في ذكرى تأسيسها.. الإسكندرية مدينة الغرباء.. أسطورة تنتمي إلى عالم البحر المتوسط.. تألقت في الحياة الفكرية والثقافية للرومان والبيزنطيين
الحنين وحده هو الذي يقود الزائر الغربي إلى الإسكندرية، الحنين إلى الماضي القريب، الذي جسّده لورانس داريل في رائعته رباعية الإسكندرية، وثلاثية تسيركاس، كما جسّده كافافي في شعره، وقد بنت أعمالهم أسطورة المدينة في عصرها الذهبي، وقبل أن تنطفئ مثل الألعاب النارية في خمسينيات القرن الماضي.
ذكرى تأسيس مدينة الإسكندرية
في مثل هذا اليوم من عام 332 ق.م - تأسست مدينة الأسكندرية على يد الإسكندر الأكبر، على شريط ضيق من الأرض بين البحر وبحيرة المريوطية وبمحاذاة البحر الأبيض المتوسط وعلى بعد ساعتين زمن من أثينا عاصمة اليونان، ومنذ هذا التاريخ والمدينة تنتمي إلى عالم البحر الأبيض المتوسط الأوسع، وليس إلى عالم النيل والصحاري، وكانت لنحو ألف عام عاصمة الدولة المصرية.
الإسكندرية عاصمة العالم القديم
بعد تأسيس الإسكندرية أصبحت سريعًا عاصمة العالم الهلنستي، وهي فترة في التاريخ القديم تسيدت فيها الثقافة اليونانية، وكانت تزخر بالكثير من مظاهر الحضارة وبدأت بعد وفاة الإسكندر الأكبر عام 323 ق.م، واستمرت حوالي 200 سنة في اليونان، وحوالي 300 سنة في الشرق الأوسط.
عرفت الإسكندرية بالمدينة «الكوزموبوليتانية» بسبب تألقها في الحياة الفكرية والثقافية في العوالم الهلنستية والرومانية والبيزنطية، وفيها ولدت الكنيسة القبطية وأبجدية اللغة القبطية وتبلورت هوية مسيحيي مصر، وتُرجم فيها العهد القديم إلى اللغة اليونانية، وتشكل اللاهوت المسيحي، واندلعت فيها أيضا الخلافات اللاهوتية المعروفة في التاريخ المسيحي المصري.
بعد الفتح العربي لمصر، انتقل المركز السياسي إلى القاهرة، ومع الوقت انطفأ وهج الإسكندرية واستمرت على هذه الحالة نحو ثلاثة عشر قرنا، ولم تترك الفترة العربية والعثمانية سوى القليل من الآثار، فقط قلعة قايتباي في الميناء الشرقي هي التي تثير الإعجاب حتى الآن.
محمد علي، العودة للماضي الجميل
في بداية القرن التاسع عشر، عادت الإسكندرية للتوهج مرة آخرى، بعد أن أسس محمد علي سلطة مستقلة في مصر وانفصل تدريجيا عن قبضة الدولة العثمانية، وبعد سلسلة من الإصلاحات الجريئة، أدخل البلاد إلى العصر الحديث، وبدأ الاقتصاد في النمو، وامتلآت الإسكندرية بالمقيمين الأجانب، وأصبحت سوقا دولية مرة أخرى متعددة الأعراق واللغات، وأطلق عليها مدينة الأجانب أو مدينة الغرباء، وكانت العائلة المالكة تقضي فصل الصيف في قصر رأس التين الصيفي بالميناء الغربي، كما كانت الإسكندرية قبلة كل أثرياء العالم والعائلات الملكية لقضاء وقت ممتع على شواطئها البديعة.
ثورة 1952، الإسكندرية تعود إلى الظل
العصر الذهبي الحديثة للمدينة لم يدم طويلًا بعد ثورة 1952، حيث تفكك مجتمع الإسكندرية متعدد الأعراق، ومع التأميم وحظر الواردات وطرد الأجانب انهارت البنية الاجتماعية والاقتصادية، وتم استبدال نخبتها البرجوازية التي تشكلت من المصريين والأتراك والاجريج واليونانين والإيطالين وغيرهم، بنخبة آخرى من جميع المحافظات، وضاعف من تراجعها، نشاط المد الديني في الإسكندرية منذ ثمانينات القرن الماضي، الذي جعل مدينة الأجانب من أهم معاقل التيار الديني في مصر.
ورغم التراجع الذي لايناسب خصوصيتها، لاتزال الإسكندرية تحتفظ بتفردها بين المحافظات المصرية، والكثافة السكانية الكبيرة لم تؤثر على وضعها باعتبارها ضمن الأكثر هدوءًا، وهواءها يجلب رائحة البحر والجو المتوسطي البديع، كما تحتفظ المدينة حتى الآن في بنيتها التحتية بالكثير من تاريخ عصرها الذهبي.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.