احمد حلمى ـ لوطنيته الشديدة، وكرمته الدولة بأن أطلقت اسمه على أحد شوارع القاهرة "شارع أحمد حلمي"، أُعجب صلاح جاهين بجده الذي عشق سيرته منذ كان طفلا، وعمل والده أيضا بالقضاء ومن هنا التحق صلاح جاهين بكلية الحقوق تنفيذًا لرغبة والده،
القلم أقوى الأسلحة
وبعد مضى ثلاث سنوات في الحقوق تيقن صلاح جاهين أن القلم أقوى الأسلحة لمحاربة الظلم ولأن المجتمع به نسبة كبيرة من الأميين فإن الرسم هو الأسهل والأسرع للوصول إلى المتلقى فذهب إلى بيت الفنانين في وكالة الغورى، وأصر أبوه على الحقوق فترك صلاح المنزل إلى بيت عمه في غزة، ثم عمل مخرجا لمجلة سعودية
وحينما وافق والده على عمله بالفن عاد والتحق بقسم الدراسات الحرة بكلية الفنون الجميلة، وعمل خلال الدراسة مصمما لجريدة “بنت النيل” لصاحبتها درية شفيق، وانتقل إلى مجلة “التحرير”، ومنها إلى الجمهورية، ثم كانت مجلة “روز اليوسف” هي المحطة الأساسية في حياته، حيث ترك الدراسة بالكلية نهائيًّا، وأصبحت روزا اليوسف هي بيته ومرسمه وملتقى أصدقائه مثل أحمد بهاء الدين، روزا اليوسف، إحسان عبد القدوس، فتحي غانم، صلاح حافظ، حسن فؤاد، وكامل زهيري، ومحمد عودة والرسامين حجازي وناجي وحاكم وعبد السميع.
قصيدة الشاي باللبن كانت البداية
بدأ الفنان والشاعر صلاح جاهين مشواره الشعرى عام 1955 بقصيدة "الشاى واللبن"، ثم واصل رحلته الشعرية التى أثمرت ستة دواوين منها: كلمة سلام، موال عشاق القنال،عن القمر والطين، وفى عام 1962 أصدر الرباعيات وتضم 150 رباعية يتحدث فيها عن الميلاد والحياة والحزن والموت والصبر والخوف، وغيرها من الأمور الحياتية، كما أصدر عام 1966 ديوان "أنغام سبتمبرية"، وتبلغ 28 قصيدة من أشهرها قصيدة " في حب مصر".
قدم للسينما سيناريوهات ثلاثة أفلام منها خلى بالك من زوزو، وقام بالتمثيل في أربعة أفلام، منها الباب المفتوح، اللص والكلاب،، وأنتج فيلم أميرة حبى أنا.
أنا هنا يابن الحلال
كما قدم للمسرح خمسة مسرحيات جميعها للأطفال هي الشاطر حسن 1959، حمار شهاب الدين، صحصح لما ينجح، قاهر الاباليس مع العروسة والعريس، الفيل النونو الغلباوى، مجموعة من الأوبريتات، أشهرها: الليلة الكبيرة عام 1965، إلى جانب العديد من الأغنيات الوطنية والعاطفية، وكان أولها أغنية "أنا هنا يابن الحلال"، التى غنتها صباح كما قدم مجموعة من الفوازير التي قدمتها نيللى منها الخاطبة، عروستى واللعبة وغيرها.
الثورة مصدر إلهامه
مثلت حركة الضباط الأحرار وثورة 23 يوليو 1952، مصدر إلهام كبير لصلاح جاهين حيث قام بتخليد جمال عبد الناصر فعليًا بأعماله، وسطر عشرات الأغاني، ليصفه البعض بشاعر الثورة ومجسد آمالها المعقودة على حكام البلاد الجدد.
