القارئ الطبيب أحمد الزارع لـ«فيتو»: الحياة في الولايات المتحدة مختلفة تمامًا.. دولة التلاوة المصرية تواصل السقوط.. ولا أسمع سوى ياسر الشرقاوي
يُجسد القارئ الطبيب أحمد عبد الرحمن الزارع حالة فريدة بين قراء القرآن الكريم؛ هو امتداد طبيعي وغرس طيب للقراء الأوائل، في صوته نفحة من الشيخ محمد رفعت، ولمسة من الشيخ أبو العينين شعيشع، وبصمة من الشيخ كامل يوسف البهتيمي، ولمحة من الشيخ محمد فريد السنديوني.
لا يشبه “الزارع” أحدًا من المتقدمين ولا المتأخرين، ولكن له شخصيته المتفردة. “الزارع” ليس مجرد قارئ عابر في تاريخ دولة التلاوة، بل طبيب نابه، وسفير فوق العادة لبلاده في الولايات المتحدة الأمريكية منذ أكثر من عقدين من الزمان.
نشأ في بيئة دينية محافظة، وتربى على أصوات مشاهير ونجوم دولة التلاوة المصرية، وتم اعتماد “الزارع” قارئًا بالإذاعة المصرية في العام 1994 فور تخرجه في كلية الطب.
لجنة الاختيارات التي ضمت أسماء لامعة في التلاوة مثل: الشيخ أبو العينين شعيشع والشيخ رزق خليل حبة، وفي الموسيقى مثل: فؤاد حلمي وكمال النجار، لم تسجل عليه ملاحظة واحدة، بعد اختبار دام 45 دقيقة. سجَّل “الزارع” تلاوته الأولى بالإذاعة المصرية في العام 1996، وانطلق بعدها مشاركًا في الفعاليات والمحافل القرآنية المختلفة.
واتته فرصة السفر إلى الولايات المتحدة الأمريكية في العام 2002، فطار إلى هناك واستقر وباشر عمله الخاص وتوسع فيه، ولكنه لم ينسَ موهبته الأولى، وهي تلاوة القرآن الكريم، حيث لا يزال مرتبطًا بإذاعة القرآن الكريم.
يمارس “الزارع” دوره في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وتلاوة القرآن الكريم ورفع الأذان وإلقاء خطبة الجمعة والدروس الدينية دون قيود أو تضييق، وعقد الزيجات، وتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها. يمتلك “الزارع” ناصية اللغة العربية ويُحكم قبضته عليها، فلا يكاد يلحن في كلمة، أو يرتبك في صياغة جملة نطقًا وكتابة.
تحدثنا نحوًا من ساعة ونصف الساعة خلال هذا الحوار الممتد والمتنوع، فلم يَلحن في حركة إعرابية واحدة، ولم يذكر أحدًا بسوء مثل كثيرين، كما تناول حياته في أمريكا وطقوسه الرمضانية ورأيه في أحوال دولة التلاوة المصرية وتفاصيل أخرى كثيرة نطالعها في نص الحوار.
-أكثر من 20 عامًا تقضيها في الولايات المتحدة الأمريكية.. ما الذي تغير في شخصية القارئ الطبيب أحمد عبد الرحمن الزارع؟
-تغيرت شخصيتي كثيرًا جدًا خلال كل هذه السنوات في الولايات المتحدة. قبل حضوري إلى أمريكا كنت سريع الغضب، قليل الصبر، أحمل صفات المصريين العامة مثل: الفهلوة والشطارة والتذاكي، ولكن عندما حضرت إلى هنا، وجدت كل هذه الصفات لن تحقق لشخص طموح النجاح والتميز.
لم أضيع وقتًا واندمجتُ سريعًا مع الثقافة الجديدة مع المحافظة على هويتي الدينية. ربما بدا الأمر صعبًا لإنسان في شرخ الشباب مثلي يومئذ، ولكن انتشار الإسلام وزيادة عدد المساجد في الولايات المتحدة ساعداني كثيرًا في التمسك بهويتي الإسلامية. لقد اقتبستُ من الحضارة الأمريكية ما يلائم هويتي الدينية ونشأتي المحافظة. الحمد لله.. الصفات التي اكتسبتُها بعد الهجرة إلى بلاد العم سام صفات أظنها محمودة، وأبرزها: الصبر، احترام الجميع، النظام، والعمل بروح الفريق.
-أعلم أن العمل بروح الفريق سمة أساسية في الشخصية الغربية والأمريكية.
