رئيس التحرير
عصام كامل

حقيقة «عمود الشفاء»، قصة جامع لا يصلي فيه أحد وتفاصيل سرقة المطرقة النحاسية

مسجد السايس، فيتو
مسجد السايس، فيتو

من أعجب القصص في مصر القديمة، ما تردد عن دفن جثمان "السايس" في المسجد الذي بناه، ما دفع الناس للإحجام عن الصلاة فيه. 
يحدث هذا حتى الآن، رغم أن الأهالى ومسئولي هيئة الآثار حاولوا البحث عن الجثة ولم يجدوا أي أثر لها.

يقع هذا المسجد على ناصية حارة "حلوات" بسوق السلاح، حيث يوجد مسجد وسبيل "الجاي يوسفي"، أو الشهير بين الناس بـ"جامع السايس".

جامع "ألجاي اليوسفي"  

يقول المهندس فاروق شرف، استشاري ترميم المباني التاريخية، والمساجد الأثرية: تشرفت بالعمل في ترميم جامع "ألجاي اليوسفي"  أو "السايس"، بجهد ذاتي،  مع صديقى المهندس المعماري محمود الطوخى شقيق الفنانة إيمان الطوخى، الذى أهدى لمدخل المسجد مبخرة نحاسية كبيرة أكثر من رائعة.

 


ويروي المهندس فاروق شرف: الجامع أنشأه الأمير سيف الدين الجاى بن عبدالله اليوسفى، وهو أحد الأمراء البارزين فى عهد السلطان الأشرف شعبان، أحد سلاطين المماليك، إلا أنه انشق عليه، فواجهه جنود السلطان الذين نجحوا فى هزيمته، وتتبعوه حتى وصل إلى حافة النهر، فألقى بنفسه وجواده إلى النيل فغرق عام (775هـ) ولم يدفن فى الضريح الموجود بالمسجد، إلا أن أبناء الحى يؤكدون أن السايس الذى كان يرعى فرس السلطان حسن، الذى تزوج من والدته فيما بعد، تم دفنه أسفل المسجد، ومن هنا اكتسب المسجد اسم مسجد "السايس".


ويعود تاريخ شارع سوق السلاح إلى أكثر من 700 عام، فى عصر المماليك، وتمت التسمية نظرا لوجود العديد من ورش ومصانع الأسلحة على اختلاف أنواعها؛ من رماح وسيوف ودروع، حيث كان الشارع يقدم خدماته التسليحية للقلعة أثناء حكم المماليك بمصر، لكن مع تراجع الطلب على تلك النوعيات من الأسلحة تحولت الورش الموجودة فى الشارع إلى محلات لإصلاح الأسلحة من مسدسات وبنادق.

الواجهة الرئيسية

ويضيف المهندس فاروق شرف: المسجد تحفة معمارية، فالواجهة الغربية هي الرئيسية، وبها القبة والمئذنة والمدخل وسبيل وكتاب. تم تكسية الباب الرئيس بالرخام وعليه "رنك المنشئ"، ويعلو الباب لوح رخامي عليه اسم المنشئ وتاريخ بنائه أيضًا.. وعلى يسار الباب سبيل له سقف جميل أصلحته لجنة حفظ الآثار العربية على عدة مراحل.. يعلو الباب لوح رخامي كتب عليه: "أمر بإنشاء هذا الجامع والمدرسة المباركة المقر الأشرف العالي المولوي الأمير السيفي الجاي أتابك العساكر المنصورة المالكي الأشرفي أعز الله نصره في شهر رجب سنة أربع وسبعين وسبعماية"، وقد كسي الباب الرئيسي بالرخام وعليه رنك المنشئ. 


ويتكون المسجد من صحن مكشوفٍ كبيرٍ تحيط به أربعة إيواناتٍ معقودة الفتحات ويدلّ ما بقى من النّقوش المذهّبة بسقفيّ الإيوانين، البحري والقبلي، على ما كان عليه سقفا الإيوانين الآخرين من غنى وجمال.. وإيوان القبلة، على خلاف نظائره في المساجد الأخرى، ترك محرابه وجدرانه بغير وزرةٍ رخاميةٍ..  أما منبره، ولو أنّه فقد الجزء العلوي منه، إلاّ أنه يُعتبر من المنابر الخشبية الدّقيقة الصنع، اجتمعت فيه دقّة الحفر في الخشب وجمال التّطعيم فهو مصنوع بطريقة الحشوات المجمعة وكُتِبَ بأعلى بابه تاريخ عمله، سنة 774 هـ.

المنبر وغرفة الضريح

ويعود إنشاء المنبر إلى عصر إنشاء المدرسة أما غرفة الضّريح فتقع في الركن الغربي القبلي من المسجد وتغطيها قبّة حجرية مرتفعة.


أمّا الوجهة الرئيسية للمسجد فجميلة، سواء من حيث تَناسُب أجزائها أو براعة تقاسيمها؛ فهي تشتمل على صفتين كبيرتين تنتهيان من أعلى بمقرنصاتٍ، وصفتين صغيرتين تنتهي كلّ منهما من أعلى بعقدٍ مثلّث على هيئة مروحةٍ وفتح بهذه الصفف ثلاثة صفوف من الشبابيك. 

كُتاب المسجد يتكون من صحن أوسط مكشوف يحيط به أربع إيوانات، ويعتبر إيوان القبلة أكبر إيوانات المدرسة، ويوجد بحائط القبلة محراب حجري يكتنفه حنيتان من جانبيه، ويوجد المنبر الخشبي المصنوع بطريقة الحشوات المجمعة بجانب المحراب، ويعود إنشاء المنبر إلى عصر إنشاء المدرسة، مما يعزز ما ورد بالنص التأسيسي من أنها قامت بدور المسجد الجامع إلى جانب الدور التعليمي، وتتميز واجهة المدرسة من الخارج بالفخامة والتأنق الزخرفي، وتحتوي الواجهة على 9 دخلات رأسية مستطيلة تشتمل على ثلاثة مستويات من النوافذ، وتقع المئذنة على يمين كتلة المدخل، وتتكون من ثلاثة طوابق؛ الأول مثمن والثاني أسطواني والثالث على شكل جوسق يقوم على 8 أعمدة.

حكاية عمود الشفاء

العمود يقع في الجانب الأيمن منه وهو ملاصق لسبيل وكتاب المسجد، ذكر قصته علي باشا مبارك في كتاب الخطط التوفيقية، أنه في عصر محمد علي باشا تحدث بعض المغاربة حول بركات العمود لما له من قدرة خاصة على شفاء مرض "اليرقان"، والأمراض المختلفة ومنها الأمراض الباطنية للناس، وذلك من خلال سكب ماء ممزوج بعصارة الليمون على العمود، ثم "لعقة"، وتكرار ذلك إلى أن يُدمى اللسان، ثم تكرار الأمر 3 مرات.

عمود الشفاء، فيتو


تردد الناس على العمود الشفاء لاعتقادهم أن العمود يشفيهم بالفعل وأصبحت القصة منتشرة في جميع محافظات مصر، واستمر التبرك بالعمود لسنوات، إلى أن وقع حادث في عصر عباس حلمي الأول، وهو عندما ذهبت أمرأة لزيارة العمود والتبرك به طلبًا للشفاء كان يراقبها أحد اللصوص فهجم عليها وسرق مجوهراتها وحليها.
فقررت الشرطة بناء حائط على العمود لمنع الناس من زيارته وإنهاء الاعتقاد السائد حوله.


وبعد سنوات قام حارس الجامع بإزالة جزء من الحائط الذي يحجب العمود وقام ببناء جدار خشبي لحمايته من المارة، وبمرور الوقت أزيل الجدار الخشبي وتبقى نصف العمود مكشوفًا للعامة وبقيت آثار الجدار الذي بني عليه بين جدار الجامع والعمود.
وفى عام 2012م تعرض المسجد لسرقة المطرقة النحاسية التى كانت تزين الباب الخارجي.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. 

الجريدة الرسمية