رئيس التحرير
عصام كامل

الأزهر سلاح حاسم في نصر العاشر من رمضان.. شعار "الله أكبر" خرج من الدكتور محمد نايل.. والسادات اتخذ قرار الحرب بعد رؤيا الشيخين عبد الحليم محمود والشعراوي

مشايخ الأزهر في ذكرى
مشايخ الأزهر في ذكرى العاشر من رمضان، فيتو

ذكرى العاشر من رمضان، يُعد رمضان  شهر الانتصارات، وبالفعل تحقق لمصر النصر في العاشر من رمضان، وكان الشعار الذي استخدمه الجنود المصريون في ساحة المعركة هو "الله أكبر"، والذي اعتبره الخبراء الاستراتيجيون أحد أسرار النصر في حرب السادس من أكتوبر.

سر شعار النصر "الله أكبر"


في العاشر من رمضان، تعالت الأصوات في ميدان الحرب، معلنة بدء معركة استعادة الكرامة والشرف والعزة، وكان لعلماء ورجال الأزهر الشريف دورًا كبيرًا وبارزًا في حرب أكتوبر 73 العاشر من رمضان، فقد صدر شعار "الله  أكبر"، الذي أطلقه جنود مصر البواسل، من الدكتور محمد نايل، أحد علماء الأزهر الكبار.

 

شعار الله أكبر سر النصر، فيتو


ولشعار "الله أكبر"، وسر النصر في ذكرى العاشر من رمضان، حكاية يتعجب لها الناس، ففي أثناء حرب الاستنزاف كان الدكتور محمد نايل أول من ردد هذا الشعار، فقد كان الدكتور نايل جندي في كتيبة المدفعية "هوزر"، وهذه الكتيبة تقع بضواحي مدينة السويس الباسلة، فكان يري الجنود وهو يصيحون عند اشتباكاتهم مع جنود العدو بكلمة "هه- هه"، وهنا اقترح الدكتور محمد نايل، العالم الأزهري، أن يغير الجنود صيحاتهم بشعار "الله وأكبر"، حتى تكون عناية الله معهم.

وبالفعل استجاب الجنود المصريون لدعوة الدكتور محمد نايل، وانطلق شعار "الله  أكبر" أو سر النصر في حرب السادس من أكتوبر العاشر من رمضان، وفي أول مرة تشهد المعركة تبادل طلقاتِ المدفعية بين الجنود المصريين وجنود العدو، انطلق شعار  "الله أكبر" من حناجر الجنود كالزئير، وتمكنوا لأول مرة من إخراس مدفعيةَ العدو، وإصابته في مقتل، وانتصرت المدفعيةُ المصرية لأول مرة، وهزموا العدو الإسرائيلي في معركةُ أطلق عليها معركة المدفعية لشراستها.

الدكتور عبد الحليم محمود ورؤية النصر


كان للأزهر ومشايخه دور كبير في نصر العاشر من رمضان، وبدأ دورهم قبل بدء الحرب، وأثناء حرب الاستنزاف، وعلى رأسهم شيخ الأزهر، آنذاك، الدكتور عبد الحليم محمود، الذي ذهب إلى الرئيس الراحل أنور السادات، حاملًا معه بشرى نصر أكتوبر 73 العاشر من رمضان، قائلا له "أوصيك باتخاذ قرار الحرب لأننا سننتصر"، ومع اندهاش الرئيس الراحل ردد الدكتور عبد الحليم محمود على مسامعه رؤية عظيمة فقال: "رأيت في المنام النبي محمدًا، صلى الله عليه وسلم، يعبر قناة السويس ومعه عدد من علماء المسلمين وجنود القوات المسلحة يكبرون".

رؤية الشيخ عبد الحليم محمود بالنصر، فيتو


استبشر الرئيس الراحل السادات برؤية الشيخ عبد الحليم محمود، حتى أنه يقال إن رؤية الشيخ عبد الحليم محمود، من ضمن عوامل عديدة التي استعان بها السادات في حسم قرار حرب أكتوبر عام 1973 العاشر من رمضان. 

الأزهر يسهم في حرب العاشر من رمضان


لم يتوقف دور الدكتور عبد الحليم محمود في ذكرى العاشر من رمضان على حلمه فقط، فقد وقف على منبر الجامع الأزهر، ودعا للاستشهاد في سبيل الله خلال الحرب، وكان معروفا عنه أنه يزور الجنود على الجبهة، وأنه كان أقرب إلى أن يكون قائد التعبئة الروحية قبل الحرب.

