الضربة الإيرانية لإسرائيل تشغل بال العالم.. كانبكلي: صواريخ طهران استعراضية وتأثيرها العسكري محدود على الاحتلال.. الحرس الثوري خسر ورقة رابحة.. والزعاترة: أمريكا هي الفائزة ونتنياهو يستغلها لصالحه
الهجوم الإيراني على الاحتلال إسرائيل، أثارت الضربة الإيرانية على الكيان، جدلًا بين الخبراء السياسيين والاستراتيجيين، ففي الوقت الذي أكد فيه الخبراء أن الضربة الإيرانية كانت غير مسبوقة، وتعتبر تطورًا جديدًا في الحرب، لكن آخرين أكدوا أن الضربة الإيرانية كانت استعراضية، أظهرت فيها إيران قدراتها الصاروخية، ولم تجر أمريكا إلى الصراع، ونفذت أول هجوم جدي على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وحصلت على تنازلات أميركية.
تأثير ضربة إيران على إسرائيل محدودة عسكريًا
وعن الهجوم الإيراني على الاحتلال إسرائيل، قال المحلل السياسي التركي الدكتور محمد كانبكلي: "أولا لا أقلل مما قامت به أيران أبدًا، ما قامت به إيران يمكن أن تقوم به أي دولة ذات سيادة، فإسرائيل تعتبر وفقا للقانون الدولي قصفت أراضي إيران مباشرة باستهداف مبانيها الدبلوماسية، وليس هناك من خيار سوى إما أن تقدم إسرائيل اعتذار تدفع تعويضات لإيران، أو أن تقوم إيران بالرد المباشر من أراضيها على إسرائيل بنفس الطريقة، أو تعلن الحرب".
وانتقد كانبكلي الهجوم الإيراني على الاحتلال إسرائيل، قائلا: "انتقادي كان فقط لشيئين، أولا تأثير الرد وتوقيته، تأثير الرد عسكريًا محدود جدًا على إسرائيل ولن يحقق أهدافه بردع إسرائيل، وأخذت في الاعتبار منظومة الدفاع الجوي التي تملكها إسرائيل ضد الصواريخ البالستية وضد صواريخ كروز والمسيرات، ولم آخذ حتى بتدخل الولايات المتحده لتشكيل خط دفاع أول لحماية اسرائيل".
وأضاف كانبكلي: "إذا كنا كمحللين نعلم هذه الحقيقة، فهل يمكن أن تجهل إيران وإسرائيل ذلك..؟ بالطبع لا..!، فحتى إيران وإسرائيل تعلم جيدًا أن الضربات لن تكون مؤثرة عسكريًا، إذا كانت إيران تعلم ذلك لماذا ضربت إسرائيل، في الحقيقة إسرائيل قامت بقصف المباني الدبلوماسية لإيران أجبرت إيران على الرد من أجل أن ترد اعتبارها وسمعتها الدولية".
نتنياهو يستفيد من الضربة الإيرانية
وعن الرد الإيراني على إسرائيل، قال كانبكلي: "نتنياهو أحد أهم أسباب موافقته على ضرب المباني الدبلوماسية لإيران هو إجبار إيران على الرد، فرد إيران عسكريًا على إسرائيل ستستخدمه حكومة نتنياهو داخليا لتهدئة الشارع الإسرائيلي الذي يتظاهر ضده بأنه يجب توحيد الجبهة الداخليه لأن الكيان الآن أصبح في تهديد وجود، وبنفس الوقت سيستخدمه لإعادة حشد الدعم الغربي مجددًا، بعد الانتقادات التي وجهت لحكومة نتنياهو بسبب المجازر في غزه وآخرها قتل رعايا لدول غربية في غزه".
وعن استخدام إيران لحقها بالرد بشكل أمثل قال كانبكلي: "في هذه الحالة ماهو التصرف الصحيح الذي كان من الممكن أن تقوم به إيران، بوجهة نظري الشخصية كان من الممكن أن تستغل إيران هذا الموقف أحسن استغلال، فبدلًا من أن يجبرها نتنياهو على الرد كان ممكن أن تستخدم الرد للمساومة، مثلا المساومة مع الولايات المتحدة على إيقاف هجوم رفح لتجنب الرد الإيراني والتصعيد في المنطقة، وجميعنا نعلم أن هناك دولا كثيرة وحتى دولا غربية داعمة لإسرائيل لا ترغب في أن تتورط إسرائيل باجتياح رفح، ومن الممكن اللعب بهذه الورقه دبلوماسيا..!".
إيران تخسر ورقتها الرابحة بضرب الاحتلال
وأوضح: "ماذا لو تجاهلت الدول الغربية الداعمة لإسرائيل هذه المطالب لإيران وتجاهلت القيام بدور نشط لمنع أي إبادة محتملة في رفح، حينها ومع اجتياح رفح تقوم إيران بشن الهجوم الجوي على إسرائيل، أولا بحجة الدفاع عن النفس وفقا لقانون الأمم المتحدة، وثانيا سيتم أخذ هذا الهجوم على أنه مؤشر خطير لزيادة نشوب حرب إقليمية في المنطقة، خصوصًا أن أي عمليه لرفح ستكون مصحوبه بإبادة وردة فعل دولية".
وأكد المحلل السياسي التركي أن إيران أضاعت حقها في الرد، مبينا: "لهذا السبب أرى أن إيران كان بالإمكان أن تستغل هذه الفرصة أحسن استغلال لكنها للأسف إضاعتها وحولتها لورقة رابحة بيد نتنياهو."
وعن مكاسب بايدن من الضربة الإيرانية، قال كانبكلي: "بيان بايدن حول هجمات إيران على إسرائيل، حاول أن ينسب لنفسه الفضل بإسقاط معظم الصواريخ الإيرانيه قبل وصولها لأجواء إسرائيل، وقال إن ذلك تم بناءً على تعليماته، للجيش الأمريكي بنقل طائرات ومدمرات للدفاع الصاروخي الباليستي إلى المنطقة الأسبوع الماضي لدعم الدفاع الإسرائيلي".
أمريكا تستغل الهجوم لحشد الدعم لإسرائيل دبلوماسيًا
وتابع: "بايدن أكد أن الولايات المتحدة ستستغل هذا الهجوم لحشد الدعم دبلوماسيًا لدعم إسرائيل، والقيام برد دبلوماسي ضد إيران، بفضل الهجوم سنعود ونسمع جملة (من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها)، بعد أن اختفت هذه الجملة بعد ارتكاب المجازر في غزة، ومحاولة الدول الداعمة لإسرائيل النأي بنفسها عن المجازر".
أما المحلل السياسي الفلسطيني ياسر الزعاترة فقال عما جرى ليلًا: "ردود إيران وما بعدها ودلالات الجولة، تؤكّد ما ذهبنا إليه، من هو الرابح عمليا في هذه الجولة؟، المؤكد أن أمريكا هي الرابحة، لأن هدفها بمنع الحرب قد تحقق، وهي تدرك أن سيناريو الحرب سيضع الحبّ صافيا في طاحونة الصين وروسيا، وهما التحدّي الاستراتيجي بالنسبة إليها، ومنعه يُعدّ إنجازًا، وهذا ما عملت عليه في السرّ والعلن، كما أن كلفة الحرب ستكون كبيرة في ظل وجود جنودها في سوريا والعراق وقواعد أخرى ستكون برسم الاستهداف من إيران وحلفائها".
وعن الارتياح الأمريكي من الضربة الإيرانية قال الزعاترة: "ارتياح أمريكا للنتيجة كان واضحا في اتصال بايدن مع نتنياهو، هو تباهى بمنع المسيّرات والصواريخ من الوصول للكيان، بالتعاون مع الحلفاء، لكنه أكد أنه لن يدعم ردّا إسرائيليا عليها، الكيان لم يربح عمليا، وإن لم يخسر غير كلفة الاستنفار الذي امتد لأيام، فقد تأكّدت هشاشته بدون دعم أمريكا والحلفاء، وهدف الضربة في دمشق ممثلا في استعادة قوة الردع ما لبث أن تبخّر عمليا".
مكاسب إيران من ضربتها للاحتلال الإسرائيلي
وأشار الزعاترة للمكاسب التي حققتها إيران، قائلا: “إيران بدورها ربحت من جانبين، الأول كان جزئيا بتغيير معادلة الردع، وإن لم يكن تغييرا مُعتبرا لأن الرد لم يُسفر عن خسائر ذات قيمة في الكيان، أما الجانب الأهم فيتمثل في عدم الانجرار لحرب واسعة وبكلفة هائلة (داخليا بخسائر قد تكون مهولة، وخارجيا بتعطيل مسار مشروعها الإقليمي الذي ما زال أولويتها)”.
وأوضح الزعاترة: "هذا لا يعني بالطبع أن الحرب الواسعة كانت مطلوبة إسرائيليًا، لأن معضلة الكيان لن تكون في مسيّرات إيران وصواريخها فقط، بل في مخزون الصواريخ الدقيقة المهول في لبنان، والكثير من الإمكانات في العراق واليمن أيضا."
وعن تأثير الضربة الإيرانية على الحرب في غزة، قال الزعاترة: "هل سيؤثر ذلك على الحرب في غزة؟ الجواب هو لا، تمامًا كحال المشاركات الأخرى من حلفاء إيران، والتي لم تؤثر على مسار الحرب، وبقيت في إطار التضامن الرمزي (رغم ما فيها من تضحيات، كحال الجبهة اللبنانية، ومن إرباك لحلفاء "الكيان" كحال الجبهة اليمنية). وهي كانت كذلك تبعا لذات الحسابات الإيرانية، وهو ما كان مُتوقّعا على كل حال، خلافا لما اعتقده البعض، ربما نتاج فهم خاطئ للاستراتيجية الإيرانية".
