دعاء اليوم التاسع والعشرين، دعاء ختم القرآن في رمضان
ونحن في اليوم التاسع والعشرين من رمضان يتسابق البعض لختام الشهر الكريم بختم القرآن الكريم إن لم يكن أكثر من مرة فربما يكتفي بواحدة، ومن المعروف أن دعاء ختم القرآن لم يرد عن النبي الكريم، إلا أن البعض يستحسن الدعاء الي الله ابتهاجا بختم القرآن، وفي هذا الإطار نستعرض معكم مشروعية دعاء ختم القرآن في رمضان.
هل ورد عن النبي دعاء ختم القرآن؟!
ليس هناك دعاء مخصوص لختم القرآن ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يدعو به، أو أرشد غيره إليه، لكن يستحب لمن قرأ القرآن أن يدعو بعد قراءته بما شاء من خيري الدنيا والآخرة، ويسأل الله من فضله؛ لما رواه أحمد، والطبراني في الكبير عن عمران بن حصين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اقرؤوا القرآن، وسلوا الله به، قبل أن يأتي قوم يقرؤون القرآن، فيسألون به الناس. ولما ثبت عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنه كان إذا ختم القرآن جمع ولده، وأهل بيته، فدعا بهم.
حكم دعاء ختم القرآن في الصلاة وغيرها للشيخ عبد العزيز بن باز
في إجابة للشيخ عبد العزيز أبن باز مفتي السعودية السابق أجاب علي سوال حزل جكم دعاء ختم القرآن وكانت إجابته أنه لم يزل السلف يختمون القرآن ويقرأون دعاء الختمة في صلاة رمضان، ولا نعلم في هذا نزاعًا بينهم، فالأقرب في مثل هذا أنه يقرأ، لكن لا يُطول على الناس، ويتحرى الدعوات المفيدة والجامعة، مثل: ما قالت عائشة رضي الله عنها: "كان النبي ﷺ يستحب جوامع الدعاء، ويدع ما سوى ذلك".
والأفضل للإمام في دعاء ختم القرآن والقنوت تحري الكلمات الجامعة، وعدم التطويل على الناس، يقرأ: اللهم اهدنا فيمن هديت الذي ورد في حديث الحسن في القنوت، ويزيد معه ما يتيسر من الدعوات الطيبة كما زاد عمر، ولا يتكلَّف، ولا يُطوِّل على الناس، ولا يشقّ عليهم،
وهكذا في دعاء ختم القرآن يدعو بما يتيسر من الدعوات الجامعة، يبدأ ذلك بحمد الله، والصلاة على نبيه عليه الصلاة والسلام ويختم فيما يتيسر من صلاة الليل أو في الوتر، ولا يطول على الناس تطويلًا يضرهم ويشقّ عليهم.
وهذا معروف عن السلف، تلقَّاه الخلف عن السلف، وهكذا كان مشايخنا مع تحريهم للسنة وعنايتهم بها يفعلون ذلك، تلقاه آخرهم عن أولهم، ولا يخفى على أئمة الدعوة ممن يتحرى السنة ويحرص عليها.
فالحاصل أن هذا لا بأس به -إن شاء الله- ولا حرج فيه، بل هو مستحب؛ لما فيه من تحري إجابة الدعاء بعد تلاوة كتاب الله، وكان أنس إذا أكمل القرآن جمع أهله ودعا في خارج الصلاة، فهكذا في الصلاة، فالباب واحد؛ لأن الدعاء مشروع في الصلاة وخارجها، وجنس الدعاء مما يشرع في الصلاة، فليس بمستنكرٍ.
دعاء ختم القرآن في الصلاة؟ وهل هو قبل الركوع أم بعده؟
الأفضل أن يكون بعد أن يكمل المعوذتين، فإذا أكمل القرآن يدعو، سواء في الركعة الأولى أو في الثانية أو في الأخيرة، يعني: بعدما يُكمل قراءة القرآن يبدأ في الدعاء بما يتيسر، في أي وقتٍ من الصلاة؛ في الأولى منها، أو في الوسط، أو في آخر ركعة. كل ذلك لا بأس به، المهم أن يدعو عند قراءة آخر القرآن، والسنة ألا يُطول، وأن يقتصر على جوامع الدعاء في القنوت وفي دعاء ختم القرآن.
وقد ثبت أن النبي ﷺ قنتَ قبل الركوع، وقنتَ بعد الركوع، والأكثر أنه قنت بعد الركوع، ودعاء ختم القرآن من جنس القنوت في الوتر؛ لأن أسبابه الانتهاء من ختم القرآن، والشيء عند وجود سببه يشرع فيه القنوت عند وجود سببه، وهو الركعة الأخيرة بعدما يركع ويرفع من الركوع؛ لفعل النبي عليه الصلاة والسلام.
أما في خارج الصلاة فلا أعلم نزاعًا في أنه مستحب الدعاء بعد ختم القرآن، لكن في الصلاة هو الذي حصل فيه الإثارة الآن والبحث، فلا أعلم عن السلف أن أحدًا أنكر هذا في داخل الصلاة، كما أني لا أعلم أحدًا أنكره خارج الصلاة.
حكم ختام القرآن في رمضان
يستحب للمسلم أن يكثر من قراءة القرآن في رمضان ويحرص على ختمه، لكن لا يجب ذلك عليه، بمعنى أنه إن لم يختم القرآن فلا يأثم، لكنه فوت على نفسه أجورًا كثيرة.
والدليل على ذلك: ما رواه البخاري (4614) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: ( أن جبريل كان يعْرضُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقُرْآنَ كُلَّ عَامٍ مَرَّةً، فَعرضَ عَلَيْهِ مَرَّتَيْنِ فِي الْعَامِ الَّذِي قُبِضَ فيه)
وقد كان من هدي السلف رضوان الله عليهم، الحرص على ختم القرآن في رمضان، تأسيًا بالنبي صلى الله عليه وسلم.
