محسن سلام.. من مدرس إنجليزى إلى أشهر مداح للنبى فى محافظة الغربية.. والسر فى رؤية.. سلام: التغنى بحب النبى وسيرته شرف.. وأتمنى إنشاء مدرسة لتعليم الأطفال المديح
«امضيلى تصريح أطوف البلاد بمديح.. أمدح فى سيدنا النبى اللى نوره جننا.. قالوا سَكِرنا وما شَرِبنا.. غابوا وقد حضروا.. فللى شربها عقل والتانى حصله جنان».. كلمات تتعالى فى ساحات الإنشاد والحضرات الصوفية تعبيرًا عن حب النبى وآل بيته الكرام، كما تعبر عن أخلاقه وتحكى بعض سيرته الشريفة، ويعد من أبرز المداحين محسن سلام الُملّقب بمداح النبى والذى التقت به «فيتو» ليروى قصته مع المدح وكيف تحول إلى أشهر مداح فى محافظة الغربية.
“سلام” يقول فى البداية إن الشخص لم يختر حكايته ويجوز حكايته هى التى تختاره، وأنا أعيش فى الحكاية بغض النظر من اختار الآخر، أنا أم هى، لكنها بدأت.
وأضاف «سلام»: أعمل مدرس إنجليزى وأعشق التصوف ومساكين آل البيت، ومعهم بدأت حكايتى منذ نعومة أظفارى وخطوة مع أخرى رأيت نفسى أذهب لتلك الطريقة بعد رؤيتى للحبيب صلى الله عليه وآله وسلم، والإذن لى بالمديح لكى أصبح خمارا يسقى المحبين من كاسات الآلِ فى مديحه للهادى.
وأكد الشيخ محسن سلام أن المداحين والمنشدين يمزجون بين روحانيات العقيدة والأدب النبوى، فمصر أول دولة فى العالم عرفت الإنشاد الدينى، وأهل المدينة استقبلوا الرسول الكريم بالإنشاد فى نشيد «طلع البدر علينا»، والذى كان يردده كل سكان المدينة فى استقبالهم للنبى الكريم، ونحن اليوم نجتهد لسلطنة السمِّيعة ومحبى الإنشاد مستعينين فى ذلك بسيرة النبى العطرة التى تمثل كنزًا لا ينضب.
وأضاف سلام أيضًا أن الإنشاد الدينى يقوم بتقويم النفوس وتهذيب سلوكيات المجتمع، ويرشد الناس إلى أخلاق النبى، وعلى رأسها التسامح ونبذ العنف والرحمة وكيفية التعامل المجتمعى من خلال شجرة الأخلاق المحمدية، فالمنشد والمداح يقتدى بأخلاق الرسول، فهو يتشرف بمدح خير البشر، لذلك أرى أن الإنشاد الدينى علم يتعلق بالروح والإحساس سواء كان بالموسيقى أو الكلمات واستحضار الروح والخشوع والتبتل، فهى كنسمات الوصل تهل على الندامى.
وأوضح «سلام» أن الإنشاد النبوى له دور فى تغيير الصورة المغلوطة عن نبى الإسلام خاصة فى الغرب، وهناك مشايخ كبار استطاعوا الوصول للعالمية، وأن يجذبوا المستمعين فى الغرب لتعليمهم سماحة الدين وتصحيح الصور المغلوطة عن الإسلام ولرد الشبهات.
وعن منشديه المفضلين يقول سلام: مصر هى دولة الإنشاد الدينى بلا منازع، ورموز الإنشاد فيها هم قدوة كل منشد أمثال الشيوخ: طه الفشنى ونصر الدين طوبار وسيد النقشبندى ومحمد الكحلاوى وياسين التهامى وغيرهم، لكن أعشق الشيخ التهامى الذى يتمتع بذكاء شديد فى إدارة التفاعل مع الجمهور على المسرح وهى مهارة تدل على إتقانه الشديد وحبه للإنشاد وحب الناس له.
ويوضح: لا مكان للإحباط إذا عزم أحد على سلوك طريق الإنشاد، فكلما عمل المنشد على تطوير مهاراته وصقلها وطرق كل الأبواب الممكنة لتدعيم مكانته يحقق ما يريد.
ويضيف الشيخ محسن أن هذا الفن يمتاز بقربه لجميع طوائف الشعب، ويكفينا شرفا أننا نتكلم عن سيدنا رسول الله، والابتهال يكون تضرعًا ورجاء للمولى، كما أن التقارب بيننا كمنشدين ومبتهلين فى هذه الآونة يساعدنا على أن نطور من هذا الفن حتى نصل إلى ما يتمناه المستمع الجيد.
وعن أمنيات سلام فقال: أملى كبير فى أن يكون لأطفال مصر شأن كبير فى هذا المجال، وذلك من خلال إنشاء مدرسة لتعليم الأطفال فن الإنشاد، فهناك ردود فعل مبهجة من أولياء أمور الأطفال إزاء التطور الذى يحدث فى شخصية الطفل مع الإنشاد كموهبة روحية جميلة، إذ إن الأطفال ينصرفون عن أغانى المهرجانات غير الهادفة وينفرون من نغماتها وكلماتها، لذلك أراهن بقوة على الأطفال الموهوبين فى حمل راية التجديد فى فن الإنشاد الدينى.