جيش الاحتلال يعلن الانسحاب من مجمع الشفاء في غزة.. غابت معالمه وخرج عن الخدمة.. جثامين متحللة ومكبلة لعشرات الشهداء.. والصمت الدولي يفضح العالم المتحضر (فيديو وصور)
نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليات قصف استمرت لنحو أسبوعين في مجمع الشفاء الطبي ومحيطه في شمال غزة، ما أدى إلى دماره وخروجه عن الخدمة، وذلك قبل أن يعلن جيش الاحتلال انسحابه بشكل كامل من مجمع الشفاء الطبي ومحيطه غربي قطاع غزة.
مئات الجثث بالطرق المحيطة لمجمع الشفاء
وبعد انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلية من المنطقة والمستشفى بشكل كامل، أفاد شهود عيان بأنه تم العثور على مئات الجثث في المجمع وبالشوارع والطرق المحيطة به، وسط صمت دولي يفضح الدول التي ادعت التحضر ودفاعها عن حقوق الإنسان.
ومن جانبها كشفت مصادر طبية أنه تم إحراق مباني مجمع الشفاء وخروجه بالكامل عن الخدمة وحجم الدمار بالمجمع والمباني المحيطة كبير جدًّا".
وكشفت مصادر صحفية من داخل الشفاء أن "الأهالي انتشلوا 50 جثة على الأقل من المجمع الطبي، بينما أكد الناطق باسم الدفاع المدني بغزة أن قوات الاحتلال أعدمت مواطنين مكبلي الأيدي في المجمع وأنه يوجد نحو 300 شهيد في مجمع الشفاء ومحيطه بعد انسحاب قوات الاحتلال.
كمائن الاحتلال في محيط الشفاء
ودعت لجان الطوارئ المواطنين لعدم الاستعجال في تفقد أوضاع محيط المجمع خشية وجود كمائن وقناصة في محيط مجمع الشفاء كما تدعوهم لترك المرحلة الأولى لجهات الاختصاص، خاصة أنها استمرت في قصف عدة أماكن أخري بعد الانسحاب من مجمع الشفاء تحديدًا غربي وشرقي محافظة خان يونس جنوبي القطاع.
وأظهرت صور حجم الدمار الهائل وركام المباني والمنازل التي فجرها الاحتلال بالمنطقة الشمالية في مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة، كما وثق مقطع فيديو حرق جيش الاحتلال لمنازل قبل انسحابه من محيط مجمع الشفاء الطبي بمدينة غزة.
عشرات جثامين الشهداء المتحللة والمكبلة
وأضاف أن قوات الاحتلال خلفت في المجمع عشرات جثامين الشهداء المتحللة والمكبلة، وأشعلت النيران التي ما زالت مشتعلة في عدد من المباني داخل المجمع الطبي، وأنه تم نقل أكثر من 20 جريحًا من مجمع الشفاء إلى المستشفى المعمداني في مدينة غزة، بالإضافة إلى هدم عدد من المنازل.
كما أفادت وسائل إعلام فلسطينية أن آليات الاحتلال انسحبت من محيط مجمع الشفاء الطبي باتجاه جنوب غرب المدينة، مشيرة إلى أن الآليات المنسحبة كانت تطلق النيران بكثافة وعشوائية أثناء انسحابها.
ثلاثة مستشفيات متخصصة
وفيما يلي أبرز المعلومات عن المجمع الطبي الذي يضم ثلاثة مستشفيات متخصصة ويعمل فيه نحو 25 % من العاملين في المستشفيات في قطاع غزة، والذي كان ممتلئًا بآلاف الجرحى والمرضى بطريقة تفوق طاقته الاستيعابية التي تبلغ بين 500-700 سرير، قبل أن يدمره الاحتلال بالكامل.
ويقع مجمع الشفاء الطبي على مفترق طرق في المنطقة الغربية الوسطى من مدينة غزة في القطاع، ويطل على شارعي عز الدين القسام والوحدة، حيث يركز جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفه ومحاصرته لتلك المنطقة.
وبحسب شبكة “ بي بي سي”، قال مدير مستشفى الشفاء، محمد أبو سلمية في تصريحات سابقة قبل قصف المجمع: إن العاملين كانوا يكافحون لإبقاء الأطفال حديثي الولادة على قيد الحياة بعد نفاد إمدادات الأكسجين، في وقت ينقل فيه الأطفال من حاضنات وحدة الأطفال حديثي الولادة، إلى مكان آخر من المستشفى لحمايتهم، في ظل حصار مستمر".