الشيخ عبد الحليم محمود في جبهة القتال، فيتو


ويعتبر الشيخ عبد الحليم محمود من أكثر علماء الأزهر، الذين اسهموا في التهيئة المعنوية للجنود في حرب أكتوبر، فقد كان الدكتور عبد الحليم محمود عميدًا لكلية أصول الدين بالقاهرة، فترة حرب الاستنزاف، وترك تصريف أمور الكلية لوكيل الكلية، وتفرغ لتثقيف الجنود وحثهم على نيل الشهادة، لاسترداد كل الأراضي المحتلة، وعندما تولى وزارة الأوقاف، كان خطاب وزارته تأهيل المجتمع لتحمل تبعات الحرب حتى النصر.

الشيخ عبد الحليم محمود في الجبهة، فيتو


وعندما تولى الدكتور عبد الحليم محمود مشيخة الأزهر في 27 مارس 1973، اهتم بإسهام الأزهريين في معركة العاشر من رمضان، واستعان بأساتذة جامعة الأزهر ورجال الدعوة للقيام بهذا العمل، الذي كان يراه لا يقل أهمية عن تعليم الناس في الجامع الأزهر.
أما الشيخ محمد متولي الشعراوي، فقد كان له دور بارز في انتصارات أكتوبر العاشر من رمضان، فقد كان يذهب إلى الجنود على الجبهة ويلتقى بهم، ويلقى عليهم الأحاديث في فضل الجهاد والانتصار لدين الله والوطن.

الشيخ الشعراوي يطمئن السادات برؤية النصر


وكان للشيخ الشعراوي رؤيا مشابهة لرؤيا الدكتور عبد الحليم محمود في نصر أكتوبر العاشر من رمضان، وجاءت الرؤيا كفلق الصبح، حيث رأى الشيخ الشعراوي  "رسول، صلى الله عليه وسلم، وهو يقود جيش مصر ويعبر القناة لتحقيق النصر"، وهذه الرؤيا كشف عنها نجل الشيخ الشعراوي الدكتور أحمد الشعراوي في مداخلة هاتفية ببرنامج "المسلمون يتساءلون" على قناة المحور.
وجاءت رؤيا الشيخ الشعراوي عن نصر السادس من أكتوبر العاشر من رمضان، عامل طمأنة للرئيس الراحل السادات الذي اتخذ قراره بخوض المعركة 

الشيخ الشعراوي والسادات، فيتو


روى الشيخ الشعراوي رؤياه للرئيس الراحل السادات، التي اعتبرها من البشريات، وخاصة أنه تحث على خوض الحرب ووعده بالنصر، في وقت عصيب،  وكان  الخبراء الغرب يرون أن خط برليف حصين يصعب اختراقه، ووصفوا جيش الاحتلال بأنه "لا يقهر". 

مشايخ الأزهر على خط الار، فيتو


وفي تسجيل نادر لأحد محاضرات الشيخ محمد متولي الشعراوي، ألقاها على القادة والجنود المصريين في ذكرى نصر أكتوبر 1973،  قال: "أنا ومهمتي وأنتم ومهمتكم، نلتقي في أننا جميعًا جنود الحق أنا بالحرف وأنتم بالسيف، وأنا بالكتاب وأنتم بالكتائب، وأنا باللسان وأنتم بالسنان".

الشيخ المأمون صاحب دعوى قطع البترول عن الغرب


أما الشيخ حسن المأمون، الإمام الأكبر شيخ الأزهر حسن مأمون، فقد كان أول من اقترح للراحل حسن المأمون "منع تصدير البترول للعدو قبل حرب أكتوبر بـ 6 سنوات، كان مما قاله في هذا المضمار: "أيها المسلمون.. إن مصر لا تحارب إسرائيل وحدها، إنها تكافح العدوان الموتور، الممثل في أمريكا وبريطانيا، وإني باسم علماء الأزهر الشريف والمصريين عامة أناشدكم أن توقفوا تصدير البترول إلى دول الغرب، حتى يتحقق النصر وتشاركوا معنا في ردع هذا العدوان الغاشم على إخوتكم في مصر"، واستجاب حكام الخليج لنداء الشيخ المأمون في حرب أكتوبر 1973، وتم قطع البترول عن الغرب، الأمر الذي كان له أثر بالغ في نصر أكتوبر.

الشيخ حسن مأمون يطالب بقطع البترول عن الغرب، فيتو

من المشاهد والمواقف التى تبرز الدور المهم للأزهر، استعدادًا لحرب أكتوبر، عندما أجرى الإمام الأكبر الراحل حسن المأمون زيارة إلى الجبهة في عام 1968، وعقد ندوات للجنود بالوحدات العسكرية، رغم ظروفه الصحية، وكان يقول: "لعلى أُغبِّرُ قدميَّ فى سبيل الله، قبل أن ألقى ربي.. أعيشُ هذه اللحظاتِ بين الصامدين والمجاهدين فى الجبهة".

