«الباركود» كلمة السر لمنع الغش بالشهادة الإعدادية.. حجازى يشدد على استخدامه لضبط اللجان.. وخبير تربوي: ليس كافيا للقضاء على الغش
بعد أن كان الغش والتسريب قاصرا فقط على امتحانات الثانوية العامة إلا أنه خلال السنوات القليلة الماضية امتد إلى امتحانات الشهادة الإعدادية، ما دفع وزارة التربية والتعليم إلى تكثيف جهودها فى امتحانات كافة المراحل.
ولتمر امتحانات الصف الثالث الإعدادى مرور الكرام، حرصت التربية والتعليم على إعداد خطة مُحكمة، أبرز محاورها، كما كشف مصدر داخل التربية والتعليم، أن “الوزارة” ستستخدم تقنية الباركود لأوراق الأسئلة حتى تضمن سيطرتها الكاملة على اللجان.
وأوضح المصدر، أن “الباركود” وسيلة قوية للحفاظ على سرية الامتحانات، وضمان حقوق ومصلحة الطلاب وسرعة ضبط المخالفين، مؤكدا أنه سيكون هناك تشديد على اتباع إجراءات التفتيش الدقيقة للطلاب قبل دخول الامتحانات لمختلف المراحل، بالإضافة إلى منع دخول اللجان بالهاتف المحمول أو أى أجهزة رقمية (كمبيوترات بجميع أشكالها، كاميرات، أو غيرها)، ومصادرة أى تليفون محمول فى حالة ضبطه، أثناء دخول الطلاب إلى اللجان، واتخاذ الإجراءات القانونية حياله.
إجراءات الحماية ستنتقل أيضًا إلى المراقبين، إذ سيمنع استخدامهم للهاتف المحمول وسيقتصر الأمر على رئيس اللجنة ونائبه من أجل التواصل مع غرفة العمليات فى حالة الضرورة القصوى، بالإضافة إلى تكليف أحد الملاحظين من المشهود لهم بالنزاهة والانضباط للقيام بالعمل كمسئول أمن للجنة، ويعاونه فى ذلك بعض العاملين للإشراف على البوابات، أثناء دخول وخروج الطلاب، والتأكيد على مشرفى الأدوار بعدم تواجد طلاب باللجان، أثناء فترات الراحة لأى سبب من الأسباب، وعدم السماح بدخول الحقائب أو اللفائف، بالإضافة إلى عدم دخول أى أفراد إلى اللجان إلا المصرح لهم بمتابعة الامتحانات.
من جانبه أكد الدكتور تامر شوقي، الخبير التربوي، أن الغش فى امتحانات الشهادة الإعدادية يمثل خطرا داهما على العملية التعليمية، وذلك فى ضوء أمرين، وهما أن هؤلاء الطلاب لا زالوا فى سن مبكرة، ومن المحتمل بدرجة أكبر استمرارهم فى طريق الغش فى المرحلة الثانوية العامة مما يفاقم مشكلة الغش، أما الأمر الثاني، فهو أن الغش فى المرحلة الإعدادية قد يؤدى إلى التحاق طلاب لا يستحقون بالثانوية العامة مما يزيد من احتمال رسوبهم فيها.
وأوضح “شوقي” أن وزارة التربية والتعليم اتخذت عدة إجراءات لمحاربة الغش فى امتحانات الإعدادية من خلال عدة وسائل منها استخدام البابل شيت فى امتحانات بعض المحافظات وتعميم استخدام الباركود على أوراق الأسئلة فى امتحانات جميع المحافظات، وهو أمر محمود، لكنه ليس كافيا لأنه سيقلل من احتمال تسرب أو تناول أوراق الاسئلة قبل وأثناء الامتحانات من خلال تحديد مصدر هذه الورقة، مما يعنى أن الباركود قد يقلل من ذلك فقط، ولكن قد يتم الغش من خلال أساليب أخرى مثل الغش الجماعى فى بعض اللجان، أو استخدام وسائل الاتصال الذكية مثل الهواتف المحمولة فى معرفة الطالب إجابات بعض الأسئلة، وغيرها من الأساليب.
ونصح “شوقي” باتخاذ إجراءات إضافية مثل تقليل عدد الطلاب فى اللجنة بما يسمح للمراقبين بالسيطرة عليهم، والتشديد فى تطبيق العقوبات المتصلة بالغش على الطلاب الغشاشين وعدم التهاون فيها، وإلا تكون أسئلة الامتحانات مأخوذة بالنص من الكتب المدرسية مما يتيح سهولة غشها، والاستفادة من تطبيقات الذكاء الاصطناعى فى محاربة الغش والغشاشين، ومراعاة أن تقيس بعض أسئلة الامتحانات المستويات العقلية العليا، والتقليل قدر الإمكان من أسئلة الحفظ والتذكر والاهتمام بأسئلة التفكير والإبداع، ومراعاة تعدد نماذج الامتحانات فى اللجنة الواحدة، وتشكيل لجان للمرور بالمدارس أثناء الامتحانات من كافة المستويات الإدارية بما لا يشتت الطلاب، وتخصيص خط ساخن لتلقى شكاوى الطلاب وأولياء الأمور بخصوص حالات الغش والتعامل معها.