مساحة مجمع الشفاء الطبي
وتبلغ مساحة المجمع 45 ألف متر مربع، وهو عبارة عن مجمع ضخم من المباني والأفنية يقع على بعد بضع مئات من الأمتار من ميناء صيد صغير في مدينة غزة، وينحصر بين مخيم الشاطئ للاجئين وحي الرمال.
في الوقت الحالي، يضم المجمع ثلاثة مستشفيات هي الجراحة، والأمراض الباطنية، والنسائية والتوليد، بالإضافة إلى قسم الطوارئ، ووحدة العناية المركزة، وقسم الأشعة، وبنك الدم، وقسم التخطيط، وغير ذلك من أقسام.
ويقدم المجمع خدمات علاجية وصحية متنوعة، وعمليات جراحية لأعداد كبيرة من السكان، وتجرى فيه عمليات جراحية متعددة، وغسيل كلى، وعدة خدمات صحية وعلاجية أخرى في قسم الطوارئ.
ويعد المجمع الطبي الحكومي التابع لوزارة الصحة الفلسطينية أكبر مؤسسة صحية تقدم خدمات طبية في قطاع غزة، وأنشأه الانتداب البريطاني عام 1946 بهدف تقديم الرعاية الطبية للمرضى.
وانتقلت إدارة مستشفى الشفاء إلى مصر لنحو 20 عامًا، بعد انتهاء الانتداب البريطاني، ليتم توسيعه وزيادة قدرته الاستيعابية.
وبعد حرب عام 1967، سيطرت إسرائيل على المستشفى، وقررت إعادة بنائه ليضم غرفًا تتسع لعدد أكبر من المرضى، حيث كان عدد المستشفيات محدودًا جدًّا في غزة.
دور المجمع في الانتفاضة الفلسطينية
المستشفى كان له دور أساسي في الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987، حيث دارت فيه أولى مواجهات الانتفاضة حينما اقتحمه طلاب فلسطينيون لمواجهة الجنود الإسرائيليين الذين اتخذوه مركز تجمع للجيش.
وفي عام 1994، أدت قوات الأمن التي كانت تسيطر عليها حركة فتح التحية للعلم الفلسطيني بعد رفعه فوق المستشفى عندما مُنح الفلسطينيون حكما ذاتيا محدودا في غزة خلال عملية أوسلو للسلام.
ثم انتقلت السيطرة الفعلية على المستشفى بعد ذلك من السلطة الفلسطينية التي تهيمن عليها فتح إلى حماس بعد الفوز المفاجئ الذي حققته الحركة في انتخابات عام 2006، وبسط نفوذها العسكري على غزة عام 2007.
وكان يؤدي المستشفى دورًا أساسيًّا في إيواء العائلات خلال الحروب، حيث نزح إليه خلال الأيام الماضية في ظل الحرب أكثر من 40 ألف شخص للاحتماء من الغارات التي استهدفت منازل ومناطق سكنية بأكملها.
كما أن العائلات كانت تبيت في ممرات المستشفى وغرفه وساحاته، كونه كان يجهز خياما لإيواء العائلات النازحة في الساحة الخلفية كما حدث خلال حروب سابقة.
وتكدست عشرات الجثث، فضلًا عن الجرحى والمرضى، في أروقة وساحات المجمع، في ظل محاصرة الجيش الإسرائيلي له.
ماذا تقول إسرائيل عن مستشفى الشفاء؟
يبرر جيش الاحتلال الإسرائيلي قصفه لمجمع الشفاء ومحيطه بأن حركة حماس تستخدم المجمع كغطاء لإخفاء مداخل الأنفاق ومراكز القيادة والعمليات".
وأشارت إلى أن أفرادًا من سلاح المهندسين يستخدمون المتفجرات لتدمير الأنفاق في شبكة حماس الواسعة تحت الأرض.
وعرض المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي صورًا ورسومًا بيانية وتسجيلات صوتية يقول إنها تظهر استخدام حماس للمجمع لإخفاء مواقع قيادة ونقاط دخول إلى شبكة أنفاق واسعة النطاق أسفل القطاع.
وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي: "هذه الاستراتيجية تهدف إلى عرقلة الهجمات الإسرائيلية على حماس، وجعل سقوط ضحايا من المدنيين أمرًا لا مفر منه عند استهداف مسلحي الحركة".
لكن حركة حماس والسلطات الصحية في غزة ومديري المستشفى قالوا إنه لا توجد بنية تحتية عسكرية داخل مجمع المستشفى أو تحته، وقالوا إنهم يرحبون بأي تفتيش دولي للمنشأة.
وكان الجيش الإسرائيلي، قد زعم أن عناصر من حركة حماس فتحوا النار على جنود الجيش من داخل "وحدة الطوارئ" في مجمع الشفاء.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.