أمين الأمة، لمحات من قصة الصحابي أبو عبيدة بن الجراح
أمين الأمة، يواصل القسم الديني في بوابة فيتو تقديم قصص تاريخية عن شخصيات إسلامية أثرت في التاريخ الإسلامي وأسهمت في صناعته وبقائه، وموضوعنا اليوم عن الصحابي أبو عبيدة بن الجراح.
أبو عبيدة بن الجراح
هو عامر بن عبد الله بن الجراح بين هلال الفهري القرشي، ولد سنة 40 قبل الهجرة 584م، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، أطلق عليه أمين الأمة.
صفات أبي عبيدة بن الجراح
اتصف أبو عبيدة بن الجراح بالأمانة كما أطلق عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم أمين الأمة، أما صفاته الخلقية فكان رجلا نحيفا معروق الوجه، خفيف اللحية، طوالًا، أجنأ (في كاهله انْحِناء على صدره)، أثرم (أي أنه قد كسرت بعض ثنيته).
روى البخاري والمسلم عن أنس بن مالك أن النبي محمدًا قال: «إن لكل أمة أمينًا، وإن أميننا أيتها الأمة: أبو عبيدة بن الجراح».
وقال ابن حجر العسقلاني: «والأمين هو الثقة الرضي، وهذه الصفة وإن كانت مشتركة بينه وبين غيره لكنَّ السياقَ يُشعر بأن له مزيدًا في ذلك، لكن خَصَّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم كلَّ واحد من الكبار بفضيلة ووصفه بها، فأشعر بقدر زائد فيها على غيره، كالحياء لعثمان، والقضاء لعلي ونحو ذلك».
إسلام أبي عبيدة بن الجراح
كان أبو عبيدة من السابقين بالإسلام، إذ أسلم بعد إسلام أبو بكر الصديق بيوم، كما هاجر أبو عبيدة مرتين: مرة إلى الحبشة ومرة إلى المدينة المنورة.
وذكر ابن هشام في السيرة أن أبو عبيدة في عُصبة أسلمت بعد ثمانية نفر سبقوا إلى الإسلام، والأرجح أنهم لم يُسلموا في يوم واحد، بل أسلموا متفرّقين في أيام، وكان ترتيبهم بأجمعهم بعد الثمانية السابقين، وقبل مَن ذُكر بعدَهم.
مساهمات أبي عبيدة في الجهاد
كان لأبي عبيدة مواقف عظيمة في البطولة والتضحية والدفاع عن راية الإسلام، وقد كان أبو عبيدة خبيرا بفنون الحرب، وحيل القتل لذا جعله الرسول قائدًا على كثير من السرايا، ولم يتخلف عن غزوة غزاها النبي، ففي غزوة بدر رأى أبو عبيدة أباه في صفوف المشركين فابتعد عنه، بينما أصر أبوه على قتله، فلم يجد الابن مهربًا من التصدي لأبيه، وتقابل السيفان، فوقع الأب المشرك قتيلا، بيد ابنه الذي آثر حب الله ورسوله على حب أبيه، فأنزل الله فيه هذه الآية: «لاَ تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آَبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلاَ إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ». (المجادلة: 22).
وفاة أبي عبيدة بن الجراح
توفي أبو عبيدة وعمره 58 عامًا، ودفن في الشام، بعد ما أصيب بالطاعون، فكتب أمير المؤمنين إليه يأمره بأن يخرج من عمواس إلى منطقة الجابية حتى لا يهلك الجيش كله، فذهب أبو عبيدة بالجيش حيث أمره أمير المؤمنين، ومرض بالطاعون، فأوصى بإمارة الجيش إلى معاذ بن جبل، ثم توفي – رضي الله عنه – في طاعون عمواس.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، القسم الثاني، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.