المخرج محمد عبد العزيز: غيابي عن الفن سببه الجو الغريب وسطحية الكتابة وتدنى الموضوعات.. والمناخ لايناسبني ( حوار )
>> لست فى عزلة ولم أقرر الاعتزال حتى الآن
>> تلقيت عدة عروض ولكنى اعتذرت عن إخراجها
>> هناك ندرة فى الكُتاب الجيدين سواء فى الكوميديا أو التراجيديا
>> أرصد الواقع الفنى وأطلع على الأعمال الفنية الموجودة على الساحة
>> أنا أهلاوى متعصب.. وكريم لعب مع «الأحمر»
>> شادية احتضنت محمود ياسين فى فيلم «نحن لا نزرع الشوك».. وفاتن حمامة خطفته فى «الخيط الرفيع»
>> عبد الحليم حافظ هدد بالهجرة إلى لبنان بعد فيلم «أبى فوق الشجرة».. وهند رستم رفضت بدلة رقص نادية لطفى
>> قضية فيلم " الجلسة سرية" كانت حقيقية والمتهم كان يقضى العقوبة بسجن الحضرة
>> هند رستم قاتلت على فيلم «القاهرة 30».. وسعاد حسنى تذمرت من المشاركة
>> منى زكى لم تروج لمبادئ المثليين.. وأرفض إخراج نوعية «أصحاب ولا أعز»
>> لا أوافق على عمل مقزز ولا أستطيع إخراج عمل أكره قصته أو مضمونه
مخرج صاحب رؤية إبداعية فريدة وقدروة على إحياء القصص بطرق مبتكرة ومؤثرة، يجذبك نحو مشاهدة أعماله بشغف متجدد أيا كانت سواء كوميدية أو درامية أو حتى استعراضية، وتعلقه بالسينما منذ الصغر دفعه للعمل بجد لتحقيق حلمه فى أن يصبح مخرجا لأهم الأفلام فى تاريخ السينما المصرية.
هو المخرج الكبير محمد عبد العزيز الذى يعد واحدا من أبرز صناع السينما المصرية والعالمية، يحدثنا فى الحوار التالى لـ "فيتو" عن مشواره الممتد عبر عقود طويلة وقصصه وحكاياته مع رفيق الدرب حسين كمال وذكرياته مع عبد الحليم حافظ والزعيم عادل إمام والسندريلا وشادية ونادية لطفى ونجوم الشباك، وعلاقته بنجله النجم كريم عبد العزيز، وإلى نص الحوار:
*فى البداية ما سر اختفائك عن الساحة الفنية منذ مسلسل «بابا نور» 2010؟
تغير المناخ الفنى وقلة الإنتاج والحصار فى التوزيع وتدنى الموضوعات الفنية كلها أمور لا تشجع على ظهورى أو تواجدى فى المشهد الفنى، وأرى مناخا غريبا عن الذى عملنا فيه فى الماضى، وهذا سبب ابتعاد داود عبد السيد وخيرى بشارة وعلى بدرخان، فضلوا الابتعاد عن الساحة فى هذا التوقيت، وأنا فضلت التركيز كل الوقت للتدريس فى معهد السينما بيتى الثاني.
*ألم تعرض عليك أى أعمال فنية مؤخرا؟
تلقيت عدة عروض ولكنى اعتذرت عن إخراجها لأنها لا تناسبنى، هناك ندرة فى الكُتاب الجيدين سواء فى الكوميديا أو التراجيديا، وهناك استسهال كبير وسطحية فى الكتابة، وأصدقك القول إن لدى حنين لأفلام الأبيض والأسود، أما ما نراه فى السينما والدراما الحالية رغم حداثة العصر والتطور التكنولوجى مجرد إبهار زائف، الشكل هو المسيطر والمضمون غائب.
*نفهم أنك قررت الاعتزال على خطى داود عبد السيد؟
لست فى عزلة ولم أقرر الاعتزال حتى الآن، أرصد الواقع الفنى وأطلع على الأعمال الفنية الموجودة على الساحة، ولدى احتكاك بين الأجيال الحالية، ونتبادل الأفكار ونتناقش، لكن المناخ الفنى لا يناسبنى، تجد المسرح يكاد دوره يندثر رغم ازدهاره فى جميع أنحاء العالم، ونرى معارك الموسيقى والأغنية والانحطاط الكامل فى أغانى المهرجانات وكلماتها واتجاه الموسيقى للرقص والحركات الجسدية بشكل دائم، نحن فى حالة ردة شديدة جدا فى الموسيقى والمسرح والغناء والسينما ولكن الأمل فى بعض الأعمال الدرامية.
