طفل أزهري يؤم المصليين في صلاة التراويح يثير ضجة.. محمد القلاجي أصغر إمام في العالم.. النشطاء: حرام أم حلال؟.. والمفتي: يجوز في النافلة
طفل أزهري يؤم المصلين في التراويح، أثار مقطع فيديو الطفل الصغير، الذي يؤم المصلين في صلاة التراويح، جدلًا واسعًا بين نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في مصر والعالم، وخاصة بعد انتشار المقطع بشكل واسع عبر مواقع التواصل، وأثار ضجة كبيرة.
طفل أزهري يؤم المصلين في التراويح
وعن طفل أزهري يؤم المصلين في التراويح، يظهر الفيديو طفل صغير، هو الشيخ محمد أحمد القلاجى، لا يتعدى عمره 10 سنوات، مرتديًا زيه الأزهري، حيث تقدم إلى المحراب وقام بإمامة المصلين في المسجد، وكان يقف من خلفه عدد كبير من الرجال.
المستشار عاطف جوده، مدير البرامج السياحية بماسبيرو، قال: "أصغر شيخ في العالم، مصري 11عامًا، حفظ القرآن كاملًا، الأول عالميًّا مسابقة عالمية في التواشيح والإنشاد الديني، بارك الله فيه هو ده نمبر وان...شجعوا بطلنا...".
لاقى الفيديو استحسان عدد كبير من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أشاد النشطاء بصوت الطفل الصغير وهو يقرأ القرآن أثناء إمامته للمصلين، مؤكدين أنه يتمتع بثقة عالية في النفس ظهرت في قوة صوته وخشوعه، وأيضًا في عدم ارتباكه، برغم صغر سنه، وكبر أعمار من يؤمهم في صلاة التراويح، وآخرون وصفوه بـ "العالم الصغير" أو "أصغر إمام في العالم".
الشيخ محمد القلاجي أصغر إمام فى العالم
وعلق الدكتور أحمد زكي، المستشار الشرعي بوزارة الأوقاف الكويتية، فقال: "أصغر إمام في العالم، الأول على العالم في الابتهالات الشيخ محمد أحمد القلاجى، بالمعهد الابتدائي النموذجي بالعاشر من رمضان يؤم المصلين في صلاة التراويح".
وقال حافظ محمد عبد الصمد، بمعهد العلوم الإسلامية والعربية في جاكرتا بإندونيسيا: "طفل أزهري يؤم المصلين.. أعتقد أن حمى التحفيظ فينا حديثة العهد، بينما في مصر منذ زمن بعيد، يحفظ أطفال المدارس الابتدائية القرآن، خاصة إذا كانوا أزهريين، فإنهم يشعرون براحة أقل إذا لم يحفظوا القرآن.. طفل صغير من طلاب الأزهر ولا يزال صغيرًا يصبح إمامًا للتراويح، فهل يجوز ذلك؟ هذا جيد، طالما أنه يقرأ جيدًا، انتبهوا للقراءة، مرتب ومحكم، هناك طمأنينة، بخلاف بعض البلاد التي تكون فيها صلاة التراويح مثل مأكل الدجاج".
هل تصح إمامة الطفل للمصلين في الصلاة
في حين تساءل بعض نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي عن مدي صحة وإمامة الطفل الصغير للمصلين، البعض زعموا أن إمامة طفل للمصلين باطلة لحداثة سنه، برغم حفظه وإتقانه في قراءة القرآن الكريم، في حين قال البعض: إن إمامة الطفل في صلاة النافلة يجوز، لكن لا يجوز في الفريضة.
فعلق بعض نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي قائلين: "الصلاة باطلة رغم اتقان الطفل للتلاوة، هناك شروط للإمامة أولها البلوغ.. باطلة لأنه أصغرهم سنًا وعلمًا".
ورد بعض النشطاء على عدم جواز إمامة الطفل الصغير للرجال في الصلاة، قائلين: " مختصر الكلام في صحة صلاة الصبي إمامًا: يجوز في النفل… ولا يجوز في الفرض، وصلاة التراويح نفل…. لذلك فالصلاة إذًا غير باطلة.. وهذا هو رأي الجمهور. لمن يرغب بالتأكد.. يبحث في فتاوى العلماء ولا يفتي بناءً على رأيه الشخصي".
