مى عبد الرحمن تكتب: مفاجأة القرار رقم 68.. توقيع رسمي لوزيرة الثقافة يضعها في ورطة
فى مفاجأة غير متوقعة اعتمدت الدكتورة نيفين الكيلاني وزيرة الثقافة القرار رقم 68 لسنة 2023، والذى يعيد هيكلة العقل المدبر للوزارة وهو المجلس الأعلى للثقافة.
أزمة قرار تشكيل المجلس الأعلى للثقافة
والمثير، أن التشكيل الجديد الذى اعتمدته الوزيرة - فى غفلة منها - يلغي وجودها تماما من المجلس الأعلى للثقافة، والذي كان حسب القانون رقم 138 لسنة 2017، ينص على رئاسة الوزيرة للمجلس فما هى قصة القرار رقم (68) ؟
تبدأ القصة عندما تقدم الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة باقتراح لاعتماد الهيكل التنظيمي للمجلس الأعلى للثقافة، متضمنا الوظائف القيادية والتخصصية وكافة الإدارات المتعارف عليها منذ قرار رئيس جمهورية مصر العربية رقم 150 لسنة 1980 الذى وقعه الرئيس أنور السادات، وقانون رئيس الجمهورية رقم 138 لسنة 2017 الذى صدق عليه الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وجاء القرار الذى اعتمدته الوزيرة ليؤكد أن تشكيل المجلس الجديد على النحو التالى: (الأمين العام للمجلس – رئيس الإدارة المركزية للشئون الأدبية والمسابقات – رئيس الإدارة المركزية للشعب واللجان الثقافية – رئيس الإدارة المركزية للشئون المالية والإدارية والموارد البشرية ونظم المعلومات- رئيس الإدارة المركزية للإدارة القانونية – رئيس الإدارة المركزية للأمن – مدير عام الإدارة العامة للمراجعة الداخلية والحوكمة – مدير عام الإدارة العامة لشئون مكتب الأمين العام – مدير عام الإدارة العامة للعلاقات العامة والإعلام – مدير عام الإدارة للندوات والمؤتمرات – مدير عام الإدارة العامة للإدارة الاستراتيجية – مدير عام الإدارة العامة للمسابقات – مدير عام الإدارة العامة لمنح التفرغ ورعاية الفنانين – مدير عام الإدارة العامة لحقوق المؤلف – مدير عام الإدارة العامة لثقافة الطفل – مدير عام الإدارة العامة لأمانة الشعب واللجان الثقافية – مدير عام الإدارة العامة لجوائز الدولة – مدير عام الإدارة العامة للأمانة الفنية للمجلس الأعلى للثقافة – مدير عام الإدارة العامة للشئون المالية – مدير عام الإدارة العامة للشئون الإدارية – مدير عام الإدارة العامة للموارد البشرية – مدير عام الإدارة العامة لنظم المعلومات والتحول الرقمي ).
ومن هذا التشكيل يبدو أن الوزيرة التي يجب أن ترأسه غير موجودة به من الأساس، وهو ما يثير العديد من التساؤلات وأهمها:
-هل تصبح الدكتورة نيفين الكيلاني، آخر وزيرة ترأس المجلس الأعلى للثقافة، وهو الهيئة المنوط بها التخطيط ووضع الاستراتيجيات والرؤى العامة لكيفية إدارة المشهد الثقافى فى مصر.
قصة إنشاء المجلس الأعلى للثقافة
تعود قصة المجلس الأعلى للثقافة إلى الثالث من أبريل من العام 1980، عندما وقع الرئيس أنور السادات القرار رقم 150 لسنة 1980 والذى احتوى في مادته الأولى على: تنشأ هيئة عامة تسمى المجلس الأعلى للثقافة، تتبع الوزير المختص بشئون الثقافة ويكون مقرها القاهرة.
وفى مادته الـ4 أكد القرار على تشكيل المجلس برئاسة الوزير المختص للثقافة، وفى مادته الـ26 يصدر الوزير المختص بشئون الثقافة القرارات اللازمة لتشكيل لجان المجلس.
