في ذكرى رحيله.. حسين كمال نجح في تقديم أعمال تناقش قضايا المجتمع.. «احنا بتوع الأتوبيس» أهم أفلامه.. وهذا سر هجوم الرقابة على «أبي فوق الشجرة»
حسين كمال، مخرج من الزمن الجميل، واحد من أهم المخرجين في تاريخ السينما والدراما والمسرح أيضًا، صاحب مدرسة مميزة في عالم الإخراج، نجح في تقديم الأعمال الجادة التي تناقش قضايا هامة، اصطدم مع الرقابة في معظم أفلامه، وفي نفس الوقت قدم الأفلام الجماهيرية والأفلام الاستعراضية والكوميدية والرومانسية، واجه صعوبات كبيرة في بداية عمله بالإخراج فبالرغم من دراسته للسينما في باريس إلا أن أبواب السينما لم تفتح له في البداية، ورحل في مثل هذا اليوم عام 2003.
أجبره والده على دراسة التجارة فاتجه إلى السينما، حسين كمال مخرج المستحيل
قدم حسين كمال أفلاما واجهت صعوبات فكرية مع الرقابة منها احنا بتوع الأتوبيس، شئ من الخوف، المستحيل، ورغم ذلك هناك ستة من أفلامه اختيرت ضمن أفضل مائة فيلم في السينما المصرية، كما قدم الرومانسية في مجموعة أفلام أشهرها فيلمه حبيبي دائما وتميزت أغلب أفلامه باقتباسها من روايات مصرية لكبار الكتاب مثل إحسان عبد القدوس ونجيب محفوظ وتوفيق الحكيم وثروت أباظة ويحيى حقي وغيرهم.
دراسة التجارة وعينه على السينما
ولد المخرج حسين كمال عام 1934، ورفض والده دراسته للفن وأجبره والده على دراسة التجارة فحصل على دبلوم التجارة، ثم تخرج في معهد السينما "الأديك" قسم إخراج من باريس عام 1954، ثم درس الإخراج المسرحي والدراما في العاصمة الإيطالية روما 1954، وعندما تم افتتاح التليفزيون عام 1960، قدم أوراقه واجتاز امتحان القبول بتفوق، وسافر في بعثة تدريبية إلى إيطاليا، وعاد ليعمل مخرجًا للبرامج التليفزيونية منها:مجلة الشباب، مشكلات وآراء، نادي الشباب.
حسين كمال: الدندورمة سر إخراجي لـ«أبي فوق الشجرة»
برامج الشباب في التليفزيون كانت البداية
وكانت بداية حسين كمال في التليفزيون مع إخراج برنامج "نادي الشباب" الذي قدمته المذيعة أماني ناشد بالتليفزيون الذي تحدث فيه عن مرحلة الشباب في حياة الإنسان والتي اعتبرها حسين كمال أخطر فترة في حياة الإنسان حيث تتبلور فيها أفكاره وتتضح مفاهيمه، تعرض فيه لشباب المقاهى إلى جانب بعض الصور المضيئة من الشباب كالمكفوفين وكفاحهم الجاد فى سبيل مواصلة الحياة إلى جانب شباب الشهداء مثل جول جمال وعدنان المدني وغيرهما من الشباب الذي ضرب المثل في التضحية حبا في الوطن.
ورغم النجاح الكبير الذى حققه المخرج حسين كمال عبر التليفزيون، إلا أن عينه كانت على السينما التي كانت حلمه الجميل، وتحقق الحلم عندما قدم فيلم قصير اسمه "المعطف" عن قصة نجيب محفوظ، وفاز بالجائزة الأولى في الإخراج من مهرجان دولي، وقدم خلال مشواره الفني ثلاثين عملا سينمائيا بدأها بفيلم "المستحيل" عن قصة الدكتور مصطفى محمود، وفيلم "دماء وطين" عن قصة يحيى حقي.
وتوالت بعدها أفلام حسين كمال التى صنفت بعضها ضمن أهم الأفلام فى تاريخ السينما المصرية، منها أبى فوق الشجرة، ثرثرة فوق النيل، الحب تحت المطر، شيء من الخوف، البوسطجي، دمي ودموعى وابتساماتي، إمبراطورية ميم، النداهة، نحن لا نزرع الشوك، مولد يادنيا، احنا بتوع الأتوبيس، حبيبى دائمًا، حارة برجوان، المساطيل، وكانت آخر أفلامه "ديك البرابر عام 1992، ورحل عام 2003.