فعن إبراهيم النخعي قال: كان الأسود يختم القرآن في رمضان في كل ليلتين، وكان قتادة يختم القرآن في سبع، فإذا جاء رمضان ختم في كل ثلاث، فإذا جاء العشر ختم في كل ليلة..
وعن مجاهد أنه كان يختم القرآن في رمضان في كل ليلة..و كان علي الأزدي يختم القرآن في رمضان كل ليلة. وكان الشافعي يختم القرآن في رمضان ستين ختمة.
من أدعية ختم القرآن
اللهم لك الحمد كما هديتنا للإسلام، وعلمتنا الحكمة والقرآن، ولك الحمد على ما يسَّرت من صيام رمضان وقيامه، وتلاوة كتابك العزيز، الذي لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ [فصلت:42].
اللهم إنا عبيدك، بنو عبيدك، بنو إمائك، نواصينا بيدك، ماضٍ فينا حكمك، عدل فينا قضاؤك، نسألك اللهم بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدًا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلوبنا، ونور صدورنا، وذهاب أحزاننا، وجلاء همومنا وغمومنا، وقائدنا وسائقنا إلى رضوانك وإلى جناتك جنات النعيم.
اللهم ذكرنا منه ما نُسِّينا، وعلمنا منه ما جهلنا، وارزقنا تلاوته آناء الليل وأطراف النهار على الوجه الذي يرضيك عنا.
اللهم اجعلنا ممن يحل حلاله، ويحرم حرامه، ويعمل بمحكمه، ويؤمن بمتشابهه، ويتلوه حق تلاوته.
اللهم اجعلنا ممن يقيم حروفه وحدوده، ولا تجعلنا ممن يقيم حروفه ويضيع حدوده.
اللهم ألبسنا به الحلل، وأسكنا به الظلل، وادفع عنا به النقم، وزدنا به من النعم، يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم اجعلنا من أهل القرآن الذين هم أهلك وخاصتك، يا ذا الجلال والإكرام.
اللهم اجعل القرآن العظيم لقلوبنا ضياءً، ولأبصارنا جلاءً، ولأسقامنا دواءً، ولذنوبنا ممحِّصًا، وعن النيران مخلِّصًا.
اللهم اجعلنا ممن قاده القرآن إلى الجنان، ولا تجعلنا ممن أعرض عنه القرآن فزُجَّ في قفاه في النار، يا واحد يا قهار.
اللهم انقلنا بالقرآن من الشقاء إلى السعادة، ومن النار إلى الجنة، ومن الضلالة إلى الهداية، ومن الذل إلى العز، يا ذا الجلال والإكرام، ومن أنواع الشرور كلها إلى أنواع الخير كلها يا حي يا قيوم.
اللهم وفقنا في ليلتنا هذه إلى ما تحب وترضى، وفي كل أعمالنا، يا حي يا قيوم.
اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد، ولا تجعل لنا في مقامنا هذا ذنبًا إلا غفرته، ولا همًا إلا فرجته، ولا كربًا إلا نَفَّسته، ولا دينًا إلا قضيته، ولا مريضًا إلا شفيته، ولا ميتًا إلا رحمته، ولا مظلومًا إلا نصرته، ولا ظالمًا إلا قصمته، ولا عسيرًا إلا يسرته، ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة هي لك رضًا ولنا فيها صلاح إلا أعنتنا على قضائها ويسَّرتها، برحمتك يا أرحم الراحمين.
اللهم اجعلنا عند ختمه من الفائزين، وعند النعماء من الشاكرين، وعند البلاء من الصابرين، ولا تجعلنا ممن استهوته الشياطين فشغلته بالدنيا عن الدين، فأصبح من النادمين، وفي الآخرة من الخاسرين.
اللهم قد ختمنا كتابك، ولُذْنا بجنابك، فلا تطردنا عن بابك، فإن طردتنا فإنه لا حول لنا ولا قوة إلا بك.
اللهم اختم لنا شهر رمضان برضوانك، والعتق من نيرانك. اللهم إنك تتفضل على عبادك في آخر الليالي من شهر رمضان بعتق رقابهم من النار، اللهم اعتق رقابنا، ورقاب آبائنا، وأمهاتنا، وأزواجنا، وذرياتنا، وأقاربنا، وذوي أرحامنا، ومن له حق علينا، ومن أحبنا فيك، ومن أحببناه فيك، اللهم اعتق رقابنا جميعًا من النار.
اللهم أعد علينا رمضان أعوامًا عديدة، وأزمنة مديدة، اللهم أعده على الأمة الإسلامية وهي ترفل في ثوب الصحة والمنعة والنصر على الأعداء، يا سميع الدعاء، يا من لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.
للهم أنقذ مقدسات المسلمين من عبث العابثين، وعدوان المعتدين. اللهم أنقذ المسجد الأقصى من براثن اليهود الغاشمين، اللهم اجعله شامخًا عزيزًا إلى يوم الدين، اللهم لا تمكن فيه لأعدائك يا رب العالمين، اللهم أخرجهم منه أذلة صاغرين. اللهم ارزقنا فيه صلاة قبل الممات، يا رب الأرض والسماوات، يا حي يا قيوم.
اللهم انصر إخواننا في فلسطين، وفي كشمير، وفي الشيشان، وفي كل مكان.
اللهم ارفع الضر عن المتضررين، والبأساء عن البائسين.
اللهم إنك عفو تحب العفو فاعفُ عنا، اللهم اجعل خير أعمارنا أواخرها، وخير أعمالنا خواتمها، وخير أيامنا يوم نلقاك.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.