بعد 54 عامًا على العدوان، ناج من مذبحة البقر يروي كيف أنقذه ديسك المدرسة من مصير زملائه
ذكرى مجزرة بحرالبقر، من مِنّا لا يتذكر رائعة صلاح جاهين «الدرس انتهى لموا الكراريس» التي حملت صوت الفنانة الراحلة شادية لضمير العالم، والتي جسدت العدوان الوحشي الذي شنه العدو الصهيوني على مدرسة بحر البقر مركز الحسينية بمحافظة الشرقية في مثل هذا اليوم والتي راح ضحيتها عشرات الأطفال الأبرياء.
وتأتى ذكرى مجزرة بحر البقر تزامنا مع المجازر الوحشية الصهيونية المتواصلة بحق المدنيين والعائلات في قطاع غزة وقصف عشرات المدارس والتي تأوي مئات النازحين الذين فروا من عمليات القصف.. حيث وفق تقرير للجهازالمركزي للإحصاء الفلسطيني قتل الاحتلال منذ بدء عدوانه ما يزيد عن 14 ألفا و350 طفلا، ليشكلوا 44% من إجمالي عدد الشهداء.
54 عاما على مذبحة مدرسة بحر البقر
تكتسي قرية 2 بحر البقر بالحزن في الذكرى الـ54 لمذبحة "مدرسة بحر البقر"، والتي أسفرت عن استشهاد 30 طالبًا وإصابة 50 آخرين، بعد أن قصفت الطائرات الإسرائيلية المدرسة، التي تتكون من ثلاثة فصول متجاورة، وكان يقصدها في ذلك الوقت 130 تلميذًا.
تلك المجزرة أدمت القلوب دون أي تحرك جدي من المجتمع الدولي تجاه مسئولي دولة الكيان الصهيوني الذين ارتكبوا المجزرة بحق أطفالنا.
الدميري يكشف كواليس قتل البراءة
"فيتو" التقت المواطن "أحمد علي الدميري"63 عاما أحد الناجين من المذبحة حيث يقول: "في يوم الأربعاء الحزين عام 1970 كنت بالصف الثانى الابتدائي وكان يوما عاديا ذهبنا فيه جميعا إلى المدرسة وكان يقصدها في ذلك الوقت نحو 130 تلميذا تقريبا من بحر البقر والقرى المجاورة نحمل كتبنا وكرارسينا وأقلامنا وكنا متعودين يوميا على تحليق الطائرة الحربية فوق رؤوسنا في تلك الفترة (حرب الاستنزاف – أكتوبر).
وأضاف: تحديدا الساعة التاسعة صباحا فوجئنا بسماع صوت دوي طائرات حربية تحلق فوق المدرسة وسرعان ما وجدنا السقف ينهار فوق رؤوسنا داخل الفصول وتحولت إلى كوم تراب ووقعت المذبحة التي راح ضحيتها 30 تلميذا وأصيب 50 آخرين بالإضافة إلى 3 مدرسين ومدرسات وعدد من المارة.
وتابع "الدميري": أصبت بارتجاج في المخ وعدة كسور في اليد والقدم وفقدت الوعي تماما حيث كانت التختة التي كنت أجلس عليها طوق نجاة لي من الموت ولم أفق بعدها إلا داخل مستشفى الحسينية المركزي ومكثت بها فترة ثم خرجت لتكملة العلاج بمنزلنا قائلا: "لن أنسى مشهد جثة صديقي "احمد عبدالعال" الابن الوحيد لوالديه على 5 بنات وزميلتي التي تحولت لأشلاء بجواري.
وأشار إلى أنه بعد نقلهم عن طريق جرار زراعي للمستشفى وجد والديه يصرخون خوفا وهلعا عليه وعلى زملائه.
واستطرد قائلا،"عبد الناصر والسادات قاموا بزيارتنا بالمستشفى علاوة على الست أم كلثوم وآخرين".
وأكد "الدميري" أنه قام بعمل توكيل لأحد المحامين لرفع قضية ضد الكيان الصهيوني وتم تسليمه المستندات الدالة على المجزرة.. مفيش جريمة حرب تسقط بالتقادم.. ولحد آخر نفس هنحارب حتى نحصل على حقوقنا كاملة.
ثعلب الصحراء وقصة إسقاط الطائرة المشاركة في المجزرة
فيما قال "صبري عطية أحمد" أو كما يحب أن يلقبونه قادته إبان حرب أكتوبر المجيدة "ثعلب الصحراء" إنه نجح في إسقاط وأسر أحد قادة الطائرات التي شاركت في تلك الجريمة البشعة.
وأضاف: "ثالث يوم معركة التحريربعد نجاح صد أقوى هجوم علينا انطلق الطيران الإسرائيلي في محاولة لإنقاذ زملائهم وشن هجوم على الفرقة السابعة إلا أننى تمكنت من إسقاط أول طائرة لهم وبالمصادفة كان قائدها أحد الطيارين الذين شاركوا في ارتكاب المجزرة بحق أطفالنا في بحر البقر وقام القادة بنقلها لبانوراما حرب أكتوبر والخوذة التي يرتديها طيار حصل عليها اللواء أحمد مختار وكان في غاية السعادة وتم نقلها لمتحف الجيش الثالث لتخليد الذكرى علاوة على مشاركتى ضمن دوريات حماية السد العالي بعد تهديد الكيان الإسرائيلي بضربه".
مقتنيات متحف شهداء المجزرة الصهيونية
كان الدكتورممدوح غراب، محافظ الشرقية، افتتح عام 2021 أعمال تطوير متحف شهداء مدرسة بحر البقر الابتدائية، التابعة لإدارة الحسينية التعليمية، وتضم مقتنيات المتحف تضم بقايا الأدوات المدرسية من (سبورة – تخت مدرسية)، بالإضافة إلى متعلقات التلاميذ من "كراريس" و"كشاكيل" و"أقلام" و"مريلة" مدرسية ملطخة بالدماء، مشيدًا بطريقة العرض المتحفيه الحديثة والتي تتلائم وتتماشى مع ما هوموجود في المتاحف المصرية وذلك بعد أن تم وضعها بصناديق عرض زجاجية محكمة الغلق لتأمينها والحفاظ عليها من العوامل الجوية.
5 طائرات إسرائيلية من طراز إف-4 فانتوم
يٌذكرأن مذبحة بحرالبقر وقعت في 8 أبريل عام 1970، حيث أطلقت 5 طائرات إسرائيلية من طراز “إف-4 فانتوم” الثانية على الطيران المنخفض، بقصف المدرسة الابتدائية ببحرالبقر بشكل مباشر بواسطة خمس قنابل (تزن 1000 رطل) وصاروخين، وأدى هذا إلى تدمير المبنى بالكامل.
وأسفر القصف عن وفاة 30 طالبًا، وإصابة أكثر من 50 منهم حالات خطيرة، وأصيب مدرس و11 شخصًا من العاملين بالمدرسة، وقامت الحكومة المصرية بعد الحادث بصرف تعويضات لأسر الضحايا بلغت 100 جنيه للشهيد، و10 جنيهات للمصاب، وتم جمع بعض متعلقات الأطفال وما تبقى من ملفات، فضلًا عن بقايا أجزاء من القنابل التي قصفت المدرسة، والتي تم وضعها جميعًا في متحف عبارة عن حجرة أو فصل من إجمالي 17 فصلًا تضمها جدران مدرسة "بحر البقر الابتدائية" تعلو حجرة المتحف عبارة مكتوبة بخط اليد "متحف شهداء بحر البقر".
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.