بدون قبة ولا مئذنة، حكاية مسجد أنشئ على رفات الموتى بالقاهرة
"مسجد العظام"، يقع هذا المسجد في أشهر ميادين القاهرة، وهو "العتبة الخضراء"، وبالتحديد بمنطقة درب المهابيل، تلك المنطقة التى كانت عبارة عن مقابر تخلو منها كل مظاهر الحياة سوى شواهد على قبور تحمل أسماء أصحابها فتحولت إلى مدافن.
حكاية "مسجد العظام"
عندما تولى حكم مصر إسماعيل بن إبراهيم باشا، الابن الأكبر لمحمد علي باشا، وفى عام 1863 م، استقل السلطان العثمانى عبد العزيز، ومعه ابنه الأمير يوسف عز الدين الدين، ووزيرا الحربية والبحرية وحاشية الإمبراطورية الكبيرة اليخت السلطاني "فيض جهاد"، كما استقل عدد كبير من الضباط والجنود والموظفين سفنًا عثمانية أخرى، وبدأ الجميع فى الإبحار من الآستانة قادمين لزيارة مصر ومباركة الوالى الجديد إسماعيل.
زيارة السلطان العثماني إلى مصر
وعندما وصل السلطان العثمانى وموكبه إلى الأسكندرية وكان فى استقباله إسماعيل باشا، كان أول ما زاره هو مسجد محمد علي باشا وقدم خلالها هداياه وعطاياه إلى أسرة محمد علي، واختتم زيارته بالأهرامات، وبعدها توجه إلى الإسكندرية مرة أخرى استعدادا للمغادرة بعد زيارة استغرقت ١١ يومًا.
وبعد عام من الزيارة أنعم السلطان العثماني على الوالي إسماعيل باشا بلقب الخديوي، الأمر الذى دفعه لإحياء ذكرى زيارة السلطان لمصر، فأمر بشق شارع يمتد من ميدان العتبة إلى قصر عابدين، على أن يحمل هذا الشارع اسم السلطان العثماني عبد العزيز.
سر تسمية "مسجد العظام"
أول شيء فعله الخديو إسماعيل هو المسارعة إلى محو المقابر ونقل رفاتها وعظامها إلى مكان آخر، فليس من اللائق أن يكون الشارع الذى يهديه الخديوى للسلطان العثماني محفوفا بشواهد القبور فأمر بتجميع كل رفات الموتى من عظام وأخذ بدفنها فى مكان واحد ثم تم بناء مسجد مكانها، وهذا سبب تسميته بـ "مسجد العِظام"، وهو الوحيد بدون قبة ولا مئذنة.
وفى رواية أخرى، أن المسجد لم يكن اسمه العِظام بل كان يطلق عليه مسجد سيدي عبد القادر، وهو أحد الأولياء الصالحين، وكان بداخله ضريحه، والمنطقة كانت في وقت من الأوقات مقابر، وبنيت عليها المساكن الموجودة حاليًّا، فكان الأهالي حينما يشرعون في بناء منازلهم يكتشفون هياكل عظمية لبشر فكان يتم نقلها ودفنها بالمسجد، ومن يومها أطلق عليه "مسجد العظام".
المسجد من الداخل يفتقد للطابع الأثري
ويقول المهندس فاروق شرف، استشاري ترميم اثار المسجد والمباني الأثرية: إن المسجد من الداخل يفتقد للطابع الأثري حيث تغلب عليه سمات التطور الحضارى، فالمنبر مصنوع من الرخام الأبيض فى داخل الحائط، والمحراب أيضًا مصنوع من الرخام المزخرف على هيئة هندسية.
ويرجع ذلك إلى وجود المسجد داخل سوق تجاري للأدوات الكهربائية "شارع البيدق"، الأمر الذى يدفع كبار التجار للمسارعة إلى أعمال الصيانة والتجديدات المستمرة.
وعلى العكس تمامًا فالمسجد من الخارج يتميز بالطابع الأثري المميز بحوائطه الحجرية المتراصة بشكل معماري فريد.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.