عام على الحرب في السودان، وخبراء: الصراع الحالي هو آخر مراحل مخطط تقسيم بلاد وادي النيل
تدمير السودان ليس مصادفة ولا مجرد اختلاف على السلطة، وإن كانت ضمن الأسباب بالفعل، ولكنه مخطط ممتد أخذ وقته حتى اختمر وأصبح صالحا للاستخدام لتقطيع السودان إلى 5 دويلات خاضعة للغرب، ولا تملك فى قرارها شيئا.
يقول اللواء نصر سالم، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية: بعد سنة من انفجار الوضع فى السودان بين قوات الجيش وميليشيا الدعم السريع الأمر يؤكد حجم المؤامرة المخططة لتقسيم الشرق الأوسط والدول العربية التى بدأت من عام 2011، وربما من قبل ذلك، وما زالت مستمرة، مضيفا: “عملية تقسيم السودان إلى 5 دويلات بدأت أولا بجنوب السودان وشمال السودان، وحاليا استكمال المخطط يتم عن طريق تفجير صراع بين الجيش السودانى وقوات الدعم وخلق حرب أهلية بين أبناء الشعب الواحد”. وتابع اللواء نصر سالم: “هذه هى نفس خطة برنارد لويس التى صدق عليها الكونجرس الأمريكى سنة 1983 والتى قدم خلالها توصية لكل رئيس أمريكى قادم بأن ينفذ منها ما يستطيع وفقًا لظروفه وللظروف العالمية”.
تقسيم السودان إلى 5 دويلات
وبشأن مفاوضات جدة من أجل حل الأزمة السودانية والتى شاركت الولايات المتحدة فى رعايتها، قال نصر سالم إن تدخل أمريكا نستطيع أن نطلق عليه «بندى للقط مفاتيح القرار»، مضيفا: تقسيم السودان والدول العربية مخطط أمريكى بالأساس، وأى تدخل لها سيكون فى صالح تنفيذ أجندتها فقط.
وعن إمكانية حل الصراع الدائر فى السودان، إذا استطاع أي طرف من الأطراف المتحاربة السيطرة على زمام الأمور فى أرض المعركة، قال اللواء نصر سالم: “حتى تستطيع إطالة أمد أي صراع إلى ما لا نهاية، أجعل القوتين المتصارعتين متقاربتين القوى، فإذا انتصر أحد الأطراف يطوى الآخر تحت لوائه ويتوحد من جديد أيا كان من سيتزعم، ولكن فى النهاية سينتهى الصراع وتعود الوحدة.
واستكمل: لكن دائمًا ما يقوم المستعمرون أو أصحاب الأفكار الاستعمارية خاصة الولايات المتحدة بمقاربة قوى الأطراف المتحاربة كما حدث فى العراق كلما يقترب طرف سواء سنى أو شيعى أو كردى من تحقيق انتصار واضح تقوم أمريكا برفع أسهم طرف آخر، حتى يستمر الصراع، وفى النهاية أصبحت الدولة العراقية كما نرى الآن.
وتابع: وفى اليمن الحوثيون والحكومة اليمنية، وفى ليبيا أيضًا، مضيفا: “دوما ما نجد أنهم حريصون على أن تكون القوتان متقاربتان حتى لا ينتصر طرف على الآخر ولا يفرض أحد شروطه على الآخر، ويستمر الصراع والاستنزاف لأطول فترة ممكنة، ولا يتوقف الصراع سوى بالتقسيم”.
وأوضح المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية: “بكل أسف الصورة غير وردية والسيناريو الموجود فى السودان سيئ جدا، وهناك أطراف عربية ضالعة فى الصراع بكل أسف”، مضيفا: لن يصلح حال السودان إلا بتفاوض أبنائه وجها لوجه، وعلى مائدة واحدة دون أطراف خارجية.
تقوية شوكة الدعم لسريع سبب الحرب
من جانبه، قال اللواء رضا يعقوب خبير مكافحة الإرهاب الدولى، إن السلاح لا يجب أن يكون إلا فى يد الدولة، وإذا انتقل إلى أطراف أو مجموعات أخرى سيظهر الإرهاب وحالات التمرد.
وتابع خبير مكافحة الإرهاب الدولى: السودان وإدارتها أعطت ميليشيا الدعم السريع ومحمد حمدان دقلو «حميدتي» السلاح والدعم السياسى، ولكن هذه الجماعة تمردت فيما بعد، وأصبح هناك صراع سياسى وعسكرى بينها وبين القوات المسلحة السودانية التى تمثل الدولة.
وأشار يعقوب إلى أن السياسة السابقة للحكومات فى السودان كانت تميل إلى استخدام وسائل العنف الذى ينبثق منه الإرهاب، لذلك وجد الإرهاب بيئة خصبة فى السودان واستطاع أن يتغذى عليها، بالإضافة أيضًا إلى الحالة الاقتصادية والفقر وضعف التنمية وانخفاض مستوى معيشة المواطنين وضعف الخدمات الأساسية داخل السودان، كل هذا أسهم فى هذه الحالة التى نشهدها حاليا.
وأوضح خبير مكافحة الإرهاب الدولى أن حل الأزمة السودانية سياسيا، قائلا: «اترك سياسيي السودان يحكمون البلاد، واجعل السلاح فى يد الدولة فقط، كما يجب أن تكون هناك عمليات تنمية، فبدونها لن تنصلح الأحوال».
وأشار يعقوب إلى الأزمة السودانية تؤثر على مصر بشكل كبير بالتأكيد، سواء من خلال استقبال ملايين اللاجئين أو اتجاه مصر للبحث عن بدلاء لاستيراد عدد من السلع التى كانت تستوردها من السودان ولكنها توقفت بسبب الأوضاع الحالية.
نقلا عن العدد الورقي…