ضربة دبلوماسية من إدارة بايدن لـ"نتنياهو".. حكومة الاحتلال تدرس تجاهل قرار مجلس الأمن.. وواشنطن قد تستخدم ورقة "توريد السلاح" لوقف العدوان على غزة
ضربة دبلوماسية موجعة أطلقها مجلس الأمن الدولي يوم الإثنين بتبني مشروع قرار وقف إطلاق النار في غزة عقب أكثر من 170 يوما من العدوان على القطاع والذي أسفر عن سقوط أكثر من 30 ألف شهيد فلسطيني وعشرات الآلاف من المصابين والجرحى معظمهم من النساء والأطفال.
وعقب امتناع الولايات المتحدة الأمريكية عن التصويت على مشروع القرار – وهو الأمر الذي سمح بتمرير هذا القرار – اعتبرته الصحف الغربية أن الإجراء الأمريكي بمثابة طلقة دبلوماسية وجهتها إدارة بايدن لحليفتها إسرائيل، خاصة أن حكومة الاحتلال تحضر لاجتياح ضخم لمدينة رفح الفلسطينية المكتظة بالسكان وهو الأمر الذي ترفضه واشنطن جملة وتفصيلا.
ولفتت صحيفة إسرائيل اليوم العبرية إلى أن امتناع الولايات المتحدة عن التصويت، يبرر بمصطلحات دبلوماسية وإنسانية، لكن له عنصر سياسي، يفيد بأن مكانة "إسرائيل" في الولايات المتحدة "لم تعد قوية" كما كانت في الماضي، وأن الدعم المباشر جدًا قد يكون مكلفًا.
قرار مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار في غزة
وتبنى مجلس الأمن الدولي يوم الإثنين الماضي، قرارا يطالب بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة خلال شهر رمضان المبارك، ولا يربط القرار وقف إطلاق النار بإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين في غزة.
ولأول مرة بعد 4 محاولات سابقة، نجح مجلس الأمن الدولي في تبني القرار الذي لم تستخدم الولايات المتحدة حق النقض ضده واكتفت بالامتناع عن التصويت، حيث سبق وعطلت جميع محاولات إصدار قرار بوقف إطلاق النار في غزة عبر اللجوء إلى الفيتو.
أول رصاصة دبلوماسية في وجه إسرائيل
وفسرت وكالة بلومبرج الأمريكية قرار إدارة بايدن وامتناعها عن استخدام " الفيتو " ضد مشروع القرار بأنه يعتبر إطلاق أول رصاصة دبلوماسية" على "إسرائيل"، وأن سماح البيت الأبيض لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة بإيقاف العدوان الإسرائيلي، يشير إلى أن المزيد من اللوم سيتبع.
وفي مقالة لأندرياس كلوث، الكاتب المتخصص في شؤون الدبلوماسية الأمريكية والأمن القومي والجغرافيا السياسية، نشرت أمس الثلاثاء، اعتبرت الوكالة أن كلمة "الامتناع" هي كلمة دبلوماسية خادعة، وأن القرار الذي اتخذته الولايات المتحدة هذا الأسبوع بالامتناع عن استخدام حق النقض في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قد أدى عمليًا إلى طي صفحة من التاريخ.
وأكدت الوكالة، أن العلاقة بين الولايات المتحدة و"إسرائيل"، والتي كانت لفترة طويلة من بين أقوى الروابط الثنائية في العالم، تستمر في التدهور إلى درجة لا يمكن التكهن بها.
واستطرد تقرير الوكالة الأمريكية أن نقطة التحول النفسية، بحسب الوكالة، فهي في الكلمات المثيرة للجدل لزعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ تشاك تشومر، وهو أعلى مسؤول يهودي منتخب في الولايات المتحدة، والذي قال إن "إسرائيل لا يمكنها البقاء إذا أصبحت منبوذة"، مضيفًا أن نتنياهو يخلط بشكل متزايد بين مصالحه الشخصية ومصالح "إسرائيل".
اقرأ أيضا.. بعد قرار مجلس الأمن الدولي.. إسرائيل تواصل انتهاكاتها وتشن غارات عنيفة على غزة.. هنية يتوجه إلى طهران.. ومطالب دولية بضرورة الالتزام بوقف إطلاق النار
حل أسوأ أزمة في الشرق الأوسط منذ عقود
وفي تحليل آخر نشرته هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي، أن قرار واشنطن بعدم استخدام حق النقض ضد قرار وقف إطلاق النار في شهر رمضان، بمثابة محاولة من جانب الأمريكيين للرد على الاتهامات بأنهم أطلقوا يد إسرائيل في غزة.
يأتي ذلك بعد أن رفض رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو بشدة خطط إدارة بايدن لإيجاد طريقة لحل أسوأ أزمة في الشرق الأوسط منذ عقود.
وأشار تقرير بي بي سي إلى أن التحالف بين الولايات المتحدة وإسرائيل عميق، ويعود إلى عام 1948 عندما اعترف الرئيس الأمريكي هاري ترومان باستقلال إسرائيل بعد 11 دقيقة من إعلان قيامها، ولكن هذا التحالف كان أحيانا يعاني اختلالا وظيفيا.
وتقع الأزمات بين الجانبين عندما تتحدى إسرائيل رغبات الرؤساء الأمريكيين، وتضر بما يعتبرونه مصالح أمريكية.
ليست هذه هي المرة الأولى التي يثير فيها بنيامين نتنياهو غضب المسؤولين في البيت الأبيض، فهو دائما ما يفعل هذا بانتظام منذ أن أصبح رئيسا لوزراء إسرائيل لأول مرة في عام 1996.
لكن تحديه للولايات المتحدة لم يكن طويلا وصعبا مثلما فعل هذه المرة، كما لم يواجه التحالف الأمريكي الإسرائيلي الطويل أزمة على هذه الدرجة من الخطورة مثل تلك التي تطورت خلال ما يقرب من ستة أشهر من حرب غزة.
اقرأ أيضا.. المجتمع الدولي يحول إسرائيل لدولة منبوذة بسبب غزة.. الولايات المتحدة تتخلى عن حليفتها.. ترامب يحذر من عزلة الاحتلال.. وبن غفير يصرخ: الكيان في خطر
ويحاول الأمريكيون أن يظهروا أن حصانة إسرائيل من العقاب أمام الضغوط الدولية لها حدود.
وتعتبر قرارات مجلس الأمن عادة بنفس قوة القانون الدولي، ويجب على إسرائيل أن تقرر الآن ما إذا كانت ستحترم القرار الذي رحبت به حماس والممثل الفلسطيني لدى الأمم المتحدة.
لكن حكومة نتنياهو اليمينية المتطرفة تعتمد على دعم المتطرفين اليهود القوميين. وسوف يحثون نتنياهو على تجاهل القرار. وإذا فعل ذلك، فسوف يكون لزاما على الولايات المتحدة أن ترد.
وقف توريد الأسلحة لإسرائيل من أجل تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي
ولفت تقرير بي بي سي إلى أنه إذا لم تكن المزيد من الكلمات الأمريكية كافية بالنسبة لنتنياهو، فإن أهم أداة تحت تصرف الرئيس بايدن هي السيطرة على الجسر الجوي الذي يمد الأسلحة إلى إسرائيل من خلال عشرات الرحلات الجوية بطائرات النقل الضخمة التي تجلب الذخائر التي استخدمتها إسرائيل أو التي ستحتاجها إذا أرادت المضي قدما في خطتها لتوسيع الحرب البرية إلى رفح.
من ناحية أخرى، صرح المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، الثلاثاء، بأن واشنطن تعتقد أن قرار مجلس الأمن الدولي بشأن غزة، لا يفرض التزامات جديدة على الأطراف لكن له ثقله ويجب احترامه.
وأشار ميلر في مؤتمر صحفي إلى أن "هذه الوثيقة ليست ملزمة ولا تفرض أي التزامات جديدة على الأطراف، لكننا نعتقد أنه يجب احترامها، لما لها من وزن، ويجب تنفيذها".
ووفقا له، من وجهة نظر الولايات المتحدة، فإن الطريق إلى وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى المتبقين لدى "حماس" يمر عبر المفاوضات بين إسرائيل والحركة، بما في ذلك من خلال وساطة دول ثالثة وواشنطن نفسها.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الأدبية والفنية والثقافية.