والله لسه بدرى، حكاية أغنية عمرها 60 سنة في وداع رمضان، وحلمي بكر يكشف سر الخلود
تم البدر بدرى، أشهر الأغاني في وداع الشهر الكريم، واستمرت أكثر من ستين عامًا وهي الأغنية الدالة على قرب انتهاء ووداع شهر رمضان، وكتب كلماتها الشاعر عبد الفتاح مصطفى، ولحنها عبد العظيم محمد، وغنتها شريفة فاضل التي تنازلت عن أجرها عن الأغنية.
وتقول كلماتها: تم البدر بدري.. والأيام بتجري.. والله لسه بدري، والله يا شهر الصيام.. حيانا هلالك.. ردينا التحية.. سهّانا جماله.. بالطلعة البهية.. بفرحة سلامك.. ولا وداع صيامك.. يا ضيف وقته غالي.. وخطوة عزيزة.. حبك حب عالي.. في الروح والغريزة.. أيامك قليلة.. والغيبة طويلة.. ع الصبر الجميل.. لسه بدرى حبه.. يتملوا الأحبة.. والله لسه بدري والله.. يا شهر الصيام/ بتحلف يتيمك ما تلمع دموعه..وتسره بقدومك وتنور شموعه / وتسيب يوم وداعك..فوف الأرض عيد / يا هالل بفرحة..ومفارق بفرحة /والله لسة بدرى والله يا شهر الصيام".
أغنية الثلث الأخير
جاءت العشر الأواخر من شهر رمضان سريعًا وجاءت معها الحسرة على بدء فراق أيام وليالى الشهر الكريم، وكما استقبلناه بأغنية رمضان جانا نودعه في أيامه الأخيرة بأغنية شريفة فاضل وعبد الفتاح مصطفى الشهيرة، حتى أصبحت “ أغنية والله لسه بدرى والله يا شهر الصيام أيقونة وداع شهر رمضان”.
ولتقديم أغنية والله لسه بدرى يا شهر الصيام قصة، بدأت عام 1960 حين يرويها الشاعر عبد الفتاح مصطفى فى حواره مع المحرر السهران فى مجلة روز اليوسف فى رمضان عام 1965، قال: إنه عندما شعر بالحسرة على قرب نهاية شهر رمضان في أحد الأعوام عبر عن حزنه بكلمات خطها بقلمه كخواطر، وقام بعرضها على الإذاعي وجدي الحكيم الذى كان يعمل مراقبًا للموسيقى والغناء بالإذاعة، واتفق وجدي الحكيم معه أن يلحنها الموسيقار عبد العظيم محمد الذي تجلت عبقريته فى التلحين، حتى إنه جعل من الوداع بهجة وفرحة، كما اختار لغنائها المطربة شريفة فاضل التي اجتمع المؤلف والملحن على اختيارها، وتحمست هي للأغنية حتى إنها حفظتها فى ثلاثة أيام ليتم تسجيلها بستديو 46 بالإذاعة.
وتنازل كل من الشاعر عبد الفتاح مصطفى والمطربة شريفة فاضل التي كانت في بداياتها عن أجرهما عن أجر الأغنية، وكان 15 جنيهًا لكل منهما، أما الملحن عبد العظيم محمد فكان أجره 35 جنيهًا عن اللحن، وكان مبلغًا كبيرًا فى ذلك الوقت بالنسبة للأجر عن الأغانى مثيلاتها الأخرى إكراما لشهر رمضان الكريم.
فراق ليالي رمضان
ومن يوم إذاعتها فى رمضان عام 1960 أصبحت أغنية (والله لسه بدرى يا شهر الصيام ) أغنية الأيام الأخيرة من رمضان وتغنى فى وداع الشهر الكريم في الثلث الأخير من الشهر الكريم، ومازالت حتى الآن رغم مرور كل هذه السنوات هي أغنية الوداع التى تعبر عن الحسرة على قرب فراق أيام وليالي رمضان.