*بالعودة للوراء، عملت مساعدا للمخرج حسين كمال فى فيلم «أبى فوق الشجرة» للعندليب عبد الحليم حافظ ونادية لطفى، حدثنا عن كواليس العمل؟
عشت العمل من الألف للياء، وكنت عاشقا لفن عبد الحليم حافظ، لذلك كنت سعيدا بالعمل معه، وحسين كمال عَهِدَ إلىَّ بمسئولية تنفيذ الأغانى والاستعراضات الخاصة بالفيلم فتحملت هذا العبء بمفردى بداية من «دقوا الشماسي» و»يا خلى القلب» إلى «جانا الهوا»، وكان هناك حداثة فى التعامل مع الاستعراضات وكان أول فيلم مصرى يلجأ لشكل الفيديو كليب.
*هل شهد الفيلم أى خلافات؟
منذ الأيام الأولى للفيلم كانت هناك خلافات عديدة، وحدث خلاف كبير بين المنتج وحيد فريد والمخرج حسين كمال، ثم خلاف بين حسين كمال وعبد الحليم حافظ، ثم خلاف بين حسين كمال وشركة صوت الفن، تلاه خلاف بين حسين كمال ونادية لطفى، وفى وسط أجواء الخلافات أخرجنا عملا رائعا ولا يمكن نسيانه فى تاريخ السينما المصرية.
*هل تم استخدام إضاءة خاصة فى مشهد غرفة النوم بفيلم «أبى فوق الشجرة « بهدف إخفاء آثار مرض البلهارسيا الذى تغلب على العندليب؟
هذا ليس صحيحا على الإطلاق، عبد الحليم حافظ كان فى كامل لياقته الفنية والصحية، وكان يقف جاهزا أمام الكاميرا فى الثامنة صباحا حتى فترة الغروب التى كنا نصور فيها أجزاء من أغنية «مشيت على الأشواك».
*هل رفضت سعاد حسنى وهند رستم دور الراقصة «فردوس» وتم الاتفاق بعد ذلك مع نادية لطفى لتقديم الشخصية؟
هند رستم رفضت الدور اعتراضا على مشاهد معينة خاصة ببدلة الرقص التى بها مراية والتى صورت فى الملهى الليلى، وتم الاستعانة بنادية لطفى، أما سعاد حسنى فلم تكن مرشحة للمشاركة بالفيلم.
*بعد انتهاء التصوير كيف كانت ردود أفعال عبد الحليم حافظ عن الفيلم؟
قال لى بنبرة غضب: «والله العظيم لو عدد أسابيع عرض فيلم أبى فوق الشجرة أقل من 12 أسبوع زى الخطايا، أنا هروح أعيش فى بيروت حزنا من الجمهور المصرى بعد المجهود البدنى والفنى اللى بذل»، لكن عرض الفيلم تخطى الـ43 أسبوعا، والعمل نجح نجاحا كبيرا فى مصر والدول العربية وحقق نجاحا ساحقا فى إسبانيا وأمريكا اللاتينية.
*"القاهرة 30" يحتل المرتبة الـ18 ضمن أفضل 100 فيلم بذاكرة السينما المصرية.. حدثنا عن تجربة العمل مع المخرج صلاح أبو سيف؟
التحضير للفيلم كان من نهاية يناير 1965، وبدأنا التصوير فى نوفمبر من نفس العام، وأخذ مراحل كثيرة ما بين إعداد السيناريو واختيار أماكن التصوير ودراسات كاملة ومتكاملة عن القاهرة سنة 1930 بكل أجوائها وحياتها السياسية وظروفها الاقتصادية والملابس وموديلات السيارات وإعلانات الشوارع وكل ما يخص القاهرة فى هذه الفترة تم بدراسة كاملة تكاد تكون رسالة دكتوراه.
