بعد واقعة تخلص محفظ سوهاج من حياته.. خدمات الدعم النفسي من الأزهر.. مركز الفتوى يفتح خطًّا ساخنًا للتواصل مع الجماهير واستقبال الحالات.. وإطلاق مبادرة "أنت غالي علينا"
شهدت مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الساعات الماضية رسائل رثاء على محفظ قرآن في العقد الثالث من العمر أنهى حياته شنقًا داخل "الكتاب" عقب صلاة فجر يوم الأحد في مسجد بناحية دائرة مركز العسيرات بمحافظة سوهاج، بعد أن ترك وصية مطولة دون الكشف عن الدوافع.
وفتحت تلك الواقعة الحديث مرة أخرى عن الضغوطات التي يتعرض لها الشباب والتي قد يصعب على البعض تحملها فيذهبون إلى طرق مختلفة للتخلص من أنفسهم، وهو الأمر الذي فتح معه الحديث عن دور المؤسسات الدينية في تلك الظاهرة والإجراءات التي تتخدها لدعم الشباب من الناحية النفسية.
خدمات الدعم النفسي من الأزهر
من جانبه فطن مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية منذ فترة لخطورة الأزمة بين الشباب وتصدى لها بعددٍ من الوسائل، فقام بتأسيس وحدة " الدعم النفسي" والتي تعمل على مدار اليوم لاستقبال كل من لديه مشكلة نفسية أو ضغوط اجتماعية سواء بالهاتف أو استقباله بنفسه بالمركز أو إرسال فريق إليه في بيته إذا استدعت الظروف ذلك.
وبدأ عمل الوحدة في شهر سبتمبر عام 2021م، وحددت الوحدة رؤيةً لعملها، تتمثل في دعم الاستقرار النفسي والأمن المجتمعي من خلال الحفاظ على هوية الشخصية المصرية، وبناء مجتمع آمن خالي من الضغوط النفسية.
علماء الأزهر يعملون بجانب أساتذة الطب النفسي لاحتواء أصحاب المشاكل
ويعمل بالوحدة نخبة من علماء الأزهر الشريف أعضاء مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، وتستعين الوحدة بمتخصصين لهم خبرة واسعة في مجالاتهم سواء من جامعة الأزهر الشريف أو من مختلف الجامعات المصرية سواء أساتذة دكاترة في الطب النفسي أو علم النفس والاجتماع والصحة النفسية والتوعية الأسرية.
خط ساخن ولقاءات مباشرة وسائل التواصل بوحدة الدعم النفسى
وتعمل الوحدة من خلال تلقي الاتصالات الهاتفية على الخط الساخن لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية 19906، أو من خلال عقد لقاءات مباشرة مع من يحتاجون لدعم نفسي، من كافة فئات المجتمع سواء شباب أو كبار أو نساء أو فتيات، ومن مختلف الفئات العمرية صغارًا وكبارًا.
مبادرة أنت غالي علينا
كما أطلق المركز من خلال وحدة الدعم النفسي مبادرة "أنت غالي علينا" والتي لاقت ترحيبًا وقبولًا واسعًا واحتفى الناس بها احتفاءً بالغًا، وقد أُطلقت بهدف بناء جسر للتواصل البناء مع الشباب، وتقديم الدعم النفسي لهم، ويستمع أعضاء المركز من خلالها لكل من لديه أي مشاكل نفسية أو اجتماعية، وقد استقبلت المبادرة منذ انطلاقها مئات الاتصالات، وقامت بالعديد من الزيارات الميدانية، ونجحت بالفعل في مد يد العون لهؤلاء الشباب، وانتشالهم من هوة التفكير السلبي والإحباط.
وتضم الوحدة علماء دين، ومتخصصون في علم النفس وعلم الاجتماع وكافة التخصصات المعنية المختلفة التي تسهم بالتصدي لمثل هذه الظواهر.
وجاء إطلاق مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية مبادرته العظيمة " أنت غالي عالينا" لتحفيز كل من يعاني من هذه المشلات للتواصل مع المركز ونقدم له الارشادات اللازمة والخدمة التي تعينه على تجاوز أزماته.
كما أطلق المركز من خلال صفحاته الإلكترونية ولقاءات جامعية وعدد من المواقع الصحفية والبرامج الإذاعية والتليفزيونية، أطلق توجيهات توعوية في الدعم النفسي للتغلب على المشكلات المتنوعة التي يتعرض لها أفراد المجتمع بصورة عامة والشباب بصورة خاصة.
طرق الحصول على خدمات الدعم النفسي من الأزهر
ومركز الأزهر العالمي للفتوى يمكن التواصل معه من خلال وحدة الدعم النفسي أن يستقبل الجمهور من كافة الأعمار ومد يد العون لكافة فئات المجتمع بمقرِّه بمشيخة الأزهر الشريف بالقاهرة
أو من خلال الخط الساخن للمركز 19906
أو من خلال الرقم الدولي +20 2 2597 3500
أو من التواصل من خلال صفحات المركز الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، انستجرام أو تيلجرام أو ماسينجر.
أو من خلال الزيارات الميدانية للتحاور مع الجمهور، والعمل على حل مشاكلهم ومساعدتهم على التغلب عليها، وفتح أبواب الأمل لهم.
الأزهر يوضح حكم الشرع في التخلص من النفس
أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن طلب الرّاحة في الانتحار وهم، وهو كبيرة من كبائر الذنوب، والمؤمن الحق يعلم حقيقة الابتلاء الذي قد يحمل الشر من وجه، ويحمل الخير من وجوه، وأن الدنيا دار اختبار ومكابدة، وأن الآخرة هي دار الجزاء والمستقر.