وأضاف: "بقى التأكيد على نقطة مهمّة وردت آنفا، وهي التي كشفها "طوفان الأقصى" قبل الجولة التي نحن بصددها، ممثلة في هشاشة "الكيان" من دون الرعاية الأمريكية الغربية؛ يسمح لها بالغطرسة والمضي في أحلام تصفية القضية الفلسطينية والهيمنة على المنطقة."
وأشار ياسر الزعاترة إلى أن "الرد الإيراني الذي يشغل العالم الآن. حتى هذه اللحظة، ورغم انطلاق المسيّرات الإيرانية صوب "الكيان"، وربما الصواريخ البالستية أيضًا، إلا أن ذلك لا يعني انتهاء معادلة "الصبر الاستراتيجي"، التي حكمت السلوك الإيراني منذ سنوات طويلة، وطبعًا لأن مشروعها الإقليمي هو أولويتها الكبرى الذي لا تسمح بتعطيله من أجل ردود ثأرية."
إيران تواصلت مع أمريكا قبل الضربة
وعن التواصل الإيراني الأمريكي قال الزعاترة: "من الواضح أن هناك تواصلا إيرانيا أمريكيا عبر قنوات عديدة، وطبعا لتجنّب توسّع الحرب، من دون أن يعني ذلك عدم مشاركة واشنطن في إسقاط المسيّرات أو الصواريخ، ومن دون أن يعني بالمقابل عدم مشاركة حزب الله أو الحشد العراقي أو الحوثيين في الرد، هذا هو الواضح راهنا، لكن ذلك لا ينفي بالضرورة سيناريو التدحرج، وإن بقي محدودا."
وأضاف: يبقى أن أي صدام مع "الصهاينة" يُعد جيّدا، خاصة إذا خفّف عن المقاومة في غزة، وهو ما لم تفعله المشاركات السابقة من لبنان واليمن والعراق.
خسائر الاحتلال الإسرائيلي من الضربة الإيرانية
وقال الخبير الاستراتيجي محمود جمال: "استخدمت إيران في الهجوم 185 طائرة مسيرة انتحارية، 36 صاروخ كروز، 110 صواريخ باليستي، تم اعتراض غالبية الأهداف الجوية الإيرانية باستثناء بعض الصواريخ الباليستية التي سقطت في صحراء النقب، واستهدفت بعضها قواعد نيفاتيم ورامون الجوية كما أظهرت مقاطع الفيديو التي انتشرت علي وسائل التواصل الاجتماعي وأكدته وسائل إعلام إسرائيلية".
وأضاف: "وبحسب الرواية الإسرائيلية، 7 صواريخ باليستية فقط من إجمالي 110 صواريخ لم يتم اعتراضهم، وإستهدف عددًا منهم قاعدة عسكرية بصحراء النقب (قاعدة نيفاتيم الجوية حيث تتمركز مقاتلات الجيل الخامس من طراز F-35 أدير الإسرائيلية) وألحقت بها أضرار طفيفة في البنية التحتية العسكرية (وهو ما سينفيه أو يؤكد صحته صور الأقمار الصناعية المحدثة خلال الساعات المقبلة).
وعن خسائر الاحتلال الإسرائيلي من الضربة، قال الخبير الاستراتيجي: "لم يبلغ عن خسائر بشرية مباشرة خلال الهجمات الإيرانية، حيث أعلن فقط عن 31 إصابة، تتمثل في نوبات هلع وأخرى جراء التدافع خلال التوجه للملاجئ، بإستثناء إصابة واحدة فقط مباشرة بشظايا في قرية بدوية بصحراء النقب، مقطع الفيديو يظهر لحظة سقوط عدد 2 صاروخ باليستي إيراني في منطقة صحراوية نائية بالنقب".
الضربة أظهرت قدرات إيران الصاروخية
وتابع: "مقاتلات F-35 الإسرائيلية خلال عودتها إلى قاعدة نيفاتيم الجوية بصحراء النقب، شاركت هذه المقاتلات علي مدار فترة الهجوم في رصد واعتراض الأهداف الجوية الإيرانية من مسيرات وصواريخ كروز."
وقال رئيس حزب التوحيد العربي، الوزير اللبناني السابق وئام وهاب: " العملية الإيرانية تطور كبير في الصراع ومن كان ينتظر هجوم تدميري فهو لا يفقه شيئًا في الإستراتيجية الإيرانية. بهذه الضربة أظهرت إيران قدراتها الصاروخية ولم تجر أمريكا إلى الصراع ونفذت أول هجوم جدي على الأراضي الفلسطينية وحتمًا حصلت على تنازلات أمريكية. الشرق الأوسط ساحة بين الأمريكي والإيراني هذه هي الحقيقة المهمة. موقع إيران سيتطور بشكل كبير ومهم".
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.