بالفيديو.. 7 مشاهد من سينما المخرج حسين كمال في ذكرى ميلاده
كواليس فيلم المستحيل
ويحكى حسين كمال كيف أن فيلمه الأول المستحيل كان سببا فى تغير مجرى أسلوبه فى الإخراج فيقول: بعد شهرين فقط من عرض فيلم المستحيل فى دور العرض شاهدت أفيشات الفيلم على إحدى سينمات الدرجة الثانية فى حى السيدة زينب ففرحت وقطعت تذكرة ودخلت الفيلم فوجدت كارثة حيث قام الجمهور بتكسير قاعة العرض والشاشة وهو يسب ويطيح برأس مخرج الفيلم حسين كمال مخرج الفيلم لأنه قدم لهم فيلما لم يفهموه، وانتابني حزن شديد وأدركت أنني أسير في اتجاه سينمائي خاطئ بالرغم من إشادة أكثر من 17 ناقدا بالفيلم فبدأت فى البحث عن مسار جديد لأفلامي.
اتهم بعض النقاد المخرج حسين كمال في أواخر الستينات باتجاهه الى السينما التجارية بإخراجه فيلم أبى فوق الشجرة وما قدم فيه من مشاهد ساخنة وقبلات كثيرة، واعتبروه سقطة في مشواره السينمائي.
وفي حوار أجرته مجلة الشبكة اللبنانية عام 1985 كشف المخرج حسين كمال سر استعانة الفنان عبد الحليم حافظ به لإخراج فيلمه الاستعراضي الأخير (أبي فوق الشجرة) فقال
كان سيناريو فيلم أبي فوق الشجرة مؤجلا في مكتب عبد الحليم حافظ عدة سنوات، كتبه سعد الدين وهبة والحوار ليوسف فرانسيس، ومأخوذ عن قصة لإحسان عبد القدوس من مجموعته “دمي ودموعي وابتساماتي”، تلقيت مكالمة تليفونية من عبد الحليم يدعوني للقائه، وفي اللقاء كانت المفاجأة أن أعطاني سيناريو أبي فوق الشجرة وطلب مني قراءته مؤكدا لي أنه تحمس لإخراجي للفيلم بعد أن استمع إلى أوبريت (الدندورمة) الذي أخرجته للإذاعة وكان عبد الحليم متحمسا لي بدرجة كبيرة حتى عندما اعترض مدير شركة صوت الفن - التي كانت ستنتج الفيلم لمساهمة عبد الحليم في ملكيتها - المحامي مجدي العمروسي خوفا من تكرار الفشل مثلما حدث في بعض أفلامي السابقة تجاريا لتضمنها أفكارا كانت مرفوضة سياسيا، أيضا لتخوفه من طلباتي الإنتاجية،
ذكرى حسين كمال في الشباب والرياضة
خمس أغان مازالت تتردد حتى الآن
وأضاف حسين كمال: إلا أن حماس عبد الحليم لي أنقذني من كل ذلك، وتم اختيار خمس أغانِ مازالت من افضل اغانى عبد الحليم حافظ ومازالت تتردد حتى الان هي:جانا الهوى من كلمات محمد حمزة وألحان بليغ حمدي، الهوى هوايا كلمات الأبنودي وألحان بليغ، أحضان الحبايب من كلمات الأبنودي وألحان محمد الموجي، ياخلي القلب كلمات مرسي جميل عزيز وألحان عبد الوهاب، قاضي البلاجات من كلمات مرسي جميل وألحان منير مراد، وحقق الفيلم نجاحا كبيرا واستمر بدور العرض أكثر من عامين، وهو بطولة عبد الحليم حافظ ونادية لطفي ومرفت أمين وعماد حمدي وسمير صبري ومجموعة كبيرة من الفنانين بعد كل هذا أواجه كل هذه الاتهامات.
شادية لأول مرة على المسرح
في المسرح قدم حسين كمال أربعة من أشهر المسرحيات منها: علشان خاطر عيونك، الواد سيد الشغال، الجميلة والوحشين، أنا والنظام وهواك، ثم غاب القمر وأخيرا قدم شادية لأول مرة فى مسرحية ريا وسكينة المسرحية التي استمرت بدور العرض عامين كاملين.
كما قدم للتليفزيون عشرة من المسلسلات منها: الخط ورايا ورايا، البديلة، لمن تحيا، رنين التي فازت بالجائزة الأولى فى مسابقة بالتليفزيون فى 1963، ثم تمثيلية “كلنا إخوة” و"الفخ" وغيرهما، وكان من أهم أعماله التليفزيونية فيلم (المنعطف) عن قصة لنجيب محفوظ، إلى جانب مسلسلات: ذكريات بعيدة، عودة الروح، أفواه وأرانب، وكان آخر مسلسلاته "نحن لا نزرع الشوك" بطولة آثار الحكيم ومحمود يس.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.