وأشار المركز إلى أن الإسلام جعل حفظ النفس مقصدًا من أَولى وأعلى مقاصده حتى أباح للإنسان مواقعة المحرم في حال الاضطرار؛ ليُبقي على حياته ويحفظها من الهلاك، وقد جاء الإسلام بذلك موافقًا للفطرة البشرية السّوية، ومؤيدًا لها.. لذا كان من العجيب أن يُخالِف الإنسان فطرته، وينهي حياته بيده؛ ظنًا منه أنه يُنهي بذلك آلامه ومُشكلاته.
ولكن الحق على خلاف ذلك؛ لا سيما عند من آمن بالله واليوم الآخر، فالمؤمن يعلم أنّ الدنيا دار ممر، وأن الآخرة هي دار الخُلود والمُستقَر، وأن الموت هو بداية الحياة الأبدية، لا نهايتها.
وأن الآخرة دار حساب وجزاء، وأن الدنيا لا تعدو أن تكون دار اختبار وافتتان ومكابدة؛ قال سبحانه: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ} [البلد: 4]، وقال عز من قائل: {وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلَائِفَ الْأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} [الأنعام: 165].. وهذا بلا شك يوضح دور الاعتقاد والإيمان في الصبر على الحياة الدنيا وبلاءاتها، وتجاوز تحدياتها.
والمؤمن يرى وجود الشَّدائد والابتلاءات سُنّة حياتيّة حتميّة، لم يخلُ منها زمانٌ، ولم يسلم منها عبد من عباد الله سبحانه؛ بَيْدَ أنها تكون بالخير تارة، وبالشَّر أخرى، بالعطاء أوقاتًا، وبالحرمان أخرى، قال سُبحانه: {وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ}. [الأنبياء: 35].. ويعلم حقيقة الابتلاء الذي يحمل الشَّر من وجه، ويحمل الخير من وجوه؛ إذ لا وجود لشرٍّ محض.
تأكيد الإسلام على ضرورة حفظ النفس
ويستطيع ذَووا الألباب والبصائر أن يُعددوا أوجه الخير في كل محنة، والله سبحانه وتعالى قال عن حادثة الإفك في القرآن الكريم: {إِنَّ الَّذِينَ جَاءُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ ۚ لَا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَّكُم ۖ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ...} [النور: 11]، رغم ما كان فيها من الشِّدة والبلاء على سيدنا رسول الله ﷺ، وزوجه أم المؤمنين السّيدة عائشة رضي الله عنها، والمجتمع الإسلامي كله.
فسُنَّة الله سُبحانه في الابتلاء أن جعله اختبارًا وتمحيصًا؛ ليظهر صدقُ إيمان المؤمنين وصبرُهم وشكرُهم، وليظهر السّاخطُ عند البلاء، الجاحدُ عند النّعماء؛ كي يتفاضل النّاس ويتمايزوا، ثمَّ يُوفَّى كلٌّ جزاءَه في دنياه وأخراه؛ قال سُبحانه: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّىٰ نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ}. [محمد: 31]
فإذا عَلِم العبدُ هذا هدأت نفسه، واطمأن قلبه، وعلم أنّ كل قَدَر الله له خير، إنْ هو آمن وصدّق وصبر وأحسن؛ قَالَ سَيِّدنا رَسُولُ الله ﷺ: «عَجَبًا لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلَّا للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْرًا لَهُ». [أخرجه مسلم]
أما طلب الراحة في الانتحار فوهمٌ، وهو كبيرة، ولا راحة في الموت لصاحب كبيرة، وليس بعد الموت توبة أو مُستعتب.
والتخلص من الحياة بإزهاق الروح التي هي ملكٌ لله سبحانه جريمةٌ لا مبرر لها على الإطلاق، قال الله تعالى: {...وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ...} [هود: 101]، واعتداءٌ على خلق الله، واستعجال ما قَدّر.
لذلك توعد اللهُ سبحانه وتعالى المُنتحر بالعقاب الأليم، فقال تعالى: {...وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا. وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللهِ يَسِيرًا. إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا}. [النساء: 29 -31]
وقال رسول الله ﷺ: «كانَ فِيمَن كانَ قَبْلَكُمْ رَجُلٌ به جُرْحٌ، فَجَزِعَ، فأخَذَ سِكِّينًا فَحَزَّ بهَا يَدَهُ، فَما رَقَأَ الدَّمُ حَتَّىٰ مَاتَ، قالَ اللهُ تَعَالَى: بَادَرَنِي عَبْدِي بنَفْسِهِ، حَرَّمْتُ عليه الجَنَّةَ». [أخرجه البخاري]
كما عاقب النبي ﷺ مرتكب هذا الجُرم بعدم صلاته عليه، فعن جابر بن سَمُرة، قال: «أُتِيَ النبيُّ ﷺ برَجُلٍ قَتَلَ نَفْسَهُ بمَشَاقِصَ، فَلَمْ يُصَلِّ عليه». [أخرجه مسلم]
حكم التخلص من النفس
وبيان حكم الانتحار المذكور لا يعارض النظر إليه كنتيجة لاضطراب نفسي قد يحتاج في بعض الحالات لمعالجة طبية مُتخصّصة، أو لمعاملة أُسرية ومُجتمعية واعية، فالدين يدعم العلم ولا يُناقضه، ويدعو الأسرةَ إلى تحمل مسؤولياتها إزاء تربية أبنائها وتنشئتهم تنشئة إيمانية سوية وسطية، ويعتمد الحوار الهادئ البنّاء كأحد أهم أدوات وأساليب العلاج.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو) ، تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.