الأوقاف تحسم ضوابط الاعتكاف والتهجد في العشر الآواخر من رمضان.. تعليمات خاصة للمديريات على مستوى الجمهورية.. والإفتاء توضح كافة الأحكام عن سنة الحبيب
حسمت وزارة الأوقاف موقفها من إقامة سنتى الاعتكاف والتهجد خلال العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك لعام 1445 هجريًا، وذلك بعد تحديد آلية وشروط المشاركة في إحياء سنة الاعتكاف والسماح بإقامة صلاة التهجد بنفس ضوابط صلاة التراويح، وذلك على النحو التالي:
ضوابط الاعتكاف
وتشمل ضوابط الاعتكاف التي أعلنت عنها الأوقاف والمقرر أن تقام في أكثر من 5 آلاف مسجد على مستوى الجمهورية كالتالي:
1. على جميع المعتكفين مراعاة حرمة المسجد وقدسيته ونظافته وأن نكون صورة مشرفة لديننا الحنيف.
2. الهدف من الاعتكاف إحياء أيام وليالي الشهر الفضيل بكثرة الصلاة وقيام الليل وأداء صلاة التهجد والذكر والدعاء وقراءة القرآن.
3. أداء أي دروس أو خواطر دعوية هي عملية حصرية فقط لإمام المسجد أو من تكلفه الأوقاف بذلك بخطاب رسمي مكتوب وموجه لإمام المسجد.
4. يمنع منعًا باتًّا توزيع أي كتب أو إصدارات أو مجلات أو مطويات أو خلافه أثناء الاعتكاف، ويكون الاطلاع لمن أراد في مكتبة المسجد حال وجود مكتبة، وإلا فالصلاة والذكر والدعاء وقراءة القرآن.
5. يحظر حظرًا تامًّا تصوير المعتكفين أو بث أي صور لهم احترامًا للخصوصية الشخصية.
6. يقتصر استخدام الهاتف على الضرورة القصوى تحقيقًا لمقصد الاعتكاف في التفرغ للطاعة والعبادة.
7. تعقد مقرأة يومية للمعتكفين بما يمكنهم من ختم القرآن الكريم في العشر الأواخر من خلال الإمام المشرف على الاعتكاف أو من تكلفه المديرية بذلك.
آلية المشاركة في الاعتكاف
وتتضمن آلية المشاركة في الاعتكاف الآتي:
• على من يرغب في الاعتكاف تسجيل اسمه لدى إمام المسجد، على أن تكون الأولوية لرواد المسجد وأبناء المنطقة والحي المحيط بالمسجد، وعلى إمام المسجد أن يراعي سعة المكان للمعتكفين بما يوفر لهم الجو المناسب للاعتكاف، ومراعاة إعطاء الأولوية لرواد المسجد وسكان محيطه الجغرافي، ويراعى - أيضًا- أولوية التسجيل، وعلى جميع الأئمة التنسيق مع الإدارات والمديريات التابعين لها في هذا الشأن.
• على جميع المفتشين ومديري الإدارات والمديريات متابعة كل شئون الاعتكاف بدءًا من تسجيل المعتكفين إلى إتمام عملية الاعتكاف كل فيما يخصه.
الأحكام الخاصة بالاعتكاف
وفي سياق متصل ورد سؤال إلى دار الإفتاء يقول فيه صاحبه:"ما حكم الاعتكاف: فرضٌ أمْ سنة؟ وهل يجوز لأحد أن يعتكف لشهرٍ كامل؟ أم لبعض الأيام؟ هل يعتكف في المسجد الجامع أم في المسجد الذي بجوار البيت، ويصلي مع ذلك صلاة الجمعة في هذا المسجد الذي في جانب البيت؟"، وجاء رد الدار على هذا السؤال كالتالي:
حكم الاعتكاف
الاعتكاف سنةٌ باتفاق، ولا يلزم إلا بالنذر، أو بالشروع فيه عند السادة المالكية، وقال الحنفية: إنه سنَّة مؤكَّدة في العشر الأواخر من رمضان، ومستحب فيما عدا ذلك؛ بناءً على التفريق بين معنى السنة والمستحب عندهم.
قال العلامة ابن عابدين الحنفي في "رد المحتار على الدر المختار" (2/ 441، ط. دار الفكر): [وهو-أي النذر- ثلاثة أقسام: (واجب النذر) بلسانه وبالشروع وبالتعليق ذكره ابن الكمال، (وسنَّة مؤكدة في العشر الأخير من رمضان) أي سنة كفاية؛ كما في "البرهان" وغيره؛ لاقترانها بعدم الإنكار على من لم يفعله من الصحابة، و(مستحب في غيره من الأزمنة) هو بمعنى غير المؤكدة] اهـ.
هل الاعتكاف في رمضان فرض
وقال الإمام العدوي المالكي في "حاشيته" على "شرح كفاية الطالب الرباني" (1/ 464، ط. دار الفكر): [الاعتكاف من نوافل الخير المرغب فيها على المشهور] اهـ.
وقال الإمام الخرقي الحنبلي في "مختصره" (ص 52، ط. دار الصحابة): [الاعتكاف سنَّة إلا أن يكون نذرًا فيلزم الوفاء به، ويجوز بلا صوم إلا أن يقول في نذره بصوم] اهـ.
وقال العلامة ابن المنذر في "الإجماع" (ص 50، ط. دار المسلم): [أجمعوا على أن الاعتكاف لا يجب على الناس فرضًا إلا أن يوجبه المرء على نفسه، فيجب عليه] اهـ.
