ازدواج قناة السويس.. القصة وما فيها.. تساؤلات عن جدوى المشروع.. وخبراء: مضاعفة عدد السفن تدفعنا إلى التوسع والتطوير المستمر
«ازدواج قناة السويس»، عنوان تم الإعلان عنه مؤخرًا، ليثير الجدل ما بين مؤيدين يرون أن فى ذلك خيرا لمصر وللأجيال المقبلة، وبين متسائلين عن جدوى المشروعات العملاقة خاصة فى هذا التوقيت الذى تعانى فيه مصر من نقص دولارى واضح.
مصادر داخل قناة السويس، كشفت لـ”فيتو” أن المسئولين عن القناة درسوا جيدًا شكل التجارة العالمية بعد 2030، ما دفعهم إلى رفع دراسة للقيادة السياسية تطالب باستكمال مشروع ازدواج القناة لتتمكن من استيعاب الحركة الكبيرة فى أعداد السفن، والمقدر أن تدر دخلًا يتراوح من 10 إلى 12 مليار دولار فى السنة، كإيرادات رسوم فقط، ناهيك عن الإيرادات النوعية الأخرى.
ويتوقع خبراء فى مجال النقل البحرى أن ترتفع أعداد السفن المارة من القناة من متوسط 50 سفينة يوميا إلى 100 سفينة خلال أقل من ست سنوات أى قبل حلول 2030، الأمر الذى يجعل القناة فى وضع واحتياج كبير لتطوير واستمرار أعمال الحفر والتعميق والتوسيع لتتمكن من استيعاب هذا العدد.
من جانبه يرى القبطان محمد سبتية، الخبير العالمى فى حركة الملاحة والنقل الدولى، أن قناة السويس ليست فقط أهم ممر مائى فى العالم، ولكن ستتحول خلال السنوات القادمة إلى أكبر مؤثر فى حركة التجارة العالمية، ويتوقع أن ترتفع نسبة التجارة المارة من القناة من 16% حاليا إلى 25% قبل 2030 الأمر الذى يجعل القناة تؤثر فى 30% من تجارة العالم، وهو ما ينعكس على رؤية وأهمية وتأثير القناة عالميا.
وأكد أن هذه النسبة المهولة من السفن المتوقع مرورها من القناة تضع القناة تحت ضغط لأنها ستكون مطالبة برفع مستوى الخدمات والاستعداد الجيد لاستقبال هذا الكم من السفن والبضائع، وذلك من خلال وجود خط بديل يمكنه أن يقدم الخدمات فى أوقات الطوارئ، وذلك فى حالة حدوث شحت أو جنوح لأى سفينة فى مجرى القناة ليصبح المجرى الموازى أو البديل جاهزا لاستقبال السفن، دون أن يؤثر ذلك على حركة الملاحة فى القناة.
على صعيد آخر، يقول الدكتور نبيل فرج، مستشار غرف الملاحة، إن مشروع الازدواج له أهمية خاصة، موضحا أن الازدواج يعنى فك الارتباط للسفن القادمة لميناء شرق بورسعيد، وهو ما يفتح المجال لزيادة السفن القادمة لشرق بورسعيد وقناة السويس دون أن يتم حجز أى من السفن لحساب المجرى الآخر، وهو ما يعنى إيرادات مضاعفة لكلا الطرفين، وبالتالى نجاح كبير للطرفين.
وأكد أن الدراسات البحرية جميعها تؤكد أن السنوات القادمة سوف تشهد إقبالا كبيرا من السفن والخطوط الملاحية العالمية على استخدام قناة السويس. وأشار إلى أن ما يشاع عن التأثير على القناة بسبب هجمات الحوثيين هو أمر يحتاج دراسة خاصة أن هذه الهجمات ستنتهى عاجلا أم آجلا، ولكن القناة ستستمر تقدم خدماتها، كما أن المجتمع الدولى أجمع يعمل على حماية حركة التجارة من خلال قناة السويس، مشددا على أن القناة هى صمام أمان التجارة العالمية والعالم أجمع يعلم ذلك لأنها يمر منها بترول أوروبا وتجارة العالم، وهو ما يجعلها مثل الماء والهواء للمجتمع التجارى البحرى العالمى.
على صعيد آخر، تعد هناك العشرات من العوامل التى تؤكد ارتفاع أعداد السفن المارة من القناة فى المستقبل منها استمرار ارتفاع أسعار البترول عالميا، وبعض الأحداث العالمية والتغيرات المناخية التى أثرت على بعض الطرق البديلة منها قناة بنما التى تراجعت بنسبة 80%.
وكل هذه الأحداث تصب فى صالح قناة السويس، الأمر الذى يجعل القناة أمام تحد عالمى جديد لا يقل عن تحدى يوم تأميم القناة عندما وقفت مصر أمام العالم تحرك السفن عندما انسحب المرشدون الأجانب، ونجحت مصر وقتها بالرغم من تحريك القوى العالمية لعشرات السفن باتجاه القناة لوضع مصر فى ورطة عالمية.