مسلسل الحشاشين يعيد للذاكرة رعب الشدة المستنصرية.. باحثون يكشفون الأخطاء التاريخية.. الرواية وقعت في خطأ المقريزي بخطف الأطفال وأكلهم.. وحسن الصباح ترك مصر قبل وفاة المستنصر
الشدة المستنصرية، لاتزال أصداء مسلسل "الحشاشين" تلقي بظلالها على المصريين، وخاصة بعد تجسيد المسلسل للشدة المستنصرية، التي عاني فيها المصريون من المجاعة الشديدة، وجسد المسلسل ما ذكره المقريزي عن الشدة المستنصرية، والتي ادعى فيها أن المصريين كانوا يخطفون الأطفال ويأكلونهم من شدة الجوع.
ظهور الشدة المستنصرية في أحداث مسلسل الحشاشين
ظهور الشدة المستنصرية في أحداث المسلسل، أثارت جدلًا واسعًا، الأمر الذي اعتبره البعض مغاير عن الواقع والحقيقة، مؤكدين أن المؤرخ المصري المقريزي ظهر بعد الشدة المستنصرية بـ300 عامًا، وما يقوله عن المصريين وأكل لحوم البشر هو درب من الخيال، وعابوا على المسلسل اعتماده على رواية المقريزي دون غيره.
كما كشف نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي والباحثين عن بعض الأخطاء التاريخية، التي وقع في المسلسل، حيث جانب الرواية التاريخية الصواب في بعض أحداثها، ومنها أن المسلسل أظهر المستنصر وهو يموت أثناء الشدة المستنصرية، وهو خطأ تاريخي وقع فيه مسلسل الحشاشين، حيث توفى المستنصر بعد أن استعادت مصر أحوالها بعد الشدة المستنصرية.
أخطاء مسلسل الحشاشين عن الشدة المستنصرية
وأثارت أحداث مسلسل الحشاشين الكثير من التساؤلات حول الشدة المستنصرية، والأخطاء التاريخية، حيث قال أحمد سبلندد: "شاهدت حلقتين من مسلسل الحشاشين حلو التصوير والديكورات وآداء، لكن عيبه الوحيد أنه تبنى كلام المقريزي عن الشدة المستنصرية، والتخاريف التي كتبها عن المصريين أنهم كانوا يخطفون الأطفال ليأكلوهم ويسيرون في الشارع مثل الزومبي!! الكلام غير صحيح اتكتب بعد 300 سنة من هذه الفترة".
وعلق أسامة أبو سكينة فقال: "المقريزي ولد بعد ٣٠٠ عام من الشدة المستنصرية فكيف له أن يروي ما حدث".
أما حسن الصواف فقال: "يقال إن الشدة المستنصرية لم تحدث بهذا الشكل الفظيع والمقريزي ولد بعدها بـ300 عام، ويقال إنها لم تحدث أساسا لأن مصر دولة على ضفتي نهر وبها عدد سكان يعادل 5 ملايين نسمة وقتها مع وفرة مياه وزراعة وتجارة وصناعة مما يحقق اكتفاء ذاتي لكل مواطن هناك الكثير بالتاريخ ربما فيه مبالغة".
أكل الناس لحوم القطط والكلاب في الشدة المستنصرية
وعلق هشام مصطفى قائلًا: "رؤية أخرى للشدة المستنصرية أو المجاعة، لم يشر مصدر واحد أن المصريين في هذا الوقت تركوا بلادهم بحثًا عن أرض أخرى. فالمصري يموت جوعًا ولا يترك أرضه".
ورد راشد حامد فقال: "الشدة المستنصرية كانت مجاعة ندر فيها الطعام جدًا، وأكل الناس لحوم القطط والكلاب ولم يحدث أبدا أن أكلوا لحوم البشر".
وعلق الباحث هاني إبراهيم فقال: "على هامش المتداول عن الشدة المستنصرية، خلال الشدة المستنصرية باع المستنصر كل ما يملك وأصبح يعيش على ما تبقى من صدقات أهل البر، ولم يستوعب المجاعة التى تمر بها البلاد إلا عندما قامت امرأة ببيع عقد لها ثمنه 1000 دينار لشراء كسرة خبز، توجهت بها إلى باب القصر ونادت بأعلى صوت" يا أهل القاهرة ادعوا لمولانا المستنصر الذى أسعد الناس بأيامه حتى تقومت بهذه الكسرة بألف دينار"، حينها فقط أمر المستنصر بإخراج بعض السجناء ممن محكوم عليه بالإعدام وأمر بإحضار جميع التجار وضم السجناء إلى مجلسهم فأمر بقتل السجناء على إنهم تجار اخفوا القمح من البلاد فخاف التجار وأخرجوا كل ما لديهم من المخازن وانتهت المجاعة."
بدأت المجاعة بنقص فيضان النيل وتفاقمت أحوال البلاد
وقال هاني إبراهيم عن الشدة المستنصرية: "بدأت المجاعة بنقص فيضان النيل وتفاقمت أحوال البلاد لقلة المزروع من القمح وان كان المقريزي لم يتناول أمر النيل باستفاضة مثلما تناوله موفق الدين عبد اللطيف البغدادي الشهير بابن اللباد والذي زار مصر فى نهاية فترة الشدة التى مرت بها خلال حكم الملك العادل من الدولة الايوبية، وهي مجاعة مرت بها مصر لا تقل عن ما ذكره المقريزي في مجاعة الشدة المستنصرية، لكن الملاحظ أن البغدادي لم يشير إلى الشدة المستنصرية على الاقل فى هذا الكتاب الذي انتهى من كتابته سنة 600 هجرية."
وأضاف هاني إبراهيم "ذكر البغدادي أنه في سنة 596 هجرية، بلغت زيادة النيل 12 ذراعا و21 أصبع وهذا المقدار نادر جدا لم يحدث منذ الهجرة إلى الآن أن النيل وقف على هذا الحد إلا في سنة 356 هجري فى إشارة إلى فترة الشدة التى مرت بها مصر خلال حكم كافور الإخشيدي ثم يشرح حال النيل وكيف كان الفيضان بأن المياه جاءت مليئة بالطحالب ولا تصلح للشرب".
يئس الناس من زيادة النيل وارتفعت الأسعار
وتابع الباحث هاني إبراهيم فقال: "بعد سنة من تلك الشدة يقول البغدادي، وقد يئس الناس من زيادة النيل وارتفعت الأسعار وأقحطت البلاد وأنجلى كثير منهم إلى الشام والمغرب والحجاز واليمن وتفرقوا فى البلاد ودخل إلى القاهرة خلق عظيم واشتد بهم الجوع ووقع فيهم الموت واشتد بالفقراء الجوع. وفي سنة 598 هجرية قل خطف الأطعمة من الأسواق لفناء الصعاليك وقلتهم.. من المدينة وانحطت الأسعار لقلة الآكلين لا لكثرة المأكول، ويذكر حتى أن المسافر يسير في كل جهة أياما لا يصادف حيوانا وأن عدد الموتى الذين تم تسجيلهم خلال 22 شهرا من شوال 59 هجرية إلى رجب 598 هجرية 111 ألف نفس.. بعض الوقائع التي ذكرها البغدادي في كتابه يؤكد أنها من مصادر يثق بها خصوصا وأن زيارته لمصر عاصرت نهاية الشدة وانتهى من كتابه بعد نهاية الشدة بسنتين فقط سنة 600 هجرية."
المغالطات التاريخية في مسلسل الحشاشين
أما الناشط وائل عباس فرصد بعض المغالطات التاريخية في مسلسل الحشاشين فقال: "مسلسل الحشاشين مراجعة الحلقة الثالثة.. المسلسل جاب المستنصر بيموت.. في أثناء الشدة المستنصرية، وده غلط.. المستنصر مات بعد ما مصر وقفت على حيلها تاني وبقت تمام، وبدر الجمالي رجع الزراعة والتجارة وعمر القاهرة، وبني سورها وبواباتها الموجودة حاليًا، وبدر الجمالي هو والمستنصر بيموتوا في وقت متقارب"
وتابع وائل عباس قائلًا: "حسن الصباح ترك مصر قبل وفاة المستنصر بكثير، ومقابلة المستنصر وحسن الصباح لا دليل عليها بالمرة، وكذلك قصة شفاء أم الخليفة الجارية رصد، رصد خرجت من الحياة السياسية بعد خلافات الغلمان أو الجنود الترك مع الجنود السودان أو النوبيون، وفي الأغلب كانت تعيش في بغداد وليس القاهرة".
ملك شاه تولى الحكم ولم يكن رجلًا كبيرًا
وقال وائل: "ملك شاه تولى الحكم وهو عنده 17 سنة ونظام الملك كان الوصي عليه، لم يكن رجلا كبيرا مثلما جاء في المسلسل... وهو أمر بقتل عمه قاروت بك فعلا بوتر قوسه، لكن مش بايده، ورسائل الخونة احرقها نظام الملك بنفسه (حاجة مريبة)، جميع شخصيات المسلسل ينطقون اسم الجمالي خطأ فهو بدر الجمالي بدون شدة على الميم، وسمي كذلك لأنه في الاصل مملوك أرمني، كان مملوكا لوالي دمشق جمال الدولة بن عمار، ومن هنا جاء اسم الجمالي وليس الجمّالي".
وأضاف وائل عباس قراءته في مسلسل الحشاشين فقال: "يظهر فنار الإسكندرية القديم في المسلسل، وهو بالفعل كان مازال قائما في تلك الفترة، وانهار في القرن 15، المستنصر والجمالي ماتوا في نفس السنة، وكان مهندس تولية المستعلي هو الأفضل شاهنشاه ابن بدر الجمالي، اللي ورث الوزارة موضوع تولية المستعلي واستبعاد نزار موضوع شائك حتى الآن، وفيه أقاويل كثيرة ممكن تقروا عنه في كتب الهداية الأميرية وبول ووكر وفرهد دفتري"
كتاب الإدريسي يكشف خطأ مسلسل الحشاشين
وقال وائل عباس: “سبق ونفينا لم يخرج حسن الصباح من مصر بصفقة بعد موت المستنصر لأنه خرج والمستنصر على قيد الحياة وهو بالفعل خرج في سفينة لكنها كانت سفينة للافرنج، وهي بالفعل غرقت ولم تنج ولكنه هو نجا منها وسافر إلى سوريا، يصور المسلسل حسن الصباح يحمل كتابًا، ثم يقول لمن في السفينة إن نزار أخبره أن السفينة ستنجو والكتاب بيتكلم عن الرياح وطرق قياسها يعني بيحاول يبين أنه كان يستخدم العلم ليكذب فقط... لفت نظري خريطة في الكتاب ده ببعض البحث اكتشفت أنها خريطة صقلية للإدريسي من كتابه نزهة المشتاق في اختراق الآفاق وهذا الكتاب كُتب بعد وفاة الصباح بـ 20 سنة ”.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو) ، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.