واتساقا مع القرار، صدر القانون الذي حمل رقم 138 لسنة 2017، وصدق عليه الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، بإعادة تنظيم المجلس الأعلى للثقافة، والذى أكد على نفس المحتوى، حيث تنص مادته رقم (4) على أن يشكل المجلس الأعلى للثقافة برئاسة الوزير المختص، وهو فى هذه الحالة الدكتورة نيفين الكيلاني التى وقعت طواعية على إلغاء وجودها القانوني باعتبارها رئيسه.
المجلس الأعلى للثقافة بين التفكيك والإصلاح
منذ اعتماد الدكتورة نيفين الكيلاني، وزيرة الثقافة، الهيكلة الجديدة للمجلس الأعلى للثقافة، هناك حالة من القلق والتساؤل حول كيف فعلت الوزيرة ذلك ؟!
الأكثر دهشة بأنه عندما فطن القائمون على إدارة المجلس الأعلى للثقافة، ما ستحدثه الهيكلة الجديدة فى إدارته وتفتيتها، قررت لجنة تطوير الإدارة الثقافية وتشريعاتها استضافة الدكتور صالح الشيخ رئيس الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة فى حلقة نقاشية بعنوان "جهود الحكومة فى مجال الإصلاح الإدارى" وذلك يوم 3 مارس 2024 الماضي، وبحضور الدكتور هشام عزمى الأمين العام للمجلس، والدكتور سعيد المصري مقرر اللجنة، والدكتور صفوت النحاس الرئيس السابق للجهاز، وضحى عاصي عضو مجلس النواب، وعدد من أعضاء اللجنة
وعلى مدار ساعتين تقريبا، قدم الدكتور صالح الشيخ عرضا متكاملا عن خطة عمل الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة وحالة التطوير التى يشهدها على كافة المستويات.
وطوال مدة الجلسة، كان أعضاء لجنة تطوير الإدارة الثقافية، يترقبون الفرصة لسؤال رئيس الجهاز المركزى للتظيم والإدارة عن القرار رقم (68) لسنة 2023، والذي يختص بالهيكلة الجديدة للمجلس.
صالح الشيخ: " التنظيم والإدارة لا يجرؤ على مخالفة قرارات الرئيس"
وسط علامات القلق والانتظار المرسومة على وجوه الحاضرين، وجهت الكاتبة رشا عبد المنعم وعدد من أعضاء لجنة التطوير أسئلة واضحة وصريحة، عن تعارض قرار جهاز التنظيم والإدارة بالهيكلة الجديدة - الذى تم اعتماده كما ذكرنا سالفا - مع قرار رئيس الجمهورية بإنشاء المجلس الأعلى للثقافة.
فطن الدكتور صالح الشيخ إلى قوة السؤال، ممازحا الحاضرين قائلا: " وهل يأتى الجهاز بما لم يأت به الأولون، ده يروح بيتهم مباشرة ".
وبمنتهى الجدية، استطرد الدكتور صالح الشيخ حديثه قائلا: " لا يجرؤ الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة، أن يخالف قرارات رئيس الجمهورية، ثقوا تماما أن الجهاز لم يصدر قرار بدون توافق عليه من الهيئة نفسها، وبالتالى كل ما يخرج عن الجهاز يأتي بناء على ما أتى من رؤساء الجهات والمصالح بعد التوافق والتوقيع، ولو عايزين أجيبلكوا إمضاءات الناس اللى مضت اجيبهالكم ".
وخلال حديثه، أوضح الدكتور صالح الشيخ رئيس الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة، بأنه نتيجة ترك المؤسسات فترات طويلة من الزمن دون النظر إليها فأجسادها تقادمت، قائلا " لم نعد مثل زمان، نعمل هياكل مؤسسية تبقى لأشخاص، ولكن الصالح العام.. ونحن خدام الصالح العام وأنا سأكتفى بتلك الإجابة الآن ".
مضيفا " نحن خدام الصالح العام، ولكن على الإطلاق لن نفعل شيئا عشان خاطر أحد، ولن نفعل شيئا مؤقت، لأن المؤسسة تسبق الموظف، ونحن عندنا قوانين وقرارات تقادمت.. فهل نحتاج أيضا إلى إعادة استصدار القرارات بما يتلائم مع المراحل والأدوار الحالية؟.. الإجابة نعم ".
