في ذكرى ميلاده الـ 107 أبرز المحطات في حياة الشيخ جاد الحق شيخ الأزهر السابق.. قاد ثورة ضد مؤتمر السكان.. رفض وثيقة مؤتمر المرأة.. وسر وصيته للشعراوي قبل رحيله
تحل اليوم الجمعة الذكرى الـ 107 على ميلاد فضيلة الشيخ جاد الحق شيخ الأزهر الشريف السابق، حيث إنه ولد في مثل هذا اليوم عام 1917، حيث نستعرض في التقرير التالي أبرز المحطات في حياة القاضي والمفتي وشيخ الأزهر السابق وصاحب المواقف التاريخية.
نشأة الشيخ جاد الحق
ولد الشيخ جاد الحق على جاد الحق، في قرية بطرة التابعة لمركز طلخا بمحافظة الدقهلية، يوم الخميس 5 أبريل عام 1917، الموافق 13 جمادى الأخرى سنة 1335هـ، وتوفي 15 مارس 1996 الموافق 25 شوال 1417هـ.
نشأ الشيخ جاد الحق في أسرة كريمة، وكان والده رجلًا صالحًا اشتهر بأمانته، وهو ما دعا أهل قريته لحفظ مقتنياتهم الثمينة لديه خوفا عليها من الضياع، وحرص والده رغم أنه فلاح على إرساله لكتاب قريته لحفظ القرآن الكريم وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، على يد الشيخ سيد البهنساوى والذى كان يخشاه الشيخ جاد الحق كباقى أبناء القرية.
ثم التحق الإمام بالمعهد الأحمدي بطنطا، وأنهى المرحلة الابتدائية به، وانتقل إلى المرحلة الثانوية، وقضى عاما واحدا بالمعهد ثم انتقل للقاهرة لاستكمال الدراسة في معهدها الديني بالدراسة، وبعد اجتيازه لها التحق بكلية الشريعة، وتخرّج فيها سنة 1944 حاصلا على الشهادة العالمية، ثم نال تخصصا في القضاء بعد عامين من الدراسة، وكان الأزهر يعطي لمن يحصل على العالمية في الشريعة أن يتخصص في القضاء لمدة عامين، ويمنح الطالب بعدها شهادة العالمية مع إجازة القضاء وعمل جاد الحق بعد التخرج في المحاكم الشرعية في سنة 1946.
محطات في حياة الشيخ جاد الحق
ثم عُين أمينًا للفتوى بدار الإفتاء المصرية في 1953، ثم عاد إلى المحاكم الشرعية قاضيًا سنة 1954 ثم انتقل إلى المحاكم المدنية 1956 بعد إلغاء القضاء الشرعي، وظل الإمام الأكبر الراحل يعمل بالقضاء ويترقي في مناصبه حتى عُين مستشارًا بمحاكم الاستئناف عام 1976.
وتم تعيين الشيخ جاد الحق على جاد الحق مفتيًا للديار المصرية في أغسطس 1978، فسعى لتنشيط الدار، والمحافظة على تراثها الفقهي، فعمل على اختيار الفتاوى ذات المبادئ الفقهية، وجمعها من سجلات دار الإفتاء المصرية، ونشرها في مجلدات بلغت عشرين مجلدًا، وهي ثروة فقهية ثمينة، لأنها تمثل القضايا المعاصرة التي تشغل بال الأمة في فترة معينة من تاريخها، وفي الوقت نفسه تستند إلى المصادر والأصول التي تستمد منها الأحكام الشرعية.
وجمع الفتاوى من سجلات دار الإفتاء ونشرها في مجلدات بلغت عشرين مجلدًا، تتضمن القضايا المعاصرة التي تشغل الأمة في فترة معينة من تاريخها، وتبلغ نحو 1328 فتوى في الفترة التي قضاها مفتيًا للديار المصرية.
تعيين الشيخ جاد الحق في منصب وزير الأوقاف
وعُين الراحل وزيرًا للأوقاف في يناير 1982، وظل بها شهورًا قليلة، حيث اختير بعدها شيخًا للجامع الأزهر في 17 مارس 1982 فقاد الأزهر باقتدار في أجواء مضطربة، وكان لاشتغال الشيخ جاد الحق بالقضاء منذ وقت مبكر أثره البالغ في قيادته مؤسسة الأزهر، فهو فقيه وقاض يعتمد على الدراسة المتأنية والنظر العميق، والبعد عن الهوى، ومن ثم كانت قراراته صائبة، هادئة، بعيدة عن العاطفة المشبوهة والانفعال الموقت، وتهدف إلى الصالح العام.
تولى الشيخ جاد الحق مشيخة الأزهر
وعُرف الشيخ جاد الحق في الفترة التي تولى فيها مشيخة الأزهر بمواقفه الجريئة، فقد أعلن بعد توليه المشيخة تأييد الأزهر تأييد الأقليات المسلمة في مختلف بقاع الأرض، وتضامن مع الانتفاضة الفلسطينية، ويذكر له موقفه الواضح من التطبيع مع إسرائيل، واشتد في معارضته للتطبيع في الوقت الذي نشطت فيه حركات التطبيع في بعض مؤسسات الدولة، فأفتى بعدم جواز زيارة القدس إلا بعد تحريرها، ورفض استقبال أي وفد إسرائيلي يرغب في زيارة الأزهر، وإن سبّب ذلك حرجًا للمسئولين.
مواقف الشيخ جاد الحق التاريخية
وكان للشيخ رأى واضح في مقررات مؤتمر السكان الذي عقد بالقاهرة في سبتمبر 1994، فعارض دعوات الانحلال الأسرى والشذوذ، والخروج على الفطرة السليمة، وتكرر منه هذا الموقف الواضح في رفضه لوثيقة مؤتمر المرأة، الذي عقد في بكين في سبتمبر 1995.
ويُذكر للإمام الأكبر الراحل جهوده في نشر التعليم الأزهري والتوسع في إنشاء المعاهد الأزهرية في أنحاء مصر، وبلغت المعاهد الأزهرية في عهده 5 آلاف معهد، وأنشأ فروعًا لجامعة الأزهر في بعض محافظات مصر ومدنها الكبيرة.
كما أسس فروعًا للجنة الفتوى في الكثير من ربوع مصر، حتى بلغت 25 لجنة، وللشيخ جاد الحق مؤلفات عديدة منها «الفقه الإسلامي مرونته وتطوره» و«بحوث فتاوى إسلامية في قضايا معاصرة» و«رسالة في الاجتهاد وشروطه» و«رسالة في القضاء في الإسلام».
تكريم الشيخ جاد الحق
وتم تكريم الشيخ جاد الحق في أكثر من مناسبة، فحصل على وشاح النيل عام 1983 بمناسبة العيد الألفي للأزهر، ومنحه المغرب وسام الكفاءة الفكرية والعلوم من الدرجة الممتازة، وحصل على جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام عام 1995، ولقى ربه يوم 15 مارس 1996، لتبقى ذكراه الطيبة ومواقفه المشرفة.
وصية الشيخ جاد الحق
أوصى الشيخ جاد الحق بأن يصلي عليه الشيخ الشعراوي، وهذا ما حدث بالفعل، فقد كانت تجمعهما صداقة وطيدة جدا.
بكى الشيخ الشعراوي على قبره، ونعاه بقوله: (تعلّمنا منه ألا نُعَصْرِن الدين، بل نُديّن العصر، فعصرنة الدين تعني أنه غير كامل، حاشا لله).
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو) ، تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.