باحث: 4 شروط لنجاح مؤتمر باريس بشأن السودان في تحقيق أهدافه
السودان، قال الباحث محمد الجزار، المتخصص في الشأن الأفريقي إن عقد مؤتمر دولي بباريس حول السودان بعد عام على اندلاع الحرب، وسط آمال بإحياء التعبئة بشأن أزمة منسية، يعد خطوة بالغة الأهمية من أجل الوصول إلى حل لأزمة السودان الذي يعاني من الحرب بين الجيش بقيادة البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة حميدتي.
مراحل مؤتمر باريس والأطراف المشاركة فيه:
وأضاف الجزار فى تصريح لـ فيتو أن استضافة العاصمة الفرنسية باريس مؤتمر إنساني دولي بشأن الوضع في السودان تحت رعاية الإتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا، وذلك علي المستوي الوزاري، سيتم عقده علي ثلاث مراحل تضم العديد من الأطراف كما يلي:
1- المرحلة الأولى: الإجتماع السياسي: وهو يجمع كافة الأطراف التي شاركت من ذي قبل في محاولة تسوية الصراع في السودان وعلي رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية، والمملكة العربية السعودية، والإمارات العربية المتحدة، وباقي دول جوار السودان، مع مشاركة أكثر من 20 وزير يمثلون دولهم في المؤتمر، فضلا عن حضور ممثلين عن المنظمات الدولية الأممية كالأمم المتحدة، والقارية كالاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، والإقليمية كالإيجاد وجامعة الدول العربية.
2- المرحلة الثانية: اجتماع المانحين: ويشارك في حضوره ممثلين عن المؤسسات المالية الدولية.
3-المرحلة الثالثة: اجتماع ممثلي المجتمع المدني السوداني: حيث تشارك في عقد اجتماع علي مدار اليوم بصحبة المنظمات غير الحكومية لمناقشة سبل تسوية الصراع ووقف الأزمة الإنسانية.
أهداف مؤتمر باريس
وواصل الباحث فى الشأن الأفريقي حديثه قائلا: يسعى مؤتمر باريس إلى تحقيق مجموعة من الأهداف تتمثل فيما يلي:
1- إعادة الأزمة السودانية إلي صدارة المشهد الدولي لكونها أصبحت منسية وسط تصاعد الأزمة الإنسانية في غزة، وتداعيتها السلبية على المنطقة، رغم خطورة الأزمة السودانية إنسانيا وجيوسياسيا.
2- محاولة وقف إطلاق النار في السودان واستئناف المفاوضات بين أطراف الصراع وتعزيز عملية السلام.
3- فتح المجال أمام وصول المساعدات الإنسانية وتقديم الدعم للمنكوبين.
4- جمع الموارد المالية اللازمة لتمويل عمليات الإغاثة والطوارئ في السودان والتي بلغ عجزها أكثر من 2.5 مليار دولار حيث يسعى مؤتمر باريس لجمع أكثر من مليار يورو لدعم المساعدات الإنسانية في السودان.
شروط نجاح مؤتمر باريس
وتابع الجزار: حتى ينجح مؤتمر باريس في الوصول إلى تحقيق الأهداف المرجوة من عقده يجب توافر عدة شروط تتمثل فيما يلي:
1- إشراك طرفي الصراع في المؤتمر بصورة رسمية ولو في مرحلة تالية علي الأقل، وذلك لأن مؤتمر باريس تجاهل إشراك ممثلين عن طرفي الصراع السوداني الرئيسين المتورطين في الحرب، رغم مشاركة العديد من القوي الدولية، وهو ما جعل الحكومة السودانية تعبر عن اندهاشها وإدانتها من عملية تنظيم مؤتمر باريس دون التشاور أو التنسيق معها معتبرة ذلك تعدي على مبدأ سيادة الدولة وانتهاك لقواعد القانون الدولي، مستنكرة لفكرة الحياد التي روج لها مؤتمر باريس وعدم استضافتها ممثلي عن طرفي الصراع وعدم تصنيفه لميلشيات حميدتي علي كونها مرتزقة، وبناء علي ذلك فنظرا لعدم مشاركة ممثلين عن طرف الصراع فمن المحتمل عدم قبولهم بمخرجات هذا المؤتمر.
2- ضرورة وضع آليات لوقف تدخل الأطراف الخارجية في الصراع الداخلي في السوداني , وهو شرط مهم نظرا لأن قيام عدد من الأطراف الإقليمية والدولية بتقديم دعم قوي لميلشيات الدعم السريع ساهم في تمديد أجل الصراع واتساع رقعته وضعف الحكومة الشرعية وانهاك قواها، ولهذا لكي ينجح مؤتمر باريس في تحقيق أهدافه يجب وضعه لآليات تمنع تدخل الأطراف الخارجية في السودان.
3- وضع آليات صارمة تجبر طرفي الصراع على القبول بمخرجات مؤتمر باريس، بحيث تضمن تلك الآليات وقف إطلاق النار وسرعة إدخال المساعدات، ولعل من بين تلك الآليات فرض حظر للطيران فوق السودان، ومنع إدخال السلاح إلى ميلشيات الدعم السريع، وتصنيف ميلشيات الدعم السريع على كونها منظمة إرهابية، مع تقديم الدعم العسكري واللوجستي للحكومة الوطنية مما يساهم في إنهاء الصراع.
4- توقيع مزيد من العقوبات علي الشخصيات الرئيسية في استمرار الحرب وتضييق الخناق عليهم , مما يجبرهم علي تنفيذ مخرجات مؤتمر باريس.
5- إشراك القوى الدولية والإقليمية التي لها أدوار مباشرة في الصراع في السودان في مؤتمر باريس مثل روسيا وإيران، وذلك لتوحيد المواقف الدولية للتعامل مع الأزمة، وإنهاء حرب الوكالة على الأراضي السودانية.
سيناريوهات مؤتمر باريس بشأن الصراع المسلح في السودان
وأضاف الجزار: تتمثل السيناريوهات المستقبلية التي يمكن أن يسفر عنها مؤتمر باريس فيما يلي:
السيناريو الأول: النجاح الجزئي لمؤتمر باريس وذلك من خلال نجاح الأطراف المشاركة في مؤتمر باريس في جمع الموارد المالية اللازمة للمساعدات الإنسانية والإغاثية، وفتح المجال لإيصالها للمنكوبين برعاية دولية، مع فشل المؤتمر في فرض وقف لإطلاق النار مع استمرار المعارك العسكرية، وبالتالي فشل الحل السياسي.
السيناريو الثاني: نجاح المؤتمر في تحقيق كافة أهدافه ووضع آليات تضمن الحل السياسي والإنساني، ووقف إطلاق النار والدخول في مسار المفاوضات وإحياء عملية السلام.
السيناريو الثالث: فشل المؤتمر في تحقيق أية مكاسب في حالة استمرار القوي الإقليمية والدولية المشاركة في المؤتمر تقديمها الدعم لطرفي الصراع تحقيقا لمصالحها الخاصة، وبالتالي يستمر الصراع والمعاناة والأزمة الإنسانية، ويصبح المؤتمر مجرد اجتماع شكلي يضاف لعشرات الاجتماعات المستمرة منذ عام لتسوية الصراع دون تحقيق مكاسب على أرض الواقع نظرا لغياب الإرادة الدولية لإنهاء الصراع المسلح في السودان.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.