مؤكدا، على أنه كما يعاد النظر فى الهيكل الوظيفي يعاد النظر فى القوانين والقرارات، ولكن تجد هيكل مطلقا يصدر عن الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة لا يستجيب للأدوار التى منحها القرار أو القانون المنشأ للهيئة، فأول شيء نراه هو القرار وما هى اختصاصاته وصلاحياته، ثم نطبق عليه الهيكل ثم تبدأ التقسيمات الوظيفية الداخلية، ثم تنشأ بطاقات الوصف الوظيفي والتى تخص الوظيفة ثم يأتى الموظف الذي يعين علي تلك البطاقة، ففي السابق كانت الناس تعين ثم نبحث لهم عن شغل، فهذا لم يعد الآن، فبطاقة الوصف الوظيفي هي شهادة ميلاد الوظيفة.
أزمة قرار (68) وإعادة الهيكلة الوظيفية للمجلس الأعلى للثقافة
صدر القرار رقم (68) للجهاز المركزي للتنظيم والإدارة بجدول هيكل وظائف المجلس الأعلى للثقافة الجديد، دون أن يستوضح عدة إدارات نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
- صدر قرار الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة دون أن يحدد تبعية البيوت الفنية للمجلس الأعلى للثقافة والذى يتعارض أيضا مع المادة (4) بالقانون (138) لسنة 2017، والذى ينص على:
" يشكل المجلس الأعلى للثقافة برئاسة وزير الثقافة المختص، وعضوية كل من وزراء: السياحة، والتربية والتعليم، التعليم العالي والبحث العلمي، الآثار، والشباب والرياضة، وكل من: أمين عام المجلس، ممثل لوزارة الخارجية، ممثل لوزارة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري، ممثل للمجلس الأعلى للجامعات، رئيس اتحاد الكتاب، نقيب الفنانين التشكيليين، نقيب المهن التمثيلية، نقيب المهن السينمائية، نقيب المهن الموسيقية، رؤساء الهيئات الثقافية التابعة لوزارة الثقافة، رؤساء القطاعات والبيوت الفنية التابعة للمجلس الأعلى للثقافة... إلخ "..
- خفض قرار الجهاز المركزى للتنظيم والإدارة المستوى الوظيفى للإدارة المركزية للمركز القومي لثقافة الطفل – من الدرجة العالية وكيل وزارة إلى مستوى وظيفى مدير عام – وهو ما لا يتماشى مع خطة المركز التى يسعى إلى تنفيذها فى على مستوى المحافظات، وهو ما أكد عليه محمد ناصف رئيس المركز خلال الجلسة النقاشية، قائلا " 44 عاما من القوة الناعمة لمصر من خلال المركز القومى لثقافة الطفل، يجب أن نحافظ عليه بشكله وهيكله، ففى العام الماضى أرسلت لنا العديد من الدول العربية منها دولتا الإمارات العربية المتحدة وسلطنة عمان حتى ينقلوا هذا النموذج المصري الفريد… ".
- أيضا جاءت الإدارة المركزية للرقابة على المصنفات الفنية بالمجلس الأعلى للثقافة خارج قرار الهيكلة دون أن نعرف إذا كانت ستصبح إدارة منفصلة أم إلى أى قطاع ستتبع.
ولما كان المجلس الأعلى للثقافة هو أكبر هيئات وزارة الثقافة التى يتبعها القطاعات الثقافية الأخرى، وأهم أولويات وزير الثقافة المختص الذى يشارك ويشرف منه على الخطط والاستراتيجيات الثقافية التى يتم تنفيذها وتتوافق مع سياسة الدولة، نعود ونتساءل من الذى يستهدف تفكيك مفاصل الثقافة فى مصر ؟ ومن الذى يدق مسمارا فى عقولنا ؟ من الذى يضع الدكتورة نيفين الكيلاني فى هذا الموقف الذى لا تحسد عليه، وهل ستكون آخر وزيرة ترأس المجلس؟!.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الأدبية والفنية والثقافية.