تولى صلاح جاهين رئاسة تحرير مجلة صباح الخير في الستينات، وزادت شهرته كرسام وشاعر وكاتب اغنية ومنحه الرئيس جمال عبد الناصر وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى تقديرا لرسوماته وأشعاره وأغانيه الوطنية الحماسية،
مواهب فنية دفينة
يقول الكاتب أحمد بهاء الدين إن بداية صلاح جاهين الفنية أنه كان يحس بمواهب دفينة ضخمة فى صلاح جاهين فاختاره للعمل معه فى مجلة صباح الخير التى كانت وليدة فى بداياتها، وفى المجلة تفتحت مواهبه فى وضوح ثم طلع على الدنيا عام 1955 بديوانه الشعبى (كلمة سلام ) الذى يقول عنه الناقد الأدبى فتحى غانم: إنك تحس وأنت تقرأ هذا الديوان أن صلاح جاهين الذى كان عمره ربع قرن ـــ وقتئذ ـــ أن عمره الحقيقى كمصرى هو آلاف السنين، إنه يسجل أحداث مصر فى الفترة ماقبل ثورة 23 يوليو وهى تسجيل فنى للاستعمار فى مصر ومعركة القنال ومأساة فلسطين واللاجئين المشردين فى الصحارى والإقطاع وأصحابه من الأمراء الأتراك وأنصاف الآلهة الذين يسكنون القصور الشاهقة.. ثم صور أخرى للفلاحين فى الحقول والصيادين فى البحر والعمال فى المصانع.. اسمه صلاح جاهين.. تذكروا هذا الاسم وراقبوه.
رسم الكاريكاتير بالأهرام
اختاره الكاتب محمد حسنين هيكل للعمل رساما في جريدة الأهرام التي يرأس مجلس إدارتها وفى عام 1967 دعاه الكاتب محمد حسنين هيكل لرسم الكاريكاتير بالأهرام التي يرأس مجلس إدارتها ليستمر رساما أكثر من عشرين عاما في باب يومى ثابت بالجريدة حتى الرحيل بعد معاناة شديدة مع مرض الاكتئاب من كل ما حوله لمدة عامين عام 1986.
عن عمله بالرسم والكتابة يقول الفنان صلاح جاهين: إلى جانب الرسم كنت أحب الصحافة وكنت عايش وسط الصحفيين ومنهم أحمد بهاء الدين ومصطفى محمود، رخا، بهجت، طوغان، وكنت أعمل في توضيب الصفحات، ورسمها، ولأنى كنت دارس فنون بدأت أزين الصفحات التي أصممها ببعض الرسوم، ولأنى كسول كنت أرسم الصفحات والرسومات في آخر لحظة بسرعة فطلعت كاريكاتير.
نظرا لإيمانه بالثورة وحبه للرئيس عبد الناصر برع صلاح جاهين فى كتابة الاغنية الوطنية فقدم أحلام" فى أغنية (ياحمام ) أجمل أغنية كتبت بعد جلاء الإنجليز. وجاءت بعدها أغنية (إحنا الشعب اخترناك من أجل الشعب) التى غناها عبد الحليم حافظ، ثم أغنية عدى القنال، والله زمان ياسلاحى التى غنتها أم كلثوم.
إصابة بالاكتئاب بعد النكسة
تغيرت مسيرة صلاح جاهين كما تغيرت مسيرة الوطن بعد نكسة حرب 1967، حتى انه أصيب بحالة من الاكتئاب عاشها عقب النكسة، وتغير أسلوب وكلمات أعماله بعدها، كما اعتبرها البعض الملهم الفعلي لأهم أعماله وهي "الرباعيات" والتي قدمت أطروحات سياسية تحاول كشف أسباب الهزيمة.
بعد وفاة عبد الناصر استسلم صلاح جاهين للمرض الذي كان يعانيه طوال حياته، فسافر إلى موسكو لمدة 5 أشهر للعلاج وإذا به يجد نفسه بعد كل هذه الرحلة وكل هذه المعارك أمام تيارات تنبذ فكرة الفن، وتحقر من شأن الفنان. كان صلاح قد توقف عن تناول المسكنات التي تساعده على الاستمرار إلى جانب تصوره أنه فقد قدرته الخلاقة.
بكرة أحلى من انهاردة
كانت فلسفته فى الحياة (بكرة أجمل من النهاردة ) ومثله الأعلى شارلى شابلن وهوايته فى وقت الفراغ الأكل والرسم وآخر تشنيعة قالتها عنه أم كلثوم (صلاح بيخس على برة ).
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.