زغلول صيام يكتب: الفارق بين خالد النبوي وخالد مرتجي!!
نادرا ما أتابع مسلسلات في شهر رمضان الكريم بعد أن تحولت لأدوات إلهاء وتغذية قيم عدوانية ليست موجودة في الشارع المصري وباتت تبحث عن الترند مثل أشياء كثيرة في حياتنا أصبح يهمها الترند قبل كل شيء، وبالصدفة تابعت عدة مشاهد من مسلسل إمبراطورية ميم رائعة الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس، تأكدت أن الفن المصري ما زال بخير وأن هناك فنانين كبار يعرفون ويقدرون قيمة الفن بعيدا عن إسفاف هذا أو ذاك.
من خلال بعض الحلقات التي تابعتها أستطيع أن أقول: كمْ كان عظيما ولا يقل روعة عن الفيلم الأصلي لسيدة الشاشة العربية فاتن الحمامة في سبعينيات القرن الماضي مع حبكة جديدة لصناع هذا المسلسل.. لم نر عريا ولا مشاهد مبتذلة ولا ألفاظا يعاقب عليها القانون ولا نشر قيم البلطجة فكل شيء كان بحساب.
[system- code: ad: autoads]
لا أخفي إعجابي بالفنان خالد النبوي مرهف الحس وهو يعرض المشكلة بكل سلاسة في دور الأب الذي يضحي من أجل أولاده، خالد النبوي لم يكن سلاحه العضلات والسوبر مان الذي يستطيع أن يغلب المئات من خلال الحيل السينمائية ولكن سلاحه العقل في توصيل فكرته.
أروع المشاهد
ومن أروع المشاهد ذلك المشهد الذي ظهر فيه النبوي ضيفا على أحد برامج التوك شو حيث قدم رسالة هي لسان حال كل مصري غيور علي بلده يريد أن يقولها لهؤلاء الذين صدعونا بالمواعظ والفتن بحثا عن مصالح شخصية، لقد كان مشهدا عبقريا قدمه فنان كبير.
تحية لكل أبطال هذا المسلسل وكل من عمل فيه لأنهم أشعرونا أن بلادنا ما زالت بخير حتى وإن سيطر على الساحة منبر ون وغيره ولكن هؤلاء قدموا رسالة بمنتهى الاحترافية أعتقد أن الجميع سيستفيد منها كولي أمر عائلة!!! تحية لنشوى مصطفى وحلا شيحة وكل أفراد طاقم العمل.
ومع هذه الوجبة الدسمة التي قدمها الفنان الرائع خالد النبوي كان هناك مشهد أمس يدمر أي قيم تنم عن الروح الرياضية عندما رفض خالد مرتجي أمين صندوق النادي الأهلي مصافحة مريم مصطفى لاعبة الزمالك أثناء مراسم تسليم ميداليات المركز الثالث للزمالك.
قد تكون مريم مصطفى فعلت الكثير مما لا يجعل الأستاذ خالد مرتجى أن ينظر إليها ولكن طالما ارتضيت أن تقف في طابور الشرف لتسليم الكأس والميداليات فلا بد أن تكون حريصا على الرسالة التي وقفت من أجلها وهي أن الرياضة خلقت من أجل التقارب، الرياضة يعني نبذ التعصب.
المسئولية والكبير
ولكن ماذا يفعل الشباب الصغير عندما يرى صورة مثل هذه أثناء مراسم تكريم من قدوة كبيرة ورجل يمثل ناديا بحجم النادي الأهلي.. ليس هذا فحسب وإنما تمثل عائلة بطلها الفريق مرتجى فلم يكن يصح أن يصدر عنك هذا التصرف حتى لو كانت تلك اللاعبة فعلت ما فعلت لأنها في النهاية مازالت حديثة السن ولا يمكن أن تقف أنت وهي على قدم المساواة.
نعم يا أستاذ خالد أنت مسئول وكلمة مسئول تفرض عليك الكثير وأنت كبير وكلمة كبير تفرض عليك أيضا أن تكون كبيرا.. ولهذا قارنت بين الرسالة التي قدمها خالد النبوي والرسالة التي قدمتها حضرتك.
أعتقد أن اتحاد الكرة الطائرة مطالب بإصدار بيان للتوضيح بدلا من دفن الرأس في الرمال وأعتقد أن الأستاذ خالد مرتجى مطالب بالاعتذار.. اعتذار لجماهير الرياضة في مصر عن الصورة التي قدمها خلال مشهد عبثي كبير.. اعتذار للنادي الأهلي نفسه قبل أن يكون اعتذارا للاعبة الزمالك!!