-نعم وبكل تأكيد؛ فروح الفريق في الولايات المتحدة يجب أن تسبق أي عمل تضطلع به، بأجر كان أو تطوعيًا. روح الفريق سمة رئيسية في الإنسان الأمريكي، وسر من أسرار نجاحه، يستوي في ذلك كبار المسؤولين وصغارهم، وهو نقيض ما رأيتُه ولمستُه في الشخصية المصرية بكل أسف.
-تحدثت عن الأعمال التطوعية.. فهل لها مكان في الولايات المتحدة؟
-"ضاحكًا".. بكل تأكيد؛ فالعمل التطوعي في الولايات المتحدة مكوِّن أساسي من مكوِّنات الشخصية الأمريكية. الأعمال التطوعية هنا كثيرة ومتنوعة ومتعددة، ويقوم بها معظم الأمريكيين عن حب واقتناع ويقين، وهذه أيضًا من السمات الطيبة التي اكتسبتُها من خلال إقامتي الطويلة هنا.
- ماذا تعلمت أيضًا من سلوكيات إنسانية حميدة في الولايات المتحدة؟
-تعلمتُ أيضًا النظام. النظام أمر مهم وواجب في كل شيء وفي أدق التفاصيل. أنت هنا تجد نفسك مُجبرًا على الالتزام والنظام واحترام الآخر وعدم التدخل في خصوصياته.
-هل يعني ذلك أن أحدًا لم يتدخل في اختياراتك وفي الحالة الدينية التي فرضتها على نفسك وألزمتها بها؟
-بطبيعة الحال. وأؤكد لك أنه منذ حضوري إلى الولايات المتحدة لم أتعرض لأي تضييق من أشخاص أو جهات، والحمد لله أن أعانني على ممارسة شعائر الإسلام وإحيائها. هنا تستطيع أن تمارس شعائر دينك بحرية تامة.
-كيف جرت حياتك في الولايات المتحدة؟
- ما حدث معي أن الله رزقتي بعمل خاص أتقوَّت منه، وأنفق منه على أهلي، ويمنحني مساحة من الوقت أستطيع من خلالها أن أقوم بالعمل الدعوي على الوجه الأكمل. الناس تعتقد أن من يستقر في بلد غير إسلامي أن الحياة تأخذه بعيدًا عن الإسلام، هذا أمر غير صحيح.
الحياة هنا مُنظمة جدًا كما أخبرتُك، ويجبرونك على تنظيم حياتك. نحمد الله أن جعلنا مسلمين، حيث انخرطتُ سريعًا مع الجاليات الإسلامية؛ ما كان سببًا في عدم الانقطاع عن التلاوة واستمرار الحفظ والإتقان، وإعطاء إجازات للقراء وتدريس اللغة العربية والنحو لغير الناطقين بها. بفضل الله..أيضًا تمكنتُ من إلقاء محاضرات منتظمة ومؤثرة عن الإسلام باللغتين الإنجليزية والعربية للأمريكيين غير المسلمين.
-أظن أن الظرف الزمني والتاريخي الذي حضرت خلاله إلى الولايات المتحدة لعب دورًا في ذلك؟
-بكل تأكيد؛ فقد حضرت في أعقاب أحداث 11 سبتمبر، حيث تلقفتني المساجد وطلب القائمون عليها وروادها مني التلاوة بالطريقة المصرية، حيث كنت أقوم بعد الانتهاء من القراءة بشرح معانيها باللغة الإنجليزية، وتوسعت علاقاتي سريعًا في المجتمع الأمريكي، وتمكنتُ بفضل الله من الرد على كثير من المخالفات والمغالطات التي شابت الإسلام خلال تلك الفترة، على خلفية الحملات الشرسة والموجهة التي كان الإعلام الأمريكي يقودها ويديرها. الماكينة الإعلامية الأمريكية شرسة وعنيفة ومُوجهة ولا ترحم.
-هل توقف دورك التوعوي والتطوعي عند التلاوات القرآنية وشرح معانيها في المساجد فقط؟
-لا، بفضل الله.. تنوعت الإسهامات وتعددت، فألقيتُ محاضرات في المدارس والأندية والكنائس والمعابد، كما أصدر حاكمان متتاليان لولاية ميرلاند -التي أقيم بها- قرارًا بتعييني ممثلًا للمسلمين في لجنة "الجنائز"، كما لم تنقطع علاقتي بالمساجد وإلقاء خطب الجمعة والعيد وإمامة المصلين بالتراويح، وختمتُ القرآن الكريم 25 مرة في شهر رمضان في صلوات التراويح منذ حضوري إلى هنا، وأعمل على نشر طريقة التلاوة المصرية الكلاسيكية؛ خاصة أنها لم تكن معهودة في أمريكا، وصار لها مريدون وأتباع ومحبون، وأحمد الله أن سخرني لهذا العمل، وأرجوه تعالى أن يكون عملًا مقبولًا.