الشيخ محمد أبو زهرة يدعى لزيارة الجبهة


وكان الشيخ محمد أبو زهرة يدعى لزيارة الجبهة، وعندما تهيأ للسفرِ اصطحب معه الدكتور إسماعيل الدفتار، شيخ الحديث الراحل، وعندما توجهت بهما السيارة عند مدخل طريق السويس الصحراوي، تبين أن الطريق مغلق عسكريًّا، ولا يجوز مرورُ أى مدنى منه، فنظر الشيخ أبو زهرة إلى الدكتور إسماعيل الدفتار، وقال له: "يا بنى الآن أصبح الطريق مغلقًا، ولكننا ارتبطنا بالإخوةِ فى مدينةِ السويس فكيف يكون البديل عن الطريق الصحراوي؟ فقال له الدكتور إسماعيل: لا بديل يا مولانا إلا طريق السكة الحديد، والقطار مُتعب لفضيلتِكم، فرد الشيخ قائلًا: "يا بنى ما دُمنا قد ارتبطنا وهناك ناس فى انتظارنا، فلابد للدعاةِ من أن يتحملوا المشقةَ فى سبيل الله، واستقلا القطار الذى قطع المسافة فى أكثر من خمس ساعات، بدلا من ساعةٍ ونصف الساعة، ولم يمنعه التعب والارهاق من لقاء الجنود".

الشيخ محمد أبو زهرة، فيتو


وقال الشيخ محمد أبو زهرة للجنود "يا واد يا إسماعيل، ابدأ بالمقدمة، وأنا سوف أنزل لألتقى بأبنائى من الجند، وأبناء المدينة الذين يعيشون فى هذه المعارك.. نحن ننعم بالقاهرة وغيرها، ولا نشعر بهم".

الشيخ الفحام يصلي في عمق سيناء


وفي فى دراسة عن "دور الأزهر فى تحقيق نصر أكتوبر المجيد.. قراءة فى فقه التهيئة النفسية والمعنوية للجنود"، ذكر الشيخ أحمد ربيع الأزهري، الباحث في التاريخ والمنهج الأزهري، دور الشيخ الفحام، الذي تولى مشيخة الأزهر في سبتمبر 1969، واعتبر نفسه جنديًا فى ساحة القتال، حيث كان الشيخ الفحام يجمع الشعب المصرى على هدف واحد وهو تحرير سيناء.

الشيخ الفحام والدعوة لقتال العدو، فيتو


وفي إبريل 1972 زار الشيخ الفحام جبهة القتال، برفقة نخبة من علماءِ الأزهر،  لرفع الروح المعنوية للجنود على الجبهة، لكن ظروف الشيخ الفحام الصحية ألجأته للراحة وطلب ترك المشيخة فى مارس 1973، لكن الله استجاب دعاءه وعبر القناة وصلى فى عمق سيناء، بصحبة الشيخ محمد الذهبى وعدد من علماء الأزهر وقادة الجيش الثالث.

حكاية الجنود المصريين "عايزين نفطر في الجنة" 


يقول الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء، في حديث له عبر بوابة الأزهر، إنه كان من ضمن المشاركين فى حرب أكتوبر المجيدة، وشارك مع الجنود في حرب العاشر من رمضان، حيث تواجد مع الجنود لتثبيتهم معنويًا، وحثهم على القتال والنصر.
وأكد الدكتور عمر هاشم على أن بعض علماء الأزهر، الذين تواجدوا فى الجيش، آنذاك، كانوا يخرجون مع الجنود إلى ساحة القتال لتثبيتهم معنويًا، فكانوا يرافقونهم فى الخنادق والثكنات، وفى أماكن التحصينات، ويؤازرونهم، ويقاتلون معهم. 

الجنود يرفضون الإفطار في رمضان، فيتو


وحكى عمر هاشم، أن شيخ الأزهر الدكتور عبدالحليم محمود، صعد منبر الجامع الأزهر، وأخذ يخطب فى الناس، ويؤكد لهم بأن الحرب مقبلة وسوف ننتصر، وأنه يستبشر خيرا بأن النصر مقبل، وأن الشيخ عبدالحليم محمود استعان بأساتذة جامعة الأزهر ورجال الدعوة لتعبئة الروح المعنوية لأبناء قواتنا المسلحة"
كما حكى الدكتور عمر هاشم عن موقف الجنود من الصيام في الحرب، فقال "إنه عند لقاء العلماء بأبناء الجيش فى شهر رمضان أثناء الحرب أفتى بعض الدعاة للجنود بأنه نظرًا لحرارة الجو وحاجة الحرب إلى كامل طاقتهم، من المستحب الأخذ برخصة الفطر لتكون عونا لهم فى الانتصار على العدو الصهيونى، بيد أن بعض الجنود أجابوا قائلين: "لا نريد أن نفطر إلا فى الجنة!".


ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو) ، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية