عصام درويش.. حكاية منشد صعيدي على عتبات السيد البدوي.. كشف لـ«فيتو» أسرار الإنشاد الديني ومستقبله ترك حلم الهندسة الزراعية ليبتهل بحب الرسول وآل البيت
«يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة فلقد علمت بأن عفوك أعظم».. كلمات سقطت كالسهم على قلب عصام درويش، صاحب الـ٥٢ عاما خريج المعهد العالي للتعاون الزراعي، إذ غيرت حياته بشكل كامل، فبعد أن كان حلمه أن يصبح مهندسا زراعيا توجه للإنشاد وتلاوة القرآن الكريم.
ابن صعيد مصر، وبالتحديد أسيوط، والمقيم حاليا بجوار مسجد السيد البدوى بطنطا، يقول:
«في البداية كانت والدتي هي الداعم، وتركت مجال الهندسة الزراعية وتوجهت للإنشاد الديني، وبدأت أحفظ القرآن منذ نعومة أظفارى، وبدأت أكتشف نفسي وأنا أدرس بالجامعة وأجرب الإنشاد وتلاوة القرآن الكريم، حتى أعجب الجميع بصوتي».
وتابع عصام في روايته لـ»فيتو»: «غيرت حياتي بالكامل لتتماشى مع شغفي الجديد، وأصبحت أجرب نفسي في الإنشاد في المناسبات العائلية والأصدقاء والأفراح الإسلامية، وأتممت حفظت القرآن الكريم والأناشيد في وقت قياسي، وكنت أحب الترتيل بصوت ياسر الدوسري فإنه غير حياتي».
وأوضح أنه يحلم أن يكون أفضل منشد في الوطن العربي، وأن يغزو صوته كل القلوب، مضيفا: «نفسي أكون أفضل منشد في الوطن العربي»، مضيفًا: ”شيخي كان بينصحني بإخلاص النية والاستعانة بالله، والإنشاد بحتسبه عند الله».
وعن أكثر الآيات التي تؤثر فيه، أوضح “درويش” أن قول الله تعالى: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ} من أكثر الآيات التي يتأثر بها، قائلًا: «كنت دايما أقول يا رب، ألاقي على طول ربنا بيسمعني، ولما بقيت بنشد ربنا وسع رزقي، وخدت الطريق ده علشان أقرب من ربنا بيه ويكون طريق نور».
وأكد أنه يتخذ من مقام السيد البدوي بطنطا مكانا للإقامة، ومنذ زمن بعيد لا يفارق ساحته منشدًا ومادحًا، حيث زادت شهرته في المديح في طنطا، ومثلى الأعلى الشيخ أحمد التوني، والذي كان له الأثر الأكبر في عشقه للمديح، وحول أحب القصائد له فيلخصها في: «روح للمشيرة - ومسني جرح - وشجون القلب - وأهيم شوقًا».
ويسرد «درويش» حديثه قائلا: «مصر تعد أرضا خصبة للابتهالات والأناشيد الدينية، وأيضا بأصوات ذهبية تملأ سمع العالم الإسلامي بأسره منذ زمن بعيد، وما زال تأثير هؤلاء الأئمة والشيوخ والمنشدين الأوائل ينتقل عبر الأجيال المتتالية من خلال تلاميذهم وخلفائهم ومن استوحوا منهم الإلهام لتقديم ألوان مختلفة من فن الإنشاد الديني».
وأوضح أن أهمية الإنشاد فى الإحساس وتوصيله للجمهور من أجل أن يستفيدوا منه، لافتا إلى أنه يحرص على توصيل الإنشاد والمدح بشكل بسيط حتى يستفيد منه الجميع، وخاصة الشباب، لأن الإنشاد الديني صعب للغاية.
وعن مستقبل المديح يقول درويش: «معظم المداحين لا يأخذون حقوقهم في ظل استقدام بعض المنشدين من الخارج، خاصة من بلاد سوريا من قبل وزارة الثقافة، والذي يحول دون وصول المنشد المصري إلى مبتغاه في الشهرة والظهور».
«وفي النهاية أدعو الشباب للسعي لإرضاء الله عز وجل، وإذا خفت ربنا كل شيء يخاف منك، فلو عندك موهبة استغلها في التضرع لله».