مكان الاعتكاف وأفضله
مكان الاعتكاف هو المسجد؛ لقوله تعالى: ﴿وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ﴾ [البقرة: 187]، ولأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يعتكف إلا في المسجد.
واتفقوا على أن المساجد الثلاثة أفضل من غيرها، والمسجد الحرام أفضل، ثم المسجد النبوي، ثم المسجد الأقصى؛ قال العلامة ابن المنذر في "الإجماع" (ص: 50): [أجمعوا على أن الاعتكافَ جائزٌ في المسجد الحرام، ومسجد الرسول صلى الله عليه وآله وسلم، ومسجد إيليا] اهـ.
ثم اختلفوا في المسجد الذي يصح الاعتكاف فيه؛ فذهب المالكية والشافعية إلى جواز الاعتكاف في أيِّ مسجد من المساجد؛ لقوله تعالى: ﴿وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ﴾ [البقرة: 187]؛ فقد عَمَّ الله المساجد كلها ولم يخص منها شيئًا، فلا دليل على تخصيص بعضها بالجواز.
قال العلامة العدوي المالكي في "حاشيته" على "شرح كفاية الطالب الرباني" (1/ 465، ط. دار الفكر): [ولا يكون الاعتكاف إلا في المساجد فلا يصح في البيوت والحوانيت ونحوها؛ كما قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ﴾ [البقرة: 187] فيصح الاعتكاف في أي مسجدٍ كان، ولو كان غيرَ المساجد الثلاثة في أي بلدٍ كان] اهـ.
وذهب الإمام أبو حنيفة والإمام أحمد إلى اشتراط كون المسجد جامعًا عامًّا تُقَام فيه الصلوات الخمس وصلاة الجماعة.
قال العلامة ابن عابدين الحنفي في "رد المحتار على الدر المختار" (2/ 440، ط. دار الفكر) في تعريفه للاعتكاف: [(هو) لغة: اللبث وشرعًا: (لبث) بفتح اللام وتضم المكث (ذكر) ولو مميزًا في (مسجد جماعة) هو ما له إمام ومؤذن أديت فيه الخمس أَوْ لا، وعن الإمام اشتراط أداء الخمس فيه وصححه بعضهم، وقال: لا يصح في كل مسجد وصححه السروجي، وأما الجامع فيصح فيه مطلقًا اتفاقًا] اهـ.
اعتكاف العشر الأواخر من رمضان وأقل مدة الاعتكاف وأكثره
السنة اعتكاف العشر الأواخر من رمضان؛ تأسيًا بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم في ذلك.
وأقلُّ مدَّةٍ للاعتكاف هي أقل ما يُطْلَقُ عليه اسم الاعتكاف عُرْفًا، وهذا ما ذهب إليه الجمهور؛ فإن الاعتكاف في اللغة يقع على القليل والكثير، ولم يحده الشرع بشيء يخصه فبقي على أصله؛ ولذلك استحب جماعة من الفقهاء للمصلِّي إذا دخل المسجد أن ينوي الاعتكاف مهما كان مكثه فيه؛ ليحصل له ثوابه.
وأَمَّا أكثر مُدَّة للاعتكاف فلا حَدَّ لها؛ قال الإمام النووي في "المجموع" (6/ 514): [وكُلَّما كثُر كان أفضل، ولا حَدَّ لأَكْثَرِه، بل يصحُّ اعتكافُ عُمْرِ الإنسان جميعه، ويصحُّ نذرُ اعتكاف العمر] اهـ.
وقال العلامة ابن الملقن في "الإعلام بفوائد عمدة الأحكام" (5/ 430، ط. دار العاصمة): [وأَجْمَع العلماءُ على أن لا حدَّ لأكثره] اهـ.
[وبداية الاعتكاف ونهايته يحددها الْمُعْتَكِف بنفسه، فإن نوى اعتكاف مدة معلومة استُحب له الوفاء بها بكمالها، فإن خرج قبل إكمالها جاز؛ لأن التطوع لا يلزم بالشروع، وإن أطلق النِّيَّة ولم يُقَدِّر شيئًا دام اعتكافُه ما دام في المسجد] اهـ. "المجموع" (6/ 514).
حقيقة إلغاء صلاة التهجد
وفي سياق متصل تداولت بعض صفحات التواصل الاجتماعي منشورات تزعم تحذير وزارة الأوقاف من إقامة صلاة التهجد بالمساجد خلال شهر رمضان مع توقيع جزاء على من يخالف ذلك القرار من العاملين بالوزارة.
ومن جانبها نفت وزارة الأوقاف نفت تلك الأنباء، مؤكدةً أنه لا صحة لمنع الوزارة إقامة صلاة التهجد بالمساجد خلال شهر رمضان، وأن المنشورات المتداولة قديمة وتعود لعام 2021، تماشيًا مع تعليمات لجنة مكافحة كورونا والإجراءات الاحترازية لمواجهة كورونا آنذاك.
كما أكدت وزارة الأوقاف أنه لم يتم اتخاذ أي إجراءات أو إصدار أي توجيهات بهذا الشأن، مشددةً على أنه سيتم تنظيم صلاتي التراويح والتهجد خلال هذا العام وفقًا لكل مديرية أوقاف حسب ظروف وطبيعة كل مسجد، مع التأكيد على أهمية التخفيف عن المصلين، بحيث لا تخلو أي منطقة من بعض المساجد التي تخفف في الصلاة مراعاة لأصحاب الأعذار وكبار السن، وسيتم تحديد مساجد التهجد والاعتكاف بمعرفة كل مديرية، وبما يوفر الجو الروحاني المناسب خلال الشهر الكريم.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.