كواليس أغنية تم البدر بدرى
تحمل أغنية " والله لسه بدرى والله يا شهر الصيام في كواليسها العديد من المفارقات؛ فبعد أن أصبحت الأغنية جاهزة للتسجيل، فتح وجدي الحكيم ستوديو 46 بالاذاعة المصرية، ودعا إليه الفنانة شريفة فاضل التي كانت في بداية شهرتها حتى تتولى حفظ كلمات الأغنية، والتدريب على لحنها من خلال عدد من البروفات التي أجرتها قبل التسجيل، وبعد 3 أيام من حفظ الأغنية والتدريب على لحنها سجلتها شريفة بحضور الشاعر عبد الفتاح مصطفى الذي أبدى إعجابه بلحن العمل وصوت شريفة فاضل، حيث ظل جالسًا بجانب كلٍّ من وجدي الحكيم ومهندس الصوت يستمع إلى صوتها وأدائها إلى أن انتهت من تسجيلها، لتبدأ الإذاعة المصرية وفي البلاد العربية في إذاعتها في الثلث الأخير من شهر رمضان، إعلانًا عن ختام الشهر الكريم، لتُحقق حينها نجاحًا كبيرًا مستمرًّا منذ منتصف الستينات وحتى الآن، وسجلتها أيضًا شريفة فاضل في كليب للتليفزيون المصري من اخراج يحيي زكريا.
وفى تعليق للملحن الراحل حلمى بكر على الأجيال الجديدة من المطربين التى تعجز عن تقديم أغانى لرمضان بروعة رمضان جانا، والله لسه بدرى يا شهر الصيام، فقال: إن الأغانى الموسمية القديمة وهى التى ما زالت متربعة على الساحة بلا منازع؛ لأن المطربين الجدد يريدون تقديم أغانيهم على مقاس الموضة ولا ينظرون إلى الحالة التي تحيط بطبيعة الأغاني ولا بقدسية الشهر الكريم الذي نحياه وكأنهم يعتبرون الأغنية تقضية واجب أو سبوبة دون أن يؤمنوا بأهميتها.
وكتب الشاعر مصطفى الضمرانى مقالا بجريدة الأهرام عام 2005 يحكى فيه كواليس تسجيل أغنية وداع رمضان وقال: إن شريفة فاضل رفضت أن تتقاضى أجرًا عن الأغنية قائلة: “يكفينى أن تكون لى أغنية دينية شهيرة يرددها الناس في هذا الشهر الكريم”.
ذكريات شريفة فاضل عن الأغنية
وعن ذكرياتها لهذه الأغنية الرمضانية قالت المطربة شريفة فاضل في مجلة صباح الخير عام 1960: رشحني الأستاذ وجدى الحكيم للاغنية، ولم يكن مخططًا أن أغني هذه الأغنية؛ حيث إنه فى وقت غنائها كانت الإذاعة توزع الأغاني على المطربين، وأنا كنت مطربة جديدة، وجاءت الأغنية من نصيبي بالصدفة؛ حيث لم نكن نسعى لأغنية محددة، فالله عز وجل هو الذي يوزع ويعطي الرزق لمَن يشاء، وكانت الإذاعة هي المسئولة عن اختيار وإنتاج هذه النوعية من الأغاني التي تعتبر موسمية لمناسبات معينة؛ ولذلك كانت الإذاعة تقوم بإنتاجها وتحدد الموسيقيين، ونذهب نحن لتسجيلها وتدفع لنا حق الغناء، والحمد لله أنه حتى الآن لا يوجد هناك ما ينافس هذه الأغنية في وداع رمضان، وفي النهاية يكفينى أن تكون لى أغنية دينية شهيرة يرددها الناس فى هذا الشهر الكريم.
كريم المعانى يا شهر الصوم
ومن يوم إذاعتها اصبحت أغنية (والله لسه بدرى يا شهر الصيام) أغنية الأيام الأخيرة من رمضان وتغنى فى وداع الشهر الكريم.
من المعروف أن عبد الفتاح مصطفى كتب بعد ذلك أغنيات عدة بمناسبة رمضان؛ منها: أغنية (كريم المعانى يا شهر الصوم) وغنتها فايزة أحمد، كما غنى له سيد النقشبندى (مولاي إني ببابك)، وشريفة فاضل ( يا سامع الدعوات) وغيرها.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.