*هل شادية كانت المرشحة الأولى لبطولة الفيلم واعتذرت لظروف حملها الذى لم يكتمل من صلاح ذو الفقار؟
منذ اللحظة الأولى كان الاختيار الأول سعاد حسنى، والسندريلا رفضت الدور، ولكن صلاح أبو سيف صمم عليها، بينما هى كانت ترفض من باب إحساسها أن الفيلم دراما تراجيدية ثقيلة على الجمهور، وفى هذا الوقت كانت تشارك فى فيلم الثلاثة يحبونها، وأفلام خفيفة لايت، ونفذنا 14 يوم تصوير من الفيلم بدون البطلة بسبب عدم حل أزمة التعاقد مع سعاد حسنى، وخلال هذه الفترة كانت تتواجد معنا فى البلاتوه الفنانة نادية لطفى التى كانت ترغب بشدة ومتحمسة حماسا جنونيا فى خطف دور سعاد حسنى.
وكانت نادية تأتى كل يوم وتحاول إقناع صلاح أبو سيف ببطولة الفيلم دون جدوى، ولكنه ظل منتظرا سعاد حسنى حتى اللحظة الأخيرة، وفعلا آخر يوم تصوير فى فيلا بالزمالك الساعة 11 مساء أرسلنا للسندريلا وجاءت متبرمة وكأنها مضطرة ومضغوطة لعمل الفيلم، وذهبت لتلقينها أول لقطة فى الفيلم رأيتها غير متحمسة وليس لديها أى رغبة للعمل، وأخبرتنى أن الفيلم ثقيل والناس لا تحب هذه النوعية، فقط تحب الأفلام اللايت، فقلت لها الفيلم سيكون علامة مهمة فى تاريخك الفنى، وبالفعل تحقق ذلك للسندريلا.
*هل رغبت هند رستم فى بطولة الفيلم؟
"انت هاتموت وتعمل الفيلم" ولكن صلاح أبو سيف صمم على سعاد حسنى، وساعات الممثل يرفض دورا شديد الأهمية وبعدها يندم وحصلت كثيرًا فى حياتى كمخرج وكنت شاهدا على ندم كثير من الممثلين والممثلات على رفض أدوار مهمة فى تاريخ السينما المصرية ثم بعد ذلك تجدهم فى أشد الندم والحسرة.
*عاتبك محمود مرسى عتابا شديدا بعد نجاح «رجل فقد عقله».. هل تتذكر القصة؟
عرض علىَّ السيناريست العظيم على الزرقانى السيناريو، حينها عرضته على الفنان محمود مرسى الذى كان يلح علىّ دوما بمنحه الفرصة للمشاركة فى عمل كوميدى، ولكنه اعتذر عنه، واستعنت بفريد شوقى، والفيلم نجح نجاحا كبيرا رغم عرضه فى شهر رمضان، وكانت دور السينما متقفلة بالجمهور فى كل حفلاتها، وتم عرض العمل حتى عيد الأضحى، بعدها قابلنى محمود مرسى وقال لى: «انت إزاى مضغطتش عليا علشان أشارك فى الفيلم؟».
*جمعك مع المخرج حسين كمال مرة أخرى فيلم «نحن لا نزرع الشوك».. ما حقيقة رفض الفنانة شادية إسناد الإخراج لحسين كمال؟
رمسيس نجيب كان يغازل حسين كمال منذ فيلم «أبى فوق الشجرة» لكى يخرج له فيلم «نحن لا نزرع الشوك» وشادية لم تعترض على حسين كمال، وكانت تجمعهما علاقة قوية بعد أن أخرج لها «شيء من الخوف»، وشادية ليست بهذه الروح الشريرة.
*حدثنا عن كواليس «نحن لا نزرع الشوك».
الفيلم شهد الانطلاقة الحقيقية لمحمود ياسين وكانت أول بطولة مطلقة له، ليتربع على عرش نجوم الصف الأول فى السبعينيات وأقنعه رمسيس نجيب بتوقيع عقد احتكار سينمائى لصالح شركته وشمل بطولة «الخيط الرفيع» و«أختي».
