القباب.. سلاح تبحث عنه أوكرانيا لصد هجمات المسيرات الروسية.. يتضمن أجهزة تشويش على الترددات اللاسلكية.. وموسكو تفرض سيطرتها على المجال الجوي
تسعى روسيا وأوكرانيا لفرض سيطرتهما الجوية على المجال الجوي في الحرب، وهو ما يحقق التفوق الكاسح للطرف المسيطر جويا على حساب الطرف الأخر.
أخر تطورات الحرب الروسية الأوكرانية
وظهرت الطائرات المسيرة كسلاح فتاك وفعال في الحرب الروسية الأوكرانية، وذلك لقلة تكلفتها وسهولة تصنيع كميات كبيرة في أسرع وقت وبأقل ثمن، وأثبتت كفاءتها في عمليات استهداف الجنود والدبابات والمدرعات، وتمهيد عمليات التقدم البري.
وخلال الفترة الأخيرة، ركز الجيش الروسي على استخدام أنواع عديدة من الطائرات المسيرة مختلفة الأنواع في تأمين المجال الجوي لقواته واستهداف القوات الأوكرانية، وهو ما كان له دور كبير في إحباط الهجوم المضاد وتدمير عدد كبير من الآليات الحديثة التي حصلت عليها كييف من الغرب والسيطرة على المجال الجوي.
سباق التسلح بين روسيا وأوكرانيا
وفي هذا السياق ذكرت صحيفة "لوموند" الفرنسية في تقرير لها، أن أوكرانيا تخوض منافسة قوية في سباق التسلح التكنولوجي لمكافحة التهديد المتزايد الذي تشكله الطائرات المسيّرة على الخطوط الأمامية.
وجاء في تقرير لوموند أن القوات الروسية والأوكرانية تواجه هذا التحدي، على حد سواء، حيث يطالب الجيش الأوكراني بشكل عاجل بأنظمة حماية لقواته ومعداته، في حين يسعى المصنّعون جاهدين لتلبية الطلب.
وأشارت الصحيفة الفرنسية في تقريرها، إلى تطلع أوكرانيا للحصول على سلاح جديد لمواجهة تقدم الطائرات المسيرة الروسية، موضحة أن هذه الدروع غير المرئية، المعروفة باسم "حقول القوة الوقائية"، التي اشتهرت منذ فترة طويلة في الخيال العلمي، أصبحت حقيقة واقعة في ساحة المعركة في أوكرانيا.
وتعرف الأنظمة الإلكترونية التي تسعى أوكرانيا إلى حيازتها باسم "القباب" أو "REB"، وتعمل هذه المجالات المغناطيسية بمثابة أجهزة تشويش على التردد، وتشكل جزءًا مما يُعرف بالفرنسية باسم "أنظمة الحرب الإلكترونية"، ويطالب بها الجيش الأوكراني لحماية قواته ومعداته في الخطوط الأمامية.
مساعي روسية أوكرانية للسيطرة على المجال الجوي للمعركة
وأكدت الصحيفة الفرنسية، أن هناك عدد من الشركات الأوكرانية، المتخصصة باستكشاف الحلول التكنولوجية والصناعية والمالية تقوم بتلبية هذا الطلب، لافتة إلى أنه منذ صيف عام 2023، تم نشر طائرات بدون طيار FPV (مروحيات كاميكازي الرباعية) على نطاق واسع على جانبي الخطوط الأمامية، ما يشكل تهديدًا كبيرًا.
ويمكن لهذه الذخائر المتجولة غير المكلفة، التي يتراوح سعر كل منها ما بين 300 إلى 1000 يورو، أن تستهدف بدقة الجنود أو الدبابات المتقدمة أو حتى سيارات الإسعاف حيث غالبًا ما يتم مشاركة مقاطع الفيديو الخاصة بالهجمات الناجحة على وسائل التواصل الاجتماعي التي تعرض الدمار الذي تسببه هذه الطائرات المسيّرة.
وفي الفترة الأخيرة، واجه الجيش الأوكراني صعوبة كبيرة في التقدم خلال الهجوم المضاد أو التصدي لتقدم القوات الروسية، حيث أصبح عبور شريط يبلغ طوله 10 كيلومترات على طول خط التماس محفوفًا بالمخاطر للغاية، فيما المسيرات تعمل إلى جانب طائرات المراقبة، على إنشاء ساحة معركة شبه شفافة، مما يجعل تناوب الأفراد والخدمات اللوجستية وعمليات الإجلاء أكثر خطورة من ذي قبل.
وفي إطار التصدي لهذه العقبة، طورت الشركات الأوكرانية مثل شركة "كفيرتوس" مجموعة من أجهزة التشويش، المحمولة والمثبتة على المركبات، حيث تعمل هذه الأجهزة على تعطيل إشارات الطائرات المسيّرة، مما يؤدي إلى انخفاضها أو اتباعها مسارات غير منتظمة.
وأشارت الصحيفة إلى أنّ الحفاظ على التفوق في الحرب الإلكترونية يمثل تحديًا، حيث يقوم كلا الجانبين باستمرار بتعديل تكتيكاته وتقنياته، لافتة إلى أنه في حين تسعى الشركات الأوكرانية مثل "كفيرتوس" و"إنفوزاهيست" إلى البقاء في المقدمة، تستفيد القوات الروسية من التفوق العددي في قدرات الحرب الإلكترونية.
وعلى الرغم من التحديات، تظل الشركات المصنعة الأوكرانية مرنة، وتعمل باستمرار على تحسين أنظمة الحرب الإلكترونية الخاصة بها لمواكبة التهديدات المتطورة، ومع تصاعد الصراعات، تشتد حدة المعركة من أجل الهيمنة على المجال الجوي في أوكرانيا، وتتوقف النتيجة على الإبداع والقدرة على التكيف والبصيرة الاستراتيجية.
أنظمة الحرب الإلكترونية
وأكدت الصحيفة، أن التطور السريع للطائرات المسيّرة وتقنيات الحرب الإلكترونية يحتاج اليقظة المستمرة والاستثمار في التدابير الدفاعية.ويُظهِر الصراع في أوكرانيا، أن تقاطع التكنولوجيا العسكرية والحرب غير المتكافئة يفرضان تحديات معقدة تتطلب حلولًا مبتكرة لحماية الأمن القومي.
وتجدر الإشارة إلى أن المفهوم العسكري لمصطلح الحرب الإلكترونية يشير إلى الاستعمال الحربي للحقل الكهرومغناطيسي، للتعرف على أعمال البث الكهرومغناطيسي، واعتراضها، واستخدام هذه الطاقة للتشويش على أنظمة العدو الإلكترونية. وهى إحدى صور الصراع المسلح التي تهدف في النهاية إلى خلق الظروف المناسبة للقوات المسلحة، لتحقيق النصر من خلال استخدام الطاقة الكهرومغناطيسية لغرض تقليل، واستغلال، وتخفيض، أو منع أي استخدام معادٍ لمجال الطيف الكهرومغناطيسي، مع المحافظة على استخدامه بفعالية من جانب القوات الصديقة.
ويحاول كل طرف خلال الحرب الإلكترونية أن يعرف كل ما يمكن من معلومات عن المعدات الإلكترونية للخصم، ويحاول، في الوقت ذاته، حرمان الخصم من الوصول إلى معلومات من هذا القبيل عن القوات الصديقة، وذلك من خلال العديد من الإجراءات المضادة، والتدابير المضادة للإجراءات المضادة. فالحرب الإلكترونية كانت، ومازالت، تتعلق بالسيطرة على المجال الكهرومغناطيسي في وقت الحرب، حتى تستطيع القوات الصديقة معرفة العدو بصورة أفضل.
ومن الأدوار الرئيسية لمنظومة الحرب الإلكترونية خلال المعارك والحروب، هي اكتشاف التهديد، وتنفيذ إجراءات الإعاقة الإلكترونية لإرباك المقذوفات المهاجمة، وذلك باكتشاف وتصنيف مصادر التهديد من مسافات بعيدة. وفى حالة عدم وجود إنذار مبكر محمول جوا، فإن وسائل الحرب الإلكترونية تحقق الحصول على إنذار مبكر بالهجوم.
والمشكلة الرئيسية لوسائط الحرب الإلكترونية المضادة هي اللحاق المستمر، والاستباق إذا أمكن، بتنامي "ذكاء" النظم الصاروخية الهجومية، التي تتمتع بالمناورة والسرعة والدقة، مع توجيه بالليزر، أو بالأشعة تحت الحمراء، وأنساق جديدة من المستشعرات، قادرة على التعرف، في أحيان كثيرة، على أنماط التشويش المضاد.
وأصبحت مجالات الحرب الإلكترونية تتسع عمليًا لجميع مقومات التكنولوجيا الحديثة، ذات الطابع العسكري، حيث أخذت تتطور بالتدريج أجيال جديدة من الإجراءات الإلكترونية، والإجراءات المضادة، في محيط بالغ الكثافة، ما دفع إلى التسريع في ردود الفعل المناسبة انطلاقا من حسابات بالغة التعقيد.
وفي كل مرة وقعت فيها حرب جوية، كان الخصوم يتعلمون طرقًا جديدة لمواجهة أساليب الحرب الإلكترونية، ويتغلبون عليها. ونتيجة لذلك، كان من المهم للعسكريين أن يوفروا إستراتيجية حرب إلكترونية، متعددة الطبقات، للمحافظة على التفوق العسكري. وكان العسكريون، منذ بدء استخدام الطائرات العسكرية، يعتقدون أن السبب الرئيسي الذي سيجعل الطائرات الهجومية تحدث ثورة في عالم الحروب، هو استحالة مراقبة جميع الخطوط المحتملة التي ستسلكها هذه الطائرات للاقتراب من أهدافها المحددة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.