تحفة معمارية بالدرب الأحمر، حكاية مسجد فاطمة النبوية «أم اليتامى»
السيدة "فاطمة النبوية"، هي السيدة فاطمة الزهراء، ابنة الإمام الحسين سبط رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وزوجة ابن الحسن السِّبْط الثانى، وأمّ الحسن الثالث.
وتوصف السيدة فاطمة النبوية بأنها "أمّ اليتامى وأمّ المساكين"، وبَعد وفاتها تحول منزلها إلى مسجد حمَل اسمها «مسجد فاطمة النبوية».
أشبه نساء آل البيت بالسيدة فاطمة
وقد ولدت وعاشت السيدة فاطمة بنت الحسين فى العقد الثالث من الهجرة وتقريبًا فى العام 40، وقال عنها والدها الحسين بن علي إنها أشبه نساء آل البيت بالسيدة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وحضرت إلى مصر بين من جاء من آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم، وكانت الأقرب لعمتها السيدة زينب شقيقة الحسن والحسين، بعد مأساة كربلاء واستشهاد أبيها الحسين.
وأقيم المسجد المبارك على أنقاض البيت الذي كانت تقيم به السيدة فاطمة الزهراء منذ قدومها لمصر برفقة عمتها السيدة زينب ودفنت فيه بعد وفاتها وبني لها مقام ومسجد صغير، يقع في زقاق "فاطمة النبوية" قرب منطقة سوق السلاح.
وفي تصريحات إعلامية سابقة له، أوضح الدكتور منصور عبد الرازق، أستاذ الآثار الإسلامية بجامعة القاهرة، أن مسجد فاطمة النبوية من أعرق المساجد الموجودة بمدينة القاهرة، والتي تحمل علما من أعلام آل البيت شرفت مصر بقدومها في خلال القرن الأول الهجري.
بداية إنشاء المسجد
وقال: إن بداية إنشاء المسجد كان عندما جاءت السيدة فاطمة النبوية بعد حادثة كربلاء، وهناك نماذج كثيرة من آل البيت وفدوا إلى مصر، وهذا كان نتيجة للمضايقات التي حدثت لهم من جانب الأمويين في عهد يزيد بن معاوية.
وبلغت مساحة المسجد فى ذلك الوقت 80 مترًا فقط، بداخله ضريح وُضعت عليه قبة مرتفعة ومقصورة من النحاس الأصفر، ثم تطور المسجد للمرّة الأولى فى عهد الخديو عباس حلمى الثانى خلال فترة حُكمة "1892-1914".
وتَعرّض المسجد للتصدع عام 1992، وتم تجديده مرّة أخرى وتوسعته بداية من العام 1999، حتى افتتاحه فى العام 2003، بعدما ضم إليه مساحة أكبر من الأراضى لتصبح مساحته 2200 متر.
أشهر المساجد بالدرب الأحمر
ويعد مسجد السيدة فاطمة النبوية من أشهر المساجد بالدرب الأحمر، وهو من أقرب المساجد إلى قلوب الناس، لأنه من مساجد آل البيت، والسيدة فاطمة عرفت منذ أن جاءت مصر بـ«أم اليتامى» لأنها كانت حنونة جدا، وكانت تعطف على اليتامى والمساكين، وأشهر قصة تروى عن ذلك قصة رعايتها للسبع بنات اللاتى دفن بجوار مدفنها فى مدرسة أحمد أمين، وتم نقلهن بعد ذلك إلى جوار ضريحها.. هذا المقام المبارك العظيم لما عليه من المهابة والجلالة والوقار ما يسر قلوب الناظرين إليه من الزائرين.
وصف على مبارك المسجد فى "الخطط التوفيقية"، قائلا: "بحارة السيدة فاطمة النبوية عرفت بذلك لأن هناك ضريحها الشريف، وهو ضريح جليل ذو وضع جميل عليه قبة مرتفعة ومقصورة من النحاس الأصفر داخل المسجد المعروف بها، أنشأه المرحوم عباس باشا، وجعل فيه منبرا ودكة، وعمل لها ميضأة وحنفية من الرخام ومنارة وبابين أحدهما يؤدى إلى الحنفية والآخر إلى الضريح الشريف".
عمليات التجديد
مر المسجد بالعديد من عمليات التجديد أشهرها تجديدات الأمير عبدالرحمن كتخدا له ثم الخديوي عباس حلمي الثاني الذى كان محبا لآل البيت وقام بتجديد كافة مقاماتهم على مستوى الجمهورية وآخرها في بداية القرن الحالى، ولكن أخر عملية شهدت طمس معالم مقامات السبع بنات اليتيمات اللاتى كانت ترعاهن السيدة فاطمة والمدفونات بالقرب منها، حيث تم بناء السور عليهن فطمست معالمهن.
وفى عام 1999 تم هدم المسجد القديم وأقيم بدلا منه المسجد الحالى بعد توسعته بضم عدد من البيوت التى كانت تجاوره وافتتح فى اكتوبر عام 2003 على مساحة 2200 متر مربع، وتشرف عليه وزارة الأوقاف، ويضم بخلاف المقام مصلى للسيدات وقاعة أفراح، ويقام به درس أسبوعى يوم الاثنين ومنبره ومحتوياته حديثة.
والمسجد من الداخل عبارة عن حوائط تزينها وزرة من شرائط رخامية ملونة، وهذه الحوائط حاملة لأسقف تحمل زخارف إسلامية منفذة بدقة عالية ويحمل الأسقف عقود تحملها أعمدة رخامية بقواعد وتيجان هندسية.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.