-أمام هذا الجدول الذي يبدو مزدحمًا..كيف يمضي يومك في أمريكا؟
-الحياة في أمريكا تعطيك مساحة من الوقت والفراغ، بما يمكنك من ممارسة هواياتك والاعتناء بأسرتك والنوم جيدًا، حتى لو كنت مرتبطًا بعملين وليس عملًا واحدًا. والحمد لله لديَّ من الوقت الذي يسمح لي بممارسة الرياضة بانتظام، وأداء أدواري التطوعية، فضلًا عن المراجعة المنتظمة للقرآن الكريم؛ حتى لا يتفلت من صدري كما نبَّهنا النبي الكريم.
-وهل لديك طقوس معينة لحفظ ومراجعة القرآن الكريم؟
-الحمد لله..أختصُّ القرآن الكريم بوقت طويل؛ فلا يمر يوم بدون مراجعة. لقد حفظتُه في الثالثة عشرة من عمري. والقرآن الكريم –كما أخبرنا النبي الكريم- يتفلَّت من الصدور كما تتفلت الإبل من عقلها، ومن ثم فلا بد من تعهده بانتظام، لذلك أتعهده بورد يومي لا أحيد عنه أبدًا، قد يكون جزءًا أو اثنين أو ثلاثة أجزاء على الأكثر.
مراجعة القرآن الكريم سهلة ولا تتطلب طقوسًا صعبة، فأنا أفعل ذلك عندما أكون على سفر أو في الطائرة أو أثناء قيادة السيارة، وأسجل خلال المراجعة فيديوهات ومقاطع بمقامات وأداءات مختلفة، وأرفعها على الشبكة العنكبوتية؛ لعلها تكون سببًا في إفادة غيري، كما إن ذلك يحافظ على لياقتي في التلاوة.
-هل توجد عزاءات في الولايات المتحدة الأمريكية، وهل تختلف أجواؤها عن نظيرتها في مصر؟
-(مبتسمًا).. بكل تأكيد، تنعقد العزاءات في الولايات المتحدة في المنازل أو أماكن عامة، ويتم انتدابي للتلاوة؛ من أجل الاستماع إلى المدرسة المصرية في التلاوة، وأظنني محافظًا على تقاليدها وضوابطها، أما أجواء العزاء فتكون شديدة الانضباط والوقار، ولا يفسدها أي فوضى مفتعلة أو خروج عن النص. الناس تنصت في خشوع لكلام الله تعالى!
-يفتقد مستمعو إذاعة القرآن الكريم صوتك وإذعة تلاواتك بانتظام.. فهل هناك قطيعة؟
-حاليًا لا، ولكن ربما في بداية إقامتي بالولايات المتحدة، انشغلت قليلا، وانقطعت العلاقة، حتى ظن البعض وفاتي. وفي أحد الأيام قمتُ بالتعليق على منشور للمستشار هشام فاروق، وهو من أبرز المعنيين بأحوال دولة التلاوة المصرية، وأثنيتُ على فكره ودقة معلوماته ورصانة أسلوبه، فتواصل معي، وسألني عن القارئ أحمد عبد الرحمن الزارع، فقلت له: “إنه أنا”، وعرَّفتُه بنفسي وظروفي، وبعدها جرت في النهر الراكد مياه كثيرة، وتم التواصل معي من مسئولي إذاعة القرآن الكريم، وأرسلت لهم عدة تلاوات، تم بثها ضمن الأمسيات الدينية، والأمر نفسه يحدث، عندما أحضر إلى مصر، وعلاقتي الآن طيبة برئيس الإذاعة محمد نوار، ورئيس شبكة القرآن الكريم والقائمين عليها.
-على ذِكر إذاعة القرآن الكريم ومسؤوليها..فماذا تقول لهم بمناسبة العيد الستين لنشأتها؟
-أهنئ العاملين بإذاعة القرآن الكريم والقائمين عليها وأتمنى لهم جميعًا كل الخير والسداد. إذاعة القرآن الكريم تحتل مكانة خاصة في قلوب المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، فقد نشأنا عليها وعلى تلاواتها وبرامجها وأصوات مذيعيها. أتمنى لها مزيدا من التقدم والتطوير.
