اقتراب يوم القيامة، تفسير محمد سيد طنطاوي للآية 1 من سورة القمر
انشقاق القمر، تحدث الشيخ محمد سيد طنطاوي في تفسيره لسورة القمر، عن اقتراب حلول الساعة، وما سبب تسمية يوم القيامة بالساعة، والأحاديث التي جاءت في انشقاق القمر.
سورة القمر الآية 1
قال تعالى: «اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ».
تفسير الشيخ محمد سيد طنطاوي للآية 1 من سورة القمر
قال الشيخ محمد سيد طنطاوي في تفسير هذه الآية: افتتحت السورة الكريمة بهذا الافتتاح الذي يبعث في النفوس الرهبة والخشية، فهو يخبر عن قرب انقضاء الدنيا وزوالها، إذ قوله- تعالى-: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ أي: قرب وقت حلول الساعة، ودنا زمان قيامها، والساعة في الأصل: اسم لمدار قليل من الزمان غير معين، وتحديدها بزمن معين اصطلاح عرفي، وتطلق في عرف الشرع على يوم القيامة.
سبب تسمية يوم القيامة بـ"الساعة"
وتابع الشيخ طنطاوي: وأطلق على يوم القيامة يوم الساعة، لوقوعه بغتة، أو لسرعة ما فيه من الحساب، أو لأنه على طوله قدر يسير عند الله تعالى-، وقد وردت أحاديث كثيرة، تصرح بأن ما مضى من الدنيا كثير بالنسبة لما بقي منها، ومن هذه الأحاديث ما رواه البزار عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب أصحابه ذات يوم، وقد كادت الشمس أن تغرب.. فقال: «والذي نفسي بيده ما بقي من الدنيا فيما مضى منها، إلا كما بقي من يومكم هذا فيما مضى منه»، وروى الشيخان عن سهل بن سعد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «بعثت أنا والساعة هكذا» وأشار بإصبعيه السبابة والوسطى.
وشبيه بهذا الافتتاح قوله- تعالى-: في مطلع سورة الأنبياء: اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ.
وقوله- سبحانه- في افتتاح سورة النحل: أَتى أَمْرُ اللَّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ، سُبْحانَهُ وَتَعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ.
والمقصود من هذا الافتتاح المتحدث عن قرب يوم القيامة، تذكير الناس بأهوال هذا اليوم، وحضهم على حسن الاستعداد لاستقباله عن طريق الإيمان والعمل الصالح.
اقتراب قيام الساعة
وأضاف الشيخ طنطاوي: وقوله- تعالى-: وَانْشَقَّ الْقَمَرُ معطوف على ما قبله عطف جملة على جملة.
وقوله: وَانْشَقَّ من الانشقاق بمعنى الافتراق والانفصال.
أي: اقترب وقت قيام الساعة، وانفصل وانفلق القمر بعضه عن بعض فلقتين، معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم، وكان ذلك بمكة قبل هجرته صلى الله عليه وسلم بنحو خمس سنين، وقد رأى هذا الانشقاق كثير من الناس..
وقد ذكر المفسرون كثيرًا من الأحاديث في هذا الشأن، وقد بلغت الأحاديث مبلغ التواتر المعنوي..
قال الإمام ابن كثير: وهذا أمر متفق عليه بين العلماء- أي: انشقاق القمر-، فقد وقع في زمان النبي صلى الله عليه وسلم وأنه كان إحدى المعجزات الباهرات، ثم ذكر- رحمه الله- جملة من الأحاديث التي وردت في ذلك، ومنها ما رواه الشيخان عن أنس بن مالك قال: سأل أهل مكة النبي صلى الله عليه وسلم آية، فانشق القمر بمكة مرتين، فقال: اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ.
وأخرج الإمام أحمد عن جبير بن مطعم عن أبيه قال: انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصار فلقتين: فلقة على هذا الجبل وفلقة على هذا الجبل. فقالوا: سحرنا محمد، فقالوا: إن كان سحرنا فإنه لا يستطيع أن يسحر الناس كلهم.
أحاديث انشقاق القمر
وروى الشيخان عن ابن مسعود قال: انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم شقتين، حتى نظروا إليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «اشهدوا».
وقال الآلوسى: بعد أن ذكر عددا من الأحاديث في هذا الشأن: والأحاديث الصحيحة في الانشقاق كثيرة، واختلف في تواتره، فقيل: هو غير متواتر: وفي شرح المواقف أنه متواتر.
وهو الذي اختاره العلامة السبكى، فقد قال: الصحيح عندي أن انشقاق القمر متواتر، منصوص عليه في القرآن، مروى في الصحيحين وغيرهما من طرق شتى، لا يمترى في تواتره.
وقد جاءت أحاديثه في روايات صحيحة، عن جماعة من الصحابة، منهم على بن أبى طالب، وأنس، وابن مسعود..
ثم قال- رحمه الله- بعد أن ذكر شبهات المنكرين لحادث الانشقاق: والحاصل أنه ليس عند المنكر سوى الاستبعاد، ولا يستطيع أن يأتي بدليل على الاستحالة الذاتية ولو انشق، والاستبعاد في مثل هذه المقامات قريب من الجنون، عند من له عقل سليم.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.