معنى شانئك، تفسير الشيخ محمد سيد طنطاوي لسورة الكوثر
سورة الكوثر، فسر الشيخ محمد سيد طنطاوي سورة الكوثر ليوضح فيها ما هو الكوثر في السورة، ومعنى شانئك، ومن هو الأبتر.
سورة الكوثر
قال تعالى: «إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ (١) فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ (٢) إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ (٣)».
تفسير الشيخ محمد سيد طنطاوي لسورة الكوثر
قال الشيخ محمد سيد طنطاوي في تفسير السورة: “الكوثر: فوعل من الكثرة، مثل النّوفل من النفل، ومعناه: الشيء البالغ في الكثرة حد الإفراط، والعرب تسمى كل شيء كثر عدده، وعظم شأنه: كوثرًا، وقد قيل لأعرابية بعد رجوع ابنها من سفر: بم آب ابنك؟ قالت: آب بكوثر. أي: بشيء كثير”.
ما هو الكوثر؟
وأضاف الشيخ طنطاوي: الإمام القرطبي قال ما ملخصه: واختلف أهل التأويل في الكوثر الذي أعطيه النبي صلى الله عليه وسلم على ستة عشر قولًا: الأول: أنه نهر في الجنة، رواه البخاري عن أنس، ورواه الترمذي- أيضًا- عن ابن عمر... الثاني: أنه حوض للنبي صلى الله عليه وسلم في الموقف، الثالث: أنه النبوة والكتاب... الرابع: أنه القرآن... الخامس: الإسلام.
وتابع الشيخ طنطاوي: ثم قال- رحمه الله- قلت: أصح هذه الأقوال الأول والثاني، لأنه ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم نص في الكوثر... وجميع ما قيل بعد ذلك في تفسيره قد أعطيه صلى الله عليه وسلم زيادة على حوضه... ».
فاتحة سورة الكوثر
وأكمل الشيخ طنطاوي: وافتتح- سبحانه- الكلام بحرف التأكيد، للاهتمام بالخبر، وللإشعار بأن المعطى شيء عظيم... أي: إنا أعطيناك بفضلنا وإحساننا- أيها الرسول الكريم- الكوثر، أي: الخير الكثير الذي من جملته هذا النهر العظيم، والحوض المطهر... فأبشر بذلك أنت وأمتك، ولا تلتفت إلى ما يقوله أعداؤك في شأنك.
وأردف الشيخ طنطاوي: والفاء في قوله- تعالى-: فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ لترتيب ما بعدها على ما قبلها، والمراد بالصلاة: المداومة عليها، أي: ما دمنا قد أعطيناك هذه النعم الجزيلة، فداوم على شكرك لنا، بأن تواظب على أداء الصلاة أداء تامًّا، وبأن تجعلها خالصة لربك وخالقك، وبأن تواظب- أيضًا- على نحرك الإبل تقربًا إلى ربك. كما قال- سبحانه- قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيايَ وَمَماتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ، لا شَرِيكَ لَهُ، وَبِذلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ.
مصير مبغض رسول الله
وأتم الشيخ طنطاوي: ثم بشره- سبحانه- ببشارة أخرى فقال: إِنَّ شانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ والشانئ: هو المبغض لغيره، يقال: شنأ فلان شنئا، إذا أبغضه وكرهه، والأبتر في الأصل: هو الحيوان المقطوع الذنب، والمراد به هنا: الإنسان الذي لا يبقى له ذكر. ولا يدوم له أثر...
شبه بقاء الذكر الحسن بذنب الحيوان؛ لأنه تابع له وهو زينته، وشبه الحرمان من ذلك ببتر الذيل وقطعه.
والمعنى: إن مبغضك وكارهك -أيها الرسول الكريم- هو المقطوع عن كل خير، والمحروم من كل ذكر حسن.
قال الإمام ابن كثير: «كان العاص بن وائل إذا ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: دعوه فإنه رجل أبتر لا عقب له، فإذا هلك انقطع ذكره، فأنزل الله تعالى هذه السورة.
وقال السدي: كانوا إذا مات ذكور الرجل قالوا: بتر، فلما مات أبناء النبي صلى الله عليه وسلم قالوا: بتر محمد فأنزل الله هذه الآية.
وهذا يرجع إلى ما قلناه من أن الأبتر إذا مات انقطع ذكره، فتوهموا لجهلهم أنه إذا مات بنوه ينقطع ذكره، وحاشا وكلا، بل أبقى الله ذكره على رءوس الأشهاد، وأوجب شرعه على رقاب العباد، مستمرًّا على دوام الآباد، إلى يوم الحشر والمعاد، صلوات الله وسلامه عليه دائمًا إلى يوم التناد.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، القسم الثاني، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.