حديث لا يؤم غلام حتى يحتلم
واستعان بعض النشطاء بحديث لرسول الله، جاء فيه "رواية عائشة رضي الله عنها، وعن ابن عباس من قوله: لا يؤم غلام حتى يحتلم، وحديث أبي مسعود البدري قال: كان رسول الله ﷺ يمسح مناكبنا في الصلاة ويقول: استووا، ولا تختلفوا، فتختلف قلوبكم، ليَلِنِي منكم أولو الأحلام والنهى، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم".
وأوضح الدكتور شوقي علام، مفتي الجمهورية، عبر موقع دار الإفتاء المصرية، في الفتوى رقم (6381)، حكم إمامة الصبي في صلاة الفريضة، حيث حدد الشروط الواجب توافرها في الإمام فقال: "لِعظَمِ شأن الإمامة قَدَّمَ الشرع لها أفضلَ مَن يحضُرُ الصلاة مِن المسلمين؛ فكان النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم إمامَ المسلمين في صلاتهم إذا حضرها، وتبعه على ذلك أفضل الأمة علمًا وعملًا من الصحابة والتابعين ومَن تَبِعَهُم من أهل القرون المفضَّلة المُثْلَى، وهذا ما عليه عمل المسلمين سلفًا وخلفًا في تقديم مَن يؤُمُّهُم في صلاتهم."
حديث يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله
وقال الدكتور شوقي علام: "عن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللهِ، فَإِنْ كَانُوا فِي الْقِرَاءَةِ سَوَاءً، فَأَعْلَمُهُمْ بِالسُّنَّةِ، فَإِنْ كَانُوا فِي السُّنَّةِ سَوَاءً، فَأَقْدَمُهُمْ هِجْرَةً، فَإِنْ كَانُوا فِي الْهِجْرَةِ سَوَاءً، فَأَقْدَمُهُمْ سِلْمًا، وَلَا يَؤُمَّنَّ الرَّجُلُ الرَّجُلَ فِي سُلْطَانِهِ، وَلَا يَقْعُدْ فِي بَيْتِهِ عَلَى تَكْرِمَتِهِ إِلَّا بِإِذْنِهِ» أخرجه مسلم في "صحيحه".
وقال الإمام ابن بطال في "شرحه على صحيح البخاري" والطبري: "لما استخلف النبي صلى الله عليه وآله وسلم الصديق رضي الله عنه على الصلاة بعد إعلامه لأمته أنَّ أحقهم بالإمامة أقرؤهم لكتاب الله؛ صح أنه يَوْمَ قَدَّمَهُ للصلاة كان أقرأَ أُمَّتِهِ لكتاب الله وأعلمَهم وأفضلَهم"
اختلاف العلماء على إمامة الصبي للمصلين في الصلاة
وأشار الدكتور شوقي علام إلى اختلاف الفقهاء في صحة اقتداء البالغ بالصبي المُمَيِّز في صلاة الفريضة على قولين: الأول: عدم صحة إمامة الصبي فيها؛ بناءً على أنَّ صلاة الإمام متضمنة لصلاة المأموم؛ كما جاء في الحديث: (الْإِمَامُ ضَامِنٌ)؛ فيجبُ أنْ تكونَ مشتملةً على كلِّ أوصافِ صلاته، ومِن جملة أوصاف صلاة المأموم البالغ: الوجوب، وهو متعذرٌ في صلاة الصبي؛ لارتفاع التكليف عنه، فلا تقع صلاتُهُ فريضةً، وإنَّما تقع نافلةً، وصلاة المفترض خلف المتنفل لا تصح؛ لامتناع بناءِ القَوّيِّ -وهو صلاة الفرض في حق المأموم- على أساسٍ ضعيف -وهو صلاة الصبي التي هي في حقه نافلة-، ولأنَّه لا يؤمَنُ منه الإخلال بأركان الصلاة أو شروط صحتها؛ لكونه غير مخاطبٍ بها لعدم التكليف.
وأضاف مفتي الجمهورية: "وهذا القول هو المروي عن علي بن أبي طالب، وابن عباس رضي الله عنهم، وعطاء بن أبي رباح، والشعبي، ومجاهد، وعمر بن عبد العزيز، وهو مذهب جمهور الفقهاء من الحنفية والمالكية والحنابلة."
وأما نصوص جمهور الفقهاء: فقال الإمام الكاساني الحنفي في "بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع" (لو قدَّم صبيًّا فسدت صلاته وصلاة القوم؛ لأن الصبي لا يصلح خليفة للإمام في الفرض، كما لا يصلح أصيلًا في الإمامة في الفرائض، وهذا على أصلنا أيضًا؛ فإنه لا يجوز اقتداء البالغ بالصبي في المكتوبة عندنا).
يجوز إمامة الصبي للمصلين في الصلاة
وقال الدكتور شوقي علام عن الرأي الثاني لإمامة الصبي للمصلين: "الرأي الثاني أن إمامة الصبي للبالغ في صلاة الفرض صحيحةٌ إذا كان عالمًا بأحكام الصلاة، ملتزمًا بشروط صحتها، حافظًا لما يلزم من القراءة فيها، وهو من رواية عمرو بن سلمة رضي الله عنهما، وجماعة من التابعين: كالحسن البصري، وإسحاق، وأبي ثور، والأشعث، وهو معتمد المذهب عند الشافعية؛ لأنه لا شركة بين الإمام والمأموم في الصلاة، بل كُلُّ مصلٍّ يُصَلِّي لنفسه أداءً وحُكمًا، واقتداءُ المأموم بالإمام إنما هو في متابعته في الأفعال الظاهرة فقط؛ تحرزًا من السهو والغفلة، وهو ما وجَّه به الشافعية حديث: «الْإِمَامُ ضَامِنٌ»؛ ونص على ذلك الإمام الماوردي في "الحاوي" وشيخ الإسلام زكريا الأنصاري في "أسنى المطالب"
وعن عمرو بن سلمة رضي الله عنهما أنه قال: قَالَ أَبِي: جِئْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ حَقًّا، فَقَالَ: «إذَا حَضَرَتِ الصَّلَاةُ فَلْيُؤَذِّنْ أَحَدُكُمْ، وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْثَرُكُمْ قُرْآنًا»، قَالَ: فَنَظَرُوا فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَكْثَرَ مِنِّي قُرْآنًا، فَقَدَّمُونِي وَأَنَا ابْنُ سِتّ أَوْ سَبْعِ سِنِينَ. أخرجه البخاري في "صحيحه". والحديث حجة في إمامة الصبي المُمَيِّز في الفريضة؛ كما أفاد بذلك الحافظ ابن حجر العسقلاني في "فتح الباري"
يجوز إمامة الطفل للمصليين في النافلة
ولا يُعتَرَض بأنَّ تقديمه إنَّما كان في صلاة النافلة؛ لقول عمرو بن سلمة رضي الله عنهما في رواية أخرى: "فَمَا شَهِدْتُ مَجْمَعًا مِنْ جَرْمٍ إِلَّا كُنْتُ إِمَامَهُمْ، وَأُصَلِّي جَنَائِزَهُمْ إِلَى يَوْمِي هَذَا" أخرجه الإمام أحمد في "المسند"، وأبو داود والبيهقي في "السنن". فأفاد تقديمه في كُلِّ صلاةٍ حضرها فيهم، ولم يُفَرِّق في ذلك بين فَرْضٍ ونَفْلٍ.
وعَنِ الْحَسَنِ قَالَ: "لَا بَأْسَ أَنْ يَؤُمَّ الْغُلَامُ قَبْلَ أَنْ يَحْتَلِمَ"، وبحسب مفتي الجمهورية، يُستدلّ أيضًا على صحة إمامة الصبي المُمَيِّز للبالغ: بما روي من عموم الأمر بتقديم الأقرأ للقرآن والأعلم بالسنة، دون تفرقة بين البالغ منهم وغير البالغ؛ فعن أبي مسعود الأنصاري رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللهِ، فَإِنْ كَانُوا فِي الْقِرَاءَةِ سَوَاءً، فَأَعْلَمُهُمْ بِالسُّنَّةِ" أخرجه مسلم في "صحيحه".
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والفنية والأدبية.