رئيس التحرير
عصام كامل

انضمام السويد إلى الناتو "منحى جديد للصراع".. هل نشهد نهاية عصر عدم الانحياز واقتراب الحرب العالمية الثالثة؟.. خبراء يجيبون

الناتو، فيتو
الناتو، فيتو

بعد انطلاق العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا واستشعار السويد الخطر من إمكانية مواجهتها نفس مصير كييف، كثفت ستوكهولم من محاولتها والضغط على جيرانها الأوروبيين حتى أصبحت رسميا العضو رقم 32 في حلف شمال الأطلسي (الناتو).

من جانبها، أشارت الدكتورة نادية حلمى، الخبيرة المصرية فى الشؤون السياسية وأستاذ العلوم السياسية بجامعة بنى سويف، إلى أن قرارات قمة مدريد لحلف الناتو العسكرى فى ٢٨ و٢٩ يونيو ٢٠٢٢، جاءت بالموافقة على انضمام عدة دول إسكندنافية مثل فنلندا والسويد إلى عضوية حلف الناتو العسكرى.

Advertisements

 

انضمام السويد إلى حلف الناتو

وتابعت حلمي: "قمة مدريد اتخذت كذلك قرارات لتوسيع عضوية حلف الناتو وتعزيز قوتها الردعية والدفاعية، بإعتبار أن قرار التوسيع وفقًا للقادة العسكريين في حلف الناتو بقيادة واشنطن، بمثابة "نهج صحيح" أو "تصحيحى" ضد روسيا ورئيسها فلاديمير بوتين بعد احتدام الصراع بين موسكو والمعسكر الغربي بسبب حرب أوكرانيا.

وكشفت أستاذ العلوم السياسية عن أن هذه التحركات قد تشعل العالم وتضعه على حافة حرب عالمية ثالثة، بسبب تحدى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لقرارات توسع الناتو، ورفضه عقد تلك التحالفات فى مواجهته، وهو الذي أعلن من قبل أن دافع بلاده للحرب على أوكرانيا بالأساس، جاء كرد حاسم على احتمالات انضمامها ودول أخرى للناتو مما يشكل تهديدًا لحدود ومصالح روسيا.

نادية حلمي، فيتو

 

وأضافت: "هذا يثبت نظرية دفاعية وأمنية جديدة بالنسبة لنهج حلف الناتو، بشأن إعادة تركيزه على الدفاع الإقليمي على طول الجناح الشرقي لحلف الناتو فى مواجهة روسيا بالأساس ومعها حليفتها الصين، ولكن هناك خطر من جراء هذا الإنتشار، بسبب وجود إحتمالات لعواقب وخيمة وبعيدة المدى على الجيوش والمجتمعات الأوروبية، وربط مصيرها وفقًا لذلك بالقرار الأمريكى وفشلها فى تحقيق الاستقلالية عن أى قرار أمريكى متعلق بخوض أى حرب، ولاسيما فى مواجهة أعدائها روسيا والصين".

 

العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا

واستطردت أستاذ العلوم السياسية: "بعد انضمام السويد رسميًا إلى عضوية حلف الناتو العسكرى، أصبحت بذلك العضو الـ 32 في حلف شمال الأطلسي (الناتو) مع تسليمها وثائق الانضمام خلال مراسم في واشنطن، لتنهي بذلك عقدين من عدم الإنحياز عقب العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا.. وتمثل الخطوة تحولًا كبيرًا للسويد التى تعد من الدول المعروفة دوليًا بحيادها السياسى والعسكرى حتى عام ٢٠٢٢. وهذا يعنى أن كل الدول الواقعة على بحر البلطيق، باستثناء روسيا، أصبحت الآن أعضاء في الناتو، بعد الموافقة رسميًا كذلك على إنضمام فنلندا. ونجد بأن انضمام السويد ومعها فنلندا إلى عضوية الناتو، فضلًا عن فتح الباب لتوسع وانضمام دول أخرى، يعنى القدرة على تعبئة ٣٠٠ ألف جندي أوروبي للمشاركة فى أى حرب يخوضها حلف الناتو عسكريًا، مثلما جاء في محادثات قمة الناتو بمدريد فى يونيو ٢٠٢٢، وبالتالى ستكون عمليات النشر الدائمة للقوات على الجانب الشرقي الأوروبي، بمن في ذلك القوات العسكرية الألمانية، ضرورية وفقًا لخطة الناتو إذا إستمر بوتين في الحرب على أوكرانيا. وهو ما ينذر بمخاطر إشتعال حروب وصراعات على عدة جبهات فى العالم".     

