قلق دولي من الهجوم الإيراني على إسرائيل.. واشنطن تؤكد استمرار الدفاع عن تل أبيب.. وتوقعات بضربات مفبركة لحفظ ماء وجه طهران
سلط تقرير لصحيفة " الإندبندنت" البريطانية، اليوم الأربعاء، الضوء على آخر التطورات في المنطقة، والتي تشير إلى تهديدات إيرانية بالرد على إسرائيل وضربها للقنصلية الإيرانية.
وضع محفوف بالمخاطر
وأشار التقرير إلى أن إيران تجد نفسها في وضع محفوف بالمخاطر، بعد تعهد الرئيس بايدن الراسخ بالدفاع عن إسرائيل، ومع تزايد الاضطرابات المدنية واحتدام الاحتجاجات والاضطرابات في الداخل.
وأوضح التقرير أن طهران تواجه توازنًا دقيقًا، فبينما تُدرك الحاجة إلى تجنب الحرب الواسعة، ترفض أيضًا الظهور بمظهر الدولة الضعيفة.
ووصلت التوترات بين إيران والولايات المتحدة، وكذلك إسرائيل، إلى منعطف حرج في الأيام الأخيرة، بعد التصرفات والتصريحات الاستفزازية من الجانبين.
دعم أمريكي صريح لاسرائيل ضد أي هجوم محتمل
ففي حين ظهر المرشد الإيراني آية الله علي خامنئي، الذي حذر صراحة من الانتقام من إسرائيل بسبب الهجوم على مبنى القنصلية الإيرانية في دمشق، تصميمًا إيرانيًّا على الرد قريبًا، يشير التزام الرئيس الأمريكي جو بايدن المعلن بدعم إسرائيل إلى موقف حازم ضد أي عدوان محتمل من إيران.
اقرأ أيضًا:
تقارير:إيران تخبر واشنطن بأن ردها على الهجوم الإسرائيلي سينفذ بطريقة محكمة
وأشارت "الإندبندنت" إلى أن التطورات الأخيرة التي تتكشف في الشرق الأوسط دفعت التوترات بين إسرائيل وإيران إلى مرحلة حرجة وحساسة.
غير أن الصحيفة ترجح أن تكون هناك دوافع أعمق وراء تصريحات كل من المرشد الإيراني والرئيس بايدن، تتجاوز المعاني السطحية.
تهدئة الغضب الشعبي
وربما كان الهدف من تحذير خامنئي هو تهدئة الغضب الشعبي، بما في ذلك غضب الحرس الثوري الإيراني، ودحض أية إشارة إلى الضعف أو التردد من جانبه، في حين أن الهدف من تعهد بايدن هو على الأرجح ردع إيران وطمأنة إسرائيل بشأن استمرار الدعم الأمريكي.
وبشكل عام، يعكس تفسير هذه التصريحات بما في ذلك سياسة إيران الداخلية، والعلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، والمخاوف الأمنية الإقليمية.
رسالة تحذير أمريكية لايران
ووفق الصحيفة، يمكن اعتبار تصريحات بايدن القوية تجاه إيران بمثابة رسالة لها ولوكلائها بأن الالتزام الأمريكي بأمن إسرائيل لم يضعف ولم يتأثر، رغم انتقاد واشنطن للسياسات الإسرائيلية في غزة ودعوتها لوقف إطلاق النار.
وإذا كان هناك أي طرف يواجه معضلة بشأن ما ينبغي فعله بعد ذلك، فهو إيران التي تجد نفسها الآن في موقف صعب فيما يتعلق بكيفية الرد على الهجمات الأخيرة.
والفشل في الانتقام يهدد بفقدان القيادة الإيرانية مصداقيتها، في حين يهدد الانتقام بمزيد من التصعيد وإعطاء إسرائيل المبرّر لشنّ المزيد من الغارات.
مخاطر التوتر بين الجانبين
ورغم ضبط النفس الواضح الذي أبدته إيران في الفترة ما بين السابع من أكتوبر، والأول من أبريل، الذي يتضح من عدم وجود تصعيد كبير في هجمات حزب الله على إسرائيل، وعدم وجود أدلة تُثبت مساعدة إيران لحركة حماس في غزة، أو جماعة الحوثي في هجماتهم على السفن التجارية في البحر الأحمر، إلا أن إسرائيل استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق، وهذا الأمر، وفقًا للصحيفة، يشير إلى استمرار التوتر بين الجانبين، والمخاطر التي تنطوي عليه.
غير أن إيران تواجه الآن تحديات داخلية أضعفتها، مثل: الاحتجاجات من قبل النساء المطالبات بمزيد من الحقوق، وانخفاض نسبة إقبال الناخبين، وهي عوامل تجعل القادة الإيرانيين يشعرون بعدم الأمان، وعليه ليس هذا الوقت المناسب لطهران كي تتورّط في حرب كبيرة، ولكنّها لا تستطيع إظهار الضعف أيضًا.
وتابعت الصحيفة أن إسرائيل من جهتها ربما تكون استفادت من الحرب في غزة لمهاجمة إيران التي تشكّل تهديدًا واضحًا وكبيرًا لإسرائيل، ما يدفع إلى اليقظة المستمرة على جميع مستويات المجتمع الإسرائيلي.
ويشمل التصور للتهديد الإيراني أبعادًا متعددة، بما في ذلك الجوانب الفكرية والعسكرية والجيوسياسية. ومع ذلك، ترى "الإندبندنت" أن هذا التصور ربما يتجاوز في بعض الأحيان التقييم العقلاني والمنطقي لقدرات إيران أو نواياها.
غياب العلاقات الدبلوماسية بين أمريكا وإيران
إلى ذلك، ترى الصحيفة أن غياب العلاقات الدبلوماسية بين الولايات المتحدة وإيران يزيد من تعقيد الجهود الرامية إلى إيجاد حل دبلوماسي، كما أن السياق الجيوسياسي الأوسع يُضفي مزيدًا من التعقيد على المواجهة بين إيران وإسرائيل، لا سيما مع وجود الشكوك المتبادلة، والمظالم التاريخية التي تعمّق العداء بين الخصمين، وتُحبط جهود وقف التصعيد.
وخلصت صحيفة "الإندبندنت" إلى أن التوترات بين إيران وإسرائيل تؤكد على الديناميكيات المعقدة للقوة والدبلوماسية في الشرق الأوسط، وبينما يدرس الجانبان خياراتهما، يُلقي احتمال المزيد من التصعيد بظلاله على استقرار المنطقة.
تمثيلية مفبركة محبوكة دراميًّا
وفي سياق آخر رأى محللون سياسيون أن الرد الإيراني المرتقب على إسرائيل، إثر استهداف تل أبيب لقنصلية طهران في العاصمة السورية دمشق، واغتيال قادة من الحرس الثوري الإيراني، لن يكون إلا عبارة عن "تمثيلية مفبركة محبوكة دراميًّا" بين واشنطن وطهران، لـ"حفظ ماء وجه" الأخيرة.
ووفقًا للمحللين، فإن هذا الأمر لا يعدُّ جديدًا؛ فقد حدث قبل ذلك بالتنسيق بين أمريكا وإيران وبلسان الرئيس السابق دونالد ترامب، وذلك في عملية "الرد الكارتوني" على اغتيال قائد فيلق القدس السابق قاسم سليماني.
وبحسب تصريحات محللين، فإن الأدوات التي ستستخدم ما بين صواريخ باليستية ومسيرات إيرانية جاهزة، كما أن الممثلين المشاركين وضيوف الشرف مستعدون، أما السيناريوهات فتم إعدادها عبر الوسطاء المباشرين وغير المباشرين، سواء كان الاستهداف المتفق عليه لإرضاء جمهور "الإيراني"، عبر طهران بشكل مباشر، أو من خلال "وكلاء".
وكانت مصادر إيرانية قالت: إن طهران نقلت لواشنطن إنها سترد على الهجوم الإسرائيلي على سفارتها في سوريا على نحو يستهدف تجنب تصعيد كبير، وأنها لن تتعجل.
ومتكئًا على "بندقية"، هاجم المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي، إسرائيل.
ووُضعت البندقية على منصة خلال خطبة ألقاها بمناسبة عيد الفطر، بعد أن قال في تدوينة سابقة على منصة "إكس": "عندما يهاجم الكيان الصهيوني قنصلية إيران في سوريا، فإن ذلك يوازي مهاجمة أراضينا. أخطأ الكيان الخبيث، ويجب أن يعاقب وسينال العقاب على ذلك".
ويعتقد المحلل السياسي والمختص في النزاعات الدولية الدكتور سعد عبد الله الحامد، أن "الجانب الإيراني قد يوجه ضربات لمواقع عسكرية وغير مدنية إسرائيلية، لاسيما بعد الاتصالات المكثفة والتنسيق مع الجانب الأمريكي، ولن تنطلق تلك الضربات من جنوب لبنان عبر حزب الله فقط".
ويضيف الحامد: "هناك سيناريوهات أخرى في هذا الصدد، تكمن في ضربات عسكرية عن طريق الأذرع والمسيرات، بجانب صورة لضربة إيرانية مباشرة، وخاصة أن تل أبيب لديها المعلومات والتفاصيل من الحليف الأمريكي".
ويرى الحامد أنه "في ظل ترتيبات مسبقة وما أشارت إليه عدة تقارير غربية إلى ذلك، لن تكون هذه الضربات الإيرانية المنتظرة إذا حدثت بالتأثير الكبير، خصوصًا مع وجود القوات الأمريكية التي تساند إسرائيل بالمنطقة".
فرصة لاسرائيل للتمكن من اجتياح رفح
واستطرد: "لكن المعضلة الكبرى في أن هذا الرد الإيراني سيعطي فرصة كبيرة للجانب الإسرائيلي لاستهداف رفح الفلسطينية بشكل أكبر، مما يكون ذريعة لتل أبيب لتوسيع ساحة الحرب بالمنطقة ضد الفلسطينيين".
وتابع: "الأخطر من التصرف الإيراني، ردة الفعل الإسرائيلية بتوسيع دائرة الحرب تجاه رفح، مع وجود إمكانية أكبر لتوسيع للصراع، نتيجة للتصعيد الذي سنراه خلال الأيام القادمة، والذي سيكون له رد إسرائيلي على جبهات أخرى قد تكون في العراق أو سوريا أو جنوب لبنان، فأصبحت كل الاحتمالات قائمة في هذا الصدد".
ويوضح الحامد أن "الاستهداف إذا كان مباشرًا من إيران أو من جانب الأذرع، فسيكون من خلال صواريخ باليستية وكروز، وطائرات مسيرة".
ويرجح أن "يتضمن الرد استهدافًا إيرانيًّا مباشرًا لمصالح أو مواقع إسرائيلية، بحسب ما تم التنسيق عليه مع الجانب الأمريكي، لإظهار صورة ردة الفعل الانتقامية ضد ما قامت به إسرائيل في دمشق".
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.