من الذين اختصهم الله تعالى برؤية ليلة القدر من السنة النبوية
ليلة القدر، جاءت تسمية ليلة القدر بذلك الاسم نظرا لعظم قدرها، فهي خير من ألف شهر، وقد أخفى الله -تعالى- عن عباده وقتها؛ لكي يجتهدوا في العبادة في ليالي الشهر المبارك، لكن بعض العباد يختصهم الله تعالى بالإحساس بعلامات هذه الليلة المباركة، وفي هذا الإطار نستعرض لكم من الذين اختصهم الله تعالى برؤية ليلة القدر.
من الذين اختصهم الله تعالى برؤية ليلة القدر
تعتبر ليلة القدر ليلة غير محددة بعينها فهي متنقلة في العشر الأواخر من شهر رمضان وهذا ما عليه أكثر الفقهاء، لذا كان الصحابة -رضي الله عنهم- يجتهدون في العشر الأواخر من رمضان في العبادة كالصلاة والقيام وقراءة القرآن، وكانوا يتحرّون ليلة القدر في هذه الأيام.
وكان الصحابة الكرام رضوان الله عليهم قد رأوا رؤى؛ فبعضهم رأى علاماتها، وبعضهم رأوها في المنام، وقد أكد الرسول -صلى الله عليه وسلم- ما رأوا.
فقال لهم -صلى الله عليه وسلم-: «أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر، فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر»، أي أن رؤيا الصحابة كانت في أيام السبع الأواخر من رمضان، وهي التي يكون فيها ليلة القدر فكانت رؤيتهم حقا.
صفات الشخص الرائي لليلة القدر
وليس هناك صفات معينة للشخص حتى يستطيع أن يرى هذه الليلة المباركة وإنما هي من قدرة الله ومشيئته، فالله ٍ-تعالى- قد يكرِم بعض الناس برؤية ليلة القدر إما يقظةً فيرى أنوار هذه الليلة المباركة، أو في المنام، أو أن يرى أحدًا يخبره بأن هذه الليلة هي ليلة القدر، أو أن الله -تعالى- يشرح صدره ويفتح قلبه فيشعر بهذه الليلة، والله أعلم.
علامات ليلة القدر الصحيحة
جاءت علامات ليلة القدر الصحيحة في القرآن الكريم، كما جاءت أخرى في السنة النبوية الشريفة، نستعرض لكم منها:
السلام والسكينة
وجاء في قول الحق سبحانه وتعالى في سورة القدر: « تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ* سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ».
وينعم الله تعالى على بعض عباده بإحساس الاطمئنان لموافقتهم قيام ليلة القدر؛ نتيجة حُسن إقبالهم على الله سبحانه بالقُربات وسائر الطاعات، وإذا أحسّ المسلم بهذا الشعور فإنّ أفضل ما يدعو به في هذه الليلة هو قول: «اللَّهمَّ إنَّك عفُوٌّ كريمٌ تُحِبُّ العفْوَ، فاعْفُ عنِّي».
وجاء عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- أنّها سألت النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- فقالت: «يا رسولَ اللهِ، أرأَيْتَ إنْ علِمْتُ أيَّ ليلةٍ ليلةَ القدرِ ما أقولُ فيها؟ قال: قولي: اللَّهمَّ إنَّك عفُوٌّ كريمٌ تُحِبُّ العفْوَ، فاعْفُ عنِّي».
شروق الشمس بدون شعاع
فعندما تكون هذه الليلة هي ليلة القدر تشرق شمس صباحها صافية لا شعاع لها تشبه البدر، وذلك قول النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عن الشمس حينها: «أنَّهَا تَطْلُعُ يَومَئذٍ لا شُعَاعَ لَهَا».
الليالي الوترية
ومن علامات ليلة القدر أن تكون ليلتها وترية من العشر الأواخر من شهر رمضان، لحديث النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم-: «وَقَدْ رَأَيْتُ هذِه اللَّيْلَةَ فَأُنْسِيتُهَا، فَالْتَمِسُوهَا في العَشْرِ الأوَاخِرِ، في كُلِّ وِتْرٍ».
الحكمة من إخفاء ليلة القدر
وفي سياق متصل، ورد سؤال إلى دار الإفتاء يقول فيه صاحبه "ما الحكمة من إخفاء ليلة القدر؟ وهل لها علاماتها تُعرف بها؟"، وجاء رد الدار على هذا السؤال كالتالي:
إن الله أخفى رضاه في طاعته؛ ليستزيد أصحاب الطاعات في أعمالهم، وأخفى غضبه في معصيته؛ لينزجر أصحاب السيئات عن أعمالهم، ولذلك اقتضت حكمة الله تعالى أن يُخفي أعمار الناس وآجالهم فلم يحددها؛ ليجد الإنسان في طاعة ربه، فينال رضاه، قال تعالى: ﴿وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ﴾ [الأعراف: 34].
كما أخفى الساعة في الزمن، قال تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً يَسْأَلُونَكَ كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ﴾ [الأعراف: 187].
ليلة القدر
كما أخفى الله ليلة القدر في رمضان لِيَجِدَّ الصائم في طلبها، وخاصة في العشر الأواخر منه، فيشمر عن ساعد الجد، ويشد مئزره، ويوقظ أهله كما كان يفعل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ أملًا في أن توافقه ليلة القدر التي قال الله تعالى فيها: ﴿لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ﴾ [القدر: 3 - 5]، فتكون حظه من الدنيا وينال رضا الله في دنياه وفي آخرته؛ لذلك أخفى الله ليلة القدر في أيام شهر رمضان حثًّا للصائمين على مضاعفة العمل في رمضان.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.