رئيس التحرير
عصام كامل

"أبوتريكة مكس.. كل حاجة والعكس".. هاجم "مبارك" ودافع عن "مرسي".. أيد ثورة 25 يناير ولم يعترف بـ"30 يونيو".. نعى ضحايا "الإخوان" وتجاهل الشهداء في عهد "المعزول".. ويقود "رياضيين ضد الانقلاب"

الرئيس المعزول مرسي
الرئيس المعزول مرسي - اللاعب أبو تريكة - الرئيس السابق مبار


نجح نجم مصر والنادي الأهلي محمد أبو تريكة في أن يجمع جماهير مصر- بمختلف انتماءاتها- على حبه؛ لأخلاقه العالية، ومهاراته الفائقة، وإجادته فنون المراوغة وحسن التصرف بالكرة والهروب من الخصم داخل المستطيل الأخضر، إلا أنه فشل فشلا ذريعا في تحقيق نجاح ملحوظ على مستوى "الملعب السياسي"، خاصة بعد دفاعه المستميت عن الرئيس محمد مرسي قبل وبعد عزله.


يشهد الجميع لـ"أبو تريكة" بأنه يجيد استخدام كلتا قدميه لتطويع "كرة القدم" لرغبته داخل الملعب، إلا أنهم يتحفظون على استخدام "عقله" لتطويع أمور السياسة حسب انتمائه الحزبي، وبدا كممثل أو مطرب كبير فقد الكثير من جماهيريته بسبب الإعلان عن انتمائه السياسي، وانحيازه لطرف دون آخر.

الخبراء والمحللون يعتبرون "لاعب الكرة" مثل "القاضي".. يجب أن يكون مستقلا، ولا يفصح عن انتمائه الحزبي، خاصة إذا كان هذا اللاعب يتمتع بمثل جماهيرية أبو تريكة؛ لأنه عندما ينحاز إلى طرف سيفقد تعاطف وجماهيرية الأطراف الأخرى المعارضة لهذا الانتماء السياسي، وبالتالي سينعكس ذلك بالسلب على أداء اللاعب داخل المستطيل الأخضر.

والساحر أبو تريكة مثله مثل كثير من نجوم الكرة ورموز السياسة الذين شاء قدرهم أن يتعاملوا مع الرئيس الأسبق حسني مبارك، والمشاركة مع نجليه "علاء وجمال مبارك" في الدورات الرمضانية، والتقاط الصور التذكارية معهم.. إلا أن الجماهير العاشقة له لم تتهمه بـ"الفلولية"، مثل لاعبين وسياسيين وإعلاميين بارزين تم وصمهم بهذه التهمة لمجرد أنهم التقطوا صورة مع مبارك ونجليه.

لم نسمع لـ"أبوتريكة" صوتا طوال عهد "مبارك".. لكنه بدا مؤيدا وداعما بقوة لجماعة الإخوان المسلمين بعد الإطاحة بـ"أبو علاء" عقب ثورة 25 يناير، وأثناء الانتخابات البرلمانية التي فاز فيها تيار الإسلام السياسي بأغلبية ساحقة خلال تولي المجلس العسكري، برئاسة المشير محمد حسين طنطاوي، إدارة شئون البلاد.. ورأينا "الساحر" يعلق اللافتات المؤيدة للدكتور محمد مرسي أثناء ترشحه لانتخابات الرئاسة.

المعارضون للإخوان تحفظوا على موقف "أبو تريكة" الداعم للجماعة ورئيسها "مرسي"، لكن الجماهير المحبة له تجاوزت عن ذلك، ورفضت أن تأخذ "الساحر" بذنب "الإخوان".

ورغم الكوارث التي شهدتها مصر طوال عام من فترة حكم الرئيس المعزول محمد مرسي، وهيمنة الإخوان على مفاصل الدولة، إلا أننا لم نسمع صوتا ولا رأيا لـ"أبو تريكة".. وفى الوقت الذي لم يعترف فيه بالثورة الشعبية في 30 يونيو، وانحياز الجيش والشرطة للشعب، رأيناه – وكما يقول اللاعبون المقربون منه- يتحدث مع زملائه بشكل مستمر عن شرعية "مرسي"، مؤكدًا أنه تعرض للظلم، بعدما تسبب الإعلام في الإطاحة به!!

"أبوتريكة" يتردد اسمه بقوة في اعتصامي رابعة العدوية وميدان النهضة، محل اعتصام أنصار الرئيس المعزول، لدعم ما يطلقون عليه "الشرعية"، وكان آخرها استخدام صورته في لوحة ضمت من أطلق عليهم "رياضيين ضد الانقلاب"، وهو ما أثار حفيظة عدد كبير من جماهير اللاعب المختلفة معه سياسيا.

وبالأمس أعلنت منصة اعتصام "رابعة العدوية" المؤيدة لـ"المعزول" عن تبرع أبو تريكة بـ 10 مولدات كهربائية للمعتصمين في الميدان، تجنبا لانقطاع التيار الكهربائي مجددا، مثلما حدث فجر اليوم، وهو الخبر الذي لم يؤكده اللاعب أو ينفيه، بل جاء النفي على لسان وكيل أعماله حازم الحديدي، مؤكدا عدم صحة هذا الخبر.

لم يكتف "أبو تريكة" بدعم "مرسي".. بل حاول استمالة بعض اللاعبين للانضمام إلى مؤيدي "المعزول" والتعاطف مع جماعة الإخوان، كما حدث مع "أحمد عبدالظاهر" و"شريف عبدالفضيل" والمهاجم السنغالي "دومينيك"، ما أدى إلى مطالبة لجنة الكرة بالأهلي، اللاعبين بالتركيز، خاصة بعد مباراة أورلاندو بيراتس الجنوب أفريقي التي أُقيمت بالجونة وخسرها الأهلي بثلاثية نظيفة.

كما طالبت اللجنة جميع اللاعبين، وعلى رأسهم أبوتريكة، بالكف عن الانشغال بالسياسة والتركيز في المرحلة المقبلة التي يخوض خلالها الفريق ارتباطات هامة منها لقاء ليوباردز الكونغولي بملعب الأخير يوم السبت المقبل في الجولة الثالثة لدور الثمانية الأفريقي، وهى المباراة التي يحتاج الأهلي للفوز فيها للحفاظ على حظوظه في التأهل للمربع الذهبي.

الجريدة الرسمية