أعلم أن هناك مشاكل مستعصية تواجهها في السنوات الأخيرة، أثرت على أدائها بالسلب، وإن شاء الله تتجاوزها وتتغلب عليها، وتعود إلى سيرتها الأولى منارة ساطعة لنشر صحيح الإسلام والدعوة الإسلامية.
-هذا يقودنا بطبيعة الحال إلى معرفة ذائقتك القرآنية وأحب الأصوات إلى قلبك؟
-سوف أكون صريحًا معك كما عهدتني، فأنا لا أسمع القرآن الكريم سوى من القراء القدامى مثل: علي محمود، محمد الصيفي، محمد رفعت، أبو العينين شعيشع، محمد صديق المنشاوي، كامل يوسف البهتيمي، عبد الباسط عبد الصمد، الحصري، حمدي الزامل، عبد الحميد الباسوسي، راغب مصطفى غلوش. ومن المعاصرين: الدكتور أحمد نعينع. ومن الجيل الجديد ياسر الشرقاوي الذي أعتبره امتدادًا للمدرسة المصرية الأصيلة في التلاوة. أقول ذلك والألم يعتصر قلبي، ولكن تلك هي الحقيقة التي لا تقبل جدلًا أو مزايدة!
- يعتبر البعض القارئ أحمد عبد الرحمن الزارع يميل إلى التقليد والمحاكاة في التلاوة.. ما رأيك؟
-هذا ليس صحيحًا بالمرة بشهادة أهل العلم والاختصاص والاستماع. أنا لا أعتبر نفسي مقلدًا ولا أحب التقليد وأراه إفلاسًا، ولن أقع في هذا الفخ، أنا أحببت القراء القدامى وتأثرت بهم، ولكن لا أقلد أحدًا، وحنجرتي لا تطاوعني على ذلك.
وإجمالًا.. فإن التقليد هو النهاية لأي قارئ، وكل القراء الذين عاشوا على التقليد والمحاكاة انتهت سيرتهم بوفاتهم، ولم يعد أحد يذكرهم. الحمد لله.. كثيرون يحسبونني على المدرسة الكلاسيكية القديمة في التلاوة، ولا ينسبونني أبدًا إلى المدرسة الحديثة، وهذا شرف كبير أعتز به كثيرًا.
-ألمس في نبرة صوتك حزنًا على مستوى الجيل الحالي من القراء، فهل وصلت دولة التلاوة المصرية إلى القاع؟
-يحزنني أن أقول لك: إن دولة التلاوة المصرية لم تصل إلى القاع بعد، فلا تزال هناك سيناريوهات أسوأ. بدأنا الانحدار منذ إغلاق الكتاتيب وتساهل لجان الاختبارات وسيطرة المجاملات على اختياراتها، وانتشار بزنس الإجازات القرآنية، وتردي الذوق العام، وعجزه عن التمييز بين طيب الأصوات وسيئها. الإصلاح يبدأ من إحياء الكتاتيب القرآنية والاهتمام بها ودعمها، وسوف تكون هذه الخطوة مجرد خطوة ضمن خطوات إصلاحية عديدة.
-أعلم أنك كنت قد سجلت نسخة مرتلة من القرآن الكريم.. أين هي؟
-حدث هذا بالفعل في عام 2008 بحضور الدكتور أحمد عيسى المعصراوي والشيخ سيد عبد المجيد، بأحد استوديوهات مدينة نصر بالقاهرة، والنسخة متاحة على شبكة الإنترنت، وأعتزم إرسالها إلى بعض الفضائيات القرآنية قريبًا.
-أخيرًا..كيف تقضي يومك الرمضاني في الولايات المتحدة الأمريكية؟
-الطقوس الرمضانية كثيرة ورائعة هنا ولا تختلف كثيرًا عن الدول الإسلامية، في ظل العدد الهائل للمسلمين بأمريكا، بل إن الرائع هنا هو أنه لا يوجد "رمضان" واحد، بل رمضانات متعددة، بتعدد الجاليات المسلمة، حيث يتسم كل منها بطقوسها وتقاليدها وعاداتها. وشخصيًا.. أبدًا يومي بالعمل، ثم المراجعة للجزء المخصص لصلاة التراويح، ثم الراحة قبيل المغرب، ولا أقبل دعوات على الإفطار؛ فإمام التراويح لا يجب أن يملأ معدته قبل الصلاة، وإنما أكتفي بماء وتمر وقهوة، وبعد صلاة التراويح أتناول وجبة واحدة تكفي إفطارًا وسحورًا. علاقتي بالتليفزيون في رمضان صفرية، أواظب على الرياضة يوميًا، وأحرص على الاعتكاف قليلًا في البيت والمسجد.
نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.