وأردفت: "بناءً عليه، نجد بأن المسار المستقبلي لحلف الناتو أصبح واضح بشأن محاولة عمل تحالفات وتكتلات لتوفير دفاع موحد ضد التهديد الروسي بكل الوسائل التقليدية والردع وبوحدات عسكرية ضخمة، وستحدد نتيجة الحرب الروسية في أوكرانيا طريقة الرد التي يواجهها الناتو. حيث بحث القادة العسكريين في حلف الناتو إحتمالية سقوط أوكرانيا بشكل كامل فى مواجهة روسيا، ومن هنا ستكون (دول البلطيق ومولدوفا وجورجيا) هي الأهداف التالية لروسيا التي لا يبدو أن التحالفات الغربية وتوطيدها رادعًا لإستمرار حربها في أوكرانيا وتوطيد تحالفاتها هي أيضًا، خاصةً مع الصين لوقف التهديدات المحتملة لحدودها مع (مولدوفا وجورجيا). لذا يعمل حلف الناتو على التوسع فى نطاق عضويته بهدف هزيمة روسيا وفقًا لما يخطط له تحالف الناتو ويهدف لتحقيقه. ويعتمد نجاح إستراتيجية الناتو العسكرية المستقبلية بشكل كبير، على أقوى وأهم حليف لها وهو الولايات المتحدة الأمريكية. ولذلك أعربت إدارة "بايدن" عن التزامها الشديد وحرصها على توسع قاعدة عضوية التحالف فى الناتو فى مواجهة روسيا. ولكن على الجانب الآخر، نجد بأنه إذا فاز المرشح الجمهورى "دونالد ترامب" الذي ينوي الترشح في انتخابات عام ٢٠٢٤، فقد يواجه الناتو أزمة كبيرة، تتمثل في رفض الأوروبيون قرار التبعية لأمريكا، وسيتبعون بذلك الاقتراح الفرنسى بالحرص على سيادتهم واستقلالية قرارهم للدفاع عن أنفسهم، بعيدًا عن تلك الحسابات الأمريكية".

 

حلف الناتو سيثير حفيظة روسيا 

بدوره، قال الدكتور محمد ربيع الديهي الخبير في العلاقات الدولية إنه لا شك بأن انضمام السويد إلي حلف الناتو سيثير حفيظة روسيا خاصة وانها لديها تحفظات مسبقة علي عملية انضمام ستوكهولم للمنظمة، مشيرا إلي أن الازمة الروسية الاوكرانية مازالت مشتعلة ومازالت العمليات العسكرية الروسية جارية ومازالت أوروبا تندد بالحرب وتمد كييف بالسلاح، ورغم ذلك تم ضم السويد إلي حلف شمال الأطلسي في وقت حرج كمحاولة لاستفزاز موسكو.

وتابع: "ربما سنشهد خلال الفترة المقبلة تصاعد في وتيرة التصريحات بين الطرفين، قد تهدد باندلاع أزمة وشيكة ما لم يتدخل العقلاء لحلها"، مضيفا: "فرنسا وألمانيا والدول الكبرى في الناتو يشعرون بالقلق الشديد نتيجة التحركات الاخيرة لروسيا كما أنهم يلاحظون اعتراض موسكو الشديد علي عملية انضمام السويد لحلف الناتو، وهو ما يهدد الاستقرار في أوروبا بصورة عامة".

وأضاف  الديهي: "ما يزيد مخاوف الدول الاوروبية ايضا هو الانتخابات الرئاسية الامريكية واحتمالات نجاح الرئيس السابق دونالد ترامب".

محمد ربيع الديهي، فيتو

وأوضح الديهي أن الاستفادة ستكون متبادلة بين السويد والناتو، فالناتو يسعى للتوسع وزيادة أعداد أعضائه، والسويد ايضا تحاول جني مكاسب من انضمامها وتأمين نفسها خوفا من ان يحدث لها ما حدث لأوكرانيا، خاصة بعد تصاعد الأوضاع بين ستوكهولم وموسكو منذ اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية.

 

اقتراب الحرب العالمية الثالثة

وأشار الخبير في العلاقات الدولية إلي أن طبيعة العلاقات الدولية هي التغير، ولا يوجد حياد دائم، فهناك علاقات شراكة وتبادل، ولا يمكن أن تقف دولة على الحياد في ظل أزمة معينة او تهديد محدد، فجميع الدول تبحث ع مصالحها وهذه المصالح متغيرة والحلفاء والأعداء يتغيرون ايضا.

واستبعد الديهي اقتراب الحرب العالمية الثالثة، لافتا إلى أن هناك استفزازات ولكن حتي الان لن ينجر العالم ألى حرب عالمية جديدة إلا في حالة واحدة وهي تصاعد التيار اليميني المتطرف في العديد من الدول الأوروبية وسيطرته على الحكومات، هنا فقط ستكون فرص اندلاع حرب عالمية ثالثة كبيرة للغاية، مؤكدا “حتى وقتنا هذا أو علي الأقل خلال العام الجاري لن نشهد اندلاع حرب عالمية ثالثة”.

 

كذلك استبعد خبير العلاقات الدولية، اندلاع صراع بين حلف شمال الاطلسي وروسيا خلال الوقت الحالي أو حتى عقب انتهاء الحرب الروسية الأوكرانية، لافتا إلي أن موسكو حققت أهدافها في كييف ولكنها تسعى الآن هي الاخري لإطالة أمد الحرب مثلها مثل الولايات المتحدة والدول الأوروبية في محاولة منها لاستنزاف موارد وأسلحة الغرب داخل أوكرانيا.

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية