سر إصرار حكومة الكيان الإسرائيلي على اجتياح رفح.. تحقيق نصر وهمي.. تحويل القطاع إلى مربعات سكنية.. وخبراء يحذرون من مؤامرة الميناء البحري
يثير إصرار الحكومة الإسرائيلية المتطرفة برئاسة بنيامين نتنياهو على اجتياح رفح الفلسطينية العديد من علامات الاستفهام، تزامنًا مع المجازر وحرب الإبادة التي تمارسها اسرائيل ضد أبناء الشعب الفلسطيني، لكن الفشل الإسرائيلي فى القضاء على المقاومة تسبب فى تزايد الأصوات المطالبة بإسقاط حكومة نتنياهو التى تقامر بكل شيء من اجل انقاذ نفسها ومستقبلها السياسي.
فى البداية تقول الباحثة ولاء عبد المرضي، المتخصصة في الشأن الإسرائيلي: إن إصرار إسرائيل على اجتياح رفح، على الرغم من التحذيرات الدولية الموجهة إليها، يظهر وجود إصرار عسكري قوي.
وأضافت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يسعى جاهدًا لإثبات نجاحات بلاده وتفوقها في الجو، البر، والبحر، مع تسليط الضوء على مستوى الدعم الغربي والأمريكي لها.
كما يهدف أيضًا إلى رسم صورة إيجابية لمساره السياسي المستقبلي، خاصة بعد الموجة الكبيرة من الاحتجاجات التي واجهها من قبل المجتمع الإسرائيلي والتي وصفته بأنه "فاشل".
إسرائيل أمام المجتمع الدولي مرتكبة للعديد من الجرائم الإنسانية
وأكدت ولاء أنه يجب أن نأخذ في الاعتبار أن اجتياح رفح لم يكن أمرًا سهلًا، فهو يترتب عليه تكاليف هائلة على الصعيدين المالي والإنساني، وستتكبد إسرائيل خسائر كبيرة، ومن ناحية أخرى، تواجه إسرائيل اتهامات من قِبل المجتمع الدولي بارتكاب عدة جرائم إنسانية وفقًا لقرارات محكمة العدل الدولية، وهذا قد يؤدي إلى انحسار دعمها من الغرب.
السيناريوهات المتوقعة
وأضافت أن هناك عدة سيناريوهات متوقعة، السيناريو الأول هو أن ما يقوم به ويعلنه بنيامين نتنياهو بشأن الاجتياح لرفح قد يكون مجرد ورقة ضغط، يسعى من خلالها لتحقيق مكاسب تفاوضية كبيرة، وأيضًا لتشديد الضغط على قادة حماس للموافقة على الانسحاب من الأراضي الفلسطينية.
وأشار إلى أنه بالنسبة إلى السيناريو الثاني، فهو تنفيذ عملية الاجتياح فعليًّا، حيث قد تنجح إسرائيل في تحقيق بعض المكاسب من خلاله، مثل الترتيبات الأمنية والسيطرة الكاملة على رفح.
وأكد أن إسرائيل تسعى أيضًا إلى تحقيق ما وصف بـ "النصر الإسرائيلي"، الذي وعد به نتنياهو الإسرائيليين به منذ أحداث "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر، حيث لم تتمكن حتى الآن من تحقيق أهدافها في الافراج عن الأسرى الإسرائيليين والقضاء على حماس أو تفكيكها.
ولاء أوضحت أن الجانب الأكثر أهمية، من وجهة نظرها في هذا السيناريو، هو تحقيق الرغبة الإسرائيلية الكاملة في تهجير الفلسطينيين، وخاصة بعد صدور العديد من التقارير التي أعدتها مراكز الأبحاث الإسرائيلية تشير إلى الفوائد الاقتصادية المحتملة لإسرائيل من اجتياح رفح.
على الرغم من وجود الكثير من الخلافات في الداخل الاسرائيلي إلا أن نتنياهو يصمد أمامها، فهو استطاع أن يحشد رأي عام تجاهه في نواياه التي يسعى لتحقيقها وهذا ما بينته بعض استطلاعات الرأي الإسرائيلية، بينما عن الخلاف مع الإدارة الأمريكية فلم تكن بالقدر الكبير ولكنها خلافات تكتيكية فعلى سبيل المثال إسرائيل تريد عملية اجتياح كبيرة وسريعة بينما الولايات المتحدة تريد عمليات نوعية باستهداف خاص، ومن المعروف أن العمليات النوعية مستمرة في رفح بالفعل منذ أكثر من شهر تقريبًا، فإسرائيل تقصف رفح كما تشاء.
تقسيم القطاع إلى شمال وجنوب
وتابعت: اسرائيل تريد ان تقسم القطاع إلى شمال وجنوب، ووضع ترتيبات أمنية تحقق أمن إسرائيل، هذا غير ما يقوم به من بناء منشآت ونقاط تفتيش حتى يضمن عدم رجوع السكان لبيوتهم.
وحذر الدكتور رفعت سيد أحمد المفكر القومى والخبير الاستراتيجي، من المخططات الشيطانية للاحتلال الإسرائيلي في فلسطين.
المخططات الإسرائيلية الأمريكية
وأكد رفعت سيد أحمد أن أمريكا وإسرائيل تخططان لتدمير مستقبل العرب فيما يقف العرب للاكتفاء بالمشاهدة.
وقال: قبل أيام رصدت (سي ان ان" بواسطة الأقمار الإصطناعية أن اسرائيل قد أنجزت الطرق العرضية باتجاه البحر والتي تقسم غزة شمالا وجنوبا في منطقة وادي غزة وبعرض نحو 7 كيلومترات، وأكد المراقبون أن هذا الرصد خطوة أولى وأن الخطوة التالية هي استخدام كميات كبيرة من الألغام والمواد الناسفة شديدة الانفجار (من صنع أمريكي) لنسف ما تبقى من بيوت وبنى تحتية في مناطق عدة في شمال غزة وحصريًّا في منطقة بيت حانون التي يحدها شمالا معسكر ومعبر "إيريز" وشمل أيضا مدينة غزة وحصريًّا في ضواحيها الشرقية التي باتت جزءًا من المنطقة العازلة التي تبنيها إسرائيل في أراضي غزة.
المشروع التجريبي القائم على السيطرة على توزيع المؤن
وتابع: أما في حي الزيتون، فيجري في ظل مفاوضات الهدنة غير المنتهية، إنجاز غاية في الخطورة لتطبيق المشروع التجريبي القائم على السيطرة على توزيع المؤن والذي تقف في خلفيته البعيدة فكرة، أن من يسيطر على إطعام الناس يسيطر عليهم، ويترافق هذا المشروع مع طرد المنظمات الإنسانية الدولية من هذه المنطقة، وفي مقدمتها (الأونروا) على أن تلحق بها مناطق أخرى، وتقوم إسرائيل بالتعاون مع وكلاء فلسطينيين وفقًا للخطة بتدريب مجموعات حراسة لهؤلاء، بينما فعليًّا تصبح ميليشيات قمع فلسطينية للفلسطينيين ويحضرون ليكونوا بنية لمنظومة فساد وارتباط مصلحيًّا بالاحتلال.
وأكد أن الطريق العريض من هذه المنطقة حتى البحر يقسم المدينة ويحولها إلى مربعات سكنية معزولة، وهو كما يبدو يتلاقى والمشروع الأمريكي ببناء ميناء عائم "للمساعدات الإنسانية". وهو الميناء الذي سيكون مصدر خطر كبير على الأمنين الفلسطيني والعربي.
المشروع الأمريكى
وأشار إلى أن المشروع الأمريكي بصدد الميناء العائم يأتي في سياق حجة كاذبة اسمها إدخال "المساعدات الإنسانية"، والنية المعلنة في إدخال مليوني وجبة طعام يوميًّا إلى غزة، ووفقًا للمخطط ستقوم إسرائيل بحماية الميناء أي المسؤولية الأمنية بالشراكة مع الجيش الأمريكي، والحديث يجري عن فحص المساعدات في ميناء أسدود ولن يدخل الجيش الأمريكي إلى غزة. بل سيقتصر دوره في البحر وفي التنقيب وأيضًا على (الغاز) الفلسطيني هناك.
من اللافت أن الطريق العريض الذي يقوم الجيش الإسرائيلي بشقه من جنوب شرق غزة المدينة إلى البحر هو أيضًا يندرج في هندسة طرق "المساعدات الإنسانية" لشمال القطاع، ويتماشى جغرافيًا مع ما طرحه وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس أمام القادة الأوروبيين بصدد جزيرة إصطناعية مقابل غزة يتم تهجير الفلسطينيين إليها من شمال القطاع.
رفح ، أما الباحثة مروة كيلانى المتخصصة فى الشأن الإسرائيلى فقالت: إن مسألة إصرار إسرائيل على اجتياح مدينة رفح في قطاع غزة، تصدرت المشهد الإعلامي والسياسي الدولي، نظرًا للتداعيات الخطيرة المرتقبة لهذا الاجتياح وقد تجاهلت إسرائيل محاولات الولايات المتحدة ثنيها عن شن هجوم بري على رفح.
وأكدت أن إسرائيل تزعم أن اجتياح رفح ونزعها من قبضة حركة المقاومة مهم للغاية بالنسبة لاستراتيجيتها لكسب الحرب, حيث صرح رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" بأن إسرائيل ستمضي قدما في عملية برية في رفح "بدعم أمريكي أو بدونه"، مضيفًا "لا سبيل أمامنا لهزيمة حماس دون الدخول إلى رفح والقضاء على فلول الكتائب هناك"، على حد زعمه.
ورصدت الباحثة أهداف إسرائيل المرجوة من وراء جتياح رفح كالتالي:
الأول: إحكام السيطرة التامة على القطاع أو محاصرة بالكامل داخليًّا وخارجيًّا، لاسيما بعد السيطرة على محور فيلادلفيا.
الثاني: إيهام الرأي العام الإسرائيلي بتحقيق أهداف جوهرية في الحرب بعد الفشل الذريع في تحقيق أية من الأهداف المستحيلة التي حددتها إسرائيل منذ طوفان الأقصى خاصة هدف القضاء على حماس وتحرير جميع الرهائن. إذ تدور السردية الإسرائيلية في هذا الصدد حتى على لسان "نتنياهو " أن القضاء على حماس والأنفاق وتحرير الرهائن مرهون باجتياح رفح.
الثالث: يعد صلب الإشكالية الكبرى وهو الضغط على نازحي القطاع المتمركزين في الجنوب للفرار على الحدود المصرية وتقدر أعدادهم بنحو المليون ونصف المليون نسمة.
السيناريوهات المتوقعة لاجتياح قوات الاحتلال رفح:
وواصلت: هناك عدد من السيناريوهات المتوقعة لاجتياح غزة، وهى:
الأول: تنفيذ الاجتياح، رغم تداعياته الخطيرة والتي قد تصل إلى مواجهة عسكرية مع مصر، إلا أن سلوك وتصرفات حكومة إسرائيل منذ السابع من أكتوبر التي يغلب عليها الانتقام والعشوائية، قد يرجح تنفيذ الاجتياح.
السيناريو الثاني: تأجيل الاجتياح إلى أجل غير مسمى، وليس إسقاطه تمامًا، والاكتفاء بتكثيف الضرب في الجنوب حتى خان يونس ودير البلح، على أمل ممارسة المزيد من الضغوط على حماس للإفراج على الرهائن بدعم وضغط خارجي، وإخراج قيادة حماس من القطاع.
السيناريو الثالث: التخلي تمامًا عن فكرة الاجتياح بسبب العقبة المصرية المانعة، وهنا يجب أن نضع في الاعتبار أن الولايات المتحدة لديها عقيدة ثابتة وهى منع أية حرب بين حليفين بشتى الطرق، فضلًا عن ذلك، يدرك عقلاء إسرائيل وهم قلة محدودة أن إسرائيل لن تقوى على فتح جبهة توتر مع مصر الآن. ولعل ما قد يرجح هذا السيناريو أيضًا الجهود الجبارة التي تقودها أطراف إقليمية على رأسها قطر لإثناء إسرائيل عن خطوة الاجتياح.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.