وحدث خلاف شديد بين رمسيس نجيب وحسين كمال بسبب تصميم الأخير على إعطاء الفرصة لمحمود ياسين بينما كان رمسيس نجيب يرغب فى الاستعانة بحسن يوسف، وفى هذه الفترة حاول محمود ياسين الاعتذار عن البطولة بعدما أرسل له يوسف شاهين فيلم الاختيار، واستشاط حسين كمال غضبا من محمود ياسين، لكن تتغير الأحداث بعدما تخلى يوسف شاهين عن محمود ياسين.
وقتها جاء مسرعا يطلب العودة لعمل بطولة نحن لانزرع الشوك، ورفض حسين كمال ورمسيس نجيب عودته، وتدخلت لأنهى الأزمة ووقع محمود ياسين بالفعل عقد بطولة الفيلم، والغريب فى الأمر أنه خلال تصوير الفيلم فى رمضان ارتبط بمسرحية فى المسرح القومى وكرم مطاوع كان مصرا على حضوره البروفات، وهذا ما كان يمنعه من التصوير معنا وطالبته بتقديم استقالته من المسرح القومى، ورفض وقال لى: «مقدرش أستغنى عن 17 جنيه مرتبى فى القومي».
وكنا نقوم بتصوير الفيلم الساعة الثامنة صباحا فى رمضان، وكانت شادية وهى متزوجة صلاح ذو الفقار تنتهى من السحور وتأتى مسرعة على استوديو الأهرام؛ لكى نترك محمود ياسين لكرم مطاوع فى المسرح القومى الساعة 11 ظهرا، وبعدها نزل الفيلم وحقق نجاحا ساحقا.
*هل اختارت فاتن حمامة محمود ياسين لـ»الخيط الرفيع»؟
رمسيس نجيب الذى كان معترضا على محمود ياسين فى نحن لا نزرع الشوك، رشحه لفاتن حمامة لبطولة فيلم «الخيط الرفيع»، وقالت له: «أنا عايزة الواد ده معايا عجبنى أداؤه».
*حدثنا عن كواليس فيلم «ثرثرة فوق النيل»؟
الفيلم تم تصويره بالكامل بالأبيض والأسود فيما عدا استعراض «الطشت قال لي» الذى صور بالألوان الطبيعية مع أحمد رمزى والمطربة عايدة الشاعر.
*وما السبب؟
حسين كمال رأى أن الاستعراض يحتاج إلى بريق الألوان أكثر من الأبيض والأسود، وفكرنا فى نفس الأمر فى تصوير الحفلة المقامة بقصر محمد على بشبرا بفيلم «القاهرة 30» بالألوان.
*هل عماد حمدى بالفعل لم يكن مرشحا لدور أنيس والمنتج جمال الليثى صمم على إسناد الدور لمحمود مرسى؟
بالفعل محمود مرسى كان مرشحا لتجسيد دور عماد حمدى، ولكن حسين كمال رفض الاستعانة به فى الدور لأنه رأى أن عينيه حادة لدور «أنيس» صاحب العين المنكسة من تأثير المخدر والصمت والعزلة والوحدانية التى يعيش فيها، فاستعان بعماد حمدى.
*هل كان لفيلم ثرثرة فوق النيل أى تداعيات سياسية؟
الرواية كانت جريئة جدا وتحمل الكثير من الإسقاطات السياسية وتتعرض للنكسة وظروف مصر بعدها، وأتذكر أن الرقابة وقتها اعترضت على الفيلم وحذفت مشهد تواجد الممثلين عند تمثال رمسيس الثانى بقرية ميت رهينة بالكامل اعتراضا على تقبيل ميرفت أمين لرمسيس وتواجد أبطال العمل فوق جسد التمثال.
*فيلم «الجلسة سرية» بطولة محمود ياسين ويسرا من علامات السينما المصرية.. حدثنا عن كواليس العمل؟
قضية الفيلم كانت حقيقية، والمتهم كان يقضى العقوبة فى سجن الحضرة بالإسكندرية، وفى الواقع إن المتهم الذى جسد قصته سمير صبرى كان شقيق المجنى عليه وليس صديقه وأقام علاقة محرمة مع زوجة شقيقه، وأنجب 3 أولاد من زوجة أخيه، حتى اكتشف الأخ العقيم أنه لا ينجب، لكننى وجدتها ستكون فجة جدا لو عرضت القصة الحقيقة، فجعلت المتهم صديقه وليس شقيقه، وبدلا من أن ينجب فى الفيلم 3 أطفال جعلته طفلا واحدا، وفى القصة الحقيقية أن الأخ عندما علم قتل شقيقه وتم القبض على القاتل ووضع فى سجن الحضرة وقبل جلسة المحكمة مات فى السجن من الحسرة، وكانت قضية حقيقية، ومحمد صفاء عامر هو من جلبها لنا.
