مرجع المسلمين في الفقه والحديث، لمحات في حياة أم المؤمنين السيدة عائشة
قصة أم المؤمنين، جاء الإسلام ليحمي مكانة المرأة ورفع شأنها، ويرعي ضعفها، فيجعلها في ظل رجل مكفولةَ النفقات، مكفية الحاجات، فهي في كنف أبيها أو زوجها أو أولادها أو إخوتها.
ونتحدث عن أم المؤمنين الصديقة بنت الصديق عائشة رضي الله عنهما، عاشت حياة فريدة وكانت لها مواقف عظيمة، وبركة كبيرة وعلم سديد نافع بحفظ أحاديث النبي عليه الصلاة والسلام، وساهمت في صنع الحضارة الإسلامية العظيمة. وكانت -رضي الله عنها- المرجع المؤكد للمسلمين عندما يختلط عندهم شيء من القرآن، والحديث، والفقه، والفرائض، وكان المؤمنون يجدون عندها الجواب الشافي والمُقنع لجميع تساؤلاتهم واستفساراتهم.
من هي أم المؤمنين؟
أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، وكنيتها عائشة بنت عبد الله بن أبي قحافة بن عثمان بن عامر بن كعب بن كنانة، زوجةُ النَّبي -صلّى الله عليه وسلّم-، وابنة خليفة الرسول -عليه الصّلاة والسّلام- أبو بكر الصديق، وأمّها أمّ رومان بنت عامر الكنانية.
ولدت في مكة بعد بعثة النبي ﷺ، من أبوين مسلمين في بيت مسلم فلم تعرف غير الإسلام دينًا، أبوها أبو بكر الصديق الذي قال عنه المصطفى ﷺ: «ما وطئ الأرض بعد الأنبياء خير من أبي يكر»، صاحب رسول الله ووزيره في حياته وخليفته بعد وفاته، أما أمّها فـ “أم رومان” التي بشّرها النبي ﷺ بالجنة، وكان رسول الله ﷺ كثير التردد على بيتهم.
كانت أم المومنين عائشة -رضي الله عنها- أفقه نساء الأمة، هاجر بِها والِداها وتزوجها الرسول -عليه الصّلاة والسّلام- قبل الهجرة للمدينة المنورة وبعد وفاة زوجتهِ السيدة خديجة بنت خويلد -رضي الله عنها-، وكانت عائشة -رضي الله عنها- تُكنّى بأم عبدالله نسبة لابن أختها عبد الله بن الزبير -رضي الله عنه-، والذي أتت به عند ولادته إلى الرسول -عليه الصَّلاة والسَّلام- فتفل في فمهِ ليكون ذلك أول ما يدخل إلى جوفهِ.
وقيل أيضًا إنَّها أتت إلى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- وطلبت منهُ أنّ يكون لها كُنية كباقي النساء؛ فكنّاها بأمّ عبد الله نسبة لابن أختها أسماء تطيبًا لخاطِرها، فعن عروة عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (يَا رَسُولَ اللَّهِ، كُلُّ صَوَاحِبِي لَهُنَّ كُنًى، قَالَ: "فَاكْتَنِي بِابْنِكِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ- يَعْني ابنَ أُختِها).
نشأة السيدة عائشة رضي الله عنها
وُلِدت عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- في مكة المكرمة بعد البعثة بأربع أو خمس سنوات، وهي أصغر من السيدة فاطمة بثماني سنوات، وترعرعت في بيت يدين بدين الإسلام، وتربّت على يدِّ أبوين مؤمنين، ومن المعروف أنّ عائشة -رضي الله عنها- من النساء السابقات للدخول بالإسلام، وتجمّلت بالأدب والأخلاق؛ حيث إنَّها نشأت في بيت الفضائل والمكارم.
أصعب المواقف التي شهدتها أم المؤمنين عائشة
وخلال سنوات طفولتِها مرّت الدعوة الإسلامية بأقسى مراحلها؛ إذ تعرّض المسلمون لأشد أنواع الأذى، وذكرت عائشة -رضي الله عنها- أصعب المواقف التي حدثت مع والِدها في سبيل الحفاظ على دينِه وإيمانِه؛ وذلك عندما حاول الخروج من مكة المكرمة مُهاجرًا إلى الحبشة، فكانت من المراحل الصعبة في حياتها هي ووالدها.
علم السيدة عائشة وفقها في الدين
امتلكت السيدة عائشة -رضي الله عنها- مكانةً رفيعة في الفقه؛ وخاصة في رواية الحديث، وكانت -رضي الله عنها- سريعة الفهم والذكاء، والبديهة، ولم يقتصر علمها على الكلمات والعبارات؛ فقد ذكر أبو موسى الأشعري أنّه قال: (ما أشكل علينا أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- حديث قط، فسألنا عنه عائشة إلا وجدنا عندها منه علمًا).
ويبلغ مسند -مؤلف يُجمع فيه مرويات الحديث- السيدة عائشة -رضي الله عنها- ألفين ومئتين وعشرة أحاديث، واتفق صحيح بخاري وصحيح مسلم على مئة وأربعة وسبعين حديثًا منها، وانفرد البخاري بأربعة وخمسين حديثًا، وانفرد مسلم بتِسْعَةٍ وَسِتِّيْن، وقد كانت -رضي الله عنها- المرجع المؤكد للمسلمين عندما يختلط عندهم شيء من القرآن، والحديث، والفقه، والفرائض، وكان المؤمنون يجدون عندها الجواب الشافي والمُقنع لجميع تساؤلاتهم واستفساراتهم.
زواج النبي صلى الله عليه وسلم من أم المؤمنين عائشة
بعدما توفيت السيدة خديجة بنت خويلد قبل الهجرة بثلاث سنوات، وحزِن رسول الله عليها حُزنًا شديدًا، فأتت إليهِ خولة بنت حكيم، وعرضت عليه الزواج من بكر أو ثيب، فسألها النبي -صلّى الله عليه وسلّم- من البكر ومن الثيب، فأخبرتهُ أنَّ البكر هي عائشة ابنة أخيهِ وحبيبهُ أبو بكر الصديق، والثّيب هي سودة بنت زمعة، فأخبرها بأن تذهب لِبنت أبي بكر وتخطبها.
وبعد سنتين من وفاة السيدة خديجة -رضي الله عنها- تزوج الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- بأمّ المؤمنين عائشة -رضي الله عنها-، وكان ذلك بأمر من الله -تعالى-، فقد ثبت أنّ الرسول -عليه الصَّلاة والسَّلام- قد رأى السيدة عائشة -رضي الله عنها- في المنام مرتين؛ ومنها أنّ ملكًا يقدّم لهُ شيئًا في لفة حرير، فسألهُ عنه فأخبرهُ بأنَّها زوجتك عائشة -رضي الله عنها-، ونكح الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- السيدة عائشة بِزواج مبكر لهدف؛ هو إحكام وتوطيد العلاقة وتوثيقها بين الخلافة والنبوة، وما ساعد على الزّواج المبكر الجو الحار الذي كانت تعيشه البلاد العربية قديمًا؛ حيث إنَّه يساهم في بلوغ النساء تزوّج الرّسول -صلى الله عليه وسلم- السيدة عائشة -رضي الله عنها- قبل الهجرة باثني عشر شهرًا في شهر شوّال وهي ابنة ستة سنوات، ولكنّه دخِل بها في السنة الثانية للهجرة؛ أي إنَّها كانت بعمر تسع سنوات، فقالت -رضي الله عنها-: (تزَوَّجَنِي رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- لِسِتِّ سِنِينَ، وَبَنَي بِي وَأَنَا بِنْتُ تِسْعِ سِنِينَ).
فضائل السيدة عائشة ومناقبها
تمتلك زوجات الرّسول -عليه الصّلاة والسّلام- الكثير من الفضائل؛ وذلك لأنّهن زوجات لخاتم الرسل النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهنّ من آل بيتهِ طاهرات، عفيفات، بريئات من كل سوء يقع في أعراضهن، ومن ضمنهن السيدة عائشة -رضي الله عنها-؛ فكانت تمتلك العديد من الفضائل وأهمها: أفضل نساء العالمين على الإطلاق في الشرف، والفضل، وعلو المقام. زوجة لأفضل البشر سيدنا محمد -صلى الله عليه وسلم-. أم للمؤمنين جميعًا؛ فأنزلها الله منزلة الأمومة للمؤمنين، وجعلها أمًا لهم في التّحريم والاحترام. زوجة النبي -عليه الصّلاة والسّلام- في الدنيا والآخرة.
صفات عائشة رضي الله عنها
عائشة بنت أبي بكر، زوجة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، كانت شخصية متميزة بعدة صفات مهمة، ومن أبرز هذه الصفات:
العلم والفقه: عُرفت عائشة رضي الله عنها بعمق علمها وفهمها للدين. كانت مرجعًا للصحابة في الكثير من المسائل الفقهية والحديث النبوي.
الذكاء والفطنة: كانت عائشة معروفة بذكائها وقدرتها على الفهم السريع والتحليل الدقيق.
الصدق والأمانة: اتسمت بالصدق في القول والأمانة في التعامل، وهي من الصفات المهمة التي تميز بها الصحابة عمومًا.
الإلقاء والتعبير: كانت ماهرة في البيان والتعبير، وقد نقلت الكثير من الأحاديث بأسلوب واضح ومفصل.
الشجاعة والقوة: أظهرت عائشة رضي الله عنها شجاعة وقوة في مواقف عدة، خاصة في الدفاع عن الحق وتبليغ الدين.
التقوى والورع: كانت عائشة مثالًا في التقوى والخشية من الله، واتبعت تعاليم الإسلام بإخلاص وتفاني.
الرحمة والعطف: كان لها قلب رحيم وعطوف، خاصة تجاه الفقراء والمحتاجين.
هذه بعض الصفات التي تميزت بها عائشة رضي الله عنها، والتي جعلتها شخصية محورية ومؤثرة في تاريخ الإسلام.
وفاة السيدة عائشة أم المؤمنين
توفيت السيدة عائشة توفيت أم المؤمنين عائشة -رضي الله عنها- في المدينة المنورة، ليلة الثلاثاء في السابع عشر من شهر رمضان، في السنة الثامنة والخمسين للهجرة؛ أي أنَّها عاشت بعد وفاة الرسول -عليه الصَّلاة والسَّلام- خمسين عامًا، وأوصت أنّ تُدفن ليلًا، وصلّى عليها أبو هريرة -رضي الله عنهُ-، ودفنت في البقيع، وكان ذلك زمن خلافة معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.