سكان رابعة العدوية يستغيثون ولا مجيب.. نخشى أن يتخذنا الإخوان رهائن عند فض الاعتصام.. أصبحنا نعاني من الاكتئاب بعد احتلال الجماعة للمنطقة.. اضطررنا لتأجير شقق للابتعاد عن المعتصمين
اعتراضا على الأوضاع التي يمر بها سكان منطقة رابعة العدوية منذ ما يقارب الشهرين، أطلق غالبية السكان عدة صرخات استغاثة موجهة لكل من يهمه الأمر، منددين بهذه التصرفات التي حرمتهم الهدوء والأمان الذين اعتادوا عليهما، مؤكدين على أنهم افتقدوا للثقة تجاه الإخوان، وأنهم يخشون من أن يتخذونهم كرهائن إذا أراد الجيش فض الاعتصام.
ويقول أكرم محمد - موظف -: "لم أكن توقع أن هؤلاء الذين أطلقوا على أنفسهم "إخوان مسلمين" سيعطون لأنفسهم الحق في التعدي على الممتلكات العامة إلى هذا الحد الميئوس منه، وأن يقطعوا الشوارع الرئيسية بسياراتهم وعتادهم وألعابهم هم وأبناؤهم ويحرموننا لذة الاستمتاع بروحانيات شهر رمضان والفرحة بعيد الفطر المبارك".
وفي نفس السياق أكدت نادية حمزة - محاسبة - أن المشكلة أنهم ينتمون الآن لرابعة العدوية، والسكان هجروا المنطقة، ولأول مرة أعي الفارق بين أن تنشأ في منطقة شعبية فتستطيع التعامل مع من يتعدى على منطقتك ولو بالقوة، كما فعل شباب بين السرايات وغيرها، وحتى مع سقوط ضحايا إلا أن النتيجة جاءت في صالح سكان المنطقة.
وأضافت: "فرحنا حينما أعلن شباب مدينة نصر عبر فيس بوك أنهم اتفقوا مع شباب العباسية ومصر الجديدة ومنشية ناصر لمواجهة الإخوان وإيقافهم عند حدهم، ودعونا الله أن يمر اليوم بسلام، إلا أننا فوجئنا أن المبادرة تحولت لمجرد وقفة مع رفع الشعارات المنددة بالوضع الراهن والتي لم تستطيع إيجاد أي تأثير إيجابي أمام عناد الإخوان ودفاعهم عن الشرعية - على حد قولهم - حينها فقط تيقنت من أن سكان مدينة نصر شباب "نايتي" - على حد قولها -.
وتابع علاء قاسم - صاحب محل تجاري -: أخشى ما أخشاه أن يأتي اليوم الذي لا يجد فيه سكان رابعة ما يكفيهم من السلع الغذائية، خاصة مع صعوبة دخول السيارات الكبيرة الناقلة للبضائع، حتى إنني أصبحت أشتري احتياجات السوبر ماركت قطاعي من المحال الكبيرة في عباس العقاد، وبالتالي فإن هامش الربح منعدم تقريبا، وإذا اضطررت لرفع السعر ولو بالقليل أفاجأ بغضب السكان، إلا أن منهم من يتفهم الوضع خاصة أن الزيادة تكون ضئيلة جدا.
وتؤكد عفت عبد الحميد - مدرسة - أن الطلبة يتسائلون عبر الهاتف عن كيفية بدء عام دراسي جديد ومدارسنا تم اقتحامها، وفي نفس الوقت أسرنا تخشى علينا من مجرد التحرك على حدود رابعة، حتى إننا ذهبنا لأقاربنا لأداء صلاة العيد ولا أتصور أن تتكرر التجربة في عيد الأضحى المبارك.
وقالت السيدة سعادة كامل: تركنا منازلنا حينما أعلن الجيش أول مرة عن فض الاعتصام، خشية من أن يدخلوا علينا ويأخذونا كرهائن، البعض ينظر له على أنه تفكير مضحك إلا أنهم لا يشعرون بمشاعر الكآبة التي نحيا فيها والتي تجبرنا على التفكير بصورة سلبية، من كان يتصور أنهم يحتلون المنطقة ونحن نذهب لاستئجار شقق سكنية في مناطق أخرى.