*كيف كانت رحلتك مع الزعيم عادل إمام؟
رحلتى مع عادل إمام طويلة، وتعاونت معه فى 18 فيلما، بدأت من «جنس ناعم» و»البعض يذهب للمأذون مرتين»، «انتخبوا الدكتور سليمان عبد الباسط» «عصابة حمادة وتوتو» و»خلى بالك من عقلك» «مين فينا الحرامي» «حنفى الأبهة» «على باب الوزير».
وجزء من رحلة صعود عادل إمام كانت معى، هو ممثل ذكى وصديق حميم جدا.
*ماذا عن المحطة الأبرز لك مع الزعيم؟
فيلم «انتخبوا الدكتور سليمان» أحبه جدا، وعادل إمام رائعا لأنه أخبرنى برغبته فى عمل لا يُضحك الناس فيه ويعتمد من خلاله على الأداء التمثيلى وليس الكوميدى، وبالفعل عمل الدور بشكل عظيم.
ومن الأفلام الجادة التى أخرجتها للزعيم «قاتل مقتلش حد» كان يحمل ملامح التراجيديا، وقدمنا كوميديا تناقش قضايا اجتماعية وفى «عصابة حمادة وتوتر» كنا نناقش سلبيات عديدة فى المجتمع، وفيلم «المحفظة معايا» كان سياسيا كله.
*عادل إمام مختلف عن باقى الكوميديانات، ما السبب؟
بكل تأكيد، له وجهة نظر ورؤية ثاقبة، كانت تجمعنا جلسة مدتها شهر قبل التصوير، ونمسك مشهدا مشهدا من ناحية تنفيذه وإضافة الإفيه أو الموقف، وكنا نناقش يوميا 3 مشاهد حتى الوصول إلى الشكل النهائى للسيناريو، ومع دخول البلاتوه يركز بدقة فى تنفيذ ما اتفقنا عليه دون تعديل أو تغيير أو إضافة.
*مسلسل «بابا نور» يمثل السياسى المعارض لقرارات الحكومة ويتهمها بجلب الأزمات والأضرار.. ألم يعرضك لمشكلات مع حكومة أحمد نظيف؟
لم نتعرض لأى مضايقات سواء من الحكومة أو الرقابة، وحصلت على موافقة وزارة الداخلية بتصوير عدة مشاهد تمثل مظاهرات داخل مدينة الإنتاج الإعلامى بوجود 500 عسكرى وخمس سيارات أمن مركزى وأربع سيارات بوكس ومدرعتين، وتم تصوير المشاهد الخارجية لحزب «الشارع المصري» الذى يرأسه حسين فهمى ضمن أحداث المسلسل، أتذكر أن ديكور المشاهد الداخلية تكلف بناؤه 700 ألف جنيه.
*فيلم «أصحاب ولا أعز» بطولة منى زكى أثار غضب الشارع بعد طرحه على إحدى المنصات؟ هل توافق على إخراج عمل يناقش المثلية الجنسية؟
لا أوافق على عمل حاجة سيرتها بتعمل لى حالة تقزز رغم أنها موجودة، وهناك مجتمعات تعترف بالمثليين، ولا أستطيع إخراج عمل أكره قصته أو مضمونه، أما بالنسبة لمنى زكى فهى صديقة وشاركت معى فى مسرحية «عفروتو» ولا يمكن أن تروج لمبادئ المثليين.
*خلال مشوارك الفنى الطويل.. هل ندمت على عمل رفضته؟
أخرجت 67 فيلما وخلال الرحلة اعتذرت عن أعمال عديدة من بينها فيلم «التخشيبة» الذى أخرجه عاطف الطيب و»كراكون فى الشارع» لعادل إمام.
*محمد رمضان يعتبر نفسه «نمبر وان».. ما هو تعليقك؟
عادل إمام لم يطلق عن نفسه نمبر وان، وعبد الحليم السوبر ستار لم يفعل ذلك، ولا أم كلثوم، ولكن بمنطق التاريخ لا بد من حدوث صحوة ونهضة بعد الانحدار وعصور الظلام الفنى.
*هل شارك الابن كريم عبد العزيز فى أى عمل قدمته؟
شارك فى عمل وحيد مسلسل «أنين امرأة» بطولة بوسى وممدوح عبد العليم، وهذا قبل أن يأخذ فرصته فى فيلم «اضحك الصورة تطلع حلوة « ومسلسل «امرأة من زمن الحب».
*بعيدا عن كونك أبا لكريم عبد العزيز؟ كيف تقيم مشواره حتى الآن؟
درس الإخراج، ويفهم فى السيناريو، ويعرف جيدا فى بناء الشخصية ويختار أعماله بشكل جيد، وقبل كل ذلك سلوكه فى احترام المخرج والالتزام فى المواعيد شيء مقدس، وهذا شيء توارثه منى.
*هل منعت دخول كريم عالم التمثيل؟
اعترضت تماما حتى على فكرة دخوله معهد السينما، كنت لا أرغب فى أن يسلك هذا الطريق الصعب وشديد القسوة، ولكن زملائى فى المعهد قالوا لى اتركه يأخذ فرصته، حينها انسحبت من امتحانات القبول، وفوجئت بأنه جاء الأول على المقبولين، وثورتى عليه زادت عندما أبلغنى حينما كان طالبا بالفرقة الثانية بأنه يرغب فى التمثيل بدلا من الإخراج، وتدخل وأقنعنى بتركه يُمثل حسين كمال ويوسف شاهين، وبالفعل فاجأنى بنجاحه بنبرة فخر وسعادة: «الحمد لله طول رقبتنا كلنا فى العيلة».
*تشجع الأهلى أم الزمالك؟
أنا أهلاوى متعصب وكنت صديقا لصالح سليم، الأهلى فى دمى وكريم أيضًا أهلاوى ولعب فى النادى الأهلى فريق تحت 16 سنة، وكان مدربه الكابتن الراحل صفوت عبد الحليم، وكان يتابعه إكرامى ومصطفى يونس ومصطفى عبده، وبعدها انتقل لنادى الجزيرة لمدة عامين ثم اعتزل، ورغب الأهلى بقوة فى ضمه للفريق الأول لكرة اليد ولكنه رفض، عائلتنا كلها أهلاوية بما فيهم عمر عبد العزيز ومحمد ياسين، وتشجيع الأهلى ميثاق شرف فى العائلة.
*برأيك.. هل تسببت سياسة الانفتاح التى اتبعها السادات فى تدهور أوضاع مجتمعنا؟
نكسة 1967 والانفتاح أحدثا شرخا ثقافيا كبيرا فى المجتمع، وكان أملنا التخلص من آثاره فى 10 سنوات أو 15 عاما، ولكننا لا نزال نعانى حتى اليوم، يصمت قليلا ويتحدث بحسرة: السلوك اختلف والإحساس بكلمة الضمير اختلفت، وأتذكر عندما كنت طالبا فى أولى ثانوى وكنت ضعيفا فى الرياضيات فذهبت لمدرس الفصل وقلت له أرجوك أنا بحاجة لدرس خصوصى. وكانت وقتها الحصة بجنيه، فوجئت بالمعلم غاضبا وحزينا جدا، وقال لي: «معنى كده أنا مبشرحش كويس فى الفصل»، فقلت له: «لا والله يا أستاذ بس أنا محتاج أزود الحصص، وده بسبب ضعفى فى الرياضيات»، فوافق على مضض وبعد حصتين أخبرنى المعلم قائلا: «أنا شايف أن كده كفاية، وأنت تركز فى الفصل»، وهذا موقف من حياتى، أنظر الآن للسناتر وهى مكتظة بآلاف الطلاب والدروس الخصوصية بسبب غياب والمدرسة وعدم تأدية المعلم دوره بغضب شديد: «احنا فين من الجو اللى كنا عايشين فيه زمان، فين المواهب اللى جوا المدرسة والثقافة والفنون؟!».
الحوار منقول بتصرف عن النسخة الورقية لـ "فيتو"
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